«الإدارة الذكية» تدخل نيوكاسل معركة الكبار في الكرة الإنجليزية

بعد أن كان سنوات في مراكز الوسط المتأخرة في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، نجح نيوكاسل هذا الموسم في دخول معركة الكبار بفضل مدربه إدي هاو وإدارة مالكيه السعوديين الذين شاهدوا الفريق يتأهل الثلاثاء إلى أول نهائي له في مسابقة كأس الرابطة منذ 47 عاماً.
وبفضل ثنائية شون لونغستاف، حسم نيوكاسل (الثلاثاء) فوزه في إياب نصف النهائي على ضيفه ساوثمبتون 2 - 1 بعدما فاز أيضاً ذهاباً 1 - صفر، ليبلغ بذلك أول نهائي محلي له خلال هذا القرن.
يعود الفضل في نهضة نيوكاسل إلى مدربه هاو، ومالكيه الجدد «الكونسورتيوم» المدعوم من السعودية، الذي اشترى النادي في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
ويتطلع النادي الذي يحتل حالياً المركز الثالث لكي يكون على أعتاب حقبة ذهبية تجعله من المنافسين الدائمين على الألقاب.
وقال لونغستاف الذي كان من مشجعي نيوكاسل منذ الصغر، إنه «أمر رائع. لو قلتم لأي شخص قبل 12 شهراً ما الذي سيحدث، لن يصدق».
وتابع: «منذ الاستحواذ، تعاقدنا مع لاعبين جيدين. ما نبنيه هنا يعتبر أمراً مميزاً وعاطفياً بالنسبة لي».
ويعود النهائي المحلي الأخير لنيوكاسل إلى عام 1999 في مسابقة الكأس حين خسر أمام مانشستر يونايتد، المرشح أن يكون خصمه المقبل في نهائي كأس الرابطة، نتيجة فوزه الكبير في ذهاب نصف النهائي على نوتنغهام فورست خارج الديار 3 - صفر.
كانت تلك الخسارة أمام «الشياطين الحمر» بمثابة نهاية حقبة لامعة لفريق نال وصافة الدوري عامي 1996 و1997.
وما زال انهياره في موسم 1995 - 1996 عالقاً في الأذهان حين أهدر رجال كيفن كيغان تقدمهم بفارق 12 نقطة وخسروا معركة اللقب.
ذلك الانهيار لخّص التاريخ المتقلّب لهذا النادي الذي لم يفز بأي لقب محلي منذ 1955 حين توج بطلاً لمسابقة الكأس، فيما يعود لقبه الأخير على جميع الأصعدة إلى عام 1969 حين أحرز كأس المعارض الأوروبية.
وقبل ستة أعوام فقط، بدا مستقبل نيوكاسل قاتماً رغم عودته إلى الدوري الممتاز، التي قوبلت بصمت من المشجعين نتيجة استيائهم من طريقة إدارة المالك مايك أشلي للنادي.
ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي حصة 80 في المائة في النادي الذي عين المتخصصة المالية أماندا ستافيلي كمسؤولة في النادي.
إعلان ستافيلي الجريء بأن نيوكاسل سيكون قريباً «منافساً منتظماً على الألقاب الكبرى» تحقق بسرعة أكبر مما تخيلته هي نفسها.
في حينها، كان نيوكاسل متقهقراً في المركز التاسع عشر لترتيب الدوري الممتاز تحت قيادة المدرب السابق ستيف بروس.
لكن وكما قال مهاجم نيوكاسل السابق والمشجع المتفاني آلن شيرر في تغريدة مبتهجة بعد عملية الاستحواذ: «يمكننا أن نجرؤ على الأمل مرة أخرى».
وخلال قرابة عام من الزمن، أنقذ هاو نيوكاسل من الهبوط وحوّل أحلام شيرر إلى حقيقة.
انتهت المغامرة الثانية لهاو مع فريقه السابق بورنموث بهبوط إلى المستوى الثاني «تشامبيونشيب» عام 2020، ما جعل قرار نيوكاسل بالتعاقد معه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 بمثابة مقامرة.
لكن الرجل الذي اعترف بأنه مهووس بكرة القدم، انتهز الفرصة لإيقاظ الفريق من سباته.
وعندما لا يكون منغمساً في «شغفه السري» لفرقة البوب النروجية «آ - ها» التي اشتهرت في الثمانينات، يقضي هاو، المدمن على العمل، 12 ساعة يومياً في ملعب دارسلي بارك الخاص بتمارين نيوكاسل.
وأضافت التعاقدات الذكية من قبل الملاك السعوديين، مع كل من كيران تريبييه والبرازيلي برونو غيمارايش والهولندي سفين بوتمان والحارس نيك بوب، الجودة إلى فريق هاو، في حين كان ضم مهاجم إيفرتون الموهوب أنتوني غوردون في الساعات القليلة الماضية بياناً آخر عن نوايا النادي.
لكن تأثير هاو يتجلى أكثر من أي شيء آخر في تحول المهاجم البرازيلي جولينتون من فشل باهظ إلى قلب وروح الفريق.
ورأى هاو أن «الشيء السهل هو الحديث عن المال لكنه ليس ما أوصلنا إلى هنا. روح الفريق والعمل الجماعي يقودانك إلى الذهاب بعيداً. لدينا أشخاص رائعون في هذا النادي».
وتابع: «التواصل مع الثقافة ومحاولة تكوين مجموعة صغيرة متماسكة هما المفتاح».
اختفت فرقة «آ - ها» منذ فترة طويلة عن لائحة الأغاني الضاربة، لكن هاو يبذل قصارى جهده لضمان أن يكون نيوكاسل نادياً صاحب نفس طويل في السباق نحو الصدارة والتألق في الملاعب.