ضباط إيرانيون حققوا مع أسير موال للشرعية.. وآخرون في صفوف القتلى في عدن

عسكريون بارزون موالون لصالح محاصرون في التواهي.. ومقتل قيادي حوثي في انفجار بصنعاء

يمنيان يمران أمس أمام مسجد في صنعاء كان استهدف بانفجار سيارة مفخخة أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه (رويترز)
يمنيان يمران أمس أمام مسجد في صنعاء كان استهدف بانفجار سيارة مفخخة أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه (رويترز)
TT

ضباط إيرانيون حققوا مع أسير موال للشرعية.. وآخرون في صفوف القتلى في عدن

يمنيان يمران أمس أمام مسجد في صنعاء كان استهدف بانفجار سيارة مفخخة أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه (رويترز)
يمنيان يمران أمس أمام مسجد في صنعاء كان استهدف بانفجار سيارة مفخخة أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه (رويترز)

كشفت مصادر ميدانية خاصة لـ«الشرق الأوسط» معلومات تتعلق بوجود ضباط عسكريين إيرانيين يقاتلون إلى جانب الحوثيين في عدن، وبمحاصرة قيادي حوثي بارز في منطقة التواهي التابعة لعدن، يعتقد أنه عبد الخالق الحوثي، شقيق زعيم المتمردين، عبد الملك الحوثي. وقالت هذه المصادر، نقلا عن أحد الأسرى من القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، إن اشتباكات دارت بين مجموعة موالية لهادي وأخرى حوثية في التواهي قرب النفق المؤدي إلى ساحل «جولد مور» وأن تلك الاشتباكات أدت إلى مقتل وجرح واسر عدد من المقاتلين من الطرفين، وقال أحد الضباط الجنوبيين إنه وقع في أيدي الحوثيين وإن من حقق معه ضابط إيراني عبر مترجم وسأله عن عدد القوات المؤيدة للشرعية في عدن ومناطق وجودها ونوعية السلاح المستخدم. وأضاف الضابط أنه أبلغهم أن العدد كبير وأن كافة أنواع الأسلحة بحوزة هذه القوات وطالبهم بالاستسلام، وقد تمكن الأسير من الفرار وهو مقيد اليدين، عندما اندلعت اشتباكات بين الحوثيين وقوات هادي. وتحدثت مصادر «الشرق الأوسط» عن العثور على ضابط إيراني مصاب بإصابة بليغة في التواهي (الجبل) وأنه فارق الحياة وقد كان يتمتم بكلمات ولغة غير مفهومة.
كما كشفت المصادر عن وجود قيادي حوثي بارز في التواهي ومحاصر في إحدى البنايات وأنه جرى إبلاغهم بالاستسلام خلال 24 ساعة، وتفيد المعلومات بأن هذا القيادي هو عبد الخالق الحوثي وأنه محاط بنحو ما بين 70 و80 مسلحا، وأنه كان يشارك في المواجهات بمنطقة العروسة في التواهي وهو يعتلي صهوة خيل، وأن حصانه أصيب، وقد اضطر والمجاميع التي معه إلى اللجوء إلى الجبل قرب النفق المؤدي إلى ساحل «جولد مور». وكشفت المصادر، أيضا، أن المحاصرين في تلك المنطقة من التواهي، إلى جانب عبد الخالق الحوثي، ضباط إيرانيون وضباط كبار في الحرس الجمهوري السابق من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وقال مصدر «الشرق الأوسط»: «أسرنا اثنين من المقاتلين الحوثيين وقد أقنعنا أحدهم بالذهاب إلى أصحابه ليبلغهم طلبنا بأن يستسلموا، لأن عدن باتت محررة بالكامل وليس لديهم طريق للفرار». وأضاف: «وضعنا الأسير بالقرب من المكان الذي يتحصن فيه الحوثيون وهناك خاطبهم بمبكر صوت بالاستسلام، غير أنهم ردوا عليه بأن علينا نحن (قوات هادي) الاستسلام». وأردف مؤكدا أن عناصر الميليشيات المحاصرين «أطلقوا النار على صاحبهم واردوه قتيلا، بعد أن حاول إقناعهم بالاستسلام». وأشار المصدر إلى أن تلك المجاميع الحوثية يصل عددها إلى زهاء الـ100 شخص، وإلى أنها محاصرة ولا تملك الذخيرة أو المواد الغذائية للصمود. وقال: «لقد صعدوا إلى الجبل (التواهي) بأسلحتهم الشخصية وتركوا كافة معداتهم العسكرية الثقيلة وراءهم، وهذه الأسلحة هي التي كانوا يقصفون بها من التواهي على ميناء ومصافي النفط في البريقة».
وذكرت مصادر محلية في عدن، أمس، أن قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، قامت بعملية إنزال قوات ومعدات عسكرية كبيرة في مديرية البريقة تحت غطاء جوي مكثف، وقالت مصادر في المقاومة الشعبية الجنوبية في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن تلك القوات المجهزة، بصورة كاملة، وبمعدات عسكرية حديثة ومتطورة، سوف تساهم، بشكل مباشر، في تأمين مدينة عدن، إضافة إلى مشاركتها في استمرار عملية «السهم الذهبي» التي أطلقتها قوات التحالف بالمشاركة مع القوات الموالية لهادي والمقاومة الشعبية، الأسبوع الماضي، والتي أسفرت، حتى اللحظة، عن تحرير مدينة عدن من الميليشيات الحوثية وقوات صالح. وأشارت المصادر الخاصة إلى أن العملية تتضمن عددًا من المراحل بينها تطهير عدن وتحرير محافظتي لحج وأبين، وضمنها «قاعدة العند» العسكرية الاستراتيجية، التي تشهد المناطق القريبة منها، مواجهات عنيفة، بين المقاومة الشعبية الجنوبية، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع صالح، من جهة أخرى.
في السياق ذاته، تخوض القوات الموالية للشرعية الدستورية ومعها المقاومة الشعبية مواجهات، على أكثر من جبهة، من أجل تصفية جيوب الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع في داخل مدينة عدن، وأيضا، وقطع طرق الإمدادات لتلك القوات. وقالت مصادر محلية في عدن ولودر بمحافظة أبين الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن الساعات الـ48 الماضية، شهدت مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية في تلك المديرية والحوثيين وقوات صالح، وإن الإمدادات تصل مدينة عدن المحررة عبر طريق البيضاء - أبين - عدن، وبحسب المعلومات، فإن المقاومة تسعى للسيطرة على تلك الطريق التي تقع فيها «عقبة ثرة» الاستراتيجية التي سبق واستخدمتها قوات صالح في حرب صيف عام 1994، في حربها ضد الجنوب وسيطرتها على عدن، وقد قامت قوات التحالف بتنفيذ سلسلة غارات مكثفة على مواقع الميليشيات الحوثية في مديرية لودر والمناطق المجاورة، وشددت مصادر محلية على ضرورة تقوية هذه الجبهة من قبل القوات الموالية لهادي والمقاومة ومن قبل قوات التحالف «وذلك لقطع شريان الإمدادات للقوات الغازية الموجودة في بعض مناطق عدن». وترى تلك المصادر أن تأمين طريق الضالع - لحج إلى عدن: «لا يكفي ولا بد من تأمين طريق أبين».
في هذه الأثناء، تبنت القوات الشعبية الموالية للشرعية التي تطلق على نفسها تسمية «مقاومة آزال»، سلسلة من العمليات العسكرية التي استهدفت الحوثيين وقوات صالح في صنعاء وذمار، خلال الماضية، وقالت هذه المقاومة إن مسلحيها نفذوا هجومين منفصلين، الأول استهدف تجمع الميليشيات الحوثية قبالة البنك المركزي، جوار «جسر الصداقة»، بميدان التحرير بقلب العاصمة، وأسفر عن سقوط 6 قتلى وجرح عدد آخر، والثاني استهدف تجمعا مماثلا في «جولة الجمنة» بشمال العاصمة، وقتل وجرح فيه عدد من المسلحين. وقال المكتب الإعلامي لمقاومة آزال إن 21 مسلحا حوثيا قتلوا في عملياتها في العاصمة صنعاء خلال شهر يوليو (تموز) الجاري، كما تبنت المقاومة في «إقليم آزال» سلسلة من الهجمات في محافظة ذمار، بجنوب صنعاء.
وكانت العاصمة اليمنية شهدت، الليلة قبل الماضية، انفجاريين، الأول بسيارة مفخخة واستهدف قياديا حوثيا أمام مسجد المؤيد، في حي الجراف. وقالت مصادر محلية إن الانفجار أسفر عن مقتل القيادي عبد الكريم الكحلاني، أحد القادة الميدانيين في صنعاء و7 من مرافقيه، فيما قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون، إن 4 مواطنين قتلوا في التفجير. وفي الوقت الذي لم توجه المصادر الحوثية الاتهام لأي جهة بالتورط في التفجير، فقد أكدت أن «منفذي هذه العمليات الإرهابية والإجرامية لن يفلتوا من العقاب وسيتم ضبطهم وإحالتهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع والعادل جراء ما اقترفوه بحق الوطن والمواطنين»، على حد تعبيرها.
وتبنى تنظيم «داعش» مسؤولية التفجير الذي استهدف مسجدًا في صنعاء. وقال في بيان إنه «ضمن موجة العمليات العسكرية الأمنية ثأرا للمسلمين من الحوثيين».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.