إقالة لامبارد قرار صائب لكنها لن تنهي مشاكل إيفرتون

المشكلة الحقيقية في «غوديسون بارك» تتمثل في أن مجلس الإدارة «غير كفء»

جماهير إيفرتون في ملعب وستهام تواصل احتجاجاتها الغاضبة والمطالبة برحيل إدارة النادي (رويترز)
جماهير إيفرتون في ملعب وستهام تواصل احتجاجاتها الغاضبة والمطالبة برحيل إدارة النادي (رويترز)
TT

إقالة لامبارد قرار صائب لكنها لن تنهي مشاكل إيفرتون

جماهير إيفرتون في ملعب وستهام تواصل احتجاجاتها الغاضبة والمطالبة برحيل إدارة النادي (رويترز)
جماهير إيفرتون في ملعب وستهام تواصل احتجاجاتها الغاضبة والمطالبة برحيل إدارة النادي (رويترز)

أقيل فرنك لامبارد من تدريب نادي إيفرتون بعد الخسارة أمام وستهام على ملعب «لندن الأولمبي» بهدفين دون رد. وفي ضوء سمعة النادي الحالية بالنواحي الإدارية، يمكن القول إن إيفرتون قد تباطأ كثيراً في الإعلان رسمياً عن رحيل لامبارد يوم الاثنين الماضي. لكن يبدو أن لامبارد كان يعرف جيداً أنه سيُقال من منصبه عندما كان فريقه متأخراً أمام وستهام، خصوصاً بعدما لم يدفع بالمهاجمين اللذين لديه على مقاعد البدلاء خلال الشوط الثاني، رغم تأخر فريقه بهدفين دون رد، وصولاً إلى تصريحاته الغريبة بعد المباراة، التي بدت كأنها توحي بأن لامبارد لا يخشى الإقالة فحسب، بل ويرفض حتى التفكير في الأمر، كأنه يعفي نفسه تماماً من مسؤولية تراجع مستوى ونتائج الفريق!
وبينما يبدأ مجلس إدارة النادي عملية تعيين المدير الفني السابع في غضون 6 سنوات فقط، يبدو أن هناك 3 أشياء مؤكدة. أولاً، إذا كنت تعيّن مديراً فنياً سابعاً خلال 6 سنوات، فهذا مؤشر قوي للغاية على أن المشكلة لا تكمن في هؤلاء المديرين الفنيين، بقدر ما تكمن في مجلس إدارة النادي نفسه! ثانياً، من الواضح أن إقالة لامبارد هي القرار الصحيح على الرغم من كل شيء. وهناك إشارات متكررة على أن ما يحتاجه إيفرتون حقاً هو التخلص من مجلس الإدارة غير الكفء، وبالتالي فإن إقالة المدير الفني لن تحل هذه المشكلة الكبرى. لكنّ شيئين يمكن أن يكونا صحيحين في الوقت نفسه، ففشل مجلس الإدارة لا يعني أن لامبارد لا يتحمل أي مسؤولية!
لم يخسر إيفرتون مبارياته فحسب، لكنه خسر أيضاً أمام الفرق القريبة منه في منطقة الصراع على الهبوط، وبشكل إجمالي، تعرض لثماني هزائم وتعادلين في آخر 10 مباريات. ويبدو أن تعيين لامبارد على رأس القيادة الفنية لنادي ديربي كاونتي جاء نتيجة لهوس مجلس إدارة النادي مع التعاقد مع النجوم أصحاب الأسماء الكبيرة، فضلاً عن عادة خال لامبارد، هاري ريدناب، في الاتصال بالناس لكي يطلب منهم أن يعتنوا بابن شقيقته! وبعد ذلك، تم تعيين لامبارد على رأس القيادة الفنية لتشيلسي بسبب اسمه الكبير كلاعب، وتاريخه كأسطورة كبيرة في تاريخ البلوز، لكنه لم ينجح في تشيلسي. وفي إيفرتون، كانت هذه هي النتيجة الطبيعية من شخص كان نجماً لامعاً كلاعب يمتلك ثقة هائلة في نفسه، لكنه ليس مؤهلاً بشكل أساسي للقيام بهذا الدور!
سوف يشتكي أصدقاء لامبارد القدامى في وسائل الإعلام من أن إيفرتون لم يكن لديه اللاعب الهداف القادر على هز الشباك واستغلال أنصاف الفرص أمام المرمى، لكن تجب الإشارة في هذا الصدد، إلى أن لامبارد كان هو صاحب قرار التعاقد مع نيل موباي ودوايت ماكنيل وديلي آلي، رغم أننا جميعاً نعلم أن هؤلاء اللاعبين الثلاثة ليسوا هدافين بالفطرة ولا يملكون سجلاً تهديفياً جيداً في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتالي فإن لامبارد مسؤول مسؤولية مباشرة عن العقم التهديفي للفريق.

مشيري مالك إيفرتون (يمين) ورئيس مجلس الإدارة كينرايت (وسط) يتابعان الهزيمة الأخيرة أمام وستهام (د.ب.أ)

وعلاوة على ذلك، لم نشعر أبداً بأن إيفرتون تحت قيادة لامبارد يلعب بنظام واضح، أو طريقة لعب متماسكة ومترابطة، أو يعتمد على أي شيء من الخطط التكتيكية لكرة القدم الحديثة. لقد تحدى لامبارد لاعبيه أن «يظهروا بعض الشجاعة»، ويبدو أنه نجح إلى حد ما في هذا الأمر، كما حاول إيجاد حل لمعاناة فريقه أمام الهجمات المرتدة السريعة، من خلال التعاقد مع مدافعين جدد، وبدا أن الأمر قد نجح إلى حد ما في البداية.
لكن بعد ذلك، رقص لامبارد فرحاً حول الملعب بعدما نجح في إنقاذ النادي من معركة الهبوط، الذي كان هو نفسه مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن دخول النادي في هذه المعركة من الأساس، لكن هذا شجع الجميع كثيراً وجعلهم يشعرون بالسعادة! وربما يكون هذا هو الشيء الأكثر إثارة للاهتمام فيما يتعلق بالفترة التي قضاها لامبارد في إيفرتون، فقد يكون النادي في حالة من الفوضى، لكن المدير الفني سيرحل والجميع يتمنون له كل الخير ويقدمون له كل الدعم بسبب شجاعته وشخصيته الكاريزمية!
في الحقيقة، يعد الوضع بإيفرتون في عام 2023 غريباً من نواحٍ كثيرة، فجمهور هذا النادي لا يطالب بالحصول على البطولات والألقاب، ومالك النادي لا يبخل في الإنفاق على النادي، حيث أنفق فرهاد مشيري 500 مليون جنيه إسترليني من أجل تحقيق النجاح، بينما يتكفل أيضاً بالانتقال إلى ملعب جديد. لكن المشكلة الحقيقية تكمن ببساطة في أن مشيري ومجلس إدارته سيئون للغاية في إدارة نادٍ لكرة القدم، خصوصاً فيما يتعلق بإنفاق النادي مبالغ مالية طائلة على مدار 4 سنوات بشكل غير مدروس على الإطلاق على أمل تحقيق طموح لا يناسب قدرات وإمكانات النادي.
وإذا نظرنا إلى الوراء الآن في التفاصيل المتعلقة بالتعاقد مع اللاعبين الجدد ورحيل اللاعبين الذين كانوا موجودين بالنادي، فسنجد أن الأمر يشبه تماماً حال بعض بنوك وول ستريت المنهارة بشكل كارثي، حيث كان النادي يدفع أموالاً باهظة لإبرام صفقات محكوم عليها بالفشل مسبقاً، والدليل على ذلك أنه أنفق 100 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع سينك توسون ونيكولا فلاسيتش وثيو والكوت ودافي كلاسين، كما أنفق 90 مليون جنيه إسترليني أخرى للتعاقد مع مويس كين وفابيان ديلف وأندريه غوميز وجيان فيليب غبامين.

لامبارد وجناح إيفرتون ديماراي غراي... مَن يواسي مَن؟ (رويترز)

وكانت «الخطة الرئيسية» لعام 2021 تنطوي على تقشف جديد، حيث تمت الاستعانة بلامبارد مديراً فنياً واستمرت دوامة الهبوط. وأشارت تقارير في الصيف الماضي، إلى أن مشيري كان على استعداد لبيع النادي إذا دفع أي مشترٍ السعر المطلوب. فما الذي سيتركه مشيري خلفه الآن في حال بيع النادي؟ في الحقيقة، سوف يترك ديوناً ونادياً غير مترابط بالمرة بعدما تحول إلى مثال للإنفاق المفرط من أجل تحقيق النجاح بأي ثمن، بالإضافة إلى أن الاضطرابات التي حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية كانت تبدو كأنها احتجاج على غرابة كرة القدم الحديثة، بعدما أصبح النادي يمثل تجسيداً لطموح المستثمرين وأهواء المليارديرات غير المؤهلين! من المؤكد أن إيفرتون لديه اللاعبين القادرين على إنقاذ النادي من الهبوط في حال وجود مدير فني أكثر كفاءة، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في مجلس إدارة النادي!
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي قال فيه مشيري، المساهم الأكبر في نادي إيفرتون، إنه لم يتم عرض النادي للبيع، لكنه يسعى للاستثمار للمساعدة في تمويل الاستاد الجديد. وذكر مشيري في مقابلة بالفيديو مع المجلس الاستشاري لمشجعي إيفرتون، التي تم نشرها على الموقع الرسمي للنادي: «النادي ليس للبيع، كنت أتحدث مع مستثمرين كبار لديهم كفاءة حقيقية في المجال تمكنهم من تقليص الفجوة الخاصة بالملعب». الناقد الرياضي ومدافع ليفربول السابق جيمي كاراغر انتقد وضع إيفرتون، مدعياً أنهم «أسوأ نادٍ تتم إدارته في البلاد»، مضيفاً أن مشيري «لا يعلم ما يفعله، لكنه يملك كثيراً من الأموال». يعتقد كاراجر أن التسلسل الهرمي هو الذي يجب أن يلام، لكن مشيري دعم مجلسه وطالب الجماهير بألا تفقد تعاطفها.
وقال: «هذا هو أكثر وقت حاسم في تاريخنا. إنها تقريباً نقطة مصيرية». وأردف: «لدي ثقة في هذا المجلس. في الماضي قمت بإقالة مديرين وتعيين آخرين. لا أخجل من إجراء تعديلات. نقوم بالتعديلات عندما تكون هناك حاجة لذلك». وأضاف: «سنتسم بالشراسة. نحن بحاجة لنكون هادئين، ونحن بحاجة لتجاوز وضعنا الحالي في الملعب».
وأكد: «أشعر بالألم. أسمع ما تقوله الجماهير. لديهم وجهة نظر. سنخاطبهم. لا أغفل عن أي شيء. لدي قائمة بكل النقاط». وأضاف: «أنا ملتزم بهذا النادي، ليس فقط لهذا الملعب، ولكن للانضمام للنخبة. ولكني بحاجة لمساعدتكم». وأوضح: «الجماهير هي أهم جزء في مؤسسة إيفرتون. يجب أن نعبر هذا معاً - فقط يمكننا عبور هذا معاً». وأكد: «إيفرتون يعتمد على الرجل الثاني عشر (الجمهور). أعلم أننا نصبح أكثر ضعفاً من دون الدعم الكامل من الجماهير، وسأفعل كل ما يتطلبه الأمر لجذب الجماهير. أعمل على هذا 24 ساعة في اليوم».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».