سابين : كنت واثقة في أن مسلسل «أحمد وكريستينا» سينجح والمشاهد متعطّش للوجه الجديد

الفنانة اللبنانية وصفت نفسها بالمراقبة الجيّدة للأعمال الفنية الأمر الذي سهّل عليها مهمّتها في التمثيل

سابين : كنت واثقة في أن مسلسل «أحمد وكريستينا» سينجح والمشاهد متعطّش للوجه الجديد
TT

سابين : كنت واثقة في أن مسلسل «أحمد وكريستينا» سينجح والمشاهد متعطّش للوجه الجديد

سابين : كنت واثقة في أن مسلسل «أحمد وكريستينا» سينجح والمشاهد متعطّش للوجه الجديد

قالت الفنانة سابين إنها كانت واثقة من نجاح مسلسل «أحمد وكريستينا»، نظرًا لحبكة القصة من ناحية، وتعطّش المشاهد لرؤية وجه تمثيلي جديد على الشاشة، من ناحية ثانية. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «قصة المسلسل نابعة من واقع نعيشه؛ مما جعلني أتفاعل مع دوري. كما أن المخرج سمير حبشي ساهم، وبعينه الثاقبة، في قولبة المسلسل ضمن إطار قريب من الناس، إضافة إلى أن المنتج لم يوفّر أي جهد ليكون العمل على المستوى المطلوب. كلّ ذلك مجتمعًا ساهم دون شك في نجاح المسلسل رغم المنافسة الشديدة التي شهدها سباق الأعمال الرمضانية».
وأشارت سابين إلى أن محطة تلفزيون «الجديد» خصصّت للعمل حملة إعلانية كبيرة، مما ولّد ردّ فعل إيجابي لدى المشاهد الذي تملّكه حماس كبير لمتابعته. والمعروف أن الفنانة سابين، المشهورة كمغنية على الساحة الفنية، خاضت من خلال مسلسل «أحمد وكريستينا» أول تجاربها التمثيلية. فبرعت بتجسيد دور كريستينا فتاة القرية التي تقع في حبّ شاب من غير ديانتها، حاربت أهلها ومجتمعها من أجل زواجها منه.
وكان منتج المسلسل مروان حداد صاحب شركة «مروى غروب» لإنتاج الأعمال المصوّرة، صاحب فكرة التعاون مع سابين في عمله هذا. فلم تتردد في إبداء موافقتها على العرض المقدّم لها من قبله إثر قراءتها للنص: «لقد كنت أحلم في القيام بدور تمثيلي كهذا، ولعلّ الكليبات الغنائية التي سبق وصوّرتها ضمن أعمالي الغنائية، كانت خير دليل على أنني أستطيع دخول مهنة التمثيل. وعندما اتصلت بي كاتبة النص، كلوديا مرشيليان، تهنئني على أدائي في المسلسل إثر مشاهدتها الحلقات الأولى منه، شعرت بسعادة كبيرة، فهذه شهادة منها أعتزّ بها دون شك».
وعن كيفية تحضيرها للدور، قالت: «لم أقم بأي استعدادات، بل تركت الأمور تسير بتلقائية تامة. فلم أقف أمام المرآة ولم أردد النصّ وأتخيّله قبل أيام، كل ما في الأمر أنني تركت لموهبتي العنان». وتتابع: «أنا مراقبة جيّدة وهي الصفة التي ترافق أي فنان حقيقي، برأيي، ولقد خزّنت في ذاكرتي كل ما لفتني في هذا المجال، وأعتقد أن هذا الأمر لعب دورًا أساسيًا في أدائي، خصوصًا وأن المخرج سمير حبشي لا يفرض على الممثّل آراءه وتعليماته المتعلّقة في تجسيد الدور، بل يترك للممثّل التعبير عن أحاسيسه على طريقته».
وأشارت سابين إلى أنها عاشت الدور بتفاصيله، وأنها عادة حتى عندما تريد تسجيل أغنية، فهي لا تتمرّن على أدائها بكثافة حتى لا تفقد إحساسها بها، وأن الأمر نفسه اتبعته في دورها في «أحمد وكريستينا».
وعما لفتها في شخصية (كريستينا)، قالت: «هي تشبه نساء مجتمعنا بشكل عام، فهي المرأة القوية والثائرة التي، في الوقت نفسه، متعلّقة بجذورها وبتربيتها. هي تلك المرأة التي تطوّرت مع الزمن وصار لديها طموحها وأحلامها، فلذلك وجدت في تجسيد الشخصية أمرًا سهلاً وقريبًا من الواقع».
وعن وسام صليبا (نجل الفنان غسان صليبا) الذي شاركها بطولة المسلسل، فكانت إطلالته هي أيضًا الأولى من نوعها على الشاشة الصغيرة، علّقت بالقول: «وسام كان شريكًا رائعًا كممثل ويمكنني أن أصفه بالفنان المطواع، فمعدنه الفني لم يقسو بعد، وموهبته بارزة مما جعله يمتصّ أي ملاحظة ويعبّر عن أحاسيسه كما هي. لقد نجح هو أيضًا في التمثيل والناس أحبّتنا كثنائي، كوننا وجهين جديدين على الساحة التمثيلية وهم متعطّشون لهذه التلوينة على شاشتها».
ووصفت سابين المغني عامة بأنه كتلة إحساس ولديه مواهب كثيرة، وأن باستطاعته أن يخرج أكثر من موهبة من أعماقه، ولذلك هو ينجح في التمثيل أيضًا. «لا أعني هنا أنه أبرع من غيره، ولكن باستطاعته أن يبرع، فمهمة الممثل صعبة وممثلونا أذكياء جدًا وأصحاب مواهب فذّة في هذا المجال، ولكن لاحظي جميع الممثلين، فهم ذوو خلفية فنية غنائية وبرعوا أيضًا في التمثيل، أمثال: هيفاء وهبي، وميريام فارس، وعاصي الحلاني، وسيرين عبد النور، وغيرهم». وشرحت قائلة: «عندما نغني علينا أن نتعامل بذكاء مع أوتارنا الصوتية، والأمر نفسه ينطبق على التمثيل، فعلينا أن نتفاعل مع أي حركة أو نظرة نقوم بهما، فهي مجرد علاقة وطيدة بين دماغنا وموهبتنا».
وعما إذا خافت من هذه الخطوة كونها جاءت في إطار موسم رمضان المزدحم بالأعمال التمثيلية الضخمة ولأسماء شهيرة في هذا المجال، قالت: «طبعًا خفت وتملّكني القلق من هذا التحدّي غير المباشر الذي أقوم به، ولكن السياسة الإعلانية التي اعتمدتها محطة (الجديد) للترويج للعمل، ساهمت دون شك في وضعه في المراتب الأمامية والإحصاءات المتعلّقة في نسبة مشاهدته المرتفعة خير دليل على نجاحه».
وأكدت سابين أن تلفزيون «إم تي في» اشترى العمل وسيعرضه قريبًا على شاشته، وهو أمر يشير أيضًا إلى نجاح المسلسل.
وعن المسلسلات التي تابعتها في موسم رمضان، قالت: «تابعت الكثير منها، وعلى سبيل المثال: (24 قيراط) و(تشيللو) و(طريقي) و(ألف ليلة وليلة) و(بنت الشهبندر)، وغيرها. فمن الطبيعي أن أتابع وأراقب لأقف على مجريات الأمور عن كثب. وقد لفتني أداء ماغي بوغصن في (24 قيراط)؛ إذ كشفت عن موهبتها الكبيرة بفضل الفرصة التي سمحت لها بذلك، فكانت رائعة».
وعن تيتر المسلسل «بعتذر منّك» الذي غنّته بصوتها، قالت: «برأيي، أن أهمية التيتر تتساوى مع أهمية العمل. وحاليًا يلعب تيتر الفيلم أو المسلسل دورًا هامًا في رواجهما. فعندما غنّت آديل لفيلم (سكاي فول) (للعميل البريطاني 007)، أو بيونسيه لفيلم (50 تشايدز أوف غراي)، جذبتا العالم بأسره وروجتا للفيلمين بشكل كبير حتى صارت تلك الأغاني من الأشهر في العالم. وفي (أحمد وكريستينا)، التيتر والمسلسل أكملا بعضهما بعضًا. كما حرصنا على أن يكون التيتر على المستوى المطلوب، فنجح الشاعر والملحن سليم عساف بذلك دون شك، فأصبح بمثابة أغنية عادية أحبها الناس بعد أن جذبتهم لمتابعة العمل، فصارت تردد على كلّ شفّة ولسان؛ مما جعل نجاح العمل كاملاً ومتكاملاً».
أما أصعب ما صادفته في عملها، هذا حسب قولها، فهو أحوال الطقس، لا سيما وأن مواقع التصوير شملت أكثر من منطقة وبلدة لبنانية، وقالت: «تخيّلي لقد بلغت عدد المشاهد التي قدّمتها 480 مشهدًا، تطلّبت مني الكثير من الجهد والتعب، وفي المقابل تطلّبت مني تحمّل عوامل الطقس بصبر».
وأكدت سابين بأن ردّات الفعل الإيجابية عن المسلسل وصلتها من العالم بأسره، فكما أستراليا ومصر والخليج العربي، كذلك وردتها تعليقات مشابهة من الولايات المتحدة الأميركية ولندن ودبي. إن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي تكمن في تعريفك على نتيجة أي عمل تقوم به بثوان قليلة، ولهو أمر رائع بالنسبة للفنان الذي يكون متحمسًا جدًا لمعرفة نتيجة عمله على الأرض.
من ناحية أخرى، تستعد سابين لتصوير أعمال فنيّة جديدة لها هي التي اعترفت بأنها ستعيد الكرّة في مجال التمثيل بينما لو تلّقت عرضًا أعجبها.



فاديا طنب الحاج لـ«الشرق الأوسط»: حزينة أنا على بلدي لبنان

تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)
تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)
TT

فاديا طنب الحاج لـ«الشرق الأوسط»: حزينة أنا على بلدي لبنان

تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)
تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)

عندما طلب رعاة دار الأوبرا السويسرية من السوبرانو فاديا طنب الحاج إلقاء كلمة وإنشاد أغنية عن بلدها، تملّكتها مشاعر مؤثرة جداً. كانت تلبي دعوة إلى العشاء من قبلهم في جنيف؛ حيث شاركت في العمل الفني «إحسان». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «لتلك المناسبة اخترت أداء أغنية (لبيروت). وسبقتها بكلمة مختصرة توجَّهتُ بها إلى الحضور عن لبنان. كنت متأثرة جداً، وخرجت الكلمات من أعماقي تلقائياً. فلا أبالغ إذا قلت إنها من أكثر المرات التي أحزن بها على وطني لبنان. وبعد تقديمي الأغنية راح الحضور يصفّق تأثراً، كما خرج منهم مَن يشكرني على اختياري لهذه الأغنية».

تقول أنها تعلّمت الانضباط من فريق {إحسان} (فاديا طنب الحاج)

فاديا طنب الحاج وُجدت على مسرح دار أوبرا جنيف للمشاركة في العمل الفني الكوريغرافي «إحسان». وهو من تصميم العالمي، المغربي الأصل سيدي العربي الشرقاوي. تعاونها معه يعود إلى سنوات طويلة. وطلب منها مشاركته العرض الفني الذي ألّفه تكريماً لوالده الراحل على مدى 6 حفلات متتالية أُقيمت هناك.

وتوضِّح لـ«الشرق الأوسط»: «سبق وتعاونت معه في عمل بعنوان (أوريجين). وقمنا بجولة فنية تألفت من نحو 90 حفلة. استمتعت بالعمل مع سيدي العربي الشرقاوي. فالتجربة في عام 2008 كانت جديدة عليّ. حتى إني ترددت في القيام بها بداية. ولكنني ما لبثت أن أُعجبت بنصوص عمله وبرقصات تعبيرية يقدمها فريقه. وهو ما حضّني على تكرار التجربة أكثر من مرة».

يشتهر سيدي العربي الشرقاوي بفرقته لرقص الباليه الأوبرالي. وقد نال لقب «بارون» للنجاحات الكثيرة التي حققها. وقد أقام واحدة من حفلاته في مهرجانات بعلبك. كان ذلك في عام 2012 وتعاون فيها مع فاديا طنب الحاج.

فاديا طنب الحاج تؤدي في {إحسان} أغان بلغات مختلفة (الفنانة)

يحكي العرض الكوريغرافي «إحسان» قصة حزينة، استوحاها الشرقاوي من واقع عاشه. فوالده رحل من دون أن يودّعه، لا سيما أن قطيعة كانت حاصلة بينهما لسنوات، فرغب في التصالح مع ذكراه من خلال هذا العمل. كما يهدي العمل لشاب مغربي قُتل في بلجيكا ويُدعى إحسان. فالحفل برمّته يدور في أجواء المعاناة.

وتتابع فاديا طنب الحاج: «في كلمتي عن لبنان ذكرت المرات التي هدمت بها بيروت. وفي كل مرة كانت تقوم وتنفض عنها غبار الردم. وهذه المرة التاسعة التي تتعرّض فيها للدمار. وجمعتُ كل هذه الأحاسيس عن مدينة أحبها في كلمتي. وشرحتُ لهم أنها أغنية استعار الرحابنة لحنها من يواخين رودريغيز. وكلامها يكّرم بيروت بوصفها أرضاً للسلام والصلابة».

الجميل في أعمال الشرقاوي اتّسامها بالعمق. فهو يختار ألحاناً من موسيقيين عالميين كي يرقص فريقه على أنغامها. في «إحسان» اختار ملحناً تونسياً لغالبية لوحاته الراقصة. وكذلك تلون العمل موسيقى مغربية وأخرى إسبانية. تشرح طنب: «مرات أغني بالبيزنطية والسريانية. فهذا الخليط من الموسيقى ضمن لوحات راقصة تعبيرية رائعة ينعكس إيجاباً على المغني».

فريق «إحسان» يتألف من نحو 50 شخصاً، وتسير السوبرانو اللبنانية بين راقصي الباليه مرات وهي تغني، ومرات أخرى تقف على منصة عالية كي تؤلف مشهدية غنائية فردية يرقص الفريق على أنغامها.

عرض الباليه {إحسان} على مسرح دار أوبرا جنيف (فاديا طنب الحاج)

اعتادت فاديا الحاج على إحياء حفلات الغناء بوصفها نجمةً مطلقةً تقف وحدها على المسرح. ولكن في «إحسان» تبدّلت المشهدية تماماً. وتعلّق: «بوصفنا مغنين تتملّكنا الأنانية إلى حدّ ما عندما نعتلي المسرح. وهذا الأمر سائد عند الفنانين في الشرق العربي. وأعدّ (الإيغو) عندي متواضعاً جداً نسبة إلى غيري. ولكن في أعمال مثل (إحسان) نتعلّم كثيراً، وأهمها الانضباط، فنلمس مدى الجهد الذي يتكبدّه الراقصون للقيام بمهمتهم على أكمل وجه. تمارينهم تطول من الصباح حتى بعد الظهر. يكررون اللوحة الراقصة أكثر من مرة. أما نحن المغنين فنعدّ مدللين نسبة إليهم، ورغم كل هذا التعب فإننا نراهم متحمسين وفرحين ولا يتذمرون. كل هذه المشهدية زودتني بدروس تتعلق بالصبر والانضباط والتنظيم».

تروي قصصاً عدة لامستها من هذه الزاوية: «أذكر إحدى الراقصات أُصيبت بجروح في أثناء الرقص. ولكنها بقيت تكمل لوحتها مع زملائها حتى النهاية متجاوزة أوجاعها. إنهم يرقصون على آلامهم وهذا الأمر علّمني كثيراً».

فاديا طنب الحاج وقفت على أشهَر المسارح العالمية، وكانت نجمةً متألقةً لحفلات في أوروبا وأميركا. فماذا عن تجربتها مع «إحسان»؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «هناك انصهار يحصل بين طاقتي وطاقتهم. أحياناً يتطلّب مني الأمر الإبطاء في الغناء. وهو ما جرى معي في موشح أؤديه في الحفل. فالتفاعل والمشاركة يحضران بقوة بيني وبينهم. كما أن أي انتقاد سلبي أو إيجابي يُكتَب عن العمل يطالني معهم. وهو ما يحمّلني مسؤولية أكبر، لا سيما أن فريق كورال يواكبني مرات في أغانيّ».

قريباً تستكمل فاديا طنب الحاج جولتها مع الشرقاوي لتشمل بلداناً عدة. ومن بينها ألمانيا والنمسا وباريس (مسرح شاتليه) وروما وكندا. وتتابع: «العمل ضخم جداً ويتطلّب ميزانية مالية كبيرة. وهو ما يدفع بالشرقاوي لتنظيم أكثر من جولة فنية. وكما أوروبا سنمرّ على تركيا، وقد تشمل بلدان الخليج».

لن تشارك السوبرانو اللبنانية هذا العام في حفلات «بيروت ترنم» وتوضح: «في هذه الفترة أحضّر لأعمالي المقبلة. ومن بينها حفلة أقدمها في بلجيكا. وللقيام بهذه التدريبات أتبع أسلوب حياة خاصاً يشمل حتى طريقة غذائي. ولذلك في موسم الأعياد هذا العام أرتاح كي أكون جاهزة لحفلاتي المقبلة».