آرسنال عزز حلمه بالتتويج لأول مرة منذ 2004... ولا يخشى مواجهة الكبار

العملاق هالاند يمنح سيتي أمل العودة لسباق اللقب... وأزمات ليفربول وتشيلسي مستمرة

لاعبو آرسنال أصبحوا يحلمون بالتتويج باللقب (إ.ب.أ)
لاعبو آرسنال أصبحوا يحلمون بالتتويج باللقب (إ.ب.أ)
TT

آرسنال عزز حلمه بالتتويج لأول مرة منذ 2004... ولا يخشى مواجهة الكبار

لاعبو آرسنال أصبحوا يحلمون بالتتويج باللقب (إ.ب.أ)
لاعبو آرسنال أصبحوا يحلمون بالتتويج باللقب (إ.ب.أ)

أكد آرسنال مرة جديدة أن صدارته للدوري الإنجليزي الممتاز لم تكن ضربة حظ، وأن حلمه في انتزاع اللقب هذا الموسم ولأول مرة منذ عام 2004، بات مشروعاً بعد الفوز المثير على ضيفه مانشستر يونايتد 3 - 2 الأحد، في الجولة العشرين للبطولة.
ويمكن القول إن آرسنال في فترة ما بعد مونديال قطر2022 وبداية العام الجديد، مختلف تماماً عما كان عليه قبل ذلك، حيث أصبح الجميع في النادي اللندني يدرك الآن أن بمقدورهم تحدي فرق القمة بامتياز والفوز باللقب في نهاية المطاف. لم يعد الفريق يخشى المواجهات الصعبة، بل أصبح ينتظرها، وهو واثق من قدرته على تجاوزها. وعلى الرغم من أن ماركوس راشفورد تقدم لمانشستر يونايتد بهدف رائع، فإن آرسنال تمكن من الرد بهدفين متتاليين. وحتى عندما أدرك المدافع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز هدف التعادل للشياطين الحمر برأسية رائعة، لم يستسلم آرسنال وواصل القتال حتى اللحظات الأخيرة، وأحرز هدف الفوز القاتل ليحصد 3 نقاط ثمينة في صراع الحصول على اللقب.

أرتيتا وفرحة بالانتصار (أ.ف.ب)

كانت المباراة ضد يونايتد محطة منتظرة، نظراً للفترة الجيدة التي مر بها فريق «الشياطين الحمر»، ومحاولته تقليص الهوة مع آرسنال ووصيفه مانشستر سيتي حامل اللقب. لم ينزلق «المدفعجية» في اختبارهم أمام الضيوف الطامحين، حتى عندما وصلت المباراة إلى ثوانيها الأخيرة عندما نجح إدي نيكيتيا في اقتناص هدف الفوز القاتل، علماً بأنه سجل هدف فريقه الأول أيضاً، بينما تكفل نجم آرسنال الدولي بوكايو ساكا بتسجيل الهدف الثاني.
بات رصيد آرسنال الذي يحقق أفضل بداية في تاريخه بدوري النخبة، 50 نقطة من 19 مباراة، بفارق 5 عن مانشستر سيتي المتوّج 4 مرات في آخر 5 مواسم، لكنه يملك مباراة مؤجلة سترفع الفارق إلى 8 نقاط عن أقرب منافسيه بحال فوزه.
وقال مدرب آرسنال المبتهج الإسباني ميكل أرتيتا: «لا أعتقد أن الأمور يمكن أن تكون أفضل. كانت لحظة جميلة، مميزة حقاً، لأننا كنا نضغط ونضغط، ولم يكن الهدف يريد الدخول، ثم تحقق ذلك في النهاية... كانت الأجواء مكهربة. كانت عاطفية حقاً، فيها كل الشغف».
واعتبر أرتيتا أن الفوز على يونايتد الذي تراجع إلى المركز الرابع (39) بالتساوي مع نيوكاسل يونايتد، بعد تخطي الجار توتنهام 2 - 0 الأسبوع الماضي، يمنح الفريق الثقة بإمكانية التتويج لأول مرّة منذ نحو عقدين.

مودريك أمل تشيلسي لتصحيح المسار (إ.ب.أ)

لكن المدرب الإسباني طالب لاعبيه بإبقاء أقدامهم على أرض الواقع، رغم موسم جميل لم يخسروا فيه سوى مرة يتيمة في الدوري، أمام يونايتد تحديداً 1 - 3، عندما سجل راشفورد مرتين لأصحاب الأرض، مانحاً فريقه الفوز في الشوط الثاني.
وشرح أرتيتا الذي عمل مساعداً للإسباني جوسيب غوارديولا مدرب سيتي، قبل تولي قيادة آرسنال: «نعرف واقعنا ومدى حاجتنا للتحسّن».
لقد كانت مباراة قمة حقاً لعب فيها الفريقان بكل قدراتهما، لكن آرسنال كان هو الأفضل والذي يستحق الفوز بالنهاية. لقد كانت هذه المباراة بمثابة تذكير للجميع بأن مانشستر يونايتد قد تطور بالفعل، لكنه لم يصل بعد إلى المرحلة التي تمكنه من المنافسة بشراسة على اللقب. كما أثبت آرسنال للجميع أنه لم يتصدر جدول الترتيب بالصدفة، وأنه قادر على سحق المنافسين؛ واحداً تلو الآخر، وأنه يستحق كل الاحترام والتقدير لما يقدمه هذا الموسم.
وكسر أرتيتا التوقعات هذا الموسم، من مرشّح للإخفاق إلى مرشّح لنيل اللقب، وتحت قيادته تطوّرَ أداء ساكا بشكل كبير، فيما استغل نيكيتيا تماماً فرصة إصابة رأس الحربة الأساسي البرازيلي غابريال خيسوس في مونديال قطر الأخير وفرض نفسه مهاجماً أساسياً. وسجّل ابن الثالثة والعشرين 6 أهداف في 6 مباريات بمختلف المسابقات، منذ مونديال قطر. وقال عنه أرتيتا: «ما يقوم به شيء رائع. لا أقول إننا توقعنا ذلك. أملنا أن ينجح نظراً لشخصيته؛ ذهنيته وأيضاً نوعيته».
وفيما يتألق أمثال ساكا ونيكيتيا، المتخرجين من أكاديمية النادي، ولاعب الوسط النرويجي مارتن أوديغارد الذي وجد نفسه أخيراً بعد رحلة غير ناجحة في ريال مدريد، حصد أرتيتا (40 عاماً) الإشادات، آخرها من نجم الفريق السابق بين 2003 و2011 مواطنه سيسك فابريغاس، الذي قال: «قام بعمل رائع. شاهدنا ذلك في وثائقي (أمازون)، كيف يحث اللاعبين، وكيف يفهمهم... عندما تعاقد آرسنال مع ميكل، كانت الأسئلة تتمحور حول قدراته على انتشال الفريق من عثراته، وهو الذي لم يدرّب من قبل، إذ كان مساعداً فقط لغوارديولا في سيتي، وهذا مختلف عندما تكون صاحب القرار».
وتابع فابريغاس: «كنت محظوظاً للذهاب أخيراً إلى مقر التمارين، وشعرت بأني لم أكن هناك من قبل، لأن كل شيء تغيّر. مدير الملعب قال لي إن 95 في المائة من التغييرات كانت بقرار من أرتيتا. غيّر النظرة تجاه النادي، كثير من الرسائل الإيجابية حيال ملعب التمارين، منشآت أكبر، تجهيزات أفضل، الملاعب أفضل. كلّ شيء».
وتابع فابريغاس المتوج بكأس العالم مع إسبانيا: «في مدخل النادي، وَضَعَ شعار الدوري، من دون الكأس. أراد توجيه رسالة للاعبين أنه يجب أن تعملوا لجلب الكأس».
ويرى أرتيتا أن كل ما يمر به آرسنال حتى منتصف الموسم استثنائي، لكنه حذّر مجدداً من اعتبار فريقه بطلاً منذ الآن، وقال: «أعتقد أننا نستحق نقاطنا. لعبنا جيداً بما يكفي للفوز بمعظم المباريات. لكن الواقع أنه يجب القيام بأمور كثيرة لنتحسّن... أعرف أين نريد أن نصل، ولا نزال بعيدين عن ذلك. أعرف مستوى باقي الأندية، خصوصاً الذي فاز بكل شيء (سيتي) في آخر 5 أو 6 سنوات، لا نزال بعيدين».
من جهته، قال الأوكراني ألكسندر زينتشنكو ظهير آرسنال الذي استقدمه أرتيتا هذا الموسم من سيتي، إن بعض زملائه ضحكوا عندما قال في بداية الموسم إن الفريق اللندني قد يفوز بالدوري، لكن التشكيلة بدأت الآن الإيمان بقدرتها على تحقيق ذلك.
وانضم الدولي الأوكراني زينتشنكو إلى آرسنال قادماً من مانشستر سيتي قبل بداية الموسم، وذلك بعدما حقق لقب الدوري 4 مرات مع حامل اللقب. وكان زينتشنكو حاسماً في مسيرة آرسنال المظفرة مع وجوده الهادئ في الدفاع ومرونته في الهجوم. وقال زينتشنكو: «بصراحة، عندما وصلت وبعد الجودة التي رأيتها أدركت قوة الفريق... ما زلت أدرك أنه في الملعب لدينا كل شيء لتحقيق أشياء كبيرة. بدأت أتحدث في غرفة الملابس، وأقول يا رفاق، انسوا الثلاثة الأوائل أو أي شيء آخر، نحن بحاجة للتفكير في اللقب... كان بعضهم يضحك ولكن لا أحد يضحك الآن وكلنا نحلم». وأضاف: «لا يزال هناك كثير من المباريات التي يجب أن نلعبها ونعرف أن بإمكان (مانشستر) يونايتد‭ ‬وسيتي العودة كما الحال دائماً... دعونا نرى ما سيحدث لكننا بحاجة إلى التحرك خطوة بخطوة».
ولم يفُز آرسنال بلقب الدوري الممتاز منذ أن حصد فريقه الذي لا يقهر اللقب موسم 2003 - 2014، تحت قيادة مدربه السابق أرسين فينغر.
وسيحول فريق المدرب أرتيتا انتباهه إلى كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث يواجه سيتي بالدور الرابع على استاد الاتحاد يوم الجمعة المقبل.
لكن من المؤكد أن مواجهة آرسنال مع حامل اللقب الدوري منتصف الشهر المقبل، ستكون فاصلة في الحديث عن إمكانية فوز المدفعجية بالدوري، خصوصاً أن مواجهتهما في مرحلة الذهاب تم تأجيلها، أي أن هناك 6 نقاط مصيرية بينهما. لكن المباريات المقبلة الأخرى لآرسنال تبدو في متناوله، حيث سيحاول فيها الابتعاد أكثر عن مطارديه سيتي ونيوكاسل ويونايتد وتوتنهام، فيما يعيش ليفربول وتشيلسي موسماً سيئاً في المركزين التاسع والعاشر توالياً.
وبصرف النظر عن المواجهة المنتظرة مع سيتي، التي قد يضع فيها قدماً على منصة التتويج منطقياً بحال فوزه، تنتظر آرسنال مواجهات سهلة على الورق مع أندية تكافح للهرب من الهبوط، على غرار إيفرتون، وبرنتفورد، وأستون فيلا، وليستر سيتي، وبورنموث، وفولهام، وكريستال بالاس، وليدز.
ويبدو سيتي قد استعاد مستوياته، مع هدافه الفتاك النرويجي إرلينغ هالاند، فيما ستقاتل أندية القاع حتى الرمق الأخير لانتزاع النقاط أمام المتصدر.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».