القروض الاستهلاكية من المصارف السعودية تسجل مستوى قياسيًا بـ86 مليار دولار

نتيجة استمرار التراجع في معدل هامش العائد وارتفاع الطلب وزيادة توظيف المواطنين

القروض الاستهلاكية الممنوحة للأفراد وقروض بطاقات الائتمان ارتفعت لأعلى مستوى قياسي
القروض الاستهلاكية الممنوحة للأفراد وقروض بطاقات الائتمان ارتفعت لأعلى مستوى قياسي
TT

القروض الاستهلاكية من المصارف السعودية تسجل مستوى قياسيًا بـ86 مليار دولار

القروض الاستهلاكية الممنوحة للأفراد وقروض بطاقات الائتمان ارتفعت لأعلى مستوى قياسي
القروض الاستهلاكية الممنوحة للأفراد وقروض بطاقات الائتمان ارتفعت لأعلى مستوى قياسي

دفع استمرار التراجع في معدل هامش العائد من الإقراض وارتفاع الطلب العام على الاستهلاك وزيادة توظيف المواطنين في القطاعين الحكومي والخاص إلى تسجيل القروض الاستهلاكية الممنوحة للأفراد وقروض بطاقات الائتمان من المصارف أعلى مستوى قياسي لها لتصل إلى 322.8 مليار ريال (86 مليار دولار) بنهاية عام 2014، مقارنة بنحو 296.4 مليار ريال في عام 2013.
وأفصح تقرير صدر عن مؤسسة النقد العربي السعودي في نسخته الـ51، أن معظم الزيادة طرأت في جانب القروض الاستهلاكية للأفراد التي زادت بنسبة 8.8 في المائة لتبلغ 313.1 مليار ريال في نهاية عام 2014م مقارنة بارتفاع 9.4 في المائة في العام السابق.
واستعرض التقرير مكونات القروض إذ جاء ارتفاع القروض لأغراض أخرى بنسبة 5.6 في المائة لتبلغ 251.6 مليار ريال ممثلة ما نسبته 80.4 في المائة من إجمالي القروض الاستهلاكية مقارنة بارتفاع نسبته 7.8 في المائة في العام السابق، في حين ارتفعت القروض الممنوحة لأغراض ترميم وتحسين وتأثيث العقارات بنسبة 20.2 في المائة لتبلغ 25.6 مليار ريال بما نسبته 8.2 في المائة من إجمالي القروض الاستهلاكية.
وأضاف أن الائتمان الممنوح لأغراض شراء سيارات ومعدات النقل ارتفع بنسبة 26.5 في المائة ليبلغ 35.9 مليار ريال بما نسبته 11.4 في المائة من إجمالي القروض الاستهلاكية، كما ارتفعت قروض بطاقات الائتمان في نهاية عام 2014 بنسبة 13.6 في المائة لتبلغ 9.7 مليار ريال مقابل ارتفاع نسبته 6.8 في المائة في نهاية العام السابق.
وفي مجال القروض العقارية، كشف التقرير السنوي لمؤسسة النقد العربي السعودي أن القروض العقارية المقدمة من المصارف للأفراد والشركات واصلت نموها في عام 2014 لتبلغ نحو 148.9 مليار ريال بارتفاع 31 في المائة، حيث سجلت القروض العقارية الممنوحة للأفراد ارتفاعا بنسبة 34 في المائة وبلغت 94.2 مليار ريال مقارنة بارتفاع 3.31 في المائة في نهاية العام السابق، وبلغ نصيبها من إجمالي القروض العقارية في نهاية عام 2014 نحو 63.3 في المائة، كما ارتفعت القروض المقدمة من المصارف التجارية للشركات خلال عام 2014 بنسبة 26.1 في المائة لتبلغ 54.7 مليار ريال.
وأشار التقرير إلى أن بيانات القروض المشتركة للمقيمين شهدت انخفاضا في عددها بين المصارف المحلية بالتحالف مع المصارف الخارجية في نهاية عام 2014 بنسبة 31.2 في المائة لتبلغ 384 قرضا، كما انخفضت لغير المقيمين بنسبة 60.4 في المائة لتبلغ 53 قرضا، حيث انخفض إجمالي قيمة هذه القروض للمقيمين في نهاية عام 2014 بنسبة 38.6 في المائة لتبلغ 129.8 مليار ريال، وانخفضت أيضا قيمة القروض لغير المقيمين بنسبة 68.5 في المائة لتبلغ 8.2 مليار ريال.
وتطرق التقرير كذلك إلى استمرار الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة) خلال عام 2014 في توفير خدماتها لمختلف الجهات ذات العلاقة من خلال تطوير خدماتها ومنتجاتها سواء فيما يتعلق بمشروع نظام الأفراد (سمتي) ومشروع نظام الشركات (سمتنا) ومشروع نظام تقييم المنشآت المتوسطة والصغيرة ومشروع نظام تأمين (قطاع التأمين)، وكذلك مشروع شيكي (نظام تسجيل الشيكات المرتجعة)، إضافة إلى مشروع (معرف الكيانات القانونية) الذي أقرت بأهمية مجموعة العشرين بمبادرة من مجلس الاستقرار المالي، الهادف لمساعدة المؤسسات المالية على تقييم المخاطر بشكل منهجي وفعال وتوفير المتطلبات النظامية التشغيلية لضمان استقرار وكفاءة القطاع المالي وغيرها من المنتجات والخدمات التي شكلت في مجملها دعامة قوية لاستقرار القطاع المالي. وأوضح التقرير أن «سمة» واصلت قدمًا في تبني الفكرة التي أسست من أجلها كجهة معلوماتية ائتمانية سعودية مستقلة لإكمال منظومة التمويل في المملكة ولتطوير قطاع المعلومات الائتمانية وخدماته المختلفة تمهيدًا للتوسع في سوق الائتمان في المملكة تبعًا للمعطيات الاقتصادية ورؤية صناع القرار المالي والاقتصادي.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.