يتجدد اللقاء بين الهلال السعودي وفلامنغو البرازيلي اليوم الثلاثاء في مناسبة تعيد نفسها مجدداً بعد ثلاثة أعوام من اللقاء الأول الذي جمع بينهما في دور نصف نهائي بطولة كأس العالم للأندية التي جرت في عام 2019 بملعب خليفة في العاصمة القطرية الدوحة.
لاعبو فلامنغو البرازيلي خلال التدريبات أمس الاثنين (أ.ب)
ويحتضن ملعب طنجة مواجهة هذا المساء بين بطل دوري أبطال آسيا عام 2021 «الهلال» وفلامنغو بطل كأس ليبرتادوريس عام 2022.
وسبق لفريقين آسيويين أن بلغا نهائي هذه البطولة وهما كاشيما أنتلرز الياباني، والعين الإماراتي وخسر كلاهما أمام ريال مدريد الإسباني في 2016 و2018 توالياً.
وخطف الهلال بطاقة عبوره إلى نصف نهائي البطولة بعد مواجهة دراماتيكية أمام الوداد الرياضي المغربي الذي كان قريباً من الصعود على حساب البطل السعودي، إلا أن الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء الذي أقيم على ملعب مولاي الأمير عبد الله بالعاصمة المغربية الرباط شهدت فورة هلالية نتج عنها ضربة جزاء عاد معها الهلال بهدف محمد كنو، ومُنح يحيى جبران لاعب الوداد البطاقة الحمراء.
دياز يريد أن يخرج بنتيجة إيجابية اليوم (تصوير: علي الظاهري)
صعد الهلال أمام صخب جماهير الوداد وضغطهم الكبير وهتافاتهم المستمرة طيلة المباراة وحتى بعد أن اتجهت المباراة لركلات الترجيح بعد استمرار التعادل الإيجابي 1-1 حتى نهاية الأشواط الأصلية والإضافية.
وزادت أوجاع الهلال وغياباته بعد تلقي محمد كنو بطاقة حمراء في شوط المباراة الإضافي الثاني ليواصل بذلك غيابه عن لقاء فلامنغو للمرة الثانية بعد طرده أمام الترجي الرياضي التونسي.
لم يظهر الهلال بصورة مثالية، وحبست مستوياته الباهتة أنفاس جماهيره التي تتطلع إلى حضور مثالي في العالمية الثالثة في ظل افتقاده الثنائي محمد كنو، وكاريلو الذي لن يشارك على الأرجح بسبب الإصابة القوية التي تعرض لها في اللقاء وغادر الملعب متأثراً بالإصابة.
فيتور بيريرا مدرب فلامنغو (رويترز)
يدرك الأرجنتيني رامون دياز مدرب فريق الهلال أن اللقاء أمام فلامنغو لن يكون سهلاً، موضحاً في حديثه بعد المباراة: «فلامنغو يملك هجوماً قوياً، والمباراة ستكون صعبة لكن نعدكم بتقديم مباراة كبيرة».
ويواصل دياز الذي يجد امتعاضاً حول قراءته الفنية للمباريات وأداء الهلال في المواجهات الأخيرة: «نعلم أن فلامنغو وريال مدريد لديهما امتياز للعبهما من نصف النهائي، لكن نحن سنقدم أقصى ما لدينا واللاعبون لديهم الرغبة لتقديم أفضل ما لديهم».
واعترف دياز بصعوبة مهمة فريقه في مواجهة فلامنغو بقوله: «يملك فلامنغو هجوماً قوياً، والمباراة ستكون صعبة، لكن أعدكم بتقديم مباراة كبيرة. نعلم أن فلامنغو لديه ميزة خوض البطولة من نصف النهائي مباشرة، لكن نحن سنقدم أقصى ما لدينا».
ونقل موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم عن كويار لاعب فلامنغو السابق قوله: «ستكون مواجهة ذات طابع جميل. نرغب في الهلال أن نستمر حتى النهائي».
وأضاف في حديث تلفزيوني: «نعم لديّ ذكريات جميلة مع فلامنغو البرازيلي وأصدقاء كثر هناك، وسنحاول الفوز عليه والوصول إلى النهائي، وستكون مباراة مفتوحة من الفريقين».
وتابع: «من يرتكب أخطاءً أقل يمكنه الفوز في المباراة، ويجب أن نركز أمامهم جيداً. فلامنغو ليس فريقاً سهلاً، ولديه نجوم بمهارات كبيرة، ويمكنه إحداث الفارق والتسجيل في أي وقت».
وستكون المهمة صعبة على عاتق الهلال الذي لم يسبق له بلوغ نهائي البطولة بعد خسارته في النسخة الأولى أمام فلامنغو البرازيلي، وفي نسخة 2021 خسر أمام تشيلسي الإنجليزي بهدف وحيد دون رد حمل توقيع البلجيكي روميرو لوكاكو.
وسيكون الخماسي عبد الله المعيوف والكوري الجنوبي جيانغ هيون سو وعلي البليهي وغوستافو كويار وسالم الدوسري، بالإضافة للبيروفي كاريلو الذي لم تتحدد مشاركته بعد في اللقاء على موعد لمواجهة ثانية أمام الفريق البرازيلي.
وكان الخماسي حاضراً في قائمة الروماني رازفان لوشيسكو مدرب فريق الهلال حينها، إذ نجح سالم الدوسري بتسجيل هدف الفريق الأزرق باللقاء.
وتعد هذه المواجهة تنافسية بين البرازيلي ميشائيل ديلغادو نجم خط وسط فريق الهلال وفريقه السابق فلامنغو البرازيلي، إذا انتقل إلى صفوف أزرق العاصمة في يناير (كانون الثاني) الماضي قادماً من فلامنغو الذي قضى معه موسمين بعد انتقاله في 2020 قادماً من فريق غوياس البرازيلي.
وستكون المهمة كبيرة على ديلغادو لتعويض النقص العددي للهلال أمام فريقه السابق «فلامنغو» الذي تبدو حظوظه أكبر للجاهزية الكبيرة، وكذلك الإصابات الحاضرة في قائمة فريق الهلال التي حرمته من خدمات الكثير من اللاعبين.
ويتوقع أن يجري الأرجنتيني رامون دياز مدرب فريق الهلال عدداً من التغييرات لتعويض النقص العددي له، حيث من المتوقع أن يشارك اللاعب الشاب مصعب الجوير لتعويض غياب كنو مع إمكانية مشاركة الأرجنتيني لوسيانو فييتو الذي ظل على مقاعد البدلاء في المواجهة الماضية.
أما فلامنغو فيسعى إلى أن يصبح ثالث فريق برازيلي يبلغ النهائي في آخر أربع نسخ، بعد خسارته أمام ليفربول الإنجليزي 0-1 بعد التمديد في 2019، وسقوط بالميراس أمام تشليسي الإنجليزي 1-2 بعد التمديد في النسخة الأخيرة، علماً بان آخر فريق من أميركا الجنوبية أحرز لقب هذه البطولة كان مواطنه كورينثيانز عام 2012، عندما بدأت هيمنة أوروبية شهدت تتويج أنديتها تسع مرات توالياً.
وتوّج فلامنغو بطلاً لكأس ليبرتادوريس الأميركية الجنوبية (موازية لدوري أبطال أوروبا) على حساب مواطنه أتلتيكو باراناينسي من دون أن يخسر أي مباراة وهو ما يحدث للمرة الأولى منذ كورينثيانز قبل 10 سنوات.
ويضم فلامنغو المهاجم بيدرو الذي توج هدافاً لكأس ليبرتادوريس مع 12 هدفاً بالإضافة إلى غابريال باربوسا صاحب هدف الفوز في نهائي المسابقة، بالإضافة إلى الدوليين السابقين دافيد لويز وإيفرتون ريبيرو والأوروغواياني جورجيان دي أراسكاييتا.
ويلتقي الفائز في هذه المواجهة في النهائي المقرر في 11 الحالي مع ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا أو الأهلي المصري اللذين يلتقيان الأربعاء في الرباط، في حين يلتقي الخاسران السبت المقبل في مباراة تحديد المركز الثالث.
وسيكون لقاء الثلاثاء هو الثامن في مسيرة النادي الأزرق خلال مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية، وخاض الهلال حتى الآن 7 مواجهات، فاز في ثلاثة لقاءات أمام الترجي التونسي 1 – 0 في نسخة 2019، والجزيرة الإماراتي 6 - 1 في نسخة 2021، والوداد البيضاوي بركلات الترجيح 5 – 3، وذلك بعد أن تعادلا بهدف لكل منهما في الوقت الأصلي من المباراة.
فيما خسر الزعيم، أمام فلامنغو البرازيلي بثلاثة أهداف لهدف في نسخة 2019، كما خسر أمام مونتيري المكسيكي بركلات الترجيح 3 – 4 بعد أن تعادلا بهدفين لكل منهما في الوقت الأصلي من المباراة في النسخة نفسها، كما خسر من تشليسي في نسخة 2021 بهدف نظيف، وكذلك خسر من الأهلي المصري برباعية نظيفة في النسخة نفسها في لقاء تحديد الثالث والرابع.
ويريد الهلال في هذه المواجهة أن يحقق فوزاً غير مسبوق لأول نادٍ سعودي على منافس برازيلي، إذ سبق للنصر أن خسر أمام كورنثيانز بثنائية نظيفة في أول نسخة عالمية عام 2000 في البرازيل، بينما خسر الاتحاد أمام ساوباولو بثلاثة أهداف مقابل هدفين في نسخة 2005، التي جرت في اليابان، علماً بأن الهلال أيضاً خسر من فلامنغو في أول نسخة شارك فيها عام 2019 بثلاثة أهداف مقابل هدف.