تشديد يمني على جاهزية الجيش وإصلاح الاقتصاد ومكافحة الفساد

وسط تصاعد الهجمات الحوثية على خطوط التماس في جبهات تعز

رئيس مجلس القيادة اليمني خلال لقائه في عدن الخميس وزير الدفاع وقادة المنطقة العسكرية الرابعة (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني خلال لقائه في عدن الخميس وزير الدفاع وقادة المنطقة العسكرية الرابعة (سبأ)
TT

تشديد يمني على جاهزية الجيش وإصلاح الاقتصاد ومكافحة الفساد

رئيس مجلس القيادة اليمني خلال لقائه في عدن الخميس وزير الدفاع وقادة المنطقة العسكرية الرابعة (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني خلال لقائه في عدن الخميس وزير الدفاع وقادة المنطقة العسكرية الرابعة (سبأ)

على وقع استمرار الهجمات الحوثية عند خطوط التماس مع القوات اليمنية الحكومية، لا سيما في محافظة تعز، شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الخميس، على رفع الجاهزية القتالية للجيش؛ لردع إرهاب الميليشيات، والاستعداد لمعركة استعادة الدولة.
وذكرت المصادر الرسمية أن العليمي التقى، ومعه عضو المجلس الرئاسي عبد الرحمن المحرمي، في قصر معاشيق، وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، وقيادات المنطقة العسكرية الرابعة واستمع إلى إحاطة حول الموقف العسكري على مختلف الجبهات، والتحشيدات، والأعمال العدائية الواسعة من جانب الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، الذي يواصل إرسال مزيد من أسلحته المحرمة بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن، والقوانين والأعراف الدولية ذات الصلة.
ونقلت وكالة «سبأ» أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي وضع القادة العسكريين، أمام تطورات الأوضاع، وإصلاحات المجلس الجارية؛ لتعزيز الدور القائد للقوات المسلحة والأمن في معركة استعادة الدولة، ومكافحة الإرهاب، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني بإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية، وتحقيق الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد كافة.
لقاء العليمي ووزير الدفاع وقادة الجيش في المنطقة العسكرية الرابعة، سبقه اجتماع الوزير الداعري مع قادة المنطقة نفسها، تحت شعار «رفع مستوى الجاهزية القتالية وإعادة بناء وتنظيم وتدريب وتأهيل منتسبي المنطقة العسكرية الرابعة على أسس وطنية عملية حديثة».
وزير الدفاع اليمني، خلال الاجتماع العسكري، شدد على توحيد جهود كل القوى الوطنية المناهضة للانقلاب الحوثي الإرهابي، وأكد أن القوات المسلحة ما زالت صامدة في الجبهات القتالية كلها، وحققت انتصارات عظيمة ضد ما وصفه بـ«المشروع الكهنوتي السلالي المدعوم إيرانياً».
وفي حين أشار الداعري إلى استهداف الميليشيات الحوثية الإرهابية، الاقتصاد الوطني والمنشآت الحيوية، وتهديد الملاحة الدولية ومصادر إمدادات الطاقة العالمية، (...) قال إن الأمر «يتطلب بذل مزيد من الجهود لإعادة تنظيم القوات العسكرية والأمنية، ورفع الجاهزية؛ لمواجهة التحديات والتهديدات والتعامل بمسؤولية وطنية».
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري بأن قوات الجيش صدت هجوماً شنته ميليشيات الحوثي الإرهابية، في مدينة تعز، حيث حاولت الميليشيات التقدم باتجاه مواقع في منطقة الضباب غرب المدينة بعد أن دفعت بأعداد كبيرة من عناصرها في العملية.
ونقل موقع الجيش اليمني «سبتمبر نت»، عن مصدر عسكري، قوله: «إن قوات الجيش استهدفت تلك العناصر الإرهابية، وأجبرتها على الفرار، بعد تكبيدها خسائر في العدد والعدة».
يشار إلى أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني كان قد أصدر قبل أيام قراراً رئاسياً نص على تشكيل قوة عسكرية جديدة تحت إمرته المباشرة، أطلق عليها «قوات درع الوطن» كما أصدر قراراً بتعيين قائد لهذه القوة الجديدة.
قرار العليمي بتشكيل القوة العسكرية الجديدة يأتي في سياق بناء قوات الجيش اليمني، الذي يتكون من عديد من التشكيلات العسكرية، التي تعمل اللجنة العسكرية والأمنية العليا على إعادة هيكلتها تحت مظلة وزارة الدفاع.
ومنذ عودة رئيس مجلس الحكم اليمني إلى مدينة عدن مطلع الأسبوع الحالي، كثف لقاءاته مع المسؤولين في سياق الجهود الإصلاحية على أصعدة الاقتصاد، ومكافحة الفساد، وإعادة بناء المؤسسات.
وذكر الإعلام الرسمي أن العليمي اجتمع بمجلس إدارة البنك المركزي اليمني؛ للاطلاع على جهود البنك في إدارة السياسة النقدية، والإصلاحات الجارية لتعزيز دور القطاع المصرفي، واستيعاب تعهدات الحلفاء والمانحين الإقليميين والدوليين.
وتطرق الاجتماع إلى دور السياسة النقدية التي انتهجها البنك المركزي لإعادة ضخ الدورة المالية في القطاع المصرفي، وسحب فائض العملة، وتجنب الطباعة والإصدارات النقدية المكشوفة، فضلاً عن عوائد المزادات المصرفية، وإسهامها في تأمين النفقات الضرورية للدولة، وفي المقدمة انتظام دفع رواتب موظفي الخدمة العامة والمتقاعدين، والقوات المسلحة والأمن، والبعثات الدبلوماسية، ومستحقات الطلاب المبتعثين في الخارج، إضافة إلى مخصصات الإنفاق الخدمي الذي يصل إلى نحو 100 مليون دولار شهرياً لقطاع الكهرباء وحده.
ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن العليمي أنه أثنى على «الدور الذي يضطلع به البنك المركزي في الإدارة الرشيدة للسياسة النقدية»، وأشاد بالكفاءات «الوطنية في مجلس إدارته التي يعول عليها كثيراً بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية والسلطات المحلية في تحسين الموارد، وتأمين الاحتياجات السلعية، والإمدادات الخدمية، وإفشال مخططات الميليشيات الحوثية الإرهابية لإغراق البلاد في أزمة إنسانية شاملة».
من ناحية أخرى، شدد العليمي على «أهمية تعزيز دور جهاز الرقابة والمحاسبة في منظومة العمل الحكومي، وضمان مبادئ المساءلة والنزاهة؛ لحماية المال العام، وتكافؤ الفرص، والشراكة الواسعة بين المواطنين جميعاً، وعلى مكانة العمل الرقابي والمحاسبي، ومكافحة الفساد».
كما شدد العليمي على «تأثير سوء استخدام السلطة، في الجهود الجارية لبناء مؤسسات الدولة، وتعزيز أجهزة إنفاذ القانون».
وحض رئيس مجلس الحكم اليمني خلال لقائه رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة على «مضاعفة الجهود وإجراءات المراجعة الشاملة والشفافة للاختلالات كافة، ومكامن الضعف في القطاع المالي والمصرفي، وهياكل الدولة المختلفة، والحد من الممارسات السلبية التي تضر بمصالح المواطنين، والعمل على تخفيف معاناتهم الإنسانية التي فاقمتها حرب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني».


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.