{كأس آسيا 2027}... في قلب السعودية

سجلت الرياضة السعودية نصراً جديداً على ساحة الاستضافات الكروية الكبرى، وذلك بإعلان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم فوزها رسمياً باستضافة بطولة «كأس آسيا 2027».
وقال السويسري جاني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): «أنا متأكد من أن السعودية ستستضيف نسخة رائعة من كأس آسيا في عام 2027».

وكانت الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم أعلنت، في اجتماعها أمس في العاصمة البحرينية المنامة، فوز السعودية رسمياً باستضافة بطولة كأس آسيا 2027، وذلك للمرة الأولى في تاريخها بعد استمرار الملف السعودي مرشحاً وحيداً للحدث الآسيوي الكبير، حيث نال 43 صوتاً من أصل 45، فيما امتنعت فلسطين وتركمانستان عن التصويت.

اجتماع خليجي قبل انطلاق اجتماع الكونغرس الآسيوي (تصوير: عيسى الدبيسي)

وكان هذا القرار متوقعاً مع بقاء ملف السعودية وحيداً في السباق بعد انسحاب أوزبكستان، وإيران، والهند، فيما استُبعدت قطر بسبب استضافتها النسخة المقبلة مطلع 2024.
ويعكس حرص الاتحادات الوطنية في القارة على التنافس لنيل شرف استضافة وتنظيم كأس آسيا، قيمة البطولة وأهميتها، لا سيما بعد الاهتمام الكبير الذي أولاه الاتحاد القاري للعبة بتلك البطولة، خاصة في قرار زيادة منتخباتها إلى 24 فريقاً مع نسخة الإمارات 2019، التي حققت نجاحاً فنياً وتنظيمياً كبيراً.

سعوديتان تحملان وثيقة الاستضافة خلال احتفالية البيت السعودي في المنامة (تصوير: عيسى الدبيسي)

وبحسب ملف الترشح السعودي لاستضافة كأس آسيا 2027، فإن الرياض ستبني ملعبين في القدية وشمال العاصمة، فيما سيُبنى في جدة ملعب جديد، وكذلك بشرق البلاد في الدمام.
ولم يسبق للسعودية استضافة البطولة منذ انطلاقتها في الخمسينات الماضية، حيث استضافتها هونغ كونغ عام 1956 ثم كوريا الجنوبية عام 1960 وإسرائيل 1964 وإيران 1968 وتايلاند 1972 وعادت لإيران عام 1976 والكويت 1980 وسنغافورة 1984 وقطر 1988 واليابان 1992 والإمارات 1996 ولبنان 2000 والصين 2004، فيما استضافت دول إندونيسيا وفيتنام وماليزيا وتايلاند نسخة عام 2007 وقطر 2011 وأستراليا عام 2015 والإمارات 2019، فيما ستستضيف قطر نسخة 2023 في يناير (كانون الثاني) 2024 المقبل.
وتعد السعودية من الدول المتفوقة في البطولة، حيث أطلقت الصحافة الآسيوية على الأخضر السعودي «أسياد آسيا»، كونه فاز باللقب 3 مرات أعوام 1984 و1988 و1996 مقابل 4 مرات لليابان أعوام 1992 و2000 و2004 و2011، فيما فازت إيران أيضاً 3 مرات أعوام 1968 و1972 و1976، بينما نالت كوريا الجنوبية الكأس مرتين عامي 1956 و1960، فيما اكتفت قطر بالفوز باللقب مرة واحدة، وكان ذلك في نسخة 2019 التي جرت في الإمارات، ومعها في ذلك أستراليا 2015 والكويت 1980 والعراق 2007 وإسرائيل 1964.

المسحل يتلقى التهنئة من إبراهيم القاسم بعد فوزه بعضوية «فيفا» (تصوير: عيسى الدبيسي)

وفي السنوات المقبلة، ستستضيف السعودية كأس آسيا للسيدات ودورة الألعاب الآسيوية، وحتى الألعاب الشتوية الآسيوية على ثلج صناعي.
وستقام البطولة القارية للمرة الثالثة توالياً في الخليج العربي، بعد أن استضافتها الإمارات في 2019.
وستكون الاستضافة الأولى للسعودية حاملة اللقب ثلاث مرات للنهائيات التي انطلقت عام 1956.
ويحظى القطاع الرياضي في السعودية بدعمٍ واهتمام حكومي على أعلى المستويات، ما أسهم في استضافة وتحقيق العديد من الإنجازات الرياضية القاريّة والعالمية. كما أن اهتمام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالقطاع الرياضي يأتي لكونه أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030م
وتحظى المملكة ببنية تحتية رياضية جديدة وكنوز ثقافية وسياحية وحضارية تساعدها على استضافة البطولات العالمية والمحافل الرياضية المتنوعة، فيما تتكامل القطاعات الحكومية والخاصة في المملكة بدعم الاستضافات الرياضية الكبرى.
وتكمن قوة الملف السعودي من خلال تسليط الضوء على الجهود المبذولة وجاهزية المملكة لاستضافة الحدث.
من جهة ثانية، احتفظ الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة برئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأربع سنوات أخيرة.
ولم يترشح أحد لمنافسة الشيخ سلمان، رئيس الاتحاد البحريني السابق، ليصبح المرشح الوحيد لرئاسة الاتحاد الآسيوي من 2023 حتى 2027 في اجتماع الجمعية العمومية.
وكان الشيخ سلمان قد تولى رئاسة الاتحاد الآسيوي في 2013، ولمدة عامين لاستكمال ولاية القطري محمد بن همام بعد إيقافه.
وعوقب محمد بن همام بالإيقاف مدى الحياة من «فيفا» في 2011، وتولى تشانغ جيلونغ المسؤولية بشكل مؤقت، قبل انتخاب الشيخ سلمان الذي فاز في انتخابات 2015 ثم 2019.
وستكون فترة ولايته الجديدة التي تبلغ أربع سنوات هي الأخيرة بسبب القيود المفروضة بموجب قوانين الاتحاد القاري.
وسيكون المسؤول البحريني البالغ من العمر 57 عاماً قد تولى المنصب لمدة 14 عاماً بنهاية مهمته عام 2027.
وقال الشيخ سلمان: «أشكركم جميعاً على وضع ثقتكم بي لولاية أخرى مدتها أربع سنوات. إنه لشرف عظيم أن أحظى بثقة الاتحاد الآسيوي وهذا يعطيني مسؤولية كبيرة».
وأضاف أن كرة القدم الآسيوية دخلت حقبة جديدة باستضافة قطر لكأس العالم 2022.
كما انتخب اللبناني هاشم حيدر نائباً لرئيس الاتحاد الآسيوي عن منطقة غرب آسيا.
وخلال اجتماع الجمعية العمومية في الاتحاد الآسيوي، أعلى سلطة لصنع القرارات، تم انتخاب الأعضاء المرشحين لشغل المناصب الرئيسية في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي ومجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
واختارت الجمعية العمومية كذلك ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي، عضواً في مجلس «فيفا» للفترة من 2023 إلى 2027.
وانتخب رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني عضواً في مجلس الاتحاد الدولي (فيفا). وانضم إليهما الياباني كوزو تاشيما والفلبيني ماريانو أرانيتا والماليزي حاجي محمد أمين.
وحصلت كانيا كيوماني من لاوس على المقعد النسائي في مجلس «فيفا».