عودة 4 وزراء آخرين إلى عدن.. واستئناف العمل الحكومي الرسمي بعد غد

بادي لـ {الشرق الأوسط}: رصد 4.6 مليون دولار إغاثة للسلطة المحلية.. ونقل 900 مواطن إلى الأردن للعلاج

عودة 4 وزراء آخرين إلى عدن.. واستئناف العمل الحكومي الرسمي بعد غد
TT

عودة 4 وزراء آخرين إلى عدن.. واستئناف العمل الحكومي الرسمي بعد غد

عودة 4 وزراء آخرين إلى عدن.. واستئناف العمل الحكومي الرسمي بعد غد

أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية، أمس، استئناف العمل الرسمي في الوزارات السيادية والأمنية والخدمية، اعتبارا من بعد غد (الأحد)، وعودة 4 وزراء آخرين في مجالات الأشغال، والاتصالات وتقنية المعلومات، والمياه والبيئة، والثروة السمكية، إلى محافظة عدن، وذلك بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة الشعبية بالتنسيق مع قيادة قوات تحالف الأمل، لتحرير عدن من الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأوضح راجح بادي، المتحدث باسم الحكومة اليمنية الشرعية لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة قررت إعادة 4 وزراء آخرين للعمل في محافظة عدن، إلى جانب الوفد الوزاري الذي وصل خلال اليوم الأول من عيد الفطر، وهم المهندس وحي أمان وزير الأشغال العامة، ولطفي باشرين وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، وهبة الله علي شريم وزير المياه، وفهد كفاين وزير الثروة السمكية.
وقال بادي في اتصال هاتفي، إن الوزراء الأربعة في الحكومة، سيعودون خلال يومي الأحد والاثنين، إذ إن بعضهم سينتقلون من الرياض أو القاهرة أو من حضرموت، وذلك لمباشرة العمل وتولي الحقائب الوزارية للقطاعات التي يشغلونها، وذلك بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني الموالي للشرعية، بالتنسيق مع قوات التحالف، لتحرير مدينة عدن بالكامل من الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأشار المتحدث باسم الحكومة اليمنية إلى أنه جرى رصد مبلغ يصل إلى نحو مليار ريال يمني (4.6 مليون دولار)، من الموازنة العامة في السلطة المحلية، كإغاثة عاجلة للسلطة المحلية في عدن، وذلك بعد وصول الوزراء وبعض القطاعات الأمنية للعمل الرسمي. ولفت بادي إلى أن الحكومة اليمنية الشرعية تعمل على تهيئة النيابات الحكومية، والمحاكم الشرعية، تمهيدًا لمزاولة العمل، لا سيما أن أقسام الشرطة بدأت فعليًا العمل في محافظة عدن، وذلك لتطبيع الحياة المدنية هناك.
وذكر المتحدث باسم الحكومة اليمنية أن مطار عدن الدولي بدأ العمل فيه بعد تحرير المدينة من المتمردين، حيث وصلت أمس طائرة إغاثية سعودية، وهناك 3 طائرات إغاثية أخرى، من السعودية والإمارات، عطفًا على الطائرة الأولى السعودية التي كسرت عزلة مدينة عدن الجوية، التي وصلت إلى المطار الدولي، وعلى متنها 20 طنًا من المواد الإغاثية، أول من أمس.
وأضاف: «الرحلات التجارية ستبدأ في مطار عدن خلال الأسبوع المقبل، إضافة إلى الرحلات الإغاثية التي ستصل من الدول الداعمة للشرعية، وكذلك من الأمم المتحدة، حيث سيجري فتح باب عودة اليمنيين في الدول الخليجية والعربية والغربية، إلى عدن، وذلك بعد تسبب المتمردين على مدنهم بالقصف العشوائي، وتدمير مساكنهم».
وأكد بادي أن الموانئ البحرية الثلاثة، وهي ميناء عدن، والمنطقة الحرة في عدن، وميناء بلحاف، جميعها تعمل منذ تحرير المدينة من الميليشيات المسلحة، وتستقبل السفن بشكل طبيعي، تحت حماية أمنية للموانئ.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية «إن التقارير الطبية التي وصلت إلى الحكومة اليمنية الشرعية في مقرها المؤقت بالرياض، أفادت بتعرض عدد من الجرحى لإصابات خطيرة، الأمر الذي يحتاج إلى علاج العاجل في مستشفيات خارجية، حيث جرى التنسيق مع الحكومة الأردنية أخيرًا، بنقل 900 مواطن يمني إلى عمان خلال الأيام المقبلة، لعلاجهم.
وأعلن بادي أن عدن ستكون المركز الرئيسي للإغاثة بدلا عن جيبوتي التي كانت مركزا للإغاثة اليمني منذ بدء «عاصفة الحزم»، حيث سيجري ترتيب نقل اللاجئين الذين استقبلتهم الأمم المتحدة في جيبوتي، إلى عدن عبر السفن.
وكان عدد من الوزراء اليمنيين، وصلوا إلى محافظة عدن خلال اليوم الأول من عيد الفطر، وذلك بعد تحرير عدن، وهم المهندس بدر باسلمة وزير النقل، اللواء عبده الحذيفي وزير الداخلية، واللواء علي حسن الأحمدي رئيس جهاز الأمن القومي، ومحمد الشدادي نائب رئيس مجلس النواب، حيث وصل الوفد اليمني إلى ميناء عصب الإريتري عبر طائرة وحماية سعودية، ثم انتقلوا بعد ذلك عبر باخرة إماراتية إلى عدن.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.