الصومال: ارتفاع قتلى حركة «الشباب» لـ323 في المعارك الأخيرة

رئيس الوزراء طالب بتكثيف المساعدات الإنسانية الدولية

وزير الاعلام الصومالي في مؤتمر صحفي مع ممثل الاتحاد الأفريقي (وكالة الصومال الرسمية)
وزير الاعلام الصومالي في مؤتمر صحفي مع ممثل الاتحاد الأفريقي (وكالة الصومال الرسمية)
TT

الصومال: ارتفاع قتلى حركة «الشباب» لـ323 في المعارك الأخيرة

وزير الاعلام الصومالي في مؤتمر صحفي مع ممثل الاتحاد الأفريقي (وكالة الصومال الرسمية)
وزير الاعلام الصومالي في مؤتمر صحفي مع ممثل الاتحاد الأفريقي (وكالة الصومال الرسمية)

أعلن الجيش الصومالي، أمس، أن قواته قتلت بالتعاون مع الشركاء الدوليين، 50 من عناصر حركة «الشباب» المتطرفة، في عملية عسكرية بمنطقة ميرون التابعة لمديرية حررطيري بمحافظة مدغ، ليرتفع بذلك إجمالي قتلى الحركة في المعارك الأخيرة إلى 323.
ونقلت وكالة الصومال الرسمية للأنباء عن الجنرال محمد تهليل بيحي قائد القوات البرية للجيش أن هذه العملية المشتركة كبدت من وصفه بالعدو الإرهابي خسائر فادحة، لافتا إلى مواصلة قوات الجيش تعقب فلول الإرهابيين.
بدوره، أعرب ممثل الاتحاد الأفريقي في الصومال محمد الأمين صيف، في مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس في مقديشو مع وزير الإعلام الصومالي داود جامع، عن تقدير المجتمع الدولي للجهود المبذولة للقضاء على عناصر حركة الشباب، مشيرا إلى عزم قادة البلاد على مواصلة الحرب لتطهير البلاد من براثن الإرهاب.
وأكد جامع بدوره، قيام الجيش خلال الـ24 ساعة الماضية بمساعدة الأهالي بطرد العدو الإرهابي من مناطق غلعد وحرر طيري وعيل طير، التابعة لمحافظتي مدغ وغلغدود، بعدما كانت خاضعة لسيطرة الحركة على مدى 15 عاماً، مشيرا إلى مقتل أكثر من 100 عنصر من الخوارج جراء المعارك التي جرت في منطقة غلعد بعدما حاول الإرهابيون مهاجمة قاعدة عسكرية، ما أدى إلى مصرع 7 جنود من بينهم نائب قائد قوات الخاصة «دنب» الرائد حسن توري. وقال إن عملية نفذها الجيش في منطقة «بير فارح»، شمال مديرية حررطيري أسفرت عن مقتل 70 عنصرا من الخلايا الإرهابية، موضحا أن 20 من عناصر الحركة قتلوا في معركة جرت في منطقة حوادلي التابعة لمحافظة شبيلي السفلى، فيما قتل 5 جنود من جانب الجيش، مضيفا أن الجيش نفذ أيضاً بالتعاون مع الشركاء الدوليين عملية عسكرية في منطقة بيرتا شيخ قاسم التابعة لقرية طغحو، وتسببت في مقتل 70 عنصرا إرهابيا.
وأكد مقتل 23 من «ميليشيات الخوارج» في عملية عسكرية بالتعاون مع بعثة عمليات أتميس التابعة للاتحاد الأفريقي، في منطقة شبيلي السفلى، مشيرا إلى مقتل 34 عنصرا إرهابيا في عملية جرت في منطقة غوف غدود التابعة لمحافظة باي. كما أعلن، مصرع ستة إرهابيين هاجموا مقر بلدية مقديشو، مقابل مقتل 5 مدنيين بينهم مدير دائرة المكفوفين لدى محافظة بنادر، ليرتفع مجموع العناصر الإرهابية التي قتلت في المعارك الأخيرة وصل إلى 323.
ولفت إلى زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود للفرقة الستين من الجيش وللعاصمة المؤقتة لحكومة إقليم جنوب الغرب، لإعلان بدء المرحلة المقبلة من العمليات العسكرية في ولايات جنوب الغرب وجوبالاند، والاستعداد لشن حرب للقضاء على العناصر الإرهابية المتبقية.
بدوره، اعتبر الشيخ بشير أحمد صلاد، رئيس هيئة علماء الصومال، أن التعامل مع عناصر حركة الشباب محرم، وقال في تصريحات أمس بأن كل من ساعدها بالمال ونحوه قد ارتكب إثما عظيما، ودعا الشعب الصومالي لرفض الدعم المالي المقدم لهذه الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
في المقابل، أعلنت حركة الشباب الصومالية المتطرفة مسؤوليتها عن قصف مقر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أول من أمس في العاصمة مقديشو، وشن هجمات أخرى جنوب ووسط البلاد. وقال عبد العزيز أبو مصعب الناطق باسم الحركة في بيان، بأن عناصرها أطلقت 9 قذائف على مقرات رئاسة الجمهورية وبعض الوزارات، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وإلحاق أضرار بهذه المباني المستهدفة، وادعى أنه أثناء هذه العملية، قتلت عناصر الحركة جنديا وأصابت آخر، بعدما نجا بصعوبة. وزعم مهاجمة عناصر الحركة قواعد في ناحية محاس بمحافظة حيران ما أسفر عن مصرع جندي وجرح 4 آخرين.
من جهة أخرى، استقبل رئيس الوزراء حمزة عبدي بري، في مكتبه، وفداً من منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» برئاسة المدير الإقليمي لدول شرق وجنوب أفريقيا محمد فال. وبحسب الوكالة الرسمية، ناقش رئيس الوزراء مع وفد اليونيسف، قضايا مهمة تتعلق بالأنشطة التي تقوم بها المنظمة وتعزيز الدعم والمساعدات الإنسانية التي تقدمها للشعب الصومالي، وخاصةً الأطفال الصوماليين.
وقال المدير الإقليمي لليونيسف: إن «المنظمة ملتزمة بتعزيز علاقة التعاون التي تربطها بالحكومة الصومالية، من أجل تحسين سلامة وصحة الأطفال الصوماليين، ودعمهم في التكيف مع تغير المناخ وآثاره على الصومال». وشكر رئيس الوزراء، مسؤولي اليونيسف على الدعم الإنساني الذي تقدمه المنظمة لرعاية الأطفال الصوماليين، وحثهم على زيادة جهودهم لإيجاد حل دائم للمشاكل القائمة.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.