إسرائيل تقرر سجن راشقي الحجارة الفلسطينيين حتى 20 عامًا

القائمة المشتركة: قانون احتلالي عنصري ويفتقر إلى العدالة

فلسطينيون يرشقون الحجارة باتجاه شرطة إسرائيلية (غير ظاهرة في الصورة) خلال اشتباكات  في بلدة شعفاط في ضواحي القدس (رويترز)
فلسطينيون يرشقون الحجارة باتجاه شرطة إسرائيلية (غير ظاهرة في الصورة) خلال اشتباكات في بلدة شعفاط في ضواحي القدس (رويترز)
TT

إسرائيل تقرر سجن راشقي الحجارة الفلسطينيين حتى 20 عامًا

فلسطينيون يرشقون الحجارة باتجاه شرطة إسرائيلية (غير ظاهرة في الصورة) خلال اشتباكات  في بلدة شعفاط في ضواحي القدس (رويترز)
فلسطينيون يرشقون الحجارة باتجاه شرطة إسرائيلية (غير ظاهرة في الصورة) خلال اشتباكات في بلدة شعفاط في ضواحي القدس (رويترز)

صادق الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في القراءتين الثانية والثالثة، وبشكل نهائي، الليلة الماضية، على تعديل «قانون العقوبات»، ليتم بموجبه تشديد الأحكام على راشقي الحجارة الفلسطينيين على السيارات الإسرائيلية، بحيث يفرض على من يُدان برشق الحجارة حكم بالسجن الفعلي لمدة تصل إلى 20 عامًا.
ودعم القانون 61 نائبا، بينهم أعضاء في كتلتي «المعسكر الصهيوني» و«يوجد مستقبل» المعارضتين، إضافة إلى نواب الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، فيما عارضه 17 نائبا فقط. وقالت وزيرة القضاء اييلت شكيد، بعد التصويت، إنه «تم اليوم تحقيق العدالة. طوال سنوات تهرب المخربون من العقاب والمسؤولية. راشق الحجارة هو مخرب، ويمكن للعقوبة المناسبة فقط أن تشكل عاملا رادعا ومعاقبا وعادلا».
وتباهت تسيبي لفني من المعارضة بأنها كانت أول من طرح فكرة هذا التعديل في القانون. وقالت إنها كانت قد بادرت لذلك في أعقاب انتفاضة القدس بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، في صيف العام الماضي. وأضافت أن «الجهاز الأمني وسلطة إنفاذ القانون سيزودان اليوم بالأدوات لمكافحة الإرهاب والعنف».
يذكر أن لجنة برئاسة سكرتير الحكومة أفيحاي مندلبليط، هي التي وضعت صيغة القانون، بعد أن قررت البطش بعمليات الاحتجاج في القدس، ردا على خطف الفتى محمد أبو خضير وإحراقه حيا. ففي حينه اندلعت المظاهرات الفلسطينية على مدى أسابيع. وخوفا من أن تتحول إلى انتفاضة في القدس، قامت الحكومة بفحص ما سمته «مواجهة الوضع الأمني في القدس»، وهي الصيغة التي وصفت بها عمليات الاعتقال الجماعي للفتية والأطفال خلال مداهمات ليلية مفزعة.
ويقسم القانون الجديد مخالفة رشق الحجارة إلى درجتين: الدرجة الأساسية، التي تصل العقوبة عليها إلى عشر سنوات من السجن، تتعلق برشق حجر أو أداة على وسيلة مواصلات خلال سفرها، بشكل يهدد أمن المسافرين. أما الدرجة الخطيرة التي تصل العقوبة عليها إلى 20 سنة سجنًا، فهي التي يثبت فيها للمحكمة وجود نية مسبقة لرشق الحجارة، أو أدوات أخرى، على السيارات المسافرة بهدف التسبب بإصابات خطيرة. كما يحدد القانون مخالفة أخرى تتعلق برشق الحجارة أو أداة أخرى باتجاه سيارة للشرطة، بهدف عرقلة الشرطي خلال قيامه بعمله القانوني أو إفشال مهمته. ويفرض القانون عقوبة السجن لمدة خمس سنوات على من يرشق سيارة للشرطة بحجر.
وخرجت القائمة المشتركة، التي تضم تحالف جميع الأحزاب العربية الوطنية، ضد القانون، مع حزب ميرتس اليساري، وبعض نواب حزب العمل.
وقال النائب جمال زحالقة في كلمته: «تصوروا أننا نواجه وضعا يكون فيه الجيش الإسرائيلي أو قوات الشرطة وحرس الحدود وقد جاءت لتهدم بيتا، أو تصادر أرضا، أو تنفذ اعتداء آخر على المواطنين الفلسطينيين. فمن كنتم ستحضرون للمحاكمة العادلة: راشقي الحجارة أو من تسبب لهم برشق الحجارة؟ فمن هو الذي كان سيدخله القاضي إلى السجن؟ ذلك الذي هدم البيت و صادر الأرض أو قتل الأخ، أو ذلك الولد الذي رشق الحجر؟ فأين العدالة هنا؟».
وقالت النائبة حنين زعبي: «إن الحديث ليس عن قانون، وإنما عن احتلال، فإذا كان من المفترض أن يدافع القانون عن الضعيف عندها يجب أن يحمي الضحايا الذين يقتلون أسبوعيا بنيران الجنود، ويجب أن يحمي من يقع تحت طائلة تهديد الاحتلال وخطره، ويحميه من جندي يطارده في الأزقة». وأضافت: «تخيلوا جنديا يحمل بندقية في مواجهة فتى يحمل حجرا صغيرا. أي تماثل هذا؟ كيف التقى الجندي بهذا الفتى؟ ومن دخل على حياة مَن؟ وإذا كان يجب تشديد العقوبة فإنها يجب أن تشدد على مَن يطلق الرصاص الذي يقتل يوميا».
وأشار النائب أحمد الطيبي إلى الاختلاف بين رد قوات الأمن على رشق الحجارة من جانب العرب واليهود. وقال إن هذا التعديل ليس سوى انتقام سياسي ينفذ بشكل عنصري ضد العرب وحسب.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.