جزيء عصبي يجعل سرطان البروستاتا أكثر عدوانية

جزيء عصبي يجعل سرطان البروستاتا أكثر عدوانية
TT

جزيء عصبي يجعل سرطان البروستاتا أكثر عدوانية

جزيء عصبي يجعل سرطان البروستاتا أكثر عدوانية

اكتشف باحثون العوامل الجزيئية الرئيسية التي تدفع سرطان البروستاتا إلى التطور إلى شكل شديد العدوانية من المرض يسمى «سرطان البروستاتا العصبي الصماوي» الذي لا يوجد له علاج فعال حاليًا.
جاء هذا الاكتشاف عن طرق جديدة لاستكشاف علاجات لسرطان البروستاتا الصماوي العصبي، حيث يعد سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا وثاني سبب رئيسي للوفاة من السرطان بين الرجال الأميركيين.
ووفق المؤلفة الرئيسية للبحث المنشور بمجلة «Scientific Reports» بنوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الدكتورة لوسيا. آر ببرنامج جامعة توماس جيفرسون وفريقها «لقد وجدنا مسارات جديدة تعزز سرطان البروستاتا العصبي الصماوي»، وذلك حسبما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص .
جدير بالذكر، معظم سرطانات البروستاتا هو نوع من الأمراض يسمى سرطان البروستاتا الغدّي. اما الأنواع الأخرى من سرطان البروستاتا، بما في ذلك أورام الغدد الصم العصبية، فنادرة. ومع ذلك، على عكس سرطان البروستاتا الغدي، فإن سرطان البروستاتا العصبي الصماوي شديد العدوانية ويمكن أن ينتشر بسرعة إلى أجزاء أخرى من الجسم. والعلاجات الفعالة لأورام الغدد في البروستاتا لا تعمل ضد سرطانات الغدد الصم العصبية في البروستاتا.
ويمكن أن يتطور سرطان البروستاتا الغدي إلى سرطان البروستاتا الصماوي العصبي. وحتى الآن، كانت كيفية حدوث هذا الانتقال لغزا.
ولفهم كيفية تطور سرطان البروستاتا العصبي الصماوي بشكل أفضل، بحث الدكتور لانجينو وزملاؤه عن المؤشرات الحيوية للمرض.
ففي عمل سابق، اكتشف الباحثون أن الجزيء المعروف باسم «aVb3» إنتغرين موجود بكثرة في الفئران والبشر المصابين بسرطان البروستاتا العصبي الصماوي، ولكنه مفقود في سرطان البروستاتا الغدّي.
وللبحث عن جزيئات فريدة من نوعها لسرطان البروستاتا العصبي الصماوي، وجد الباحثون أن تعبير aVb3 إنتغرين في خلايا سرطان البروستاتا يصطدم بالتعبير عن علامة معروفة لسرطان البروستاتا العصبي الصماوي ويزيد بشكل كبير من التعبير عن جزيء يسمى مستقبل Nogo 2 (NgR2).
وفي ذلك يقول الدكتور لانجينو وهو أيضًا باحث بمركز «سيدني كيميل للسرطان» بـ«جيفرسون هيلث» إن الاكتشاف «كان كبيرًا»؛ ذلك لأن NgR2 هو بروتين موجود في الخلايا العصبية يساهم في وظائف الخلايا العصبية، ولم تتم دراسته من قبل في السرطان من أي نوع.
وفي هذا الاطار، أرادت الدكتورة لانجينو وزملاؤها معرفة ما يفعله هذا الجزيء (وهو بروتين عصبي) في السرطان.
وكشفت تجربة أولية أن NgR2 يرتبط بإنتاج aVb3. كما لاحظ العلماء أيضًا أنه في الفئران المصابة بأورام البروستاتا العصبية الصماوية، كان كل من aVb3 expin و NgR2 موجودة في الورم الأولي وفي الآفات السرطانية التي تكونت في رئتي الحيوانات. كما أوضحت تجربة المتابعة أن كلا من aVb3 expin و NgR2 ضروريان لسرطان البروستاتا الصماوي العصبي.
وعندما خفضت الدكتورة لانجينو وفريقها كمية NgR2 في خلايا سرطان البروستاتا العصبية الصماوية، انخفضت أيضًا مؤشرات الغدد الصم العصبية.
وفيما تشير النتائج إلى أن NgR2 يلعب دورًا في تطور سرطان البروستاتا الصماوي العصبي وخفض كمية NgR2 أيضًا من قدرة الخلايا السرطانية على النمو والحركة؛ يشير ذلك إلى أن NgR2 قد يكون له دور في انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، في عملية تُعرف باسم «الورم الخبيث». وغالبًا ما تكون النقائل هي التي تجعل السرطانات قاتلة.
وتؤكد لانجينو «يبدو أن هذين الجزيئين aVb3 expin و NgR2 يخلقان توليفة قاتلة». لذلك تبحث هي وزملاؤها حاليا عن جزيء أو جسم مضاد من شأنه أن يمنع تأثير NgR2 ، أو مركب aVb3 expin / NgR2، من أجل تثبيط قدرته على تعزيز نمو وتطور سرطان البروستاتا العصبي، وجعل السرطان أكثر عرضة للعلاج.


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.