كيف غيّر تن هاغ «الأجواء المشحونة» في مانشستر يونايتد؟

المدير الفني الجديد أعاد راشفورد إلى طريق الشباك مجدداً

عاد راشفورد إلى صفوف المنتخب الإنجليزي وتألق وهز شباك ويلز مرتين (رويترز)
عاد راشفورد إلى صفوف المنتخب الإنجليزي وتألق وهز شباك ويلز مرتين (رويترز)
TT

كيف غيّر تن هاغ «الأجواء المشحونة» في مانشستر يونايتد؟

عاد راشفورد إلى صفوف المنتخب الإنجليزي وتألق وهز شباك ويلز مرتين (رويترز)
عاد راشفورد إلى صفوف المنتخب الإنجليزي وتألق وهز شباك ويلز مرتين (رويترز)

من الواضح أن جميع مشجعي كرة القدم وعشاقها، بغض النظر عن انتمائهم، سعداء بعودة المهاجم الإنجليزي الشاب ماركوس راشفورد إلى مستواه. لقد تألق راشفورد بشكل كبير خلال الفترة الماضية وأحرز أهدافاً حاسمة لمانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز في مرمى كل من ليفربول وآرسنال ومانشستر سيتي، وأخيراً عندما واصل تألقه هذا الموسم وهزّ الشباك مجدداً، الأربعاء الماضي، ليساعد مانشستر يونايتد في الفوز 3 - صفر على مضيفه نوتنغهام فورست في ذهاب الدور قبل النهائي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم. وأحرز مهاجم إنجلترا هدفه بجهد فردي رائع بعد ست دقائق حين تلاعب بالمدافعين وافتتح التسجيل، رافعاً رصيده إلى 18 هدفاً بجميع المسابقات هذا الموسم. ولم يسجل أكثر منه مع نادٍ إنجليزي بموسم 2022 - 2023 سوى إرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي.
وعلاوة على ذلك، عاد راشفورد للتهديف مع المنتخب الإنجليزي، عندما أحرز هدفاً في مرمى إيران في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر من أول لمسة له تقريباً على المستوى الدولي، منذ إهداره ركلة ترجيح في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 أمام إيطاليا. وبعد ذلك، أحرز هدفين في مرمى ويلز في المباراة التالية، بما في ذلك هدف من ركلة حرة مباشرة بطريقة رائعة.

ومع ذلك، فإن أكثر شيء يجذب المديرين الفنيين إلى راشفورد لا يتمثل في أهدافه، بل في الطريقة المباشرة التي يلعب بها والدوافع الكبيرة التي يمتلكها، وهي الصفات التي يتمتع بها اللاعب منذ أن اكتشفه مانشستر يونايتد لأول مرة وهو في السادسة من عمره. وربما أكثر مثال يوضح هذه الصفات هو الهدف الذي أحرزه راشفورد من ضربة رأسية في مرمى وستهام على ملعب «أولد ترافورد» في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو الهدف الذي منح مانشستر يونايتد الفوز بهدف دون رد. لقد ارتقى راشفورد عالياً واستقبل الكرة العرضية التي أرسلها كريستيان إريكسن ووضعها في الشباك ببراعة في لقطة فنية رائعة، جعلت المدير الفني لمانشستر يونايتد، إريك تن هاغ، يُعبر بعد المباراة عن رضاه عما قدمه راشفورد.

راشفورد يواصل تقديم العروض المميزة والتهديف وضمنها مواجهة تشارلتون في كأس الرابطة (أ.ب)

وكان المدير الفني الهولندي قد أكد أن ضربات الرأس من بين الأشياء التي يتعين على راشفورد تطويرها، وطلب من مساعده، بيني مكارثي، العمل مع المهاجم الإنجليزي على تحسين هذا الأمر. وقال تن هاغ، في تصريحات صحافية في ديسمبر (كانون الأول): «ماركوس يتدرب بجدية كبيرة حقاً، وبعد كل حصة تدريبية يريد دائماً أن يتدرب على كيفية إنهاء الهجمات بطرق مختلفة أمام المرمى، ويتدرب على إنهاء الهجمات بقدميه اليمنى واليسرى، ومن زوايا مختلفة ومن الكرات العرضية. وبعد ذلك، يتدرب على ضربات الرأس أيضاً».

تن هاغ كال المديح لراشفورد في الأسابيع الماضية (رويترز)

وكان راشفورد قد سجل هدفاً من ضربة رأسية أيضاً في مباراة مانشستر يونايتد السابقة، كانت ضد نادي شريف تيراسبول المولدوفي في بطولة الدوري الأوروبي، ثم أحرز هذا الهدف في مرمى وستهام. وقال تن هاغ: «كلما صعدت إلى مستوى أعلى، أصبح الأمر يتعلق بشكل أكبر بالتفاصيل. لقد كانت لحظة رائعة أمام وستهام». واتفق المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت مع هذا الرأي، حيث قال في اليوم الذي استدعى فيه راشفورد لقائمة المنتخب الإنجليزي المشاركة في نهائيات كأس العالم: «لقد رأيت ماركوس يرتقي عالياً عند القائم البعيد ويحرز هذا الهدف برأسية رائعة، وهو أمر مذهل للغاية. إننا نتحدث عن مثل هذه الأشياء على مر السنين، وقد استعاد راشفورد مستواه وأصبح يقدم ما كنا نراه منه من قبل».

رأسية راشفورد الرائعة التي منحت مانشستر يونايتد الفوز بهدف من دون رد على وستهام

لم يكن التزام راشفورد موضع شك، فحتى خلال الموسم الماضي الذي كان فيه بعيداً كل البعد عن مستواه المعروف، كان المدير الفني المؤقت للشياطين الحمر، رالف رانغنيك، يشعر دائماً بأنه يتدرب بجدية كبيرة. وعلى الرغم من أن راشفورد كان يبذل كل ما في وسعه ويحاول بشدة، فإن الأمور كانت تسير من سيئ إلى أسوأ بالنسبة له، وبدا الأمر وكأن راشفورد لم يعد نفس اللاعب الخطير الذي كانت تهابه كل الفرق المنافسة، ووصل الأمر لدرجة أن رانغنيك وصف ما يحدث للاعب بأنه لغز، ولم يستطع شرح ما كان يحدث بالضبط.
وطلب راشفورد من رانغنيك أن يلعب ناحية اليسار بدلاً من اليمين، لكن لم يكن ذلك هو العامل الوحيد الذي أدى إلى تراجع مستوى اللاعب، بل كان الأمر عبارة عن تراكمات أثرت في أداء اللاعب بمرور الوقت. لقد تم وضع راشفورد في إطار معين بناء على آخر لقطة له في الموسم السابق - ركلة الترجيح التي أهدرها في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 أمام إيطاليا وصدمة خسارة البطولة، والتي أدت إلى تعرض اللاعب إلى إساءات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي. وعلاوة على ذلك، خضع اللاعب لجراحة في الكتف أبعدته عن الملاعب حتى منتصف أكتوبر، وعندما عاد للمشاركة في المباريات كان مانشستر يونايتد يعاني من أزمة كبيرة تحت قيادة المدير الفني السابق أولي غونار سولسكاير، وتعرض لخسائر مذلة على ملعب «أولد ترافورد» أبرزها أمام ليفربول ومانشستر سيتي.
تولى رانغنيك قيادة الفريق في أوائل ديسمبر (كانون الأول)، بعدما أشرف مايكل كاريك على قيادة الفريق بشكل مؤقت لفترة قصيرة، لكن المشكلات والأزمات كانت متجذرة وعميقة، وعانى مانشستر يونايتد من أسوأ موسم في تاريخه في الدوري الإنجليزي الممتاز، ووصف بأنه أسوأ فريق للنادي منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي. وعندما أوقف مانشستر يونايتد ماسون غرينوود بعد مزاعم الاغتصاب في 30 يناير (كانون الثاني)، طلب رانغنيك من النادي التعاقد مع مهاجم جديد قبل إغلاق فترة الانتقالات الشتوية، لكن طلبه قوبل بالرفض، وقالت له إدارة النادي إن التعاقد مع لاعب في ذلك المركز لم يكن جزءاً من خطة النادي طويلة المدى في تلك المرحلة، وهو الأمر الذي أصاب رانغنيك بالغضب الشديد. لكن ما نستخلصه مما حدث هو أن المدير الفني الألماني لم يكن يرى راشفورد على أنه يمثل أي حل من الحلول!
ثم جاء كريستيانو رونالدو، الذي وصفه راشفورد بأنه واحد من اللاعبين الذين يعشقهم. وقال راشفورد، خلال نهائيات كأس العالم بعد إنهاء عقد رونالدو مع مانشستر يونايتد: «لقد كان شيئاً لا يُصدق أن تتاح لي فرصة اللعب معه، فهذا شيء يمكنني الاحتفاظ به إلى الأبد». لكن وجود رونالدو الموسم الماضي لم يكن دائماً شيئاً إيجابياً بالنسبة لراشفورد، حيث كان النجم البرتغالي يعبر عن غضبه أو ينتقد راشفورد إذا لم يمرر الكرة له. وشعر رانغنيك بأن مانشستر يونايتد مضطر لخوض مباراتين؛ واحدة ضد الخصم، والأخرى لإبقاء رونالدو سعيداً، كما بدأ راشفورد يسعى بأي شكل من الأشكال إلى تمرير الكرة إلى رونالدو، حتى لو كان ذلك من زوايا مستحيلة. وبمرور الوقت، بدا الأمر يؤثر في ثقة راشفورد بنفسه، وبدأت الأمور تزداد سوءاً.

ساوثغيت يستعيد ثقته براشفورد بعد أن استبعده (د.ب.أ)

وسمع راشفورد صيحات الاستهجان ضده من جمهور مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» (وهو الأمر الذي لم يكن من الممكن تصوره سابقاً)، لكن الجمهور كان محقاً تماماً في ذلك، لأن راشفورد كان سيئاً للغاية في بعض المباريات، مثل مباراة أتلتيكو مدريد على ملعب «أولد ترافورد»، على سبيل المثال، كان ذلك في 15 مارس (آذار)، وبعد ذلك بيومين أعلن ساوثغيت عن قائمة المنتخب الإنجليزي لمواجهتي سويسرا وكوت ديفوار الوديتين.
كان الجميع يؤمنون بأن راشفورد لا يستحق الانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي، لكن الأشخاص المحيطين به كانوا يأملون أن يصنع له ساوثغيت معروفاً ويضمه من أجل مساعدته على استعادة الثقة المفقودة. لقد كانوا يشعرون بأن راشفورد سيستفيد من البيئة الآمنة التي خلقها ساوثغيت مع المنتخب الإنجليزي، عوضاً عن البيئة المشحونة والمليئة بالضغوط في مانشستر يونايتد. لكن ساوثغيت لم يضمه، بل وأشار إلى أن راشفورد لم ينضم إلى ستة من المعسكرات الثمانية السابقة للمنتخب الإنجليزي. ولم يكن راشفورد يشارك بصفة أساسية مع مانشستر يونايتد، وأشارت تقارير إلى أنه كان يفكر في مستقبله مع النادي. وبالتالي، كان عدم انضمامه لقائمة المنتخب الإنجليزي في تلك الفترة بمثابة نكسة أخرى للاعب الشاب.
وكانت غرفة خلع الملابس في مانشستر يونايتد تعاني من الانقسامات والتوترات، ولم تكن هناك روح جماعية بين لاعبي الفريق، ولم يكن اللاعبون يدعمون بعضهم، وكان من الواضح أن اللاعبين يعانون من عدم التركيز. وفي مقابلة صحافية، وصف تن هاغ سلوك لاعبي مانشستر يونايتد عندما تولى قيادة الفريق بـ«اللامبالاة»، وأشار بالتحديد إلى المباراة الثانية له على رأس القيادة الفنية للفريق التي خسرها مانشستر يونايتد أمام برينتفورد برباعية نظيفة في أغسطس (آب) الماضي.
وقال المدير الفني الهولندي: «قبل ذلك، رأيت أحد لاعبي فريقنا يهز رأسه ويقول بحسرة إنه لا يمكن لعب كرة القدم في هذه الأجواء الحارة! لقد تساءلت في نفسي عما يعنيه هذا، خصوصاً أن الفريق المنافس يلعب أيضاً في نفس الأجواء! يتعين عليك أن تستجمع قواك وأن تكون قوياً وصلباً، وهذا هو ما كان ينقص الفريق، أعني بذلك الطموح. يتعلق الأمر بالكامل بطريقة التفكير. لقد ركض لاعبو برينتفورد ثمانية أميال أكثر من لاعبي فريقنا في هذه المباراة!».
لقد استغل راشفورد فترة الإعداد لبداية الموسم، التي كانت كاملة بشكل نادر، لكي يستعيد عافيته ومستواه، وكان يتمرن من بداية شهر يونيو (حزيران) مع مدرب خاص. ونشر راشفورد صورة الأسبوع الماضي، في أعقاب فوز فريقه في مباراة الديربي على مانشستر سيتي، وهو يتدرب مرتدياً سرواله القصير وجوربه وحذاءه فقط، وكتب تحت الصورة «صيف 22». لكن التغيير الأكبر الذي طرأ على راشفورد كان على المستويين النفسي والذهني، حيث اعترف راشفورد في أكتوبر الماضي بأن المشكلات الذهنية كانت سبباً من أسباب تراجع مستواه الموسم الماضي.
وقال: «أصبحت الأجواء في النادي وفي ملعب التدريب مختلفة تماماً عما كانت عليها في السابق، وهو ما يجعلني أفضل من الناحية الذهنية. كنت أعاني في بعض الأحيان من المزيد من الأشياء الذهنية، وهذا هو الاختلاف الأكبر عن الموسم الماضي.
في كثير من الأحيان، لم أكن في كامل تركيزي في المباريات. ولم أكن أشعر بالدهشة من بعض الأشياء التي كانت تحدث».
واحتفل راشفورد بمعظم أهدافه الأخيرة عن طريق الإشارة بإصبعه إلى رأسه، في إشارة إلى أنه استعاد تركيزه. لقد بدا أكثر حرية وأكثر سعادة هذا الموسم، وأصبح يلعب بأريحية كبيرة في المباريات وكأنه يلعب في التدريبات. وربما أسهمت خطبته على صديقته منذ فترة طويلة، لوسيا لوي، بعد نهاية الموسم الماضي، في شعوره بهذا القدر من السعادة والهدوء. لقد استعاد راشفورد قدرته على هزّ شباك الخصوم (18 هدفاً في 27 مباراة مع مانشستر يونايتد).
وعندما نام راشفورد وغاب عن اجتماع ما قبل مباراة فريقه أمام وولفرهامبتون عشية رأس السنة الجديدة، وهو خطأ غير معهود، استبعده تن هاغ من التشكيلة الأساسية، لكنه دفع به بديلاً ليسجل هدف الفوز. وبدلاً من أن يستقبل العقوبة بوجه عابس شارك كبديل وسجل هدف اللقاء الوحيد. وقال راشفورد في وقتها: «تخطينا هذا الموقف. لقد تأخرت قليلاً عن الاجتماع ونمت كثيراً لكن هذا يمكن أن يحدث. هذه قواعد الفريق بوضوح، ارتكبت خطأ... لكني أتفهم القرار». وعندما تقدم لتسديد أول ركلة جزاء له منذ نهائي كأس الأمم الأوروبية أمام إيطاليا، وكان ذلك أمام إيفرتون في كأس الاتحاد الإنجليزي هذا الشهر، نجح في التسجيل.
لم يكن تحول مستوى راشفورد من قبيل المصادفة. فقد أسهم عاملان رئيسيان في صحوته؛ هما رحيل البطل رونالدو الذي تحول لشرير وتعيين تن هاغ. كان وصول رونالدو في 2021 بمثابة تعاقد لاستعراض العضلات، لأن يونايتد لم يكن الفريق الذي يعاني من أجل التسجيل وكان راشفورد في حالة رائعة بعد أن سجل للموسم الثاني على التوالي أكثر من 20 هدفاً. وحتى في الوقت الذي أضاف فيه رونالدو 24 هدفاً إلى رصيده الرائع عانى يونايتد الموسم الماضي ليحقق أسوأ عدد نقاط له على الإطلاق في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبعدها بدأ تن هاغ في فرض قواعده مبكراً وأجلس رونالدو على مقاعد البدلاء وغيّر أسلوب لعب الفريق ليحصل على أفضل ما في جميع اللاعبين على أرض الملعب. واستشاط رونالدو غضباً لتراجع دوره، لكن يونايتد بدأ تدريجياً في الفوز بالمباريات مرة أخرى ليغادر المهاجم البرتغالي النادي. وكتبت مشكلات انضباطية نهاية رونالدو مع يونايتد بعد أن غادر الملعب مبكراً في مناسبات عدة، معترضاً على جلوسه على مقاعد البدلاء على عكس راشفورد الذي تعامل بهدوء مع العقوبات الانضباطية.
في فبراير (شباط) 2016، منحه المدير الفني الهولندي لويس فان غال أول ظهور له في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان ذلك أمام آرسنال، عندما كان راشفورد في الثامنة عشرة من عمره. وسجل راشفورد هدفين في المباراة التي انتهت بفوز مانشستر يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
والآن، يبدو أن النجم الإنجليزي الشاب قد استعاد عافيته ومستواه من جديد، وأصبح أحد العناصر الأساسية وراء عودة مانشستر يونايتد لتقديم مستويات جيدة وتحقيق نتائج أفضل. ومع وجود راشفورد، فإن تن هاغ يمتلك مهاجماً حاسماً يمكن الاعتماد عليه، حيث يتطلع يونايتد إلى تعزيز وجوده في المراكز الأربعة الأولى والعودة إلى دوري أبطال أوروبا.



لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.