جنود إسرائيليون يقتلون فلسطينيين اثنين خلال 24 ساعة

داهموا بيت أحدهما للمرة الثلاثين وحاول محاورتهم فأطلقوا عليه النار

شاب غاضب يلقي زجاجة مولوتوف على جنود إسرائيليين في قرية بيت أمر قرب الخليل بالضفة الغربية في أعقاب جنازة فلاح أبو ماريا الذي قتله الإسرائيليون (إ.ب.أ)
شاب غاضب يلقي زجاجة مولوتوف على جنود إسرائيليين في قرية بيت أمر قرب الخليل بالضفة الغربية في أعقاب جنازة فلاح أبو ماريا الذي قتله الإسرائيليون (إ.ب.أ)
TT

جنود إسرائيليون يقتلون فلسطينيين اثنين خلال 24 ساعة

شاب غاضب يلقي زجاجة مولوتوف على جنود إسرائيليين في قرية بيت أمر قرب الخليل بالضفة الغربية في أعقاب جنازة فلاح أبو ماريا الذي قتله الإسرائيليون (إ.ب.أ)
شاب غاضب يلقي زجاجة مولوتوف على جنود إسرائيليين في قرية بيت أمر قرب الخليل بالضفة الغربية في أعقاب جنازة فلاح أبو ماريا الذي قتله الإسرائيليون (إ.ب.أ)

اتهمت حكومة الوفاق الوطني في رام الله، أمس، الحكومة الإسرائيلية بمحاولة جر المنطقة بأكملها إلى دوامة من العنف، بهدف التنصل من الالتزامات تجاه عملية التسوية، وتقويض الجهود والمبادرات الدولية الهادفة لتحقيق السلام في المنطقة، وذلك في أعقاب مقتل فلسطيني ثان خلال 24 ساعة، وتصعيد قوات الاحتلال نشاطها العسكري في نابلس والقدس وغيرهما.
وأشارت الحكومة الفلسطينية إلى أن التصعيد الإسرائيلي العسكري، يأتي بالتزامن مع مصادقة إسرائيل على بناء مئات الوحدات الاستيطانية في أراضي الضفة، خاصة في القدس الشرقية المحتلة، وسرقة الأراضي وعمليات التهجير، خاصة بحق أهالي قرية سوسية جنوب الخليل، وأبو النوار في القدس المحتلة، إلى جانب اتخاذ مزيد من الإجراءات التعسفية بحق الأسرى، لا سيما الإداريين. وطالبت الحكومة مؤسسات المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، في إلزام «إسرائيل» بوقف جرائمها وانتهاكاتها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ووقف سياسة التهجير القصري والهدم، وإنهاء الاعتقال الإداري بحق المواطنين، والإفراج عن الأسرى الإداريين والمرضى والنساء والأطفال من دون قيد أو شرط.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد داهمت بيت فلاح حمد أبو ماريا، في بلدة بيت أمر، قضاء الخليل، وقتلته بعد إصابته برصاصتين في الصدر وأصابت اثنين من أبنائه. وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ وحيد أبو ماريا، وهو شقيق فلاح، إن الاحتلال حاول تصفيه أبن شقيقه محمد أبو ماريا من خلال اقتحام منزله في بلدته بيت أمر القريبة من الخليل، إلا أن الشهادة كانت أقرب لشقيقه فلاح الذي سقط فجر اليوم. وأضاف أن جنود الاحتلال أطلقوا النار باتجاه محمد من دون سابق إنذار وبلا أي سبب، وهو ما دفع أشقاءه ووالدهم إلى الدخول معهم في مشادة كلامية ومن ثم ضرب الجنود.
وروى ما جرى قائلا: «في الساعة الثالثة من فجر اليوم (أمس الخميس)، داهمت قوة خاصة بلباس الجيش منزل فلاح، وقامت بتفجير أبواب المنزل واقتحامه، وعندما خرج أبناء الشهيد لمعرفة سبب الأصوات والتفجيرات، كان الجنود قد دخلوا إلى المنزل. وعندما وصل الجنود إلى مدخل البيت الداخلي طلب أحدهم من أحمد، الابن البكر للشهيد، بالتعريف على إخوته، وبمجرد ذكر اسم محمد ومن دون أي مبرر، قام أحد الجنود بإطلاق النار بشكل مباشر عليه، مما أدى إلى إصابته برصاصتين في الحوض». وتابع أبو ماريا: «في هذه اللحظة قام أبناء (الشهيد) بضرب الجنود ضربا مبرحا، وحاول الوالد الحديث إليهم، ووقعت مشادة كلامية بينهم، أطلق على أثرها أحد الجنود ثلاث رصاصات باتجاهه، مما أدى إلى إصابته في الصدر والعنق. وفي تلك اللحظات، انسحب الجنود وتركوا وراءهم الأب وأبنه في حاله نزيف. ونقلهم المواطنون إلى المستشفى، حيث توفي الوالد نتيجة لإصابته الحرجة، فيما لا يزال محمد خاضعا لعمليات جراحية، ووصفت حالته بالمستقرة».
وأكد أبو ريا أن الجنود كانوا يقصدون تصفيه محمد من دون أي سبب، فهو أسير محرر خرج من السجن قبل أشهر فقط، وغير مطلوب ولا مطارد. وذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام منزل شقيقه، وأن كلا من أبنائه الستة، تعرضوا للاعتقال أكثر من مرة، وتم اقتحام المنزل 30 مرة في السابق، ولكنها المرة الأولى التي يتم الاقتحام بها بهذه الطريقة، حتى إن الشهيد حاول الحديث مع ضابط القوة إلا أن الجنود أخبروه أن لا ضابط معهم.
يذكر أن قوات الاحتلال قتلت فجر الأول من أمس، الشاب أحمد علاونة (21 عاما) من قرية برقين قرب مدينة جنين. ودخلت أمس بقوات كبيرة إلى نابلس واعتقلت نحو 20 شابا. وحملت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، واعتبرتا جريمة قتل فلاح أبو ماريا البالغ من العمر 53 عاما، إعداما مقصودا وقتلا بدم بارد. وأكدتا على «حق شعبنا في الدفاع عن نفسه والرد على جرائم الاحتلال الغاصب، بكل السبل الممكنة والمتاحة».



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.