تتأهب حلبة كورنيش جدة بعد قرابة شهرين من الآن، لانطلاق سباق جائزة السعودية الكبرى لـ«الفورمولا 1»، وبينما تستعد حلبة الشوارع لاحتضان ثالث سباقات «الفورمولا»، أكد المنظمون أن الحلبة ستستمر في استضافة سباق «الفورمولا 1» لفترة.
وتم بناء حلبة كورنيش جدة كمنشأة مؤقتة، وفي العام الماضي، خضعت لبعض التعديلات الدائمة للنهوض بها لتكون موطناً لسباق «الفورمولا 1» في السعودية لمدة 4 سنوات أخرى على الأقل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «رياضة المحركات السعودية»، مارتن ويتيكر، إن العمل المنجز الآن يهدف لزيادة عمر الحلبة، وجعلها أكثر إثارة، ولضمان مشاهدة أفضل للجمهور ولمشاهدي التلفزيون حول العالم.
وقال ويتيكر: «عملنا مع الاتحاد الدولي للسيارات و(الفورمولا 1) لضمان أن يكون لدينا حلبة تسمح لنا بتنظيم السباق في جدة، في حين يبدأ العمل على الحلبة في القدية. تصميم حلبة القدية يتميز بالريادة في مجال تصميم حلبات (الفورمولا 1) والفعاليات الترفيهية. وهذا المشروع فريد ورائع، وستكون القدية موقعاً يرغب الجميع في زيارته، ولكن في الوقت الحالي وفي المستقبل القريب سيكون تركيز العالم وأعينه على جدة في شهر مارس (آذار) المقبل».
ومع تزايد التكهنات بشأن موعد سباق عام 2024، أكد المنظمون أن موعد نسخة 2024 من السباق سيحتاج إلى تغيير في روزنامة العام المقبل لتعارضه مع شهر رمضان المبارك العام المقبل الذي سيحل بين 10 مارس و9 أبريل (نيسان) 2024. وسيتم تحديد التوقيت الدقيق للسباق بشكل مشترك من قبل «الفورمولا 1» والاتحاد الدولي للسيارات، وسيتم الكشف عنه في وقت لاحق من هذا العام.
ومع استعداد أسرع حلبة شوارع في العالم لاستضافة سباق جائزة السعودية الكبرى لعام 2023، تحدث ويتيكر عن تطور رياضة المحركات في المنطقة والاهتمام من قبل الجمهور وكذلك مجتمع الأعمال.
يقول ويتيكر: «ما يهمني هو أن هناك وعياً متزايداً برياضة المحركات بشكل عام، و(الفورمولا 1) على وجه الخصوص. جائزة السعودية لـ(الفورمولا 1) هي أكبر حدث رياضي في السعودية إلى حد بعيد. وكان سباق (الفورمولا 1) محفزاً لتوسيع دائرة الاهتمام بالرياضة. واستقطبت حلبات الكارتينج المزيد من الزوار، إلى جانب تزايد الاهتمام بـ(الفورمولا إي) و(إكستريم إي) و(رالي داكار السعودية)، وهناك اهتمام متزايد من قطاع الأعمال ومصنعي السيارات بالاستثمار في المملكة والفعاليات الدولية والمحلية الجديدة التي نخطط لها. وتقوم (الفورمولا 1) بعمل هائل في زيادة الوعي، ونتيجة لذلك نشهد استجابة تنعكس في كل من مبيعات التذاكر ومبيعات الضيافة للشركات».
وتابع ويتيكر: «عملنا عن كثب مع (الفورمولا 1) والاتحاد الدولي للسيارات لإجراء بعض التغييرات الصغيرة على المنعطفات، لتحسين خطوط الرؤية للسائقين. فعندما تقود بسرعة 200 ميل في الساعة وعلى بعد بوصتين فقط من الأرض، فإن رؤية القسم التالي من مسار السباق أمر بالغ الأهمية. لذلك، قمنا بإعادة الحواجز للخلف في عدد من المنعطفات، وحتى في بعض الحالات تم إرجاعها حتى 5 إلى 7 أمتار، وذلك للمساعدة في إفساح المجال للرؤية الأمامية. فبينما يستمتع السائقون بتحدي هذا المسار، فإننا نتفهم أن هناك أشياء معينة يمكننا القيام بها لمنحهم المزيد من الثقة. وفي حين أن تكوين المسار يظل نفسه تماماً، فإننا أجرينا تعديلات طفيفة من خلال ضغط ميل المنعطفات 21 و22 و23، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تقليل السرعة في المنعطف بنحو 30-50 كم/ ساعة. كما قمنا أيضاً بتغيير العديد من الحواف الجانبية، ولكن هذا يتماشى مع ما قامت به بعض الحلبات في جميع أنحاء العالم. يعود الأمر بشكل أساسي إلى تصميم سيارات (الفورمولا 1) الجديدة، لذلك قمنا بتغيير ارتفاعات الرصيف بحيث تكون أكثر ملاءمة للتصميم الحالي لـ(الفورمولا 1(».
وواصل حديثه: «وإلى جانب ذلك، تم نقل المركز الطبي إلى موقع جديد خارج المنعطف 27، وبما يسهم في تحسين الوصول، ولدينا الآن مروحية طبية متمركزة في الموقع معظم أوقات العام لخدمة المجتمع المحلي. كما نعمل من خلالها مع (الفورمولا 1) والاتحاد الدولي للسيارات لإجراء بعض التغييرات الرائعة على المنصة المصممة لتحسين تجربة المشجعين. كما نبني جناحاً جديداً لنادي أبطال (الفورمولا 1) في نهاية مدخل حارة الصيانة في الحلبة. وفي الطرف الآخر يوجد مركز مرافقنا الجديد. لقد قمنا أيضاً بتنفيذ المزيد من الأعمال العلاجية لنادي البادوك والمرافق العامة».
وأشار ويتيكر إلى أن مبيعات التذاكر لسباق هذا العام جيدة جداً: «نعم، لقد شهدنا حضور المزيد من الأشخاص من دول مجلس التعاون الخليجي إلى جدة، في حين يتزايد الاهتمام بهذه الرياضة في المنطقة. وبينما نستهدف أيضاً الزائرين من بقية دول العالم، فإن حضور المزيد من الأشخاص من منطقة الشرق الأوسط يبدو أمراً مشجعاً بالتأكيد». وواصل: «فيما يتعلق بمبيعات التذاكر، شهدنا اهتماماً متزايداً يتماشى مع مستوى الاهتمام المتزايد بالرياضة ككل. هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي؛ إذ يبرز الوعي المتنامي بالرياضة والإثارة التي توفرها. سباق جائزة السعودية الكبرى لـ(الفورمولا 1) أكبر حدث رياضي في المملكة، والرغبة في أن تكون جزءاً من (الفورمولا 1) ضخمة للغاية».
وتابع: «بشكل متزايد، بدأت الشركات المصنعة العالمية في التحدث إلينا حول مزايا وجود قاعدة في هذه المنطقة من العالم. وإلى جانب ذلك، لدينا شركتان جديدتان للسيارات الكهربائية بدأتا بالفعل العمل هنا، وهما شركة (سير موتورز) المملوكة للسعودية، والشركة الأميركية (لوسيد موتورز). ونرى أيضاً المزيد من المصنعين الذين يتطلعون إلى امتلاك قاعدة في السعودية. ومن الأمثلة على ذلك شركة (نيوم) وشراكتها مع (ماكلارين إليكتريك ريسنغ). كل ذلك يرتبط بشكل وثيق مع برنامج (استثمر في السعودية)؛ أحد الرعاة المؤسسين لـ(الفورمولا 1) الذي يساعد في جذب الأعمال إلى المملكة. وأخيراً تزايد الاهتمام بإجراء البرامج الاختبارية هنا في حلبة كورنيش جدة، والاستفادة من إمكانات الحلبة التي تؤهلها لتكون الموقع المثالي لمثل هذه البرامج الاختبارية، وتعتبر (أودي) آخر الشركات المصنعة التي استفادت من هذه المزايا لبرنامجها للسيارات السياحية».