عباس يحذر من تبديد الأمل لدى الفلسطينيين في تحقيق السلام مع إسرائيل

رئيس الوزراء الإيطالي يؤكد دعم التنمية الاقتصادية وتدريب قوات الأمن

عباس يحذر من تبديد الأمل لدى الفلسطينيين في تحقيق السلام مع إسرائيل
TT

عباس يحذر من تبديد الأمل لدى الفلسطينيين في تحقيق السلام مع إسرائيل

عباس يحذر من تبديد الأمل لدى الفلسطينيين في تحقيق السلام مع إسرائيل

حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، من تبديد الأمل لدى الفلسطينيين في تحقيق السلام مع إسرائيل، في ظل استمرارها في الاحتلال والاستيطان.
وقال الرئيس عباس، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، الذي يزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية، عقداه في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، إن «استمرار إسرائيل في الاحتلال والاستيطان، وعدم تطبيق الاتفاقيات الموقعة، يمثل أكبر تهديد لفرص تحقيق السلام». وأضاف عباس أن ما تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية «يبدد الأمل لدى الشعب الفلسطيني الذي ينتظر العدل والحرية والاستقلال منذ قرابة سبعة عقود».
ودعا عباس إلى دور أوروبي أكثر فاعلية في «إنهاء العقبات التي تحول دون استئناف عملية السلام بفعل التعنت الإسرائيلي والتنكر لقرارات الشرعية الدولية». وقال إن «القيادة الفلسطينية مؤمنة وملتزمة بالسلام الشامل والعادل وحل الدولتين، وإن أيادينا ما زالت ممدودة للسلام ولجيراننا الإسرائيليين عبر تنفيذ قرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية».
وأضاف أن الانضمام الفلسطيني للمنظمات الدولية «ليس موجها ضد أحد، بل هو يستهدف تكريس هوية فلسطين ككيان سياسي، وكعضو فاعل في المجتمع الدولي يحترم اتفاقياته والتزاماته الدولية».
من جهته، قال رينزي إن إيطاليا تريد تطوير علاقات الصداقة مع الفلسطينيين للوصول إلى السلام في المنطقة. وشدد رينزي على ضرورة منح الأجيال القادمة في المنطقة أملا في مستقبل أفضل، من خلال دعم مشاريع التنمية الاقتصادية وتحقيق السلام. وأشار إلى أنه ناقش مع عباس «كثيرا من المبادرات المشتركة، بينها إطلاق المرحلة الثالثة من إشراف الأمن الإيطالي على تدريب قوات الأمن الفلسطينية، وتعزيز التبادل الثقافي والعلمي، وزيادة منح الطلاب الفلسطينيين للدراسة في إيطاليا»، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
ولفت رئيس الوزراء الإيطالي إلى توقيع عشر اتفاقيات تعاون بين الحكومتين الإيطالية والفلسطينية، الشهر الماضي، خاصة في مجال التعاون الاقتصادي، مؤكدا على استمرار أشكال الدعم الإيطالي للفلسطينيين.
وزار عباس ورينزي، عقب المؤتمر الصحافي، كنيسة المهد، ومن ثم تفقدا مؤسسة تتولى رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بدعم إيطالي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.