بطولة إيطاليا: قمة مرتقبة بين نابولي وروما... وفرصة التعويض لميلان الجريح

لاعبو ميلان بعد أن هز لاتسيو شباكهم بالهدف الرابع (رويترز)
لاعبو ميلان بعد أن هز لاتسيو شباكهم بالهدف الرابع (رويترز)
TT

بطولة إيطاليا: قمة مرتقبة بين نابولي وروما... وفرصة التعويض لميلان الجريح

لاعبو ميلان بعد أن هز لاتسيو شباكهم بالهدف الرابع (رويترز)
لاعبو ميلان بعد أن هز لاتسيو شباكهم بالهدف الرابع (رويترز)

تتجه الأنظار إلى الموقعة المرتقبة بين نابولي المحلّق في الصدارة وروما، غداً الأحد، في المرحلة العشرين من «الدوري الإيطالي لكرة القدم»، في حين يملك ميلان المترنح فرصة لإحياء آمال الدفاع عن لقبه بعد اتساع الهوة إلى 12 نقطة، عندما يستضيف ساسوولو في اليوم نفسه. وشكلت الخسارة الأخيرة لميلان أمام لاتسيو برباعية نظيفة ضربة كبيرة لآماله في الاحتفاظ باللقب، إذ بات نابولي ينفرد في الصدارة بشكل مريح جدًا، فيما ضيّق لاتسيو وإنتر ميلان وروما الخناق على ميلان الوصيف وباتت متأخرة عنه بنقطة واحدة فقط.
لذلك تبدو مباراة نابولي وروما مفصلية في تحديد مسار المنافسة على اللقب، إذ إنّ فوز نابولي سيضعه في موقف قويّ جداً، في حين أن خسارته ستحيي آمال الفِرق المنافسة، لكنها ستُشعل أيضاً معركة مركز الوصافة بالدرجة الأولى، فضلاً عن السباق المحموم للتأهل إلى «دوري أبطال أوروبا»، الذي عزّزه خروج يوفنتوس من دائرة المنافسة عقب تعرّضه لعقوبة حسم 15 نقطة من رصيده؛ لاتهامه بتزوير البيانات المالية الخاصة بانتقال بعض اللاعبين.
واعترف مدرب ميلان ستيفانو بيولي بصعوبة الاحتفاظ باللقب: «تبدو الآن الكثير من الأمور لا تعمل». في المقابل أصرّ مدير الفريق والمدافع التاريخي السابق باولو مالديني على أن الموسم «لا يبدو أنه كارثة ضخمة»، إلا أنه انتقد التعاقدات الصيفية، بما فيها المهاجم البلجيكي شارل دي كيتلار، والأميركي سيرجينو ديست الذي كان أداؤه، الثلاثاء الماضي، في مركز الظهير الأيسر مكان اللاعب الفرنسي المصاب تيو هرنانديز، كارثياً.
ويستضيف ميلان نظيره ساسوولو المتعثر، الأحد، مع آمال متضائلة في ظل تصميم نابولي الباحث عن لقبه الأول منذ عام 1990 والذي نجح في تحقيق 50 نقطة بعد مرور نصف الموسم فقط. وستكون أم المواجهات تلك التي ستجمع الفريق الجنوبي وفريق العاصمة، وذلك للمرة الأولى منذ الإشكال الكبير الذي نشب بين أنصارهما الألتراس وتسبّب في حدوث فوضى على طريق سريع رئيسي في شمال البلاد، بعد أن التقوا في محطة خدمة «باديا آل بينو» في توسكانا في طريقهم إلى المباراتين ضد سمبدوريا وميلان. ولن يحضر مشجعو روما إلى ملعب مارادونا، الأحد؛ حيث جرت معاقبة الجمهورَين بمنع حضورهم المباريات خارج ملعبيهما طوال شهرين.
ويبدو روما في وضع جيد من الناحية الفنية في ظل شراكة هجومية واعدة بين الدوليين الإنجليزي تامي أبراهام، والأرجنتيني باولو ديبالا، غير أن مدرب نابولي لوتشانو سباليتي يدرك أن فريقه «يملك فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر» لإنهاء انتظار دام 3 عقود لمعانقة كأس البطولة. وسيستعيد نابولي على الأرجح خدمات لاعبه الجورجي خفيشا كفاراتسخيليا بعد تعافيه من الإنفلونزا.
في المقابل، يواصل يوفنتوس سعيه للارتقاء من جديد في الترتيب بعد العقوبة المدوّية التي تعرَّض لها، وذلك عندما يواجه مونتسا المتطور. وقال مدرب يوفنتوس ماسيميليانو أليغري، الأسبوع الماضي، إن الفرنسي بول بوغبا، والصربي دوشان فلاهوفيتش سيكونان حاضريْن للمشاركة، في وقت يستمر فيه الغموض بالإحاطة بموعد العودة النهائية للاعب وسط منتخب فرنسا بعد إصابة في الركبة أبعدته عن كأس العالم والنصف الأول من الموسم المحلي.
وستشهد المرحلة 20 الظهور الأول لتقنية «نصف آلية» لكشف التسلّل التي من المفترض أن تسرّع وتجعل قرارات الحكام أكثر موثوقية. وتعتمد الفكرة على دفع حدود العين البشرية، غير الدقيقة، لتحديد موقع اللاعبين والكرة في أي وقت، ومن ثم تحديد دقيق للخط عند وجود حالة تسلل. واستمرت القرارات المتعلقة بحالات التسلل في إثارة الجدل في حقبة حكم الفيديو المساعد «في إيه آر» في إيطاليا، وأبرزها الجدل الذي حصل في مباراة يوفنتوس وساليرنيتانا في سبتمبر (أيلول).
وأدت مراجعة حكم الفيديو المساعد إلى إلغاء هدف البولندي أركاديوش ميليك بكرة رأسية في الوقت بدل الضائع، وهو ما كان سيمنح يوفنتوس الفوز 3-2، بعدما اعتُبر لياناردو بونوتشي متسللاً أثناء الهجمة. وأظهرت اللقطات التي جرى الكشف عنها لاحقاً أن لاعب ساليرنيتانا أنتونيو كاندريفا كسر التسلل، لكن مكان وقوفه إلى جانب راية الركنية، لم يجرِ التقاطه من قِبل كاميرات الـ«في إيه آر».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».