تنويعات إيمانية وجمالية في بينالي الفنون الإسلامية بجدة

«بين الرجال» للفنان هارون جان - سالي (الشرق الأوسط)
«بين الرجال» للفنان هارون جان - سالي (الشرق الأوسط)
TT

تنويعات إيمانية وجمالية في بينالي الفنون الإسلامية بجدة

«بين الرجال» للفنان هارون جان - سالي (الشرق الأوسط)
«بين الرجال» للفنان هارون جان - سالي (الشرق الأوسط)

في المساحات الشاسعة التي تحتضن أعمال بينالي الفنون الإسلامية بجدة هناك الكثير والكثير أمام الزائر ليراه عبر أكثر من قاعة عرض، غير الأعمال المتناثرة في المساحات المفتوحة، إضافة إلى فعاليات البرنامج العام الغنيّ بالندوات وورش العمل وغيرها. ليست هناك طريقة مثلى للتجول هنا، ولكن إذا أراد الزائر متابعة السرد الفني الذي عمل عليه فريق القيمين فمن الأفضل التوجه إلى الجزء الأول من العرض الذي يحمل عنوان «القِبلة»، ثم الجزء الثاني المتمثل في «الهجرة»، وبعد ذلك عليه زيارة القاعات المنفصلة عن مكة المكرمة والمدينة المنورة.

جزء من كسوة الكعبة المشرفة في المعرض (الشرق الأوسط)

البيت الأول والقِبلة
ولأن البينالي يحمل عنوان «أول بيت»، مشيراً إلى الكعبة المشرفة، فيبدو منطقياً أن نبدأ زيارتنا بقسم «القِبلة» الذي ينقسم إلى عدد من القاعات كل منها يحمل عنوان طقس أساسي في العبادات. تجب الإشارة هنا إلى أن العرض ليس معنياً بوصف الطقوس والممارسات بقدر تقديم رؤية فنية وتأملية لعناصر العبادة الأساسية وشعائرها.
في بداية الرحلة مع هذه القاعة ننطلق من ممر خافت الإضاءة تصدح فيه أصوات مؤذنين من أنحاء العالم الإسلامي، مختلفين في أماكنهم وجنسياتهم، ولكنهم متّحدون في ندائهم. نتّبع الأصوات العذبة لنصل إلى القاعة الأولى، حيث نرى عدداً من مكبرات الصوت منظَّمةً بشكل نصف دائري، كأنما تفتح ذراعيها للزائر، العمل يحمل اسم «نسمة كونية» للفنان جو نعمة الذي يهتم في أعماله الصوتية بالبحث في قضايا الذاكرة والهوية. هنا جمع الفنان تسجيلات لأصوات الأذان من بلدان متعددة وأزمنة مختلفة. حسب بطاقة التعريف الخاصة بالعمل نعرف أن التسجيلات تشمل ما يعد أول تسجيل للأذان من المسجد الحرام في أواخر القرن التاسع عشر، وصوت أذان من المسجد الأقصى في القدس، وتسجيلات للأذان من بقاع مختلفة مثل كاغا في اليابان ودوربان بجنوب أفريقيا وكولونيا بألمانيا وغيرها.

باب الكعبة المشرفة (الشرق الأوسط)

الوضوء... لقاء الماء مع الماء
القاعة التالية تتناول «الوضوء»، وحسب سمية فالي، وهي من منسّقي العرض، فهذا الغاليري ينتقل من المستوى التجريدي والصوتي الذي تمثل في الأذان، ليتناول طقساً محدداً وهو الوضوء، «هذا القسم حول عملية التطهير والتنقية التي نقوم بها خمس مرات في اليوم، يمكننا رؤيته على أنه ربط بين أجسادنا وبين عناصر البيئة مثل الماء أو التراب، خمس مرات في اليوم تلتقي أجسادنا مع عناصر من الطبيعة وهي أيضاً إشارة إلى أن أجسادنا تتكون من الماء والتراب». ترى فالي أن عملية الوضوء تمثل على المستوى الرمزي «إعادة التواصل مع الأصل».

محراب مسجد من أصفهان يعود لمنتصف القرن الرابع عشر (الشرق الأوسط)

نصل لعمل آخر يتناول فكرة الوضوء من منظر الطبيعة وهو للفنانة سارة إبراهيم، تقول فالي: «عمل سارة إبراهيم يدور حول التواصل مع عناصر الطبيعة، حيث تناولت الفنانة طقس التطهير وروحانيته». الفنانة تحدثت لنا عن عملها الذي أطلقت عليه عنوان «أصلّي لسقوط المطر» قائلة: «أنظر إلى فكرة أن جسم الإنسان مصنوع من الماء وبالتالي (عندما يقوم بالوضوء) عندما يلتقي الجسد مع الماء الخارجي أرى أن ذلك يخلق حالة روحانية خاصة»، العمل ينقسم لثلاثة أجزاء «يتعامل الأول مع رمزية الجسم، فنرى أمامنا زجاجاً تغمره المياه، وهنا أتلاعب بخيط من الضوء بينما يتحرك الزجاج للأمام والخلف في حركة لها رمزيتها الروحية لإبراز ما نشعر به حين تكون الطاقة الروحية في قمتها كأنما ترمز الحركة أيضاً إلى المد والجزر».

«كلنا من تراب» للفنان المغربي مبارك بوحشيشي (الشرق الأوسط)

عودة الضوء
في الغرفة التالية نرى مخطوطات من مصحف يعود إلى القرن الـ16، القاعة مضاءة بشكل جميل ومقصود حسبما تشير فالي قائلة: «هذه القاعة مضيئة يتخللها اللون الذهبي، هنا نبتعد عن المساحات الداكنة كأننا نبدأ في التحرك نحو الضوء».
على الأرض تمتد قطع من الخزف الملون على مساحة ضخمة. العمل للفنان المغربي مبارك بوحشيشي يحمل عنوان «كلنا من تراب» يتكون من 1288 قطعة من الطين المحروق الملون، تبدو لنا مثل «سجادة من الخزف بألوان التراب والسماء». بالتركيز على القطع المجتمعة يمكننا رؤية أن الفنان شكّل جملة «كلنا من تراب». وحسب بطاقة التعريف بالعمل، فالفنان يستكشف الرابطة التي توحّد جميع البشر، وهنا صنع الفنان بلاطات ذات ألوان مختلفة مستخدماً أنواعاً متعددة من الطين جمعها من مناطق مختلفة في المغرب. وتشكّل كل بلاطة بوابةً أو محراباً، وهو ما يمنح العمل بعداً جمالياً بديعاً، ترى فالي أن العمل يعكس «اتصالنا جميعا بعضنا ببعض بغضّ النظر عن بلداننا أو ألواننا» وأنه أيضاً يعكس فكرة الاجتماع للتأمل أو الصلاة.

عمل الفنان إدريس خان في البينالي (الشرق الأوسط)

الصلاة... وبصمة الإنسان على الأرض
تتعامل القاعات التالية مع فكرة ومدلولات الصلاة، هنا نرى عملاً للفنانة فتحية الزموري وتنسيق سكينة أبو العلا يحمل عنوان «نحو الأرض». تعلق فالي بأن العمل يتناول «قدسية الأرض التي نصلي عليها، والاعتقاد لدى المسلمين بأن كل شخص يترك بصمة أو علامة على كل بقعة يصلّي فيها كأننا نترك شيئاً ما على تلك البقعة يرتبط بنا حتى بعد الموت».
من هنا ندلف لقاعة عنوانها «صلاة الجماعة» حيث نرى مجموعة من سجاجيد الصلاة الأثرية معلَّقة على الحائط، تقول عنها سمية فالي إنها تعبّر عن الاجتماع في الصلاة، إذ إن القطع التي يعتقد الخبراء أنها أجزاء تنتمي لمنسوجة واحدة تفرقت بين مؤسسات عالمية مختلفة، وتقول: «تعبّر عن الاجتماع بعد الغربة». في المقابل نرى مجموعة أخرى من سجاجيد الصلاة الملونة تحمل عنوان «صلاة الجماعة»، وهي للفنان الجنوب أفريقي إيغشان آدامز، استلهم أشكالها من المنسوجات الإسلامية التقليدية. لتكوين العمل استخدم الفنان عدداً من سجادات الصلاة المستعملة التي حصل عليها من أصدقائه ومعارفه في أحد أحياء مدينة كيب تاون الذي أجبرت سلطات الفصل العنصري الكثير من ساكنيه من ذوي البشرة السمراء والملونة على ترك ديارهم قسراً. تحمل كلٌّ من تلك السجادات المستخدمة علامات من جسد صاحبها مثل مواقع السجود، وأضاف آدامز إلى تلك البقع المهترئة الخرز والأحجار شبه الكريمة لإنتاج سلسلة من قطع النسيج الجديدة التي تشكّل مجتمعةً قطعةً فنية مركَّبةً تعكس الأهمية البالغة التي تحظى بها صلاة الجماعة.

«نحو الأرض» للفنانة فتحية الزموري (الشرق الأوسط)

وضمن موضوع صلاة الجماعة أيضاً يُعرض محراب مسجد من أصفهان يعود إلى منتصف القرن الرابع عشر، وقد كان موضوعاً في مسجد الصالة الجنوبية لمطار الملك عبد العزيز بجدة والذي افتُتح في عام 1981.
في القاعة التالية بعض المخطوطات والقطع الأثرية مثل علبة لحفظ المصحف من الخشب تعود للقرن الرابع عشر، وهي مستعارة من دار الآثار الإسلامية بالكويت. هنا أيضاً شمعدان نحاسي من الموصل بالعراق يرجع إلى القرن الرابع عشر، وهو مستعار من متحف بيناكي بأثينا.

إدريس خان... والعودة للبيت الأول
من الأعمال التي تنافست في لفت اهتمام زوار البينالي (والمنافسة هنا حامية جداً)، كان عمل الفنان البريطاني إدريس خان، والذي كان قد عُرض من قبل بشكل مصغر في معرض «الحج... رحلة إلى قلب العالم الإسلامي» في المتحف البريطاني بلندن عام 2012، هنا يأخذ الفنان عمله لبُعد آخر من حيث الحجم والتأثير.
العمل يتكون من نحو 140 مكعباً من الصلب الأسود تنتظم في صفوف مكوِّنةً فيما بينها شكل الكعبة بمقاساتها الأصلية. للعمل قصة خاصة وحزينة، يشير الفنان إلى تجربة شخصية مؤلمة وراء إنجازه للعمل، حيث إنه صنع العمل بعد وفاة والدته وهي في عمر 59. عمله يتميز بجاذبية لا تقاوَم، يرى في المكعبات السوداء ما يشبه المغناطيس. نظم الفنان المكعبات المنفصلة في تشكيل يحاكي شكل الكعبة. على كل مكعب هنا نرى كتابات عربية كأنما كُتبت بالرمل، يقول إنها أدعية وصلوات يقولها المسلمون في صلاتهم. المكعبات أيضاً تتميز بتدرجات لونية مختلفة، لا يراها الناظر على الفور ولكن عند التدقيق فيها نرى ذلك التنوع الذي يختلف من مكعب لآخر، ما يمنح القطع نوعاً من التفرد الذي يميّزها ويمزجها بشكل ساحر مع باقي القطع لتنتظم معاً. يشير خان إلى أن العمل ظل معه لـ11 عاماً: «لم أرد أن أعرضه للبيع، كنت أتمنى أن يجد مكانه ضمن مجموعة فنية إسلامية، وها هو هنا الآن، كأني أحضرته لمكانه الطبيعي». أعلق: «وكأنه عاد لموطنه، لأول بيت»، يجيبني: «تماماً، عاد للبيت الأصلي».

عن التفرقة العنصرية والفقدان
إلى جانب عمل إدريس خان، نرى عمل الفنان الجنوب أفريقي هارون جان - سالي والمعنون «بين الرجال» وهو عمل بديع ولافت جداً. أمامنا بحر من القبعات البيضاء (الكوفية) السابحة في الهواء أمامنا تنتظم في تشكيل بديع ممتد على مساحة ضخمة، بالاقتراب نتبين أنها معلقة بخيوط من السقف عاكسة ظلالها أسفل منها، كأننا أمام ألف شخص معتمر الكوفية البيضاء التقليدية في الكثير من بلدان أفريقيا وآسيا. الفنان من مواليد كيب تاون وتتصدى أعماله للعنف والظلم الذي عانت منه المجتمعات المحلية في ظل التفرقة العنصرية. سُمي الفنان «هارون» على اسم إمام وداعية من جنوب أفريقيا يدعى عبد الله هارون كان مناهضاً لحركة الفصل العنصري ثم قُتل في أثناء احتجازه لدى شرطة كيب تاون في 1969، وخرج لتشييعه أكثر من 40 ألف شخص في تحدٍّ واضح لسلطات الفصل العنصري. نعرف أن العمل نفّذه الفنان بالتعاون مع أرملة الداعية وابنته لاستدعاء ذكرى الجنازة، وعرض الفنان الكوفيات بشكل منفصل بمصاحبة تسجيل صوتي لسيرة هارون وتسجيلات لخطبه.
العمل مثير للمشاعر بشكل كبير، يثير الحنين والألم في ذات الوقت، وربما أيضاً الإحساس بأن كل شخص منّا له بصمته على الأرض التي تصاحبه أينما كان.
يُفضي العمل لعرض يستكمل فكرة الفقدان والحنين والآثار الذي تظل بين الناس، وذلك عبر شواهد أثرية من مقبرة المعلاة بمكة المكرمة نُسّقت بشكل بديع جداً.

الكعبة... أول بيت
القاعة تمثل المرحلة الأخيرة في حياة الإنسان، ومنها نمضي لقاعة بيضاء مضيئة تأخذ بالألباب بمجرد الدخول إليها لوجود باب ذهبي قديم للكعبة نُفذ بناءً على أمر الملك عبد العزيز في عام 1940. ويُعرض الباب على نفس ارتفاع باب الكعبة في مكة، وإلى جواره نرى عموداً خشبياً طويلاً نعرف أنه كان في داخل الكعبة، وأنه ظل فيها منذ عهد عبد الله بن الزبير، في القاعة أيضاً عمودان من الحرم المكي يعودان للعصر العباسي.
من الأعمال المعاصرة في القاعة والتي تتضافر بشكل بديع مع القطع الأثرية نجد عملاً للفنان أيمن يسري بعنوان «إحرامات»، عبارة عن قطع من الإحرام المختلف في نقشاته، ولكنه يتّحد في لونه الأبيض ووظيفته، وعلى الأرض تمتد ما يشبه الأنابيب الحديدية التي تبدو كأنها كلمات ممتدة تشكل فيما بينها أشكالاً. تشير فالي إلى أن العمل للسعودي ناصر السالم الذي أراد من خلاله عرض الأبعاد المختلفة لبناء الكعبة عبر العصور.



قاض أميركي يمنع إدارة ترمب من احتجاز ناشط بريطاني مناهض للتضليل الإعلامي

قاعة محكمة فارغة في ولاية نيويورك الأميركية (رويترز)
قاعة محكمة فارغة في ولاية نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

قاض أميركي يمنع إدارة ترمب من احتجاز ناشط بريطاني مناهض للتضليل الإعلامي

قاعة محكمة فارغة في ولاية نيويورك الأميركية (رويترز)
قاعة محكمة فارغة في ولاية نيويورك الأميركية (رويترز)

منع قاض أميركي، الخميس، إدارة الرئيس دونالد ترمب، بشكل مؤقت، من احتجاز الناشط البريطاني المناهض للتضليل الإعلامي عمران أحمد، بعد أن رفع ​المقيم الدائم في الولايات المتحدة دعوى قضائية ضد مسؤولين على خلفية حظر دخوله لدوره فيما تقول واشنطن إنه رقابة على الإنترنت.

وفرضت واشنطن يوم الثلاثاء حظراً على منح تأشيرات دخول لأحمد وأربعة أوروبيين، من بينهم المفوض الفرنسي السابق في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون. واتهمتهم بالعمل على فرض رقابة على حرية التعبير أو استهداف عمالقة التكنولوجيا الأميركية بشكل غير ‌عادل من خلال فرض ‌لوائح تنظيمية مجحفة. ويعيش أحمد ‌في ⁠نيويورك ​ويُعتقد ‌أنه الوحيد من بين الخمسة الموجود حالياً في البلاد.

وأثارت هذه الخطوة احتجاجاً من الحكومات الأوروبية التي ترى أن اللوائح التنظيمية وعمل الجماعات التي تركز على المراقبة تجعل الإنترنت أكثر أماناً من خلال تسليط الضوء على المعلومات المضللة وإجبار عمالقة التكنولوجيا على بذل المزيد من الجهد للتصدي للمحتوى غير القانوني بما في ذلك خطاب ⁠الكراهية والمواد التي تحض على الاعتداء الجنسي على الأطفال.

وبالنسبة لأحمد، الرئيس التنفيذي ‌لمركز مكافحة الكراهية الرقمية ومقره الولايات المتحدة ‍والبالغ من العمر 47 عاماً، ‍فقد أثار الحظر مخاوف من الترحيل الوشيك الذي سيفصله ‍عن زوجته وطفله، وكلاهما مواطنان أميركيان، وفقاً لدعوى قضائية رفعها يوم الأربعاء في المنطقة الجنوبية بنيويورك.

وقال وزير الخارجية ماركو روبيو عند إعلانه عن قيود التأشيرات، إنه قرر أن وجود الخمسة في الولايات المتحدة ​له عواقب وخيمة محتملة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة وبالتالي يمكن ترحيلهم.

وذكر أحمد في دعواه أسماء روبيو ⁠ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم ومسؤولين آخرين من إدارة ترمب، وقال إن هؤلاء المسؤولين ينتهكون حقوقه في حرية التعبير والتمتع بالإجراءات القانونية المكفولة، وذلك بتهديدهم له بالترحيل.

وأصدر قاضي المحكمة الجزئية الأميركية فيرنون برودريك، أمراً تقييدياً مؤقتاً يوم الخميس يمنع المسؤولين من احتجاز أحمد أو إلقاء القبض عليه أو نقله قبل أن تتاح له فرصة نظر قضيته، وحدد موعداً لجمع الأطراف في 29 ديسمبر (كانون الأول).

وردًا على أسئلة حول القضية، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية «لقد أوضحت المحكمة العليا والكونغرس مراراً وتكراراً: الولايات ‌المتحدة ليست ملزمة بالسماح للأجانب بالقدوم إلى بلادنا أو الإقامة هنا».


أميركا تشن ضربة قوية ضد «داعش» في شمال غرب نيجيريا

صورة وزعتها البحرية الأميركية تُظهر حاملة الطائرات أيزنهاور خلال إجراء عمليات طيران (أرشيفية - إ.ب.أ)
صورة وزعتها البحرية الأميركية تُظهر حاملة الطائرات أيزنهاور خلال إجراء عمليات طيران (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

أميركا تشن ضربة قوية ضد «داعش» في شمال غرب نيجيريا

صورة وزعتها البحرية الأميركية تُظهر حاملة الطائرات أيزنهاور خلال إجراء عمليات طيران (أرشيفية - إ.ب.أ)
صورة وزعتها البحرية الأميركية تُظهر حاملة الطائرات أيزنهاور خلال إجراء عمليات طيران (أرشيفية - إ.ب.أ)

أعلن الرئيس ​الأميركي دونالد ترمب يوم الخميس أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية ضد مقاتلي ‌تنظيم داعش ‌في ⁠شمال ​غرب ‌نيجيريا، وقال إن التنظيم يستهدف المسيحيين في المنطقة.

وذكر ترمب في منشور على ⁠منصة تروث ‌سوشيال «الليلة، وبتوجيه مني ‍بوصفي ‍القائد الأعلى ‍للقوات المسلحة، شنت الولايات المتحدة ضربة قوية وقاتلة ضد ​حثالة إرهابيي تنظيم داعش ⁠في شمال غرب نيجيريا الذين يستهدفون ويقتلون بوحشية، في المقام الأول، المسيحيين الأبرياء، بمستويات لم نشهدها منذ سنوات عديدة، ‌بل قرون!».

وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا على «إكس» إن الضربة نُفذت بناء على طلب السلطات النيجيرية وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر تنظيم داعش.

تأتي هذه الضربة بعد أن بدأ ترمب ⁠في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) إطلاق تحذيرات من أن المسيحية تواجه "«تهديدا وجوديا» في نيجيريا، وهدد بالتدخل ‍عسكريا في الدولة الواقعة ‍في غرب أفريقيا بسبب ما وصفه بإخفاقها في ‍وقف العنف الذي يستهدف المناطق المسيحية. وذكرت وكالة رويترز يوم الاثنين أن الولايات المتحدة تجري طلعات جوية لجمع المعلومات الاستخباراتية فوق مناطق واسعة من نيجيريا منذ أواخر نوفمبر تشرين ​الثاني.

وتقول الحكومة النيجيرية إن الجماعات المسلحة تستهدف كلا من المسلمين والمسيحيين على حد سواء ⁠وإن مزاعم الولايات المتحدة بأن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد لا تعكس وضعا أمنيا معقدا وتتجاهل في الوقت نفسه الجهود المبذولة لحماية الحرية الدينية. ومع ذلك، وافقت نيجيريا على التعاون مع الولايات المتحدة لدعم قواتها ضد الجماعات المسلحة.

وينقسم سكان البلاد بين مسلمين يعيشون بشكل رئيسي في الشمال، ومسيحيين في الجنوب. وأصدر ترمب بيانه يوم عيد الميلاد أثناء وجوده في منتجع مار الاجو في بالم بيتش بفلوريدا حيث يقضي العطلة. ولم يشارك في أي ‌فعاليات عامة خلال النهار، وكان آخر ظهور له أمام الصحفيين الذين كانوا يرافقونه ليلة الأربعاء.


عصابات غزة تُمهّد لتوسيع المنطقة العازلة

فتاة فلسطينية تقف بين صفوف المنتظرين لتلقي طعام من مطبخ خيري في دير البلح وسط غزة يوم الخميس (أ.ب)
فتاة فلسطينية تقف بين صفوف المنتظرين لتلقي طعام من مطبخ خيري في دير البلح وسط غزة يوم الخميس (أ.ب)
TT

عصابات غزة تُمهّد لتوسيع المنطقة العازلة

فتاة فلسطينية تقف بين صفوف المنتظرين لتلقي طعام من مطبخ خيري في دير البلح وسط غزة يوم الخميس (أ.ب)
فتاة فلسطينية تقف بين صفوف المنتظرين لتلقي طعام من مطبخ خيري في دير البلح وسط غزة يوم الخميس (أ.ب)

في تمهيد لتوسيع إسرائيل للمنطقة العازلة التي تسيطر عليها في قطاع غزة، وفي حادث غير مسبوق منذ بدء الحرب، أجبرت عصابات مسلحة تنشط في الأحياء الشرقية لمدينة غزة، أمس، قاطني مربع سكني مجاور للخط الأصفر (الفاصل بين مناطق سيطرة إسرائيل و«حماس»)، بحي التفاح شرق المدينة، على إخلائه بالكامل.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إن مجموعة تتبع لما تُعرف بـ«مجموعة رامي حلس»، اقتربت، فجر أمس (الخميس)، مما تبقى من منازل المواطنين في منطقتي الشعف والكيبوتس، وأطلقت النار في الهواء، قبل أن تغادر المكان، لكنها عادت من جديد، ظهر اليوم نفسه، وطالبت السكان بالإخلاء، وأمهلتهم حتى غروب الشمس، مهددة بإطلاق النار على كل من لا يلتزم ذلك.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن عناصر تلك المجموعة المسلحة كانوا يطالبون السكان، الذين يقدر عددهم بأكثر من مائتي شخص، من على بُعد مئات الأمتار عبر مكبر صوت صغير، بالإخلاء التام من المكان.

ونقل شهود أن المسلحين أبلغوا السكان أن الإخلاء جاء وفق أوامر من الجيش الإسرائيلي الموجود شرق «الخط الأصفر»، وعلى بعد أكثر من 150 متراً عن مكان سكن تلك العائلات، التي اضطرت إلى النزوح باتجاه غرب مدينة غزة.

ووفقاً للمصادر الميدانية، فإن القوات الإسرائيلية ألقت مساء الثلاثاء والأربعاء، براميل صفراء اللون لا تحتوي على أي متفجرات في تلك المناطق، لكن من دون أن تطالب السكان بإخلائها.