السعودية تُطلق «عام الشعر العربي 2023»

تطلق السعودية على العام الحالي (2023) عاماً للشعر العربي، وتحتفي من خلاله بالدور الحضاري والقيمة المحورية للشعر في الثقافة العربية، وتعزز من جانب آخر دور الجزيرة العربية وشعرائها في بناء التاريخ الأدبي والفكري للتراث العربي.
وصدرت موافقة مجلس الوزراء السعودي، الذي عُقد الثلاثاء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على تسمية عام 2023 «عام الشعر العربي»؛ تعميقاً للاعتزاز بالتراث الإبداع وتأصيلاً لدور الجزيرة العربية وطناً لثقافة العرب وإنجازهم الحضاري.
وثمّن وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، موافقة مجلس الوزراء على تسمية عام 2023 «عام الشعر العربي»؛ احتفاءً بالقيمة المحورية للشعر في الثقافة العربية، على امتداد تاريخ العرب، وانطلاقاً من تأثير الجزيرة العربية التي كانت ولا تزال موطناً للشعر والشعراء، ومصدراً لروائع أدبية ذات موقع راسخ في الحضارة الإنسانية.
ودأبت وزارة الثقافة السعودية منذ ثلاث سنوات على تسمية كل عام بواحد من القيم والرموز العربية احتفاءً بتأثيرها وتثميناً لقيمتها في المكون العربي وإنجازها الحضاري في الثقافة الإنسانية، وبدأت بالحرف العربي عندما أطلقته اسماً لعام 2021، واحتفت بما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، وباعتباره مخزوناً ثقافياً إبداعياً يعكس ثراء الثقافة العربية.
وحمل العام الفائت (2022) اسم القهوة السعودية، والاحتفاء بها عنصراً ثقافياً وطنياً يرتبط بالإرث الثقافي للسعودية، عبر تاريخ حافل بالعادات والتقاليد، وقيم الكرم والضيافة، والحضور الإنساني والجمالي والفني في الأغاني والقصائد واللوحات.
في حين يطلّ العام الجديد 2023، حاملاً اسم الشعر العربي؛ انعكاساً لما احتلّه وعلى مدى عقود مضت من مكانة ثقافية باعتباره من أهم المكونات الحضارية للثقافة العربية، وسعياً إلى ترسيخ هذا المكون الحضاري، وجعله حاضراً في الحياة اليومية للثقافة السعودية والعربية، وإحياء تاريخ الشعر العربي العريق، وتعزيز حضوره في الحضارة الإنسانية، وإرساء قواعد ثرائه المستقبلي، وإحلاله مكانته المستحقة بين آداب العالم وفنونه.
ورفع وزير الثقافة الشكر والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؛ نظير ما تحظى به الثقافة والمثقفون من رعاية كريمة، ودعم غير محدود منح الثقافة السعودية القدرة على الاعتزاز والاحتفاء بجذورها الراسخة، وقيمها وعناصرها الثقافية الأصيلة، وتقديمها إلى العالم، في إطار «رؤية المملكة 2030»، التي جعلت من إبراز الهوية الوطنية والثقافية السعودية ضمن مستهدفاتها الطموحة.
وأوضح الأمير بدر، أن مبادرة «عام الشعر العربي» ستكون مظلة جامعة لكل مظاهر الاحتفاء بهذا المُكوّن الرئيسي في الثقافة العربية عموماً والثقافة السعودية خصوصاً، مشيراً إلى ما تتمتع به الساحة الشعرية السعودية والعربية من ازدهارٍ لا ينضب، وبقبول واحتفاء من الجمهور، وأن أرض السعودية احتضنت منذ القدم أهم الشعراء في تاريخ الأدب العربي، مثل امرؤ القيس والأعشى والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى وعنترة بن شداد وطرفة بن العبد وعمرو بن كلثوم ولبيد بن ربيعة، وشكّلت مصدر إلهام لأهم القصائد العربية الخالدة؛ مما جعلها مهد الشعر العربي كما كانت مهداً للحضارات، مؤكداً بأن إبداع الشعراء السعوديين يأتي امتداداً لتجربة أدبية أصيلة ذات عمق تاريخي كبير.
وثمّن شعراء سعوديون هذه الخطوة، ووصفوها بأنها التفاتة كريمة، تؤكد إيمان السعودية ورهانها على الثقافة والأدب والفنّ في ظلّ رؤية طموحة تأخذ بيدين واثقتين العلم والفنّ على حدّ سواء باتجاه جودة الحياة.
وقال الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب، إن مدونات الشعر العربي الهائلة والملهمة انطلقت تاريخياً من هذه الأرض إنساناً وهوّية وحضارة؛ إذ كان الشعر هو كل علمهم، ودوّنوا من خلاله تاريخهم وأنسابهم وواقع حياتهم وتجليات هواجسهم.
مضيفاً، أن «تسمية هذا العام عام الشعر العربي ليس استلهاماً لكل هذا التاريخ المتين والماكث في ذاكرة كل عربي وحسب، بل ليراهن على الحاضر والمستقبل أيضاً، وأن الشعراء يتطلعون لجعل هذا العام تظاهرة احتفائية تليق بهذا الكائن العظيم الذي هو الشعر الذي رافق الروح العربية منذ كانت إلى لحظتها هذه وإلى غدها كما نرجو».