ارتفاع الحرارة يزيد من خطر الفطريات على البشر

الفطريات المسببة للأمراض (كلية ديوك للطب)
الفطريات المسببة للأمراض (كلية ديوك للطب)
TT

ارتفاع الحرارة يزيد من خطر الفطريات على البشر

الفطريات المسببة للأمراض (كلية ديوك للطب)
الفطريات المسببة للأمراض (كلية ديوك للطب)

شاهد كثير منا ألعاب الفيديو التي جرى بثها عبر منصة «HBO» والتي تضمنت قصة الفطريات المعدلة حراريا وكيف أنها حولت البشر إلى كائنات «زومبي»، (الموتى الأحياء)، حسب ما ذكرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
وكانت قد أظهرت دراسة حديثة أن الفطريات المسببة للأمراض يمكن أن تتحمل ارتفاع درجات الحرارة لتصبح سببا في إصابة الإنسان بالأمراض، وهو ما يشبه بدرجة كبيرة الأحداث المخيفة التي تضمنها المسلسل التلفزيوني الناجح عن نهاية العالم.
وكشفت الدراسة التي نشرت الأسبوع الماضي في مجلة «PNAS» عن أن ظاهرة الاحتباس الحراري وأزمة المناخ قد يكونان سببا في مساعدة الفطريات على مقاومة درجات الحرارة المرتفعة وإلحاق الضرر بالبشر.
ويذكر أن حلقات «نهاية العالم» - التي تحولت من سلسلة ألعاب فيديو تحظى بشعبية كبيرة إلى مسلسل تلفزيوني يحمل الاسم نفسه ويحظى كذلك بإشادة كبيرة من النقاد – تتناول عالما بائسا سيطر فيه فطر «كورديسيبس» المكيف حراريا، وهو موجود في العالم الحقيقي بالفعل، على البشر وحولهم إلى كائنات زومبي.
وفي هذا السياق، قال آسيا غوسا، المؤلف المشارك في الدراسة والأستاذ بكلية ديوك للطب في الولايات المتحدة، «هذا بالضبط ما أتحدث عنه، باستثناء الزومبي».
وعلى الرغم من عدم وجود تهديد مباشر بنقل البشر للعدوى الفطرية لبعضهم بعضا، حذر العلماء من أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية قد يتسبب في تغيير طريقة تأثير الميكروبات على البشر. وبحسب المشاركين في الدراسة، «من المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغير المناخ إلى زيادة الأمراض الفطرية في النباتات والثدييات».
ومن المعروف أن الفطريات، مثل «المبيضات» وفطر «الكريبتوكوكس»، تصيب وتقتل الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، لكن الغالبية العظمى من هذه الميكروبات لا تنجح في إلحاق الضرر بالإنسان في ظل حرارة أجسام صحيحة.



جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا؛ المكوِّن الأساسي للأسمدة، باستخدام تقنية صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الجمعة بدورية «ساينس أدفانسيس (Science Advances)»، أن هذا الجهاز يمثل بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، والمتبَعة منذ أكثر من قرن. وتُستخدم الأمونيا على نطاق واسع في صناعة الأسمدة لإنتاج مركبات مثل اليوريا ونيترات الأمونيوم، وهما مصدران أساسيان للنيتروجين الضروري لنمو النباتات. والنيتروجين أحد العناصر الحيوية التي تعزز عملية البناء الضوئي وتكوين البروتينات في النباتات؛ مما يدعم نمو المحاصيل ويزيد الإنتاج الزراعي.

ورغم أهمية الأمونيا في تعزيز الإنتاج الزراعي، فإن الطريقة التقليدية لإنتاجها تعتمد على عمليةٍ صناعيةٍ كثيفةِ استهلاكِ الطاقة وتركز على الغاز الطبيعي مصدراً رئيسياً، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتستهلك هذه العملية نحو اثنين في المائة من إجمالي الطاقة العالمية سنوياً، وتنتج نحو واحد في المائة من انبعاثات الكربون عالمياً.

ويعتمد الجهاز الجديد على الهواء مصدراً رئيسياً للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا، فيُستخلص من الغلاف الجوي بطرق مبتكرة، ثم يدمج مع الهيدروجين المستخرَج من الماء. وتُستخدم في هذه العملية محفزات كيميائية متطورة تعمل تحت الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة، مما يُغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل العملية مستدامة وصديقة للبيئة.

ويتميز الجهاز بإمكانية تشغيله مباشرة في المواقع الزراعية، ويمكن تصميمه ليكون محمولاً ومتكاملاً مع أنظمة الري، لتوفير السماد للنباتات بشكل فوري دون الحاجة إلى نقل الأسمدة من المصانع. ووفق الباحثين؛ فإن هذا الابتكار يُسهم في خفض تكاليف النقل والبنية التحتية المرتبطة بالطرق التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على منشآت صناعية ضخمة ومعقدة.

وأظهرت التجارب المعملية فاعلية الجهاز في إنتاج كميات كافية من الأمونيا لتسميد النباتات داخل الصوب الزجاجية خلال ساعتين فقط، باستخدام نظام رش يعيد تدوير المياه. كما أكد الباحثون إمكانية توسيع نطاق الجهاز ليشمل تطبيقات زراعية أكبر عبر شبكات موسعة ومواد مرشحة محسّنة.

ويتطلع الفريق البحثي إلى دمج هذا الجهاز في المستقبل ضمن أنظمة الري، مما يتيح للمزارعين إنتاج الأسمدة مباشرة في مواقع الزراعة، ويدعم الزراعة المستدامة.

وأشار الفريق إلى أن الأمونيا المنتَجة يمكن استخدامها أيضاً مصدراً نظيفاً للطاقة بفضل كثافتها الطاقية مقارنة بالهيدروجين، مما يجعلها خياراً مثالياً لتخزين ونقل الطاقة.

ويأمل الباحثون أن يصبح الجهاز جاهزاً للاستخدام التجاري خلال ما بين عامين و3 أعوام، مؤكدين أن «الأمونيا الخضراء» تمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.