تدهور حاسة الشم قد يشير إلى تراجع الحالة الصحية العامة

حاسة الشم يمكن أن تكون مؤشراً مفيداً لمستويات الصحة العامة لدى كبار السن (أ.ف.ب)
حاسة الشم يمكن أن تكون مؤشراً مفيداً لمستويات الصحة العامة لدى كبار السن (أ.ف.ب)
TT

تدهور حاسة الشم قد يشير إلى تراجع الحالة الصحية العامة

حاسة الشم يمكن أن تكون مؤشراً مفيداً لمستويات الصحة العامة لدى كبار السن (أ.ف.ب)
حاسة الشم يمكن أن تكون مؤشراً مفيداً لمستويات الصحة العامة لدى كبار السن (أ.ف.ب)

حذّرت دراسة جديدة من أن تدهور حاسة الشم قد يكون علامة على تراجع الحالة الصحية العامة للشخص.
ووفقاً لصحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد أُجريت الدراسة بواسطة باحثين في جامعة «جونز هوبكنز» بالولايات المتحدة، وشملت أكثر من 1000 من كبار السن تم فحص قدراتهم الشمية وتقييم حالتهم الصحية والبحث في المشكلات التي يعانون منها.
ووجد الفريق أن أولئك الذين كانوا أكثر ضعفاً بشكل عام ولديهم تراجع شديد في معايير الصحة البدنية العامة لديهم أيضاً تدهور ملحوظ في حاسة الشم.
وكتب الباحثون في دراستهم، التي نُشرت في مجلة «علم الشيخوخة»: «تشير النتائج إلى أن حاسة الشم يمكن أن تكون مؤشراً مفيداً لمستويات الصحة العامة لدى كبار السن، ونحن ندعو إلى تضمين اختبار حاسة الشم في الفحوصات الصحية الروتينية للأشخاص، لأن ذلك قد يسهم في التنبؤ بمدى تدهور صحة أولئك الأشخاص في مرحلة الشيخوخة».

من جهته، قال الدكتور نيكولاس روان، الأستاذ المساعد في جراحة الرأس والرقبة من جامعة «جونز هوبكنز»، والمؤلف الرئيسي للدراسة: «غالباً ما تشمل الفحوصات الروتينية اختبارات لتقييم الرؤية والسمع، ومن السهل أيضاً إجراء اختبار شم بسيط يستغرق دقائق فقط، والذي يمكن استخدامه كأداة قيمة لتقييم مخاطر الضعف أو تدهور الصحة في الشيخوخة».
وأضاف: «على سبيل المثال، إذا فشل شخص ما في اختبار الشم، فربما يحتاج هذا المريض إلى تحسين تغذيته أو الخضوع لفحص عصبي أو طبي أكثر دقة».
وسبق أن ذكرت دراسة سابقة أن انخفاض قدرة الفرد على الشم هي علامة مبكرة شائعة على التدهور المعرفي.
ومع ذلك، تشير النتائج الجديدة إلى أن تدهور حاسة الشم لا يؤثر فقط على الدماغ بل على الحالة الصحية للجسم كله.



«نبض المحروسة»... معرض بانورامي عن سحر ليالي القاهرة

معرض «نبض المحروسة» يقدم رؤية فنية للقاهرة الآسرة في ساعات الليل (الشرق الأوسط)
معرض «نبض المحروسة» يقدم رؤية فنية للقاهرة الآسرة في ساعات الليل (الشرق الأوسط)
TT

«نبض المحروسة»... معرض بانورامي عن سحر ليالي القاهرة

معرض «نبض المحروسة» يقدم رؤية فنية للقاهرة الآسرة في ساعات الليل (الشرق الأوسط)
معرض «نبض المحروسة» يقدم رؤية فنية للقاهرة الآسرة في ساعات الليل (الشرق الأوسط)

من الطاقة المتدفقة في شرايين القاهرة، بفعل حركتها الدائبة ليلاً ونهاراً، يستمد الفنان المصري، محمد عبد الجليل، أفكار لوحاته التي يتجول فيها بين كورنيش النيل والأحياء القديمة والأسواق الشعبية والميادين الصاخبة والمساجد العتيقة، متوقفاً أمام سحر المشاهد الليلية ومشاهد الحياة اليومية، عبر معرضه «نبض المحروسة».

إحدى الأسواق الشعبية في لوحات معرض «نبض المحروسة» (الشرق الأوسط)

المعرض، الذي يحتضنه غاليري «بوجنداي»، حتى 17 مايو (أيار) الحالي، يقدم الفنان من خلاله 150 لوحة مختلفة الأحجام، يطوف بها في رحلة عبر الزمان والمكان، وهو ما يظهر بشكل خاص في اللوحات البانورامية كبيرة الحجم (تصل إلى متر في مترين)، التي تخطف العين بتفاصيلها الفوتوغرافية، لتكون بمثابة نافذة تطل على جزء من روح المدينة.

يقول عبد الجليل إن «المعرض محاولة لنقل صور أراها بعيني، فكلمة (نبض) تعبر عن حركة القلب، وهذا ما ألمسه في مصر تحديداً، حركة دؤوبة لا تهدأ على مدار اليوم، وهو أمر قلما نجده بهذه الكثافة في أي مكان آخر في العالم».

مشاهد بانورامية للقاهرة في معرض «نبض المحروسة» (الشرق الأوسط)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «اختيار عنوان (نبض المحروسة) يحمل دلالات عميقة، فعلى اعتبار أن مصر قلب العالم، فإن نبضها هو نبض الأرض، وحركتها تبدأ من هنا، ناهيك عن كونها أقدم وأعرق دولة في التاريخ، فكل صفحات الماضي العريق متجسدة في المحروسة».

يحاول عبد الجليل الشهير بـ«جاليليو»، ترجمة هذا «النبض الفريد» بالتركيز على سحر ليالي القاهرة، عبر تقديم رؤية فنية لهذه المشاهد الليلية، موظفاً ألوانه المائية والزيتية والأكريلك والحبر والفحم لكي تبرز الجمال الخفي لليل المدينة، والتفاصيل التي قد تمر مرور الكرام في ضوء النهار، وتقديمها من خلال لغة الفن.

اصطفاف مراكب الصيد على ضفاف النيل إحدى المظاهر الجمالية في مصر (الشرق الأوسط)

يقول الفنان: «لطالما استهوتني المشاهد الليلية في مصر، وأرى في لحظات الليل جمالاً فريداً قد يغيب عن أعين الكثيرين، لذا أهدف إلى التقاط هذه اللحظات، مقدماً دعوة من خلال معرضي للتمعن في روح المدينة التي لا تنام، وفي التاريخ العريق الذي تحمله معالمها».

تقدم العديد من اللوحات بانوراما بصرية للعاصمة، يحاول الفنان من خلالها نقل الجمال الذي عايشه؛ ليقدم للمتلقي إحساساً عميقاً بروح مصر، وجمالها المتنوع. وعن التشابه الظاهري بين لوحاته والصور الفوتوغرافية، يعلّق الفنان: «قد تبدو اللوحات للوهلة الأولى وكأنها لقطات فوتوغرافية دقيقة، وهذا يعود إلى اهتمامي الشديد بالتفاصيل، لكن عند التأمل في اللوحات الأصلية عن قرب، سيلاحظ المشاهد أن كل مقطع فيها يحمل ملامح فريدة، وضربات فرشاة قوية تعكس رؤيتي الفنية».

من أعمال معرض «نبض المحروسة» (الشرق الأوسط)

ويؤكد «جاليليو» أن هدفه لم يكن مجرد تقديم نسخ طبق الأصل للواقع، بل كان أعمق من ذلك، وعن ذلك يقول: «أردت أن ألتقط جوهر القاهرة، وأقدمه للمتلقي بطريقة فنية تثير مشاعره، وتدعوه للتأمل في جمال هذه المدينة العريقة».

ويشير صاحب المعرض إلى أن لوحاته لا تقتصر على صخب المدينة، بل تمتد الرحلة لتشمل جوانب أخرى من جمال مصر المتنوع، منها مشاهد من جنوب مصر، لا سيما أسوان، التي ينعكس ضوء القمر على مياه نيلها الهادئة مُشكلاً لوحات طبيعية خلابة. وإلى الشمال، تعرج الرحلة إلى مراكب الصيد المتواضعة الراسية على ضفاف النيل في عزبة البرج أو البرلس.

وبين الشمال والجنوب، تتوقف رحلته في الحارة المصرية، التي تمتزج فيها الأصوات والألوان والوجوه لتشكل نسيجاً اجتماعياً فريداً، كما لا تغيب عن اللوحات لمسة من هدوء الريف وسحره، تلك البقع التي تحتفظ بعبق الماضي وبساطة الحياة.

يُعقّب «جاليليو»: «حاولت الجمع بين هذه الأماكن ليكون المعرض بمثابة نافذة فنية لاستكشاف المحروسة التي تنبض بالحياة في كل زاوية من زواياها، بحيث أجعل الزائر كأنه يسير في شوارع القاهرة القديمة، ويستنشق عبق تاريخها، ويستمع إلى حكاياتها، فهي محاولة لتقديم صورة حيّة عن نبض مصر، بكل ما فيه من حركة وسكون، ومن صخب وهدوء، ومن نظام وعشوائية، ومن أصالة ومعاصرة».