قبل أقل من شهر على انطلاق مناورات عسكرية مثيرة للجدل، بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، زيارة إلى دولة جنوب أفريقيا، أحد أهم حلفاء بلاده في القارة السمراء؛ بهدف تعميق «الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين، رغم الانتقادات الموجهة إلى بريتوريا، بسبب تعاونها مع موسكو، في وقت يسعى فيه الغرب إلى عزلها بسبب الحرب الأوكرانية.
وتقول حكومة الرئيس سيريل رامابوسا، إن جنوب أفريقيا محايدة في الصراع، وتعبّر عن رغبتها في القيام بوساطة. وأكدت وزيرة الخارجية الجنوب أفريقية ناليدي باندور، في تصريح سابق، أن «بلادها لن تنجرّ للانحياز لأي جانب، وتنتقد الغرب لإدانته الانتقائية لروسيا بينما يتجاهل أعمال عدوان أخرى مثل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية».
ومن المقرر أن يستضيف جيش جنوب أفريقيا تدريباً عسكرياً مشتركاً مع روسيا والصين على الساحل الشرقي للبلاد في الفترة من 17 إلى 27 فبراير (شباط) المقبل، وهي خطوة من المرجح أن تزيد من توتر العلاقات مع واشنطن والدول الأوروبية. وستتزامن تلك التدريبات مع الذكرى الأولى لانطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.
وفي مؤتمر صحافي عقب مباحثاته مع وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا تطور التعاون العسكري التقني مع الصين وجنوب أفريقيا.
وقال «بالنسبة للتدريبات العسكرية البحرية (بين روسيا وجنوب أفريقيا والصين)، ومدى انعكاسها على السعي إلى تطوير التعاون العسكري التقني، فالتعاون العسكري التقني مع جمهورية الصين الشعبية وجنوب أفريقيا يتطور».
وستشارك سفينة حربية روسية مسلحة بصواريخ تفوق سرعة الصوت من الجيل الجديد في تدريبات مشتركة مع القوات البحرية للصين وجنوب أفريقيا، حسبما نقلت وكالة «تاس» الروسية.
وهذه أول إشارة رسمية لمشاركة الفرقاطة «أدميرال أسطول الاتحاد السوفياتي جورشكوف» المسلحة بصواريخ زركون. وتقول روسيا، إن الصواريخ تنطلق بسرعة تزيد تسعة أضعاف عن سرعة الصوت، ويبلغ مداها أكثر من ألف كيلومتر.
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن تقدير موسكو موقف جنوب أفريقيا من الوضع حول أوكرانيا.
وكانت وزيرة خارجية جمهورية جنوب أفريقيا، قد صرحت في وقت سابق، بأن بلادها رفضت الانحياز لأي طرف في سياق الأحداث في أوكرانيا، على الرغم من ضغوط الغرب.
وأكد لافروف اهتمام بلاده بتوسيع الحوار مع الاتحاد الأفريقي ودخول وتطوير الاتصالات إلى مستويات جديدة، وعبّر عن تقدير بلاده موقف جنوب أفريقيا فيما يخص الأزمة الأوكرانية.
ومن بين القضايا التي سيتم بحثها في جنوب أفريقيا، الاستعدادات للقمة الثانية والمنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي الذي سيعقد في الفترة من 26 إلى 29 يوليو (تموز) المقبل في مدينة سان بطرسبورغ الروسية. كما سيتم تبادل وجهات النظر حول أجندة ثنائية مشتركة وأحداث رئيسية على الساحة الدولية. إضافة إلى بحث القضايا التي تخص دول البريكس، وكذلك العمل المشترك في منصات دولية أخرى.
وكان ليوبوف أبرافيتوفا، سفير أوكرانيا في بريتوريا، قد انتقد المناورات، قائلاً «فيما يخص المناورات العسكرية بين جنوب أفريقيا وروسيا والصين، دعوني أسألكم فقط... الجيش الذي يقتل الأبرياء، جيش المغتصبين والقتلة، ما الذي يمكنهم تقديمه لجيش جنوب أفريقيا كقيمة مضافة؟».
ودعا أبرافيتوفا الشهر الماضي السلطات الحاكمة في بريتوريا لما وصفه بالوقوف «في الجانب الصحيح من التاريخ». وأكد، أن بلاده «لديها الكثير لتقدمه إلى القارة السمراء».
كما انتقد التحالف الديمقراطي، حزب المعارضة الرئيسي في جنوب أفريقيا، المناورات. ورأى، أن استضافة السفن الحربية الروسية، تظهر أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم منحاز لـ«روسيا».
جنوب أفريقيا لتعميق «الشراكة الاستراتيجية» مع روسيا رغم «الانتقادات»
لافروف أعلن تطور التعاون العسكري مع بريتوريا
جنوب أفريقيا لتعميق «الشراكة الاستراتيجية» مع روسيا رغم «الانتقادات»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة