وزير العدل المغربي يرفض التشكيك في «قناعاته» الدينية

وزير العدل المغربي (موقع وزارة العدل)
وزير العدل المغربي (موقع وزارة العدل)
TT

وزير العدل المغربي يرفض التشكيك في «قناعاته» الدينية

وزير العدل المغربي (موقع وزارة العدل)
وزير العدل المغربي (موقع وزارة العدل)

عبر وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، عن استغرابه من حملة التهجم عليه، و«الطعن في عقيدته الدينية»؛ بسبب تصريح سابق له في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) بخصوص «شهادة المرأة» في عقد الزواج.
وكان وهبي قال: «إن من يرفضون شهادة المرأة في الزواج، يثيرون موضوعاً فارغاً». وأضاف، خلال لقاء خاص في مقر «وكالة المغرب العربي للأنباء»، أنه بعد الطعن في أسرته وعائلته، تم الطعن في قناعاته الدينية؛ بسبب تصريحه عن شهادة المرأة، مضيفاً: «ما زلت أقول إن مناقشة هذا الموضوع مضيعة للوقت».
يأتي ذلك بعد أن أثار حديث وهبي جدلاً في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم انتقاده والتهجم عليه.
وقال وهبي: «إن هذا الموضوع تم حسمه بفتوى من المجلس العلمي الأعلى (مؤسسة رسمية للإفتاء)»، مشيراً إلى أن «المرأة الآن تمارس مهنة العدول، وأن القانون أعطاها هذا الحق، وهي تتلقى الشهادة». وأضاف: «بعض الجهلاء لا يفهمون معنى أن تتلقى المرأة الشهادة»، وأصدروا أحكاماً ضده. وذكر أن قانون مهنة العدول في المغرب صدر في عهد وزير العدل الأسبق محمد أوجار، بناء على توجيهات من العاهل المغربي الملك محمد السادس في المجلس الوزاري المنعقد في 22 يناير (كانون الثاني) 2018. وأشار إلى أن بيان الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، أعلن اطلاع العاهل المغربي «على رأي المجلس العلمي الأعلى بخصوص جواز تولي المرأة مهنة العدول بناء على الأحكام الشرعية، المتعلقة بالشهادة وثوابت الدين، وقواعد المذهب المالكي». وأضاف أن الملك محمد السادس «كلف وزير العدل فتح خطة العدالة أمام المرأة، واتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق هذا الهدف».
وأشار وهبي إلى أنه حين صرح أمام البرلمان بأن موضوع شهادة المرأة موضوع «متجاوز» تم وصفه بأنه «خارج الدين»، وأنه يريد إعطاء المرأة حقاً ليس لها شرعاً.
وزاد قائلاً: «أثار هؤلاء الفقهاء الجاهلون انتباهي، كيف أن المرأة المغربية تمارس مهنة القضاء، وتصدر الأحكام بالسجن من شهر إلى الإعدام، وأحكام التطليق، وتأذن بالزواج والنفقة، وهناك وزيرات ومديرات... كيف نقول لهن (لا يمكنكن تلقي الشهادة؟!)».
وقال إنه يرفض التشكيك في عقيدته، مشدداً على القول: «أنا أؤمن بالله ورسوله وباليوم الآخر، ولكن لي تقدير خاص لقضايا فيها اختلاف، ولا أقبل المس بقناعاتي الدينية وإيماني بالله وقرآنه».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.