الدبابات الغربية قد تسمح لأوكرانيا بشن هجوم مضاد جديد

جنديان أوكرانيان يقودان دبابة وسط الغزو الروسي للبلاد (رويترز)
جنديان أوكرانيان يقودان دبابة وسط الغزو الروسي للبلاد (رويترز)
TT

الدبابات الغربية قد تسمح لأوكرانيا بشن هجوم مضاد جديد

جنديان أوكرانيان يقودان دبابة وسط الغزو الروسي للبلاد (رويترز)
جنديان أوكرانيان يقودان دبابة وسط الغزو الروسي للبلاد (رويترز)

يشهد القتال على خطوط المواجهة في أوكرانيا جمودا لا يمنع سقوط الكثير من القتلى، وهو وضع يرغب حلفاء كييف في تغييره من خلال تزويدها الدبابات اللازمة لشن هجوم مضاد جديد.
في مواجهة تعزيز الدفاعات الروسية، رحّبت أوكرانيا بهذه الوعود بتسليمها معدات عسكرية إضافية، فيما حضّت داعميها على الاقتداء ببريطانيا وتزويدها دبابات ثقيلة غربية الصنع، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».
وقال المسؤول الثالث في البنتاغون كولين كال هذا الأسبوع للصحافة إن القوات الروسية: «تتحصن وتحفر خنادق وتنصب دفاعات مضادة للدروع وتزرع ألغاما. إنها تحاول جاهدة تحصين خط الجبهة».
وأشار إلى أن التقدم في ساحة المعركة يقاس الآن بمئات الأمتار والهدف هو السماح لأوكرانيا «بتغيير دينامية الدفاعات غير المتحركة هذه عبر منحها القدرة على إطلاق النار والمناورة باستخدام المزيد من القوات المؤللة».
بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس (الجمعة) إن واشنطن تتوقّع أن تشن أوكرانيا هجوما مضادا في الربيع، فيما أكدت الولايات المتحدة ودول أخرى أخيرا أنها ستمنح كييف عددا كبيرا من الدبابات التي يمكنها أن تؤدي دورا مهما في تقدم محتمل.
تعهدّت واشنطن الخميس الإفراج عن مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 2.5 مليار دولار تشمل 59 عربة مصفحة من طراز «برادلي»، تضاف إلى 50 مركبة مدرعة خفيفة من هذا الطراز تم التعهد بها في السادس من يناير (كانون الثاني)، و90 ناقلة جند مصفحة من طراز «سترايكر».
https://twitter.com/SecDef/status/1616497176989007872?s=20&t=7f3chngFukg7CXi9upccIA
https://twitter.com/DeptofDefense/status/1616478787205464078?s=20&t=7f3chngFukg7CXi9upccIA
من جهتها، وعدت ألمانيا بتسليم كييف 40 مركبة مصفحة من طراز «ماردر» فيما قالت فرنسا إنها ستقدّم دبابات قتالية خفيفة من طراز AMX-10 RC. واستجابت بريطانيا لمطالبة كييف بدبابات ثقيلة بالموافقة على إرسال 14 دبابة من طراز «تشالنجر».
وأشار جان جنتيله وهو ضابط أميركي سابق ومؤرخ في مركز «راند» للبحوث إلى أن هذه المركبات يمكنها منح الجيش الأوكراني «قوة ضاربة مدرعة كبيرة» قد تسمح لكييف «بمحاولة شن هجوم (...) مشابه للمكاسب (الميدانية) التي حققتها في خاركيف الخريف الماضي».
ويختلف الدور الذي تؤديه الدبابات في ساحة المعركة: يمكن للدبابات الثقيلة أن تقود الهجوم وأن تستهدف على الأرجح بنيران دبابات مواجهة، فيما تكون ناقلات الجند المصفحة أكثر قدرة على توصيل أفراد من سلاح المشاة للسيطرة على مدينة.
وقال مارك كانسيان وهو ضابط متقاعد من مشاة البحرية الأميركية ومستشار كبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه في حين أن هذه المركبات المصفحة الموجهة إلى كييف لديها قدرة دفاعية، فإن الهجوم هو الهدف الأساسي من إرسالها.
وأضاف: «أعتقد أن (هذه الهبات الغربية) تركّز خصوصا على هجوم أوكراني يتوقعه الجميع... في وقت لاحق هذا الشتاء».
وبينما تدفقت التعهدات بتقديم دبابات، أعربت الولايات المتحدة عن تردّدها في تسليم أوكرانيا دبابات من طراز «أبرامز» بسبب صعوبة صيانتها والتدريب على استخدامها، في حين رفضت ألمانيا حتى الآن تقديم دبابات «ليوبارد».
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهبات الأخيرة لكنه حذّر من أنه لن يكون هناك «بديل» عن تقديم الغرب دبابات ثقيلة لكييف.
وأشار كانسيان إلى أن الأمر سيتطلّب عددا كبيرا من الدبابات لإحداث فرق حقيقي في ساحة المعركة، لكن هذه الشحنات رغم عددها القليل قد يكون لها تأثير كبير، بالإضافة إلى قيمة رمزية لزيلينسكي.
وبالإضافة إلى المساعدات المادية الأميركية، هناك برنامج تدريبي حديث للقوات الأوكرانية سيدرب بموجبه 500 جندي شهريا.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي إن الجيش الأوكراني يحتاج إلى تدريب جيد جدا على استخدام هذا العتاد حتى يكلل الهجوم بالنجاح. وتابع: «إذا أخذنا في الاعتبار الطقس والميدان... نرى أن هناك نافذة ضيقة نسبيا» لتحقيق ذلك، مشيرا إلى أنها ستكون مهمة «صعبة للغاية».


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.