هل يشهد نهائي مونديال الأندية أول مواجهة عربية خالصة؟

الهلال السعودي سيواجه فلامنغو البرازيلي والأهلي المصري يلتقي ريال مدريد في نصف النهائي

الهلال نجح في تسجيل فوز جديد في كأس العالم للأندية (تصوير: علي الظاهري)
الهلال نجح في تسجيل فوز جديد في كأس العالم للأندية (تصوير: علي الظاهري)
TT

هل يشهد نهائي مونديال الأندية أول مواجهة عربية خالصة؟

الهلال نجح في تسجيل فوز جديد في كأس العالم للأندية (تصوير: علي الظاهري)
الهلال نجح في تسجيل فوز جديد في كأس العالم للأندية (تصوير: علي الظاهري)

واصلت شمس كرة القدم العربية سطوعها على المسابقات العالمية في الفترة الأخيرة، وذلك بعد تأهل فريقَي الهلال السعودي والأهلي المصري للدور قبل النهائي في بطولة كأس العالم للأندية، المقامة حالياً في المغرب.
وبعد أقل من شهرين على الإنجاز الأسطوري للمنتخب المغربي الذي صعد للمربع الذهبي في نهائيات كأس العالم في قطر 2022، ليصبح أول فريق عربي وأفريقي يحقق هذا الأمر، منح الهلال والأهلي بريقاً جديداً للكرة العربية على الصعيد العالمي، بعدما حافظ الفريقان على مقعديهما بالدور قبل النهائي لمونديال الأندية، للنسخة الثانية على التوالي.
وضرب الهلال موعداً ثأرياً مع فلامنغو البرازيلي بالدور المقبل في المونديال، عقب فوزه المثير على الوداد البيضاوي المغربي 5-3 بركلات الترجيح التي لجأ إليها الفريقان بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 في الدور الثاني للمسابقة.
في المقابل، يخوض الأهلي مواجهة من العيار الثقيل أمام ريال مدريد الإسباني في الدور قبل النهائي، عقب انتصاره الثمين 1-صفر على سياتل ساوندرز الأميركي، في الدور الثاني للمونديال أيضاً.

الأهلي المصري سيلتقي ريال مدريد الإسباني في أصعب مواجهة في تاريخه (الموقع الرسمي للأهلي المصري)

وربما تشهد البطولة مواجهة عربية خالصة في المباراة النهائية للمرة الأولى في التاريخ، حال نجاح الهلال والأهلي في اجتياز منافسيهما، ليحقق أحدهما حلم الجماهير العربية بالحصول على لقب كروي عالمي.
وفي ثاني بطولة كروية عالمية تجرى على الملاعب العربية في غضون الأشهر الثلاثة الماضية، واصل العرب إثبات قدرتهم على حسن التنظيم، واستضافة أقوى المسابقات الدولية، ومنحها «خاتم النجاح».
وشهدت النسخة العاشرة لكأس العالم للأندية التي تجرى على الأراضي العربية، حضوراً مكثفاً من الجماهير المغربية التي لم تدعم فقط فريق الوداد البيضاوي -ممثلها في البطولة- بل أيضاً دعمت فريقي الهلال والأهلي، لتثبت أنها عاشقة للعب الجميل.
وتعد هذه هي النسخة السادسة على التوالي التي تقام فيها كأس العالم للأندية بملاعبنا العربية، بعدما استضافت الإمارات نسخ 2017 و2018 و2021، بينما نظمت قطر نسختي 2019 و2020، علماً بأن المغرب سبق له استضافة البطولة في نسختي 2013 و2014، ومن قبله الإمارات عامي 2009 و2010.
وفي المواجهة الثانية التي تجرى بينهما في مونديال الأندية، واصلت الكرة السعودية تفوقها على نظيرتها المغربية في البطولة التي سبق أن شهدت فوز النصر السعودي 4-3 على الرجاء البيضاوي المغربي في دور المجموعتين، بأول نسخة للمسابقة بالبرازيل عام 2000، والتي جرت آنذاك بمشاركة 8 فرق تم تقسيمها لمجموعتين.
كما واصلت كرة القدم الآسيوية تكريس عقدتها للمنتخبات والفرق المغربية في المسابقات الدولية؛ حيث خسر منتخب «أسود الأطلس» مرتين أمام منتخبات القارة الصفراء، في نسختي كأس العالم: 1994 بالولايات المتحدة الأميركية أمام السعودية (1-2)، و2018 في روسيا أمام إيران (صفر-1).
وسبق للوداد أن خسر 2-3 أمام أوراوا ريد دياموندز الياباني في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس بنسخة مونديال الأندية عام 2017. وأصبحت هذه هي المرة الثالثة التي يبلغ فيها الهلال الدور قبل النهائي في كأس العالم للأندية بعد نسختي 2019 و2021، ليصبح أكثر فريق آسيوي يبلغ المربع الذهبي في البطولة.
وأحرز الهلال هدفه الـ11 في مسيرته بمونديال الأندية، ليتقدم للمركز الثاني في قائمة أكثر الأندية الآسيوية تسجيلاً في البطولة، بفارق هدفين خلف كاشيما أنتلرز الياباني (المتصدر) الذي أحرز 13 هدفاً في نسختين، في حين سكنت شباك الفريق السعودي 12 هدفاً في المسابقة حتى الآن.
وبات الهلال الذي يشارك في المونديال الحالي ممثلاً للقارة الآسيوية بعد تتويجه بآخر نسخة لدوري أبطال آسيا عام 2021، أول فريق من القارة الصفراء يتمكن من هز الشباك في 3 نسخ مختلفة بالمسابقة.

دياز أمام مهمة صعبة لتجاوز فلامنغو البرازيلي (تصوير: علي الظاهري)

وخلال 7 لقاءات خاضها في مونديال الأندية حتى الآن، حقق الهلال انتصارين وتعادلين، بينما تلقى 3 هزائم، ويتطلع الفريق الأزرق للوقوف على منصة التتويج للمرة الأولى بتلك النسخة، بعدما اكتفى بحصد المركز الرابع في نسختي 2019 و2021.
وستكون المواجهة أمام فلامنغو، بطل كأس ليبرتادوريس لأندية أميركا الجنوبية، غداً الثلاثاء، في الدور قبل النهائي للمونديال، ثأرية لفريق المدرب الأرجنتيني رامون دياز الذي يتطلع لرد اعتباره من خسارته 1-3 أمام منافسه البرازيلي في قبل نهائي نسخة 2019.
من جانبه، أثبت الأهلي أنه «كبير القوم»، ليس في كرة القدم المصرية فحسب؛ بل في القارة السمراء أيضاً، بعدما واصل تشريف الكرة الأفريقية في المونديال بصعوده للدور قبل النهائي للمسابقة، للمرة الخامسة في تاريخه، والثالثة على التوالي.
وأصبح الأهلي، الممثل الوحيدة للكرة الأفريقية في المونديال الآن، على موعد مع مواجهة نارية يوم الأربعاء المقبل أمام الريال، حامل لقب دوري أبطال أوروبا، وصاحب الرقم القياسي بوصفه أكثر الفرق فوزاً بلقب مونديال الأندية، برصيد 4 ألقاب.
ويحلم الأهلي الذي يشارك للمرة الثامنة في تاريخه بالبطولة والثالثة على التوالي، بأن يصبح أول نادٍ أفريقي يتغلب على أحد أندية القارة العجوز في كأس العالم للأندية.
وحمل الانتصار الثمين الذي حققه نادي القرن في أفريقيا، على بطل اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، كثيراً من الأرقام المثيرة.
وانتزع الأهلي فوزه الثامن في مسيرته بكأس العالم للأندية، ليفض شراكته مع برشلونة الإسباني، وينفرد بالمركز الثاني في قائمة أكثر الفرق تحقيقاً للانتصارات في تاريخ البطولة، بفارق انتصارين خلف ريال مدريد (المتصدر).
وواصل الفريق المصري التحليق في صدارة قائمة أكثر الفرق خوضاً للمباريات في تاريخ البطولة، بعدما لعب مباراته رقم 20 بكأس العالم للأندية، ومن المنتظر أن يعزز رقمه القياسي خلال تلك النسخة التي ضمن خلالها لعبه في مباراتين، ليرفع رصيده إلى 22 مباراة في المسابقة.
وسجل الأهلي هدفه الـ21 في مسيرته بمونديال الأندية، ليعزز موقعه في المركز الرابع بقائمة أكثر الأندية إحرازاً للأهداف في تاريخ المسابقة خلف ريال مدريد (31 هدفاً) ومونتيري المكسيكي (25) وبرشلونة الإسباني (23).
ويعد هذا هو الانتصار الثالث على التوالي للأهلي في كأس العالم للأندية، ليحقق أكبر سلسلة انتصارات في تاريخه بالمونديال، كما حافظ على نظافة شباكه خلال لقاءاته الثلاثة الأخيرة في البطولة. ولم يستقبل الأهلي أهدافاً أمام الهلال السعودي في مباراة تحديد المركز الثالث بالنسخة الماضية للمونديال، بالإضافة لمباراتي أوكلاند وسياتل بتلك النسخة، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى.
وحافظ محمد الشناوي، حارس مرمى الأهلي، على نظافة شباكه في المونديال للمباراة الرابعة؛ حيث لم يتلقَّ أهدافاً أمام الدحيل القطري وبالميراس البرازيلي (نسخة 2020) بالإضافة لمباراتي أوكلاند وسياتل بتلك النسخة، ليعادل إنجاز الألماني مانويل نوير، حارس مرمى بايرن ميونيخ الذي خاض أكبر عدد من اللقاءات في كأس العالم للأندية بشباك نظيفة.
وفي لقائه السادس مع أندية قارة أميركا الشمالية بمونديال الأندية، حقق الأهلي الذي أصبح أول فريق مصري يفوز على أحد فرق الولايات المتحدة الأميركية في مباراة رسمية، انتصاره الثالث على أندية «كونكاكاف» مقابل 3 هزائم، رافعاً رصيده التهديفي أمامها إلى 7 أهداف.
وانضم محمد مجدي أفشة الذي أحرز هدف الأهلي الوحيد في سياتل، إلى قائمة هدافي «المارد الأحمر» في مونديال الأندية، بعدما أصبح اللاعب الثاني عشر الذي يتمكن من هز الشباك بقميص الفريق المصري في تاريخ البطولة.
وبات السويسري مارسيل كولر، المدير الفني للأهلي، أول مدرب للفريق الأحمر يتمكن من الفوز في أول مباراتين بكأس العالم للأندية؛ لكنه ثالث مدرب يحقق انتصارين مع الفريق، بعد البرتغالي مانويل جوزيه والجنوب أفريقي بيتسو موسيماني.
وحافظ كولر على انطلاقته الناجحة مع الأهلي الذي تولى قيادته في سبتمبر (أيلول) الماضي، في ظل عدم تلقيه أي خسارة خلال لقاءاته الـ22 الأولى مع الفريق في كل البطولات؛ حيث حقق خلالها 17 فوزاً و5 تعادلات.
ويأمل الأهلي في الحصول على ميدالية جديدة في مشواره الحافل بمونديال الأندية، بعدما نال الميدالية البرونزية في نسخ 2006 و2020 و2021.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».