تنويعات إيمانية وجمالية في بينالي الفنون الإسلامية بجدة

«بين الرجال» للفنان هارون جان - سالي (الشرق الأوسط)
«بين الرجال» للفنان هارون جان - سالي (الشرق الأوسط)
TT

تنويعات إيمانية وجمالية في بينالي الفنون الإسلامية بجدة

«بين الرجال» للفنان هارون جان - سالي (الشرق الأوسط)
«بين الرجال» للفنان هارون جان - سالي (الشرق الأوسط)

في المساحات الشاسعة التي تحتضن أعمال بينالي الفنون الإسلامية بجدة هناك الكثير والكثير أمام الزائر ليراه عبر أكثر من قاعة عرض، غير الأعمال المتناثرة في المساحات المفتوحة، إضافة إلى فعاليات البرنامج العام الغنيّ بالندوات وورش العمل وغيرها. ليست هناك طريقة مثلى للتجول هنا، ولكن إذا أراد الزائر متابعة السرد الفني الذي عمل عليه فريق القيمين فمن الأفضل التوجه إلى الجزء الأول من العرض الذي يحمل عنوان «القِبلة»، ثم الجزء الثاني المتمثل في «الهجرة»، وبعد ذلك عليه زيارة القاعات المنفصلة عن مكة المكرمة والمدينة المنورة.

جزء من كسوة الكعبة المشرفة في المعرض (الشرق الأوسط)

البيت الأول والقِبلة
ولأن البينالي يحمل عنوان «أول بيت»، مشيراً إلى الكعبة المشرفة، فيبدو منطقياً أن نبدأ زيارتنا بقسم «القِبلة» الذي ينقسم إلى عدد من القاعات كل منها يحمل عنوان طقس أساسي في العبادات. تجب الإشارة هنا إلى أن العرض ليس معنياً بوصف الطقوس والممارسات بقدر تقديم رؤية فنية وتأملية لعناصر العبادة الأساسية وشعائرها.
في بداية الرحلة مع هذه القاعة ننطلق من ممر خافت الإضاءة تصدح فيه أصوات مؤذنين من أنحاء العالم الإسلامي، مختلفين في أماكنهم وجنسياتهم، ولكنهم متّحدون في ندائهم. نتّبع الأصوات العذبة لنصل إلى القاعة الأولى، حيث نرى عدداً من مكبرات الصوت منظَّمةً بشكل نصف دائري، كأنما تفتح ذراعيها للزائر، العمل يحمل اسم «نسمة كونية» للفنان جو نعمة الذي يهتم في أعماله الصوتية بالبحث في قضايا الذاكرة والهوية. هنا جمع الفنان تسجيلات لأصوات الأذان من بلدان متعددة وأزمنة مختلفة. حسب بطاقة التعريف الخاصة بالعمل نعرف أن التسجيلات تشمل ما يعد أول تسجيل للأذان من المسجد الحرام في أواخر القرن التاسع عشر، وصوت أذان من المسجد الأقصى في القدس، وتسجيلات للأذان من بقاع مختلفة مثل كاغا في اليابان ودوربان بجنوب أفريقيا وكولونيا بألمانيا وغيرها.

باب الكعبة المشرفة (الشرق الأوسط)

الوضوء... لقاء الماء مع الماء
القاعة التالية تتناول «الوضوء»، وحسب سمية فالي، وهي من منسّقي العرض، فهذا الغاليري ينتقل من المستوى التجريدي والصوتي الذي تمثل في الأذان، ليتناول طقساً محدداً وهو الوضوء، «هذا القسم حول عملية التطهير والتنقية التي نقوم بها خمس مرات في اليوم، يمكننا رؤيته على أنه ربط بين أجسادنا وبين عناصر البيئة مثل الماء أو التراب، خمس مرات في اليوم تلتقي أجسادنا مع عناصر من الطبيعة وهي أيضاً إشارة إلى أن أجسادنا تتكون من الماء والتراب». ترى فالي أن عملية الوضوء تمثل على المستوى الرمزي «إعادة التواصل مع الأصل».

محراب مسجد من أصفهان يعود لمنتصف القرن الرابع عشر (الشرق الأوسط)

نصل لعمل آخر يتناول فكرة الوضوء من منظر الطبيعة وهو للفنانة سارة إبراهيم، تقول فالي: «عمل سارة إبراهيم يدور حول التواصل مع عناصر الطبيعة، حيث تناولت الفنانة طقس التطهير وروحانيته». الفنانة تحدثت لنا عن عملها الذي أطلقت عليه عنوان «أصلّي لسقوط المطر» قائلة: «أنظر إلى فكرة أن جسم الإنسان مصنوع من الماء وبالتالي (عندما يقوم بالوضوء) عندما يلتقي الجسد مع الماء الخارجي أرى أن ذلك يخلق حالة روحانية خاصة»، العمل ينقسم لثلاثة أجزاء «يتعامل الأول مع رمزية الجسم، فنرى أمامنا زجاجاً تغمره المياه، وهنا أتلاعب بخيط من الضوء بينما يتحرك الزجاج للأمام والخلف في حركة لها رمزيتها الروحية لإبراز ما نشعر به حين تكون الطاقة الروحية في قمتها كأنما ترمز الحركة أيضاً إلى المد والجزر».

«كلنا من تراب» للفنان المغربي مبارك بوحشيشي (الشرق الأوسط)

عودة الضوء
في الغرفة التالية نرى مخطوطات من مصحف يعود إلى القرن الـ16، القاعة مضاءة بشكل جميل ومقصود حسبما تشير فالي قائلة: «هذه القاعة مضيئة يتخللها اللون الذهبي، هنا نبتعد عن المساحات الداكنة كأننا نبدأ في التحرك نحو الضوء».
على الأرض تمتد قطع من الخزف الملون على مساحة ضخمة. العمل للفنان المغربي مبارك بوحشيشي يحمل عنوان «كلنا من تراب» يتكون من 1288 قطعة من الطين المحروق الملون، تبدو لنا مثل «سجادة من الخزف بألوان التراب والسماء». بالتركيز على القطع المجتمعة يمكننا رؤية أن الفنان شكّل جملة «كلنا من تراب». وحسب بطاقة التعريف بالعمل، فالفنان يستكشف الرابطة التي توحّد جميع البشر، وهنا صنع الفنان بلاطات ذات ألوان مختلفة مستخدماً أنواعاً متعددة من الطين جمعها من مناطق مختلفة في المغرب. وتشكّل كل بلاطة بوابةً أو محراباً، وهو ما يمنح العمل بعداً جمالياً بديعاً، ترى فالي أن العمل يعكس «اتصالنا جميعا بعضنا ببعض بغضّ النظر عن بلداننا أو ألواننا» وأنه أيضاً يعكس فكرة الاجتماع للتأمل أو الصلاة.

عمل الفنان إدريس خان في البينالي (الشرق الأوسط)

الصلاة... وبصمة الإنسان على الأرض
تتعامل القاعات التالية مع فكرة ومدلولات الصلاة، هنا نرى عملاً للفنانة فتحية الزموري وتنسيق سكينة أبو العلا يحمل عنوان «نحو الأرض». تعلق فالي بأن العمل يتناول «قدسية الأرض التي نصلي عليها، والاعتقاد لدى المسلمين بأن كل شخص يترك بصمة أو علامة على كل بقعة يصلّي فيها كأننا نترك شيئاً ما على تلك البقعة يرتبط بنا حتى بعد الموت».
من هنا ندلف لقاعة عنوانها «صلاة الجماعة» حيث نرى مجموعة من سجاجيد الصلاة الأثرية معلَّقة على الحائط، تقول عنها سمية فالي إنها تعبّر عن الاجتماع في الصلاة، إذ إن القطع التي يعتقد الخبراء أنها أجزاء تنتمي لمنسوجة واحدة تفرقت بين مؤسسات عالمية مختلفة، وتقول: «تعبّر عن الاجتماع بعد الغربة». في المقابل نرى مجموعة أخرى من سجاجيد الصلاة الملونة تحمل عنوان «صلاة الجماعة»، وهي للفنان الجنوب أفريقي إيغشان آدامز، استلهم أشكالها من المنسوجات الإسلامية التقليدية. لتكوين العمل استخدم الفنان عدداً من سجادات الصلاة المستعملة التي حصل عليها من أصدقائه ومعارفه في أحد أحياء مدينة كيب تاون الذي أجبرت سلطات الفصل العنصري الكثير من ساكنيه من ذوي البشرة السمراء والملونة على ترك ديارهم قسراً. تحمل كلٌّ من تلك السجادات المستخدمة علامات من جسد صاحبها مثل مواقع السجود، وأضاف آدامز إلى تلك البقع المهترئة الخرز والأحجار شبه الكريمة لإنتاج سلسلة من قطع النسيج الجديدة التي تشكّل مجتمعةً قطعةً فنية مركَّبةً تعكس الأهمية البالغة التي تحظى بها صلاة الجماعة.

«نحو الأرض» للفنانة فتحية الزموري (الشرق الأوسط)

وضمن موضوع صلاة الجماعة أيضاً يُعرض محراب مسجد من أصفهان يعود إلى منتصف القرن الرابع عشر، وقد كان موضوعاً في مسجد الصالة الجنوبية لمطار الملك عبد العزيز بجدة والذي افتُتح في عام 1981.
في القاعة التالية بعض المخطوطات والقطع الأثرية مثل علبة لحفظ المصحف من الخشب تعود للقرن الرابع عشر، وهي مستعارة من دار الآثار الإسلامية بالكويت. هنا أيضاً شمعدان نحاسي من الموصل بالعراق يرجع إلى القرن الرابع عشر، وهو مستعار من متحف بيناكي بأثينا.

إدريس خان... والعودة للبيت الأول
من الأعمال التي تنافست في لفت اهتمام زوار البينالي (والمنافسة هنا حامية جداً)، كان عمل الفنان البريطاني إدريس خان، والذي كان قد عُرض من قبل بشكل مصغر في معرض «الحج... رحلة إلى قلب العالم الإسلامي» في المتحف البريطاني بلندن عام 2012، هنا يأخذ الفنان عمله لبُعد آخر من حيث الحجم والتأثير.
العمل يتكون من نحو 140 مكعباً من الصلب الأسود تنتظم في صفوف مكوِّنةً فيما بينها شكل الكعبة بمقاساتها الأصلية. للعمل قصة خاصة وحزينة، يشير الفنان إلى تجربة شخصية مؤلمة وراء إنجازه للعمل، حيث إنه صنع العمل بعد وفاة والدته وهي في عمر 59. عمله يتميز بجاذبية لا تقاوَم، يرى في المكعبات السوداء ما يشبه المغناطيس. نظم الفنان المكعبات المنفصلة في تشكيل يحاكي شكل الكعبة. على كل مكعب هنا نرى كتابات عربية كأنما كُتبت بالرمل، يقول إنها أدعية وصلوات يقولها المسلمون في صلاتهم. المكعبات أيضاً تتميز بتدرجات لونية مختلفة، لا يراها الناظر على الفور ولكن عند التدقيق فيها نرى ذلك التنوع الذي يختلف من مكعب لآخر، ما يمنح القطع نوعاً من التفرد الذي يميّزها ويمزجها بشكل ساحر مع باقي القطع لتنتظم معاً. يشير خان إلى أن العمل ظل معه لـ11 عاماً: «لم أرد أن أعرضه للبيع، كنت أتمنى أن يجد مكانه ضمن مجموعة فنية إسلامية، وها هو هنا الآن، كأني أحضرته لمكانه الطبيعي». أعلق: «وكأنه عاد لموطنه، لأول بيت»، يجيبني: «تماماً، عاد للبيت الأصلي».

عن التفرقة العنصرية والفقدان
إلى جانب عمل إدريس خان، نرى عمل الفنان الجنوب أفريقي هارون جان - سالي والمعنون «بين الرجال» وهو عمل بديع ولافت جداً. أمامنا بحر من القبعات البيضاء (الكوفية) السابحة في الهواء أمامنا تنتظم في تشكيل بديع ممتد على مساحة ضخمة، بالاقتراب نتبين أنها معلقة بخيوط من السقف عاكسة ظلالها أسفل منها، كأننا أمام ألف شخص معتمر الكوفية البيضاء التقليدية في الكثير من بلدان أفريقيا وآسيا. الفنان من مواليد كيب تاون وتتصدى أعماله للعنف والظلم الذي عانت منه المجتمعات المحلية في ظل التفرقة العنصرية. سُمي الفنان «هارون» على اسم إمام وداعية من جنوب أفريقيا يدعى عبد الله هارون كان مناهضاً لحركة الفصل العنصري ثم قُتل في أثناء احتجازه لدى شرطة كيب تاون في 1969، وخرج لتشييعه أكثر من 40 ألف شخص في تحدٍّ واضح لسلطات الفصل العنصري. نعرف أن العمل نفّذه الفنان بالتعاون مع أرملة الداعية وابنته لاستدعاء ذكرى الجنازة، وعرض الفنان الكوفيات بشكل منفصل بمصاحبة تسجيل صوتي لسيرة هارون وتسجيلات لخطبه.
العمل مثير للمشاعر بشكل كبير، يثير الحنين والألم في ذات الوقت، وربما أيضاً الإحساس بأن كل شخص منّا له بصمته على الأرض التي تصاحبه أينما كان.
يُفضي العمل لعرض يستكمل فكرة الفقدان والحنين والآثار الذي تظل بين الناس، وذلك عبر شواهد أثرية من مقبرة المعلاة بمكة المكرمة نُسّقت بشكل بديع جداً.

الكعبة... أول بيت
القاعة تمثل المرحلة الأخيرة في حياة الإنسان، ومنها نمضي لقاعة بيضاء مضيئة تأخذ بالألباب بمجرد الدخول إليها لوجود باب ذهبي قديم للكعبة نُفذ بناءً على أمر الملك عبد العزيز في عام 1940. ويُعرض الباب على نفس ارتفاع باب الكعبة في مكة، وإلى جواره نرى عموداً خشبياً طويلاً نعرف أنه كان في داخل الكعبة، وأنه ظل فيها منذ عهد عبد الله بن الزبير، في القاعة أيضاً عمودان من الحرم المكي يعودان للعصر العباسي.
من الأعمال المعاصرة في القاعة والتي تتضافر بشكل بديع مع القطع الأثرية نجد عملاً للفنان أيمن يسري بعنوان «إحرامات»، عبارة عن قطع من الإحرام المختلف في نقشاته، ولكنه يتّحد في لونه الأبيض ووظيفته، وعلى الأرض تمتد ما يشبه الأنابيب الحديدية التي تبدو كأنها كلمات ممتدة تشكل فيما بينها أشكالاً. تشير فالي إلى أن العمل للسعودي ناصر السالم الذي أراد من خلاله عرض الأبعاد المختلفة لبناء الكعبة عبر العصور.



تسلق الإيفرست مورد أساسي لنيبال بعد 70 عاماً على الوصول لـ«سقف العالم»

فوربا تاشي شيربا مرشد جبلي متقاعد (أ.ف.ب)
فوربا تاشي شيربا مرشد جبلي متقاعد (أ.ف.ب)
TT

تسلق الإيفرست مورد أساسي لنيبال بعد 70 عاماً على الوصول لـ«سقف العالم»

فوربا تاشي شيربا مرشد جبلي متقاعد (أ.ف.ب)
فوربا تاشي شيربا مرشد جبلي متقاعد (أ.ف.ب)

منذ أن وصل إدموند هيلاري وتينزينغ نورغاي شيربا إلى قمة «إيفرست»، لأول مرة قبل 70 عاماً، حاول الآلاف من المتسلّقين السير على خطاهما؛ في محاولة لبلوغ سقف العالم الذي يجذب كثيرين من مختلف البلدان، رغم خطورة هذا النشاط. تُعدّ الرحلة التي تستغرق 8 أيام، للوصول إلى معسكر قاعدة إيفرست، من بين الأنشطة الأكثر شعبية في نيبال.

وفي كل عام، يسلك عشرات الآلاف من السياح هذا المسار الجبلي المُضني. في وقت الحملة الاستكشافية عام 1953، كانت المنطقة تزخر بالقرى الزراعية الصغيرة، لكن حلّ محلّها منذ ذلك الحين مجمعات فندقية كبيرة ومتاجر للمُعدات ومَحالّ لتناول الشاي، ما يغذّي الاقتصاد المحلي بأكمله.

فوربا تاشي شيربا مرشد جبلي متقاعد (أ.ف.ب)

على طول الطريق إلى إيفرست، افتتح الشيربا وشعوب أخرى في جبال الهيمالايا، مطاعم ودُور ضيافة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». في المنطقة، يوفر تسلق الجبال قُوت العيش لرجال ونساء منذ 3 أجيال. وهذا القطاع مُربح أكثر بكثير من الزراعة أو تربية حيوانات الياك (القطاس البري).

متجر في بلدة «نمشي بازار» التي تعدّ بوابة لإيفرست (أ.ف.ب)

خلال موسم التسلق، الذي يستمر حوالي 3 أشهر، يمكن للمرشد المتمرس أن يكسب ما يصل إلى 10 آلاف دولار، ما يوازي أضعاف متوسط الدخل السنوي النيبالي. وُلد فوربا تاشي شيربا، وهو مرشد جبلي متقاعد، في قرية خومجونج، على بُعد حوالي 10 كيلومترات من معسكر قاعدة إيفرست.

وطوال طفولته، شاهد والده وأعمامه يذهبون إلى الجبال، لمواكبة الرحلات الاستكشافية هناك، وهو تسلق هذه القمة الجبلية على خطاهم 21 مرة. ويستذكر فوربا تاشي شيربا بأنه «لم يكن هناك سوى عدد قليل من الرحلات الاستكشافية» سنوياً حينها.

فوربا تاشي شيربا مرشد جبلي متقاعد (أ.ف.ب)

منذ ذلك الحين، شهد عدد المُهمات الاستكشافية زيادة كبرى، مما أدى إلى «ارتفاع في الدخل»، على ما يؤكد هذا المرشد السابق في المناطق الجبلية العالية. ويوضح أن هذا النشاط «ساعد في تحسين أساليب حياتنا هنا».

كان متسلقو الجبال النيباليون، ومعظمهم من مجموعة شيربا العِرقية، يرافقون دائماً الرحلات الاستكشافية التي تهدف إلى تسلق «إيفرست»، وقد فعلوا ذلك منذ المحاولة الأولى لتسلق سقف العالم في عشرينات القرن الماضي من جانب فريق بريطاني.

اليوم، يشير مصطلح «شيربا»، بشكل عام، إلى المرشدين في الجبال المرتفعة في الهيمالايا، ويتولّون، في العادة، إصلاح الحبال وترميم السلالم، ونقل المواد الغذائية والمُعدات لمتسلقي الجبال من الخارج. وبعدما بقوا طويلاً في الظل، خلف المتسلقين الغربيين، خرج الشيربا إلى النور أخيراً بفضل مآثر جيل شاب من متسلقي الجبال النيباليين، سلّطوا الضوء على الدور الرئيسي لهؤلاء المرشدين.

فوربا تاشي شيربا مرشد جبلي متقاعد (أ.ف.ب)

في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» خلال عام 2021، توقّف متسلق الجبال الإيطالي الشهير رينولد ميسنر عند ازدياد، يراه محقاً، في الاهتمام بالشيربا.

ووصف هذا الأمر بأنه «تطور» يحمل أيضاً «أهمية لاقتصاد البلاد». وفي كل عام، تستقبل منطقة خومبو (شرق)، التي تفتح الطريق إلى سقف العالم، أكثر من 50 ألف متنزه.

وقال رئيس بلدية قرية خومبو باسانغلهامو مينغما شيري شيربا: «إنها هدية الجبال، وعلينا أن نشكر أولى القمم (إيفرست)، على فتح المنطقة أمام السياحة». ولمساعدة المجتمع الذي كان يعمل معه، تولّى متسلق الجبال النيوزيلندي إدموند هيلاري، تمويل أول مدرسة في هذه المنطقة، بقرية خومجونغ، ويقال إنه نقل الأخشاب بنفسه للمساعدة في بنائها.

تزيين مدرسة موَّلها متسلق الجبال النيوزيلندي إدموند هيلاري في نيبال (أ.ف.ب)

وبات أنغ تسيرينغ شيربا، أحد الطلاب الأوائل بالمدرسة، يمتلك وكالة متخصصة في الرحلات الجبلية في الهيمالايا. يقول: «بفضل تسلق الجبال، أصبح لدى الشيربا الصغار، اليوم، مستوى تعليمي أعلى»، مضيفاً «لقد جلب ذلك موجة من الازدهار الاقتصادي».

حالياً، يعمل أكثر من 10 في المائة من النيباليين بقطاع السياحة. وقد درّت تصاريح تسلق «إيفرست»، هذا العام، أكثر من 5 ملايين دولار، للحكومة النيبالية، بمعدل 11 ألف دولار لكل متسلق جبال أجنبي.

سائحان يمران في بلدة «نمشي بازار» التي تعدّ بوابة لإيفرست (أ.ف.ب)

ووفقاً لعالِم الجليد تينزينغ تشوغيال شيربا، الذي كان جدُّه كانشا شيربا جزءاً من رحلة عام 1953، أتاح الوصولُ إلى التعليم فرصاً جديدة لشباب شيربا. ويقول: «يمكن لأي شخص من الشيربا الآن أن يكون طبيباً أو مهندساً أو رجل أعمال، وفق رغبته، إنه أمر جيد جداً، وإذا أرادوا أن يصبحوا متسلقي الجبال، فهذا متاح لهم».

جبل إيفرست (أ.ب)


«دبي» تعتزم تحويل وسائل المواصلات العامة إلى خضراء بالكامل بحلول 2050

عملية شحن كهربائي لإحدى الحافلات في مدينة دبي الإماراتية (الشرق الأوسط)
عملية شحن كهربائي لإحدى الحافلات في مدينة دبي الإماراتية (الشرق الأوسط)
TT

«دبي» تعتزم تحويل وسائل المواصلات العامة إلى خضراء بالكامل بحلول 2050

عملية شحن كهربائي لإحدى الحافلات في مدينة دبي الإماراتية (الشرق الأوسط)
عملية شحن كهربائي لإحدى الحافلات في مدينة دبي الإماراتية (الشرق الأوسط)

قالت دبي اليوم إنها تعتزم وضع استراتيجية طويلة الأمد للتحول نحو وسائل مواصلات عامة ذات صافي انبعاثات «صفرية» بحلول عام 2050، مشيرة إلى أنها تهدف إلى تقليل التأثير السلبي على التغير المناخي وتقليل البصمة الكربونية في جميع أنشطتها، وفق ثلاثة محاور تتمثل في وسائل النقل العام، والمباني والمرافق التابعة لها، وإدارة النفايات.

وتتزامن الاستراتيجية التي أطلقتها هيئة الطرق والمواصلات بدبي تحت عنوان «مواصلات عامة عديمة الانبعاثات في إمارة دبي 2050» مع استعدادات دولة الإمارات لاستضافة «كوب28»، حيث تواكب مساعيها لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 والانتقال من مرحلة التعهدات إلى الإنجازات وفقاً للمعلومات الصادرة اليوم.

وأوضحت الهيئة أن الاستراتيجية الجديدة تتماشى مع أهداف أجندة دبي الاقتصادية «دي 33» الرامية لتعزيز مكانة الإمارة كواحدة من أكبر الاقتصادات الحضرية في العالم، حيث تتضمن تحويل جميع مركبات الأجرة والليموزين والحافلات العامة إلى عديمة الانبعاثات وإيجاد مبانٍ ذات كفاءة عالية للطاقة (قريبة من الصفر)، وتوفير الطاقة من مصادر نظيفة و«صفر» نفايات بلدية إلى مكب النفايات، وخفض 10 ملايين طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وكذلك تحقيق وفر مالي يعادل 3.3 مليار درهم (898 مليون دولار) مقارنة بأسلوب العمل المعتاد.

خطة متكاملة للاستدامة

وأكد مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن الاستراتيجية الجديدة تُعدُّ بمثابة خطة متكاملة للاستدامة في الهيئة لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في تعزيز الاستدامة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وكذلك تحقيق رسالتها في الوصول إلى الريادة العالمية في التنقّل السهل والمستدام من خلال منظومة وخدمات طرق ونقل مبتكرة ترتقي بتجربة المتعاملين للمستوى العالمي.

وقال: «تتضمن الاستراتيجية الجديدة، تنفيذ 10 مبادرات، وزعت مسؤولياتها على قطاعات ومؤسسات الهيئة، وكذلك الشراكة مع القطاع الخاص لتنفيذ الاستراتيجية على فترات تمتد لخمس سنوات، ومراجعة الأهداف مستقبلاً وتعديلها وفق المتغيرات».

الفرص والتحديات

وناقش مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، عدداً من النقاط والفرص والتحديات المتعلقة بالاستراتيجية الجديدة وتطبيقها، كالتكلفة المرتبطة بالتقنيات الخضراء الجديدة، وتوزيع المستهدفات ومراجعتها على فترات زمنية وأهمية توافر مزودي تقنيات الطاقة، خاصة للحافلات الكهربائية ومحطات إنتاج وقود الهيدروجين، وغيرها من النقاط التي تساهم في تنفيذ الاستراتيجية الجديدة.

يُذكر أن هيئة الطرق والمواصلات قد حققت إنجازات كبيرة في مجال الاستدامة، حيث أسهمت مبادرات الطاقة والاقتصاد الأخضر منذ العام 2014 للعام 2022 بتحقيق وفر في الكهرباء بما يقارب من 360 غيغاواط ساعة ووفر في المياه بما يقارب من 300 مليون جالون وما يقارب من 88 مليون لتر من البنزين وكذلك 10 ملايين لتر من الديزل، وهو ما يعادل تجنب 416 ألف طن من مكافئ الانبعاثات، وتحقيق وفر بما يقارب من 420 مليون درهم.


«تلغراف»: الحكومة البريطانية ستطلب من المتاجر كبح أسعار السلع الغذائية الأساسية

بريطانية تتسوق في إحدى متاجر لندن (إ ب أ)
بريطانية تتسوق في إحدى متاجر لندن (إ ب أ)
TT

«تلغراف»: الحكومة البريطانية ستطلب من المتاجر كبح أسعار السلع الغذائية الأساسية

بريطانية تتسوق في إحدى متاجر لندن (إ ب أ)
بريطانية تتسوق في إحدى متاجر لندن (إ ب أ)

ذكرت صحيفة «تلغراف» أن الحكومة البريطانية تدرس خططاً لحثّ تجار التجزئة على كبح أسعار السلع الغذائية الأساسية مثل الخبز والحليب، وذلك في ظل تواصل ارتفاع تكلفة هذه السلع.

لكن عند سؤال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية ستيف باركلي عن وضع مثل هذه الضوابط قال لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم (الأحد): «ليس هذا ما أفهمه»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال باركلي لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «ما أفهم هو أن الحكومة تعمل بشكل بناء مع المتاجر على كيفية التصدي للمخاوف الحقيقية إزاء تضخم (أسعار) الأغذية وتكلفة المعيشة، وفعل الأمر بطريقة تراعي بشدة تأثير ذلك على الموردين».

وأفادت صحيفة «تلغراف» أمس (السبت) بأن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يجري محادثات مع المتاجر بشأن اتفاق مشابه لاتفاق في فرنسا يتحصل تجار التجزئة فيه «على أقل مبلغ ممكن».

وتعاني بريطانيا من أحد أعلى معدلات التضخم في قطاع الأغذية بغرب أوروبا مع ارتفاع الأسعار بنسبة تجاوزت 19 في المائة خلال العام الماضي.

وأعلنت أكبر سلاسل المتاجر مثل «تيسكو» و«سينسبري» تخفيض أسعار بعض السلع الغذائية في الأسابيع القليلة الماضية.


رئيس بايرن ميونيخ: لا نفكر على الإطلاق في إقالة توخيل

هاينر أوضح للصحافيين بأنهم مقتنعون تماماً بتوخيل وأنه أحد أفضل المدربين في أوروبا (إ.ب.أ)
هاينر أوضح للصحافيين بأنهم مقتنعون تماماً بتوخيل وأنه أحد أفضل المدربين في أوروبا (إ.ب.أ)
TT

رئيس بايرن ميونيخ: لا نفكر على الإطلاق في إقالة توخيل

هاينر أوضح للصحافيين بأنهم مقتنعون تماماً بتوخيل وأنه أحد أفضل المدربين في أوروبا (إ.ب.أ)
هاينر أوضح للصحافيين بأنهم مقتنعون تماماً بتوخيل وأنه أحد أفضل المدربين في أوروبا (إ.ب.أ)

أكّد رئيس نادي بايرن ميونيخ هيربرت هاينر الأحد أن منصب المدرّب توماس توخيل آمن مع بطل الدوري الألماني في كرة القدم، مؤكداً في الوقت نفسه عودة المدير التنفيذي السابق كارل - هاينتس رومينيغيه.

وظفر بايرن ميونخ الأحد بلقبه الحادي عشر توالياً في الدوري بعد فوزه على كولن 2 - 1 وتعثّر غريمه بوروسيا دورتموند أمام ماينتس 2 - 2، لكنه أعلن إقالة الرئيس التنفيذي أوليفر كان والمدير الرياضي حسن صالح حميدجيتش بعد انتهاء المباراة.

وفي مؤتمر صحافي عُقد الأحد، أوضح هاينر أن الثنائي أقيل لأن «أداء النادي في النصف الثاني من الموسم لم يكن كما نتخيّل أن يكون بايرن ميونيخ»، لكنه قال إن النادي «ليس لديه أي تفكير على الإطلاق» في إقالة توخيل.

وأضاف: «نحن مقتنعون تماماً بتوماس توخيل. إنه أحد أفضل المدربين في أوروبا، وقد أظهر ذلك في أندية عدة. لا أعرف لماذا لا ينبغي أن يكون توماس توخيل مدربنا».

ودفع كان وحميدجيتش ثمن معاناة النادي البافاري في نهاية الموسم، حيث خرج من الدور ربع نهائي لمسابقتي كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا.

وراهن الرجلان على إقالة المدرب يوليان ناغلسمان في نهاية مارس (آذار) الماضي، وحلّ توخيل بديلاً له عند اقتراب الأسابيع الحاسمة من نهاية الموسم.

وأكد هاينر الأحد عودة رومينيغيه الذي لعب للنادي لمدة عقد، وشغل منصب الرئيس التنفيذي حتى استُبدل به كان في عام 2021.

وقال هاينر إن بايرن سيعتمد بشدة على الخبرة الرياضية لأبناء نادي بايرن، بما في ذلك عودة رومينيغيه بالإضافة إلى إعطاء توخيل دوراً أكبر.

وكشف رئيس النادي البافاري أيضاً أن كان وحميدجيتش أُبلغا بالقرار يوم الخميس «في وقت مبكر بما يكفي ليكون لديهما الوقت للتعامل مع الوضع» و«احتراماً لهذين الرمزين في بايرن ميونيخ».

ولم يسافر كان مع بعثة الفريق إلى كولونيا لإصابته بالإنفلونزا، لكن حارس مرمى بايرن ميونيخ السابق وقائده قال عبر حسابه على «تويتر» إن النادي منعه من السفر إلى كولونيا لحضور مباراة المرحلة الأخيرة.

وقال هاينر إن حميدجيتش تلقّى القرار «بشكل جيد للغاية»، لكن «أجرينا المحادثة نفسها مع أوليفر كان وللأسف لم تسر الأمور على ما يرام. لم نتمكن من إنهاء الأمر ودياً، وبسبب ذلك، لم يستطع الذهاب إلى كولونيا السبت».


«الإجهاد الرقمي»... خطر يتمدد في أماكن العمل

العمل عن بُعد جعلنا نقضي طوال اليوم خلف شاشات الكمبيوتر (رويترز)
العمل عن بُعد جعلنا نقضي طوال اليوم خلف شاشات الكمبيوتر (رويترز)
TT

«الإجهاد الرقمي»... خطر يتمدد في أماكن العمل

العمل عن بُعد جعلنا نقضي طوال اليوم خلف شاشات الكمبيوتر (رويترز)
العمل عن بُعد جعلنا نقضي طوال اليوم خلف شاشات الكمبيوتر (رويترز)

تشغل الأدوات الرقمية مساحة أكبر في أماكن العمل حيث تؤدي دوراً مساعداً للموظفين في القيام بمهامهم، لكنّها تحمل أيضاً مخاطر «الإجهاد الرقمي»، إذ تشير دراسة حديثة إلى أن 31 في المائة من الموظفين يفرطون بالاتصال بهذه الخدمات.

وقال عالم الأوبئة والمدير العام السابق للصحة في فرنسا وليام داب هذا الأسبوع خلال مؤتمر بعنوان «الضغط الرقمي، خطر ناشئ»، إن «رسائل البريد الإلكتروني وأدوات الاجتماعات عن بُعد والرسائل الداخلية والوصول إلى الإنترنت (...) كل هذه الأدوات قلبت حياتنا رأساً على عقب».

وتساءل خلال هذه المداخلة في إطار معرض «بريفنتيكا» المخصص للصحة والسلامة في العمل «هل يمكن لهذه الأدوات، أو بالأحرى استخدامات هذه الأدوات، أن تنقلب علينا؟».

ويقول أدريان ديبريه، المحامي في شركة متخصصة بالأعمال في باريس، لوكالة الصحافة الفرنسية «ما أجده معقداً منذ وقت قريب نسبياً، ما بعد كوفيد وفترات الإغلاق، هو تكاثر القنوات، ما يعني أننا لم نعد نعرف مصدر» تدفق الرسائل، بين البريد الإلكتروني، وخدمات «تيمز» و«واتساب» و«زوم» والرسائل النصية.

ويشير إلى أن هذا الوضع «يجعل إدارة سيل (الخدمات الرقمية) أمراً مضنياً... ويشبه ذلك الدمى الروسية التي يجب فتحها».

ومع العمل عن بُعد وعمليات التنظيم «المجزأة بشكل متزايد»، «نحن طوال اليوم خلف شاشاتنا»، على ما يقول جيروم، وهو مسؤول تنفيذي في القطاع المصرفي طلب عدم الكشف عن اسم شهرته. وحتى في المكتب، تتوالى الاجتماعات بالفيديو «بسرعة فائقة»، وفق جيروم الذي يصف هذا الوضع بأنه «مضنٍ».

بالنسبة لداب، «يمكن الحديث عن (الإجهاد الرقمي) عندما يتجاوز حجم المعلومات المتاحة التي يتعين علينا معالجتها قدرتنا»، وهو موضوع «يأخذ مساحة متزايدة» تحت مسمّيات مختلفة بينها «الإغراق المعلوماتي» أو «المشقة الرقمية» أو «الضغط النفسي التقني».

حالة عزلة

يرى عالم الأوبئة أن «الظاهرة المركزية هي (الاتصال المفرط)» التي يمكن أن تؤدي إلى «حمل ذهني زائد».

ويشير إلى «حلقة مفرغة مع نوع من الضغط المستمر الذي يجعلنا ننتقل من مصدر معلومات إلى آخر»، والشعور في لحظة ما «بفقدان السيطرة». وضع من الضغط النفسي «يصل بشكله الأقصى إلى مرحلة الإنهاك المهني».

ويقول وليام داب «كطبيب، أحلل هذا الأمر باعتباره شكلاً جديداً من أشكال الإدمان» الذي ما زلنا نعرف القليل عن عواقبه، حتى لو كانت تبعات الإجهاد «معروفة جيداً».

ولا تقتصر هذه التبعات على الجانب «الذهني»، فهذه العناصر مرتبطة «بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومخاطر متعلقة بعملية التمثيل الغذائي»، فضلاً عن تأثيرات «مناعية».

كذلك، يقلل الضغط النفسي من الأداء المهني، وفيما فتحت الأدوات الرقمية «الباب أمام العمل عن بُعد، فإنها تضعنا أيضاً في حالة عزلة»، وفق داب الذي يقول «باختصار، يمكن لهذه الأدوات المفيدة جداً لنا أن تؤثر أيضاً على الصحة ونوعية الحياة في العمل».

ولتوضيح «البيانات القليلة» حول هذا الموضوع، يستشهد داب بدراسة نُشرت نتائجها في منتصف مايو (أيار).

هذه الدراسة التي أشرف عليها المرصد الفرنسي للإغراق المعلوماتي والتعاون الرقمي، أجريت خصوصاً من خلال تحليل رسائل البريد الإلكتروني لحوالي تسعة آلاف شخص بشكل مستمر لمدة عامين.

فقدان للكفاءة

من دون أن يدّعي القائمون على الدراسة احتواءها على قيمة إحصائية نظراً إلى العيّنة الصغيرة من الشركات (10)، فإنّ النتائج تُظهر أن 31 في المائة من الموظفين معرضون للاتصال المفرط من خلال إرسال رسائل إلكترونية بعد الساعة الثامنة مساء خلال أكثر من 50 ليلة في السنة (117 ليلة بالنسبة للمديرين).

إلى ذلك، يتم الرد على أكثر من 50 في المائة من رسائل البريد الإلكتروني في أقل من ساعة على تلقيها، وهذه الرسائل تولّد «الكثير من الضوضاء الرقمية»، إذ إن 25 في المائة من الرسائل التي يتلقاها الموظفون لا تكون موجهة إليهم شخصياً بل مرسلة عبر خاصية «الرد على الكل».

ويرى داب أننا «قد نكون وصلنا إلى عتبة السُمية».

لكن «لا يزال بالإمكان التصرف» في هذه الحالات، وفق ما يؤكد اختصاصي علم الأوبئة، من خلال حصر المعلومات بـ«ما هو ضروري حقاً»، عن طريق «إبقاء الشاشة مغلقة في أوقات معينة» أو حتى عن طريق الأنشطة البدنية أو الاسترخاء.

ويكمن الهدف في نهاية المطاف في «عدم السماح للمرء بأن يرهن نفسه كما يحصل مع متعاطي المخدرات الصلبة».


الصين تكشف عن جيل جديد من منصات الحوسبة الكمومية

الصين تكشف عن جيل جديد من منصات الحوسبة الكمومية
TT

الصين تكشف عن جيل جديد من منصات الحوسبة الكمومية

الصين تكشف عن جيل جديد من منصات الحوسبة الكمومية

كشفت الصين النقاب عن جيل جديد من المنصات السحابية للحوسبة الكمومية تُمكن الباحثين من أداء مهام حسابية معقدة، ما يسمح للعامة بتجربة الحوسبة الكمومية بسرعة ميكروثانية.

وتم إصدار المنصة، التي طورتها بشكل مشترك أكاديمية بكين لعلوم المعلومات الكمومية ومعهد الفيزياء التابع لأكاديمية العلوم الصينية وجامعة تسينغهوا، في «منتدى تشونغقوانتسون 2023» الجاري في بكين، وذلك وفق ما نشرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، اليوم (الأحد).

ووفق الوكالة، يُمكن للمنصة المذكورة تجميع قوة الحوسبة الكمومية لثلاث رقائق كمومية فائقة التوصيل تتميز بـ 136 و 18 و 10 كيوبت على التوالي، على مسافة مكانية مادية تبلغ 50 كيلومترا.

وفي هذا الاطار، اجتذبت المنصة، التي كانت مفتوحة للاختبار منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكثر من 2000 مستخدم محلي وأجنبي لتشغيل مهام الحوسبة الكمومية أكثر من 500 ألف مرة. وكان أداؤها مستقرا وفعالا، وفقا لأكاديمية بكين لعلوم المعلومات الكمومية.

جدير بالذكر، ان المنصة تتوافق مع لغة التجميع الكمومية المفتوحة، وتوفر أيضا واجهة رسومية للبرمجة المريحة.

وتستخدم بعض فرق البحث المنصة لتوظيف الرقائق الكمومية عن بعد لخدمة البحث العلمي الخاص بها وبناء برامج التطبيقات، حيث ما زال البناء البيئي للحوسبة الكمومية قيد التنفيذ.

وفي تعليق على هذا الأمر، قال فان هنغ الباحث بمعهد الفيزياء التابع لأكاديمية العلوم الصينية «يجب بناء بيئة الحوسبة الكمومية على منصة سحابية، لذلك يجب علينا تطوير منصة سحابية في أقرب وقت ممكن».


5 عادات ليلية تزيد دهون البطن

بعض العادات الليلية قد يكون لها تأثير كارثي على دهون البطن (أرشيفية - رويترز)
بعض العادات الليلية قد يكون لها تأثير كارثي على دهون البطن (أرشيفية - رويترز)
TT

5 عادات ليلية تزيد دهون البطن

بعض العادات الليلية قد يكون لها تأثير كارثي على دهون البطن (أرشيفية - رويترز)
بعض العادات الليلية قد يكون لها تأثير كارثي على دهون البطن (أرشيفية - رويترز)

تؤثر بعض العادات السيئة قبل النوم سلباً على الوزن، وبخاصة حجم البطن. ويعتبر كثير من خبراء التغذية أن هناك بعض العادات الليلية التي من شأنها أن تزيد من دهون البطن.

شرب اللبن

يستمتع بعض الناس بالحليب الدافئ ليلاً لمساعدتهم على النوم. لا عجب، لأن هذا المشروب مليء بالتريبتوفان، وهو حمض أميني يمكن أن يساعدك على الاسترخاء والشعور بالتحسن. لكن السيئ في الأمر أن السعرات الحرارية الزائدة في اللبن لا تفيد محيط الخصر لديك.

ويحذر كل من ليسلي وتامي لاكتوس، وهما شقيقتان خبيرتان في التغذية يقدمان مبادرة بعنوان «نيترشن توينز»، من أنك إذا بدأت في شرب ما يقارب من 300 غرام قبل النوم كل ليلة ولم تغير أي شيء آخر في نظامك الغذائي، فستكسب 5 كيلوغرامات (12 رطلاً) على مدار ستة أشهر، والبطن من الأماكن الأكثر شيوعاً لرؤيتها. إذا اخترت الحليب الخالي من الدسم، فستستمر في اكتساب أكثر من 3 كيلوغرامات (ستة أرطال) على مدار ستة أشهر.

تصفح مواقع التواصل

التصفح في الهاتف من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يزيد من دهون البطن، وذلك لأن الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر يثبط الميلاتونين ويعطل إيقاع الساعة البيولوجية والنوم الجيد ليلاً. وعندما لا ننام بشكل سليم، فإن الدماغ يحتاج إلى الطاقة ويشتهي السكر، ومن السهل أن ينتهي بك الأمر بالإفراط في تناول الأطعمة المحلاة في محاولة لإبقاء الدماغ مستيقظاً. أيضاً، من دون نوم كافٍ، تتأثر الهرمونات، مما يجعل من الصعب الحفاظ على التمثيل الغذائي، وتقوية الأنسجة العضلية الهزيلة، وتسهيل اكتساب الدهون في الجسم.

تناول الكافيين

يمكن أن يجعل تناول فنجان قهوة في وقت متأخر جداً من اليوم أن يبقيك مستيقظاً في الليل. وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة طب النوم الإكلينيكي، فإن تناول الكافيين قبل النوم بست ساعات يمكن أن يفسد الأمور حقاً، ويحدث فوضى في نوم الليل المريح. هذا صحيح ليس فقط لأنماط نومك ولكن أيضاً عندما يتعلق الأمر بزيادة الوزن. ذكرت دورية للصحة في جامعة هارفارد أن نقص النوم مرتبط بزيادة مستويات هرمون الغريلين الذي يجعلك أكثر جوعاً، ويمكن أن يساهم في زيادة الوزن.

مشاهدة التلفزيون لوقت متأخر

البقاء لوقت متأخر لمشاهدة التلفزيون يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية. وتربط دراسات بين كمية التعرض للتلفزيون وبين استهلاك سعرات حرارية أعلى من المعتاد ونظام غذائي سيئ، كما أن الإعلانات قد تعزز من إغراء الرغبة في تناول الوجبات غير الصحية.

تناول وجبة قبل النوم

ويعد تناول الطعام في وقت قريب جداً من وقت النوم أمراً محظوراً. من الناحية المثالية، يجب أن تأكل وجبتك الأخيرة في اليوم قبل النوم بثلاث ساعات أو أكثر، لأنه «عندما ننام، نوقف عملية الهضم، وإذا كان هناك طعام يحتاج إلى الهضم في الأمعاء، فإنه يحول انتباه الجسم بعيداً عن شفاء الجسم واسترخائه الذي يحدث خلال النوم، لأنه يركز على هضم الطعام. ويمكن أن ينتهي الأمر بدهون البطن».

يجب أن تأكل وجبتك الأخيرة في اليوم قبل النوم بثلاث ساعات أو أكثر (أرشيفية - رويترز)

تكشف الأبحاث أن تناول وجبة في وقت متأخر جداً يفسد الإيقاع اليومي، ويؤثر سلباً على تنظيم نسبة السكر في الدم والتمثيل الغذائي للدهون. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول وجبة كبيرة في وقت قريب من وقت النوم يمكن أن يؤدي إلى حرقة المعدة وعسر الهضم، ويمكن أن يؤدي هذا أيضاً إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام بشكل غير صحي وتناول أكثر مما كنت تخطط له في اليوم التالي.


لماذا أعمار النساء أطول من أعمار الرجال؟

لماذا أعمار النساء أطول من أعمار الرجال؟
TT

لماذا أعمار النساء أطول من أعمار الرجال؟

لماذا أعمار النساء أطول من أعمار الرجال؟

كشف أخصائيا الشيخوخة فلاديمير خافينسون وسفتلانا تروفيموفا الروسيان أن النساء، وفقا للاحصائيات، يعشن في جميع دول العالم أطول من الرجال، وأن السبب الرئيسي في ذلك هو أن للإنسان 23 زوجا من الكروموسومات؛ 22 منها متطابقة لدى الجميع 100 في المئة. أما الزوج الأخير من الكروموسومات فمختلف؛ إذ يتكون زوج الكروموسومات لدى النساء من أثنين Х (Х وХ) ولدى الرجال من Х وУ وهنا يكمن الاختلاف الرئيسي،وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار

«روسيا اليوم» عن «فيستي. رو».

فقد أظهرت نتائج دراسة علمية أجراها علماء جامعة ساوث ويلز البريطانية شملت 229 من الكائنات الحية لتقييم طول عمر الإناث والذكور، أن متوسط ​​العمر المتوقع للإناث في جميع الأنواع أطول بنسبة 17 في المئة من متوسط ​​العمر المتوقع للذكور. حيث أنه بسبب اختلاف الجينات بين الذكور والإناث فإن الهرمونات الجنسية لدى الرجال والنساء مختلفة أيضا، فعند الرجال يهيمن هرمون التستوستيرون وعند النساء هرمون الاستروجين، مع أن كلا الهرمونين موجودان في أجسام الذكور والإناث لكن بنسب مختلفة. ومع تقدم العمر يتغير مستوى الهرمونات الجنسية؛ فينخفض عند الرجال مستوى ​​هرمون التستوستيرون ويرتفع مستوى هرمون الاستروجين. ويرتبط هذا، على وجه الخصوص، بتطور متلازمة التمثيل الغذائي (السمنة).

وحسب الخبيرين، فان أسباب اختلال التوازن الهرموني هو الإجهاد وقلة النوم واتباع نظام غذائي خاطئ والبيئة والعادات السيئة والجلوس لفترات طويلة مع قلة النشاط البدني.

وفي هذا الاطار، يعتقد العديد من الباحثين، أن النساء أكثر حظا لأن هرمون الاستروجين يؤثر في نشاط التيلوميراز الذي يؤثر إيجابيا في الصحة.

من أجل ذلك ينصح الخبيران كل من يرغب بالعيش لفترة طويلة بتغيير نمط حياته، كونه أحد الأسرار الرئيسية لطول العمر.


تركيا: إقبال كثيف وتدفق سلس إلى مكاتب الاقتراع

ناخبة تدلي بصوتها في مدرسة بإسطنبول (د.ب.أ)
ناخبة تدلي بصوتها في مدرسة بإسطنبول (د.ب.أ)
TT

تركيا: إقبال كثيف وتدفق سلس إلى مكاتب الاقتراع

ناخبة تدلي بصوتها في مدرسة بإسطنبول (د.ب.أ)
ناخبة تدلي بصوتها في مدرسة بإسطنبول (د.ب.أ)

اصطحب أحمد جوموش والدته وزوجته وطفليه الاثنين إلى إحدى المدارس في العاصمة التركية للتصويت في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، التي ستحسم هوية الرئيس الثالث عشر لتركيا من بين مرشحين اثنين؛ هما الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان ومرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.

وقال جوموش لـ«الشرق الأوسط»، خلال جولته في مراكز الاقتراع: «لقد صوّتّ أنا ووالدتي وزوجتي في الجولة الأولى، وها نحن أولاء نصوت في جولة الإعادة. نتمنى أن يكتب الله الخير لبلادنا... اصطحبت طفليَّ معي ليشاهدا أجواء الانتخابات، ويتعودا عليها من أجل التصويت في المستقبل».

مثل عائلة جوموش، توجّهت آلاف العائلات إلى مكاتب الاقتراع للتصويت، حرصاً على حسم انتخابات يعدها الأتراك مصيرية. كما صاحب إحساس كبير بالمسؤولية عملية التصويت، إذ إن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها تركيا انتخابات إعادة على منصب الرئيس، كما قال شنول يلديز الذي جاء للإدلاء بصوته برفقة زوجته وابنته البالغة من العمر 19 عاماً.

سادت أجواء من الهدوء والسلاسة في مكاتب الاقتراع التي رصدتها «الشرق الأوسط». وعلى الرغم من وجود صفوف انتظار خارج المكاتب، فإن عملية التصويت بدت أسرع من الجولة الأولى التي كان على الناخب أن يصوت فيها في بطاقتين، إحداهما مخصصة للانتخابات البرلمانية والأخرى للانتخابات الرئاسية.

يتوافد ناخبون من مختلف الأعمار على مراكز الاقتراع، وكان لافتاً حرص المسنين وناخبين من ذوي الاحتياجات الخاصة على الحضور إلى المراكز القريبة من منازلهم، فيما وفرت السلطات وسائل نقل لمن يرغب في الإدلاء بصوته، فضلاً على وجود صناديق متنقلة للناخبين الذين تعوقهم ظروفهم الصحية أو كبر سنهم عن الخروج للتصويت.

وشهدت الشوارع المحيطة بمراكز الاقتراع حركة وازدحاماً غير مألوفين في عطلة نهاية الأسبوع في تركيا. وتكرر مشهد الجولة الانتخابية الأولى في 14 مايو (أيار)، من حيث كثافة الإقبال على التصويت. ولعب الطقس المعتدل دوراً كبيراً في ذلك، فقد قررت أغلبية الأسر الخروج للتصويت، ومن بعدها التوجه إلى المتنزهات والمطاعم والمقاهي، قبل موعد صدور نتائج الانتخابات في بث مباشر لعمليات الفرز عبر شاشات التلفزيون.

وسألت «الشرق الأوسط» بعض الناخبين عن المرشح الذي صوتوا له. وفيما رفض البعض الإفصاح، فإن الشابة بتول كايا (22 عاماً) أكّدت التصويت لصالح كليتشدار أوغلو، لأنها ترغب في أن ترى «نوعاً من التغيير»، وتريد «أملاً في المستقبل». وفي مقهى قريب من أحد مراكز الاقتراع، قالت عائشة (40 عاماً)، التي تعمل في المقهى إنها منحت صوتها أيضاً لمرشح المعارضة؛ لأنها ترغب في أن «تعود تركيا التي عرفتها قبل 20 عاماً».

أما محرم صاري كايا (62 عاماً)، فقال إنه هو وزوجته وأبناءه الثلاثة صوتوا لصالح إردوغان؛ لأنهم يرون أنه «الشخص القادر على قيادة البلد، والحفاظ على الاستقرار، ولم يتخلف عن وعوده في كل الانتخابات التي خاضها من قبل، ويحارب الإرهابيين الذين يريدون تقسيم البلد». وبدورها، قالت زينب غل إنها صوتت لإردوغان، لأنها تعرفه جيداً، وتعرف ما قدّم لتركيا، ولأنها لا ترى أحداً في المعارضة يمكنه أن يحقق ما حققه.


الشرطة الإسرائيلية تهاجم متظاهرين في تل أبيب رفعوا العلم الفلسطيني

طلبة عرب إسرائيليون في جامعة تل أبيب يحتجون على مشروع قانون يشدد القيود على رفع العلم الفلسطيني الأحد (أ.ف.ب)
طلبة عرب إسرائيليون في جامعة تل أبيب يحتجون على مشروع قانون يشدد القيود على رفع العلم الفلسطيني الأحد (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الإسرائيلية تهاجم متظاهرين في تل أبيب رفعوا العلم الفلسطيني

طلبة عرب إسرائيليون في جامعة تل أبيب يحتجون على مشروع قانون يشدد القيود على رفع العلم الفلسطيني الأحد (أ.ف.ب)
طلبة عرب إسرائيليون في جامعة تل أبيب يحتجون على مشروع قانون يشدد القيود على رفع العلم الفلسطيني الأحد (أ.ف.ب)

قبل ساعات من جلسة اللجنة الوزارية لشؤون القانون، التي تجتمع، الأحد، للمصادقة على مشروع قانون «يمنع رفع علم فلسطين في إسرائيل»، هاجمت شرطة تل أبيب مجموعة من المتظاهرين اليهود والعرب الذين رفعوا هذا العلم ضمن المظاهرة الضخمة ضد خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم والقضاء.

وقال آدم كيلر، أحد المسؤولين في تنظيم «غوش شالوم» (كتلة السلام)، إن «الشرطة الإسرائيلية تحملت كل الشعارات والأعلام التي رفعها نحو 100 ألف متظاهر في تل أبيب، لكنها لم تتحمل الشعارات التي رفعناها نحن لمصلحة السلام، وعندما شاهدوا العلم الفلسطيني (تصرفوا مثل ثيران ترى علماً أحمر)، فراحوا يهاجموننا ويعتدون علينا ولم يتركونا إلا بعد أن صادروا الأعلام».

وأضاف كيلر: «رفع العلم الفلسطيني ليس محظوراً في القانون. ولسنوات عديدة رفعته حكومة إسرائيل، طيلة المفاوضات مع الفلسطينيين حول تطبيق اتفاقيات أوسلو. بالنسبة إلينا نحن (نرفعه جنباً إلى جنب مع علم إسرائيل)، لنرمز إلى باب الأمل للسلام بين الشعبين. وما يحصل اليوم، هو أن حكومة إسرائيل تتنكر لهذا السلام، وتحاول إخفاء كل رمز للتعامل مع الفلسطينيين، خصوصاً شعاراتنا ضد الاحتلال».

وتابع يقول: «نحن نقول لها إن المظاهرات في تل أبيب وغيرها، موجهة ضد خطة الحكومة الانقلابية، ولكن الهدف الأساسي لخطة الحكومة هو أنها تريد تخليد الاحتلال ومنع أي نضال إسرائيلي ضد الاحتلال. وإنه من دون التخلص من الاحتلال لن تكون جدوى من هذه المظاهرات».

وكانت مجموعة متظاهري «كتلة السلام»، قد دأبت على المشاركة في المظاهرات الضخمة منذ الأسبوع الأول، مستقطبة عشرات المتظاهرين اليهود والعرب. وكانوا يلفتون النظر برفع الأعلام الفلسطينية إلى جانب الأعلام الإسرائيلية.

وعلى ما يبدو، فإن الشرطة الإسرائيلية قررت إسكاتهم هذه المرة، فهاجم أفرادها تجمعهم، وصادروا الأعلام الفلسطينية بالقوة، بدفعهم أرضاً وضربهم، وغير ذلك من أساليب القمع والعنف. وراح المتظاهرون يهتفون: «لا للاحتلال»، و«نعم للسلام مع الفلسطينيين»، و«لا ديمقراطية مع الاحتلال». وتضامن معهم بعض المشاركين في مظاهرات الاحتجاج وراحوا يهتفون: «العار... العار».

فلسطينيون يرفعون أعلامهم الوطنية خلال احتجاجات ضد بؤر استيطانية في بيت دجن بالضفة الجمعة (أ.ف.ب)

الجدير ذكره أن اللجنة الوزارية لشؤون القانون، أجرت (الأحد) مداولات أولية في عدة مشاريع قوانين جديدة، ضمن خطة الانقلاب في منظومة الحكم وإضعاف القضاء، بينها قانون منع رفع علم فلسطين في الجامعات والأماكن العامة. وقد توجه رؤساء الجامعات الإسرائيلية وعدد كبير من المحاضرين والباحثين، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، يطالبونه بالامتناع عن سن قوانين تمس الحريات وحقوق الإنسان، ويحذرونه من أن مثل هذه القوانين، وبينها منع رفع علم فلسطين في الجامعات، ستتحول إلى ضربة شديدة لمكانة إسرائيل في العالم، وستلحق أضراراً بالجامعات ومعاهد البحث.

وكتب رؤساء الجامعات في رسالتهم: «يسعى مشروع القانون إلى تحويل مؤسسات التعليم العالي إلى (فروع للشرطة الإسرائيلية والشاباك)، وإلزامها بمراقبة مئات الآلاف من الطلاب في مجالهم، وإلزام المؤسسات بفرض عقوبات على أفعال مغطاة حتى الآن إلى حد كبير (تحت حماية حرية التعبير)».

وأضافت: «الحديث يدور عن تدخل سياسي عميق وغير معقول في أنشطة الحرم الجامعي... محاولة لاستخدام الحياة الأكاديمية، لإنفاذ القانون وتحويل إدارة المؤسسات إلى رجال شرطة وقضاة وحتى جلادين، (وهذه تجاوزات لا علاقة لها بالأكاديمية)».

واعتبر رئيس جامعة تل أبيب، بروفيسور اريئيل بورات، أن هذا القانون «فاشي». وأضاف: «إنّ السلطة الفلسطينية ليست دولة معادية وليست منظمة إرهابية، ورفع علمها هو عمل شرعي تحت حماية حرية التعبير. وإذا طبقنا هذا القانون، في حال أصبح قانوناً بالفعل، سنضطر، على الأرجح، إلى إبعاد جزء كبير من طلابنا عن الجامعة؛ (إذ لن يتحملوا مثل هذا القمع ولن يترددوا في رفع العلم الفلسطيني)».