كان خط التماس بين الجيشين الأوكراني والروسي في منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا مستقراً لفترة طويلة، ولم يشهد أي معارك كبرى، خلافاً للوضع في منطقتي دونيتسك (شرق) وخيرسون (جنوب). لكن الجيش الأوكراني أعلن، أمس، أن «أكثر من عشرين بلدة» في المنطقة أصيبت «بطلقات دبابات وهاون ومدفعية» روسية، فيما أعلن الجيش الروسي، الجمعة، السيطرة على كليشتشيفكا، البلدة الصغيرة إلى جنوب مدينة باخموت (شرق) التي باتت مركزاً للمعارك. وأفادت السلطات الروسية في زابوريجيا عن «زيادة حدة» المعارك في المنطقة، حيث تجري مواجهات «على طول خط الجبهة». وأفاد فلاديمير روغوف، أحد قادة السلطات المحلية التي شكلتها موسكو في زابوريجيا، عبر تطبيق «تليغرام»: «ازدادت حدّة الأعمال العسكرية بشدّة باتجاه زابوريجيا». وأوضح لوكالة ريا نوفوستي الروسية: «إن نظرنا إلى خط الجبهة بكامله، نرى أن المعارك تجري حالياً في كل مكان». وأضاف: «لم يحصل ذلك من قبل».
وقالت قوات موالية لروسيا في شرق أوكرانيا، الجمعة، إن القوات الروسية سيطرت على كليشيفكا وهي بلدة صغيرة جنوبي باخموت بشرق أوكرانيا. جاء ذلك على لسان القوات المدعومة من روسيا في دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق ضمتها روسيا منذ بداية حرب أوكرانيا في تحركات رفضها معظم أعضاء الأمم المتحدة باعتبارها غير قانونية. وتقع كليشيفكا، التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 400 شخص، على بُعد تسعة كيلومترات جنوبي باخموت، حيث خاضت وحدات من مجموعة «فاغنر» الروسية العسكرية الخاصة معركة استنزاف استمرت شهوراً مع القوات الأوكرانية. وقالت «فاغنر»، الخميس، إنها سيطرت على كليشيفكا. وتسببت المعركة الدامية للسيطرة على باخموت بسقوط عدد كبير من القتلى من الجانبين. وقُتل خمسة مدنيين وأصيب ستة آخرون بجروح، جراء القصف الروسي خلال اليوم السابق، كما جاء ذلك في بيان نشره نائب رئيس مكتب الرئاسة الأوكراني كيريلو تيموشينكو، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تليغرام)، أوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم)، أمس (الجمعة). ووفقاً لبيانات الإدارات العسكرية الإقليمية الأوكرانية، قُتل أربعة مدنيين وجُرح ثلاثة في منطقة دونيتسك، بينما جُرح ثلاثة في منطقة خيرسون.
وبعد أيام من إعلان موسكو السيطرة على سوليدار شمال شرق باخموت، وهو ما تنفيه كييف، فإن الاستيلاء على كليشتشيفكا سيشير إلى أن روسيا تسعى لمحاصرة باخموت بعدما حاولت شن هجوم فاشل عليها من الشرق.
ويحاول الجيش الروسي، منذ الصيف، مدعوماً بمرتزقة مجموعة «فاغنر» السيطرة على باخموت من دون أن يتمكن حتى الآن من تحقيق ذلك. وباتت المدينة مدمرة بشكل كبير، وشبه خالية من سكانها المدنيين.
وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية، في وقت سابق من أمس (الجمعة)، أن عدد الجنود الروس الذين تم القضاء عليهم منذ بداية العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير (شباط) الماضي، ارتفع إلى 119 ألفاً و300 جندي، من بينهم 770 جندياً قُتلوا خلال الخميس.
وفي سياق متصل، أكدت الأجهزة الأمنية الأوكرانية، الجمعة، أنها ألقت القبض على «سبعة عملاء روس» في منطقة دنيبرو، يشتبه بتجسسهم لحساب موسكو. وقال فاسيل ماليوك، قائد هذه الأجهزة، في بيان، إنها «شنّت عملية خاصة واسعة للكشف عن هؤلاء العملاء الأعداء وإلقاء القبض عليهم». وبحسب الأجهزة الأمنية «أعطى الموقوفون إحداثيات» البنى التحتية الحيوية الأوكرانية للروس و«جمعوا معلومات استخبارية حول (...) تحركات وحدات قوات (كييف) في المنطقة»، قبل إعطائها للجيش الروسي.
وأشارت الأجهزة إلى أنه «يجري التحقق من تورطهم المحتمل في الهجوم الذي استهدف مبنى سكنياً في دنيبرو في 14 يناير (كانون الثاني)»، وأسفر عن مقتل 45 شخصاً على الأقل من بينهم ستة أطفال. وأوضحت أن «العملاء الروس السبعة» الذين قُبض عليهم بدأوا «نشاطاتهم الاستطلاعية ضد أوكرانيا» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي». ومن أجل التواصل «استخدموا تطبيقات مراسلة مجهولة ونقلوا مواقع (أهداف) في شكل إحداثيات إلكترونية مع مواد فوتوغرافية»، وفق المصدر نفسه.
وخلال عمليات البحث المختلفة التي أجريت «على مراحل» في دنيبرو، اكتُشفت «عبوات ناسفة» و«معدات حاسوبية وهواتف محمولة»، بالإضافة إلى «كتابات مؤيدة للكرملين» وفق الأجهزة الأوكرانية.
مواجهات «على طول خط الجبهة» في جنوب أوكرانيا وشرقها
قوات موالية لموسكو تدعي اقترابها من باخموت
مواجهات «على طول خط الجبهة» في جنوب أوكرانيا وشرقها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة