أنشيلوتي حول الإساءات ضد فينيسيوس: ليست مشكلته بل «مشكلة الكرة الإسبانية»

جماهير أتلتيكو وضعت لافتة باللونين الأحمر والأبيض كُتب عليها «مدريد تكره ريال»

أنشيلوتي قال إن مشكلة العنصرية يجب حلها في إسبانيا (إ.ب.أ)
أنشيلوتي قال إن مشكلة العنصرية يجب حلها في إسبانيا (إ.ب.أ)
TT

أنشيلوتي حول الإساءات ضد فينيسيوس: ليست مشكلته بل «مشكلة الكرة الإسبانية»

أنشيلوتي قال إن مشكلة العنصرية يجب حلها في إسبانيا (إ.ب.أ)
أنشيلوتي قال إن مشكلة العنصرية يجب حلها في إسبانيا (إ.ب.أ)

يرى كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، أن الإساءة الموجهة ضد لاعبه فينيسيوس جونيور هي مشكلة كرة القدم الإسبانية بأكملها، وليس اللاعب البرازيلي صاحب البشرة السمراء، البالغ عمره 22 عاماً.
وتعرض فينيسيوس لإساءات عنصرية من مشجعي مايوركا يوم الأحد في مباراة عنيفة شهدت ارتكاب عشرة أخطاء ضد اللاعب البرازيلي، وهو أكبر عدد من الأخطاء ضد لاعب في مباراة واحدة بالدوري هذا الموسم.
واستهدفت الجماهير، فينيسيوس، بإساءات عنصرية في ثلاث مناسبات سابقة على الأقل، منها في برشلونة، وفي ضيافة أتليتيكو مدريد، وفي ملعب ريال بلد الوليد، وهو اللاعب الأكثر تعرضاً للأخطاء في بطولات الدوري السبع الكبرى في أوروبا خلال الموسم الحالي بفارق كبير.
وقال أنشيلوتي للصحافيين، اليوم الثلاثاء، «يبدو أن المشكلة هي فينيسيوس، لكن الأمر ليس كذلك. هذه مشكلة كرة القدم الإسبانية ويجب حلها».
وأضاف: «السؤال الذي أسأله هل هو فينيسيوس أم زملاؤه؟ ما الذي يجب على زملائه الدفاع عن فينيسيوس منه؟ فينيسيوس هو ضحية شيء أنا لا أفهمه».
وكان يمكن الاستماع إلى هتافات من مشجعي مايوركا لوصف فينيسيوس بالقرد خلال فيديو نشرته منصة «دازون» على الإنترنت يوم الأحد.
وتحقق الشرطة الإسبانية أيضاً في مزاعم بوجود جريمة كراهية ضد اللاعب البرازيلي بعد شنق دمية ترتدي القميص رقم 20 الخاص باللاعب على جسر أمام مقر مران ريال قبل قمة مدريد منذ حوالي أسبوعين.
ووضعت الدمية إلى جانب لافتة باللونين الأحمر والأبيض لأتليتيكو وكُتب عليها «مدريد تكره ريال» خلال الساعات الأولى من صباح 26 يناير (كانون الثاني)، وفقاً لما ذكرته الشرطة.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، قرر الادعاء في مدريد عدم توجيه اتهامات بخصوص الهتافات ضد فينيسيوس بعدما رأى أنها «استمرت لثوانٍ قليلة» ولم تشهد ارتكاب جريمة.
وتدخل لاعبون برازيليون مثل الأسطورة الراحل بيليه، ونيمار، للدفاع عن فينيسيوس في سبتمبر الماضي، بعدما تعرض احتفال لاعب ريال مدريد بالأهداف لمقارنات بالقرد في برنامج رياضي، ما أثار تعليقات مؤيدة للاعب على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشر فينيسيوس رسالة فيديو في هذا الوقت للرد على ما وصفه بـ«رهاب الأجانب والعنصرية»، وقال إنه «لن يتوقف عن الرقص»، وإن «سعادة البرازيلي الأسود والنجاح في أوروبا وراء إزعاج البعض».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اتهم فينيسيوس رابطة الدوري الإسباني بمواصلة عدم اتخاذ أي إجراء ضد عنصرية المشجعين في المباريات، بعدما انتشرت لقطات فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه إساءات وإلقاء أجسام عليه في اليوم السابق في بلد الوليد.
وقال فيدريكو بالفيردي لاعب وسط ريال مدريد، في مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، «فيما يتعلق بالعنصرية، أعتقد أن الناس مستاءة من حياتها الخاصة، وتذهب للمدرجات وتحاول التعبير عن إحباطها في شاب عمره 22 عاماً. يجب إظهار الاحترام للآخرين».
وأضاف: «عندما يتعرض لاعب للكثير من الأخطاء، فهذا جزء من كرة القدم، لكن نحن كزملاء يجب علينا الدفاع عنه».


مقالات ذات صلة

لافوينتي : نهائي كأس أوروبا سيكون متوازناً… سيفوز الأقل خطئاً

رياضة عالمية دي لافوينتي (د.ب.أ)

لافوينتي : نهائي كأس أوروبا سيكون متوازناً… سيفوز الأقل خطئاً

طالب مدرب المنتخب الإسباني لويس دي لا فوينتي لاعبيه بصناعة التاريخ لبلادهم عندما يتواجهون مع المنتخب الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية ينتظر المنتخب الإسباني الآن مباراة أخيرة لفرض سحره والتألق (أ.ف.ب)

«لا فوينتي الهادئ» كسب معركته مع الصحافة… وأعاد إسبانيا لعافيتها

نجح المدرب لويس دي لا فوينتي، رغم العقبات والانتقادات، في إعادة منتخب إسبانيا إلى الطريق الصحيح بثقة وهدوء.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية لاعبو إنجلترا بعد تخطي هولندا والتأهل لنهائي «يورو 2024»

هل تعد إسبانيا أفضل منتخب في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024؟

هل كانت إنجلترا بحاجة لتقديم الأداء السيئ والممل أمام الدنمارك لكي تعيد ضبط الأمور وتصل للمباراة النهائية؟

أوروبا لاعب المنتخب الإسباني لامين يامال خلال التدريبات (أ.ف.ب)

غضب من فيديو لامين يامال بقميص منتخب المغرب

أثار مقطع فيديو للاعب لامين يامال غضباً وسط الإسبان رغم إعرابه عن فخره بقيادة منتخب بلاده للصعود لنهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2024»

رياضة عالمية دي لافوينتي يقوم بتوجيهاته خلال المباراة (رويترز)

مدرب إسبانيا: هدف لامين يامال «لمسة عبقرية»

أثنى لويس ديلا فوينتي، مدرب إسبانيا، على مستوى وتماسك فريقه، بعدما قلب تأخره بهدف ليفوز 2-1 على فرنسا، ويتأهل لنهائي بطولة أوروبا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
TT

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

قبل 16 عاماً، فقد عثمان الكناني بصره فألمّ به خوف من فقدان صلته بكرة القدم التي يهواها منذ صغره. لكن إصراره على عدم الاستسلام دفعه إلى توظيف شغفه في تأسيس أوّل فريق للمكفوفين في العراق وإدارة شؤونه.

ويقول الرجل الذي يبلغ حالياً 51 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما فقدت بصري، عشت سنة قاسية، نسيت فيها حتى كيفية المشي، وأصبحت أعتمد في كل شيء على السمع».

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

في عام 2008، فقد المدير السابق لمكتبة لبيع الكتب واللوازم المدرسية، البصر نتيجة استعمال خاطئ للأدوية لعلاج حساسية موسمية في العين، ما أدّى إلى إصابته بمرض الغلوكوما (تلف في أنسجة العصب البصري).

ويضيف: «ما زاد من المصاعب كان ابتعادي عن كرة القدم». ودام بُعده عن رياضته المفضّلة 8 أعوام.

شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف (أ.ف.ب)

لكن بدعم «مؤسسة السراج الإنسانية» التي شارك في تأسيسها لرعاية المكفوفين في مدينته كربلاء (وسط) في 2016، شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف، حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف.

وظلّ يلعب مع هذا الفريق حتى شكّل في عام 2018 فريقاً لكرة القدم للمكفوفين وتفرّغ لإدارة شؤونه.

ويتابع: «أصبحت كرة القدم كل حياتي».

واعتمد خصوصاً على ابنته البكر لتأمين المراسلات الخارجية حتى تَواصلَ مع مؤسسة «آي بي إف فاونديشن (IBF Foundation)» المعنيّة بكرة القدم للمكفوفين حول العالم.

يتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً (أ.ف.ب)

وكانت «الفرحة لا توصف» حين منحته المؤسسة في عام 2022 دعماً ومعدات من أقنعة تعتيم للعيون وكُرات خاصة.

ويوضح: «هكذا انطلق الحلم الرائع».

ويؤكّد أن تأسيس الفريق أتاح له «إعادة الاندماج مع الأصدقاء والحياة»، قائلاً: «بعد أن انعزلت، خرجت فجأة من بين الركام».

4 مكفوفين... وحارس مبصر

وانطلق الفريق بشكل رسمي مطلع العام الحالي بعدما تأسّس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين في نهاية 2023، وتشكّل من 20 لاعباً من محافظات كربلاء وديالى، وبغداد.

ويستعد اليوم لأوّل مشاركة خارجية له، وذلك في بطولة ودية في المغرب مقرّرة في نهاية يونيو (حزيران).

ويتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد، مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً. ومن بين اللاعبين 10 يأتون من خارج العاصمة للمشاركة في التمارين.

يصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب (أ.ف.ب)

ومدّة الشوط الواحد 20 دقيقة، وعدد اللاعبين في المباراة 5، منهم 4 مكفوفون بالكامل بينما الحارس مبصر.

وخلال تمارين الإحماء، يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم.

وتتضمّن قواعد لعبة كرة القدم للمكفوفين كرات خاصة، ينبثق منها صوت جرس يتحسّس اللاعب عبره مكان الكرة للحاق بها.

ويقوم كلّ من المدرّب والحارس بتوجيه اللاعبين بصوت عالٍ.

يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً (أ.ف.ب)

بعد ذلك، يأتي دور ما يُعرف بالمرشد أو الموجّه الذي يقف خلف مرمى الخصم، ماسكاً بجسم معدني يضرب به أطراف المرمى، لجلب انتباه اللاعب وتوجيهه حسب اتجاه الكرة.

ويصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب لئلّا يصطدموا ببعضهم.

وحين يمرّ بائع المرطبات في الشارع المحاذي للملعب مع مكبرات للصوت، تتوقف اللعبة لبضع دقائق لاستحالة التواصل سمعياً لمواصلة المباراة.

تمارين الإحماء لأعضاء الفريق (أ.ف.ب)

وبحسب قواعد ومعايير اللعبة، يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً، بينما يبلغ ارتفاع المرمى 2.14 متر، وعرضه 3.66 متر (مقابل ارتفاع 2.44 متر، وعرض 7.32 متر في كرة القدم العادية).

لا تردّد... ولا خوف

وخصّصت اللجنة البارالمبية العراقية لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة راتباً شهرياً للاعب قدره ما يعادل 230 دولاراً، وللمدرب ما يعادل تقريباً 380 دولاراً.

لكن منذ تأسيس الفريق، لم تصل التخصيصات المالية بعد، إذ لا تزال موازنة العام الحالي قيد الدراسة في مجلس النواب العراقي.

ويشيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين طارق الملا (60 عاماً) بالتزام اللاعبين بالحضور إلى التدريبات «على الرغم من الضائقة المالية التي يواجهونها».

اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي (أ.ف.ب)

ويوضح: «البعض ليست لديه موارد مالية، لكن مع ذلك سيتحمّلون تكاليف تذاكر السفر والإقامة» في المغرب.

ويضيف: «أرى أن اللاعبين لديهم إمكانات خارقة لأنهم يعملون على مراوغة الكرة وتحقيق توافق عضلي عصبي، ويعتمدون على الصوت».

ويأمل الملّا في أن «تشهد اللعبة انتشاراً في بقية مدن البلاد في إطار التشجيع على ممارستها وتأسيس فرق جديدة أخرى».

ودخل الفريق معسكراً تدريبياً في إيران لمدة 10 أيام، إذ إن «المعسكر الداخلي في بغداد غير كافٍ، والفريق يحتاج إلى تهيئة أفضل» للبطولة في المغرب.

وعلى الرغم من صعوبة مهمته، يُظهر المدرّب علي عباس (46 عاماً) المتخصّص بكرة القدم الخماسية قدراً كبيراً من التفاؤل.

خلال تمارين الإحماء يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم (أ.ف.ب)

ويقول: «اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي، وهذا ما يشجعني أيضاً».

ويشير عباس، الذي يكرس سيارته الخاصة لنقل لاعبين معه من كربلاء إلى بغداد، إلى أن أبرز صعوبات تدريب فريق مثل هذا تتمثل في «جعل اللاعبين متمرّسين بالمهارات الأساسية للعبة لأنها صعبة».

وخلال استراحة قصيرة بعد حصّة تدريبية شاقّة وسط أجواء حارّة، يعرب قائد الفريق حيدر البصير (36 عاماً) عن حماسه للمشاركة الخارجية المقبلة.

ويقول: «لطالما حظيت بمساندة أسرتي وزوجتي لتجاوز الصعوبات» أبرزها «حفظ الطريق للوصول من البيت إلى الملعب، وعدم توفر وسيلة نقل للاعبين، والمخاوف من التعرض لإصابات».

ويطالب البصير الذي يحمل شهادة في علم الاجتماع، المؤسّسات الرياضية العراقية الحكومية «بتأمين سيارات تنقل الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أماكن التدريب للتخفيف من متاعبهم».

ويضيف: «لم تقف الصعوبات التي نمرّ بها حائلاً أمامنا، ولا مكان هنا للتردد، ولا للخوف».