البث الإذاعي عبر الإنترنت ازدهار بطيء وشعبية متزايدة

جمهور كبير يتابع مسلسلات جديدة وازدياد حجم الإعلانات

البث الإذاعي عبر الإنترنت ازدهار بطيء وشعبية متزايدة
TT

البث الإذاعي عبر الإنترنت ازدهار بطيء وشعبية متزايدة

البث الإذاعي عبر الإنترنت ازدهار بطيء وشعبية متزايدة

هل جاء ظهور البودكاستينغ «البث الصوتي عبر الإنترنت» ليعكس فترة ازدهار طويلة أم هو مجرد فقاعة؟ قد نجد الإجابة عند الراديو الذي تسابقه برامج الموسيقى المتدفقة.
«البودكاستينغ» (podcasting) هو اسم تلك التكنولوجيا (الرقمية) المزعجة التي تقدم عروضا صوتية شبيهه لما يقدم في الراديو، لكن عن طريق هاتفك الجوال، وكانت تلك التكنولوجيا دوما عرضة لفترات من النجاح والفشل. ورغم مرور عشر سنوات على ظهور أول بودكاست، فقد رآه الناس ثورة قادمة في عالم تكنولوجيا الإعلام، بينما رآه آخرون تجربة فاشلة أخرى في مجال التجريب الرقمي.

بث إنترنتي

تأتي الحقيقة دوما في مكان ما في المنتصف، فقد جاء النجاح مفاجئا في الخريف الماضي مع عرض برنامج «ذي أميركان لايف» الذي يعرض تحقيقات في جرائم حقيقية واستطاع البرنامج جذب الانتباه لـ«البودكاستينغ» ليثير عاصفة جدل أخرى حول موقع البودكاست في المستقبل. مر نصف عام الآن وخف الضجيج، لكن لا يزال صوت البودكاست عاليا. وتجتذب البودكاست جمهورا عريضا وتدر دخلا كبيرا من الإعلانات التي يقدمها كبار وصغار المعلنين الذين ساهموا بشكل كبير في نجاح «البودكاست» بحملاتهم الإعلانية عن طريقه. يصل سعر الإعلان على «البودكاست» إلى مائة دولار أميركي لكل ألف مستمع، وهي تكلفة تعادل أضعاف ما يمكن أن يدفعه المعلنون في أي وسيلة رقمية أخرى.
بيد أن جمهور «البودكاست» يتزايد ببطء، ففي شهر فبراير (شباط) الماضي أظهر مسح أجرته مؤسسة «إديسون ريسيرش» البحثية أن نحو 17 في المائة من الأميركيين قد استمعوا إلى «بودكاست» واحد على الأقل خلال الشهر الماضي، مقارنة بـ14 في المائة عام 2012. إلا أن ذلك النشاط التجاري واجهته بعض المشكلات منها عملية شراء الإعلانات المعقدة، نقص عدد منتجي الصوت، وعدم القدرة على احتساب عدد المستمعين بدقة. لا تنظر لـ«البودكاست» على أنه مجرد فقاعة أو ظاهرة، فهي تعد الأكثر ندرة في صناعة التكنولوجيا؛ فهي تلك السلحفاة الرقمية البطيئة الثابتة المثابرة التي تصل في النهاية، لكن من يعلم؟ فهي أيضا تلك التي تقتل الوحوش التي تعترض طريقها.

نجاحات جديدة

إحدى شركات «البودكاستينغ» الجديرة بالمشاهدة هي «غيمليت ميديا» التي أنشأتها العام الماضي محطة إذاعة «أليكس بلومبيرغ» وشريكة التجاري ماثيو ليبر، وحققت الشركة نجاحا سريعا بفضل بعض الإجراءات. وجمعت غيمليت نحو 1.5 مليون دولار من مستثمريها، ويعمل بها 18 موظفا، وتبث الشركة الآن ثلاثة روايات «بودكاست» ذات جودة صوتية وأسلوب صحافي يرتقى لمستوى قصص «سيريال» (Serial) و«ذيس أميركان لايف» (This American Life).
نجحت الشركة في اجتذاب جمهور كبير، حيث بلغ جمهور عروض غيمليت نحو أربعة ملاين مستمع شهريا، وهو ضعف عدد مستمعيها عند بداية العام.
تراهن غيمليت على أن قيم الإنتاج العالية سوف تكون هي الفائزة في مستقبل «البودكاست»، باعتبارها تمثل إعادة صياغة لمعادلة مستمعي الراديو التقليدين لكي تناسب العصر الرقمي الذي نعيشه. تظهر عروض شركة «غيمليت» كذلك أن «البودكاست» من الممكن أن يدعم أنواعا جديدة من البرامج لم تعرض مطلقا في الراديو التقليدي من قبل.
على سبيل المثال، تبدو مقدمة حلقات «مسيتري شو» (Mystery Show) عملا مثيرا، وهى أحدث إنتاج شركة «غيمليت» التي بدأ عرضها الشهر الماضي. ففي كل حلقة تقوم ستارلي كاين، وهي شخصية إذاعية معروفة منذ زمن، بحل الألغاز للناس، إلا أن كاين لا تتحرى نوع القصص الغامضة التي يقدمها مذيعو حلقات «سيريال». وبدلا من ذلك، تطرح كاين استفساراتها على شكل أسئلة خفيفة الظل لن يغامر أي صحافي بالإجابة عنها مقابل المال. لماذا؟ على سبيل المثال، هل حملت «بريتني سبيرز» يوما كتابا من تأليف كاتب لم يقرأ له أحد؟
وتقول كاين: «في الحقيقة، كنت على وشك هجر الراديو، إلا أن ظهرت تباشير البودكاست، فلم يكن هناك مجال لمثل تلك البرامج في الراديو العادي في الماضي».
* خدمة «نيويورك تايمز»



تعرّف على تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة في عام 2025

ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية
ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية
TT

تعرّف على تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة في عام 2025

ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية
ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية

يستمر تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً مع تطور قدرات الحوسبة والتخزين وسرعة نقل البيانات وتطوير خوارزميات جديدة مفيدة للمستخدمين في شتى جوانب الحياة.

سيزداد تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي مباشرة على الأجهزة المختلفة دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت

وسنسلط الضوء في هذا المقال على أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي سنشهدها خلال عام 2025، مثل تطور تقنيات الرؤية الذكية وظهور الأنظمة المركبة للذكاء الاصطناعي، وانتشار الذكاء الاصطناعي الطرفي، وتطور مساعدات الذكاء الاصطناعي. كما سنتعرّف على أحدث المزايا المقبلة لـ«ذكاء أبل» وكيف ستُسهم في تعزيز تجربة المستخدم. دعونا نستكشف هذا العالم المثير من الذكاء الاصطناعي، ونكتشف كيف سيغيّر هذا التطور من شكل حياتنا في المستقبل.

تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التعرّف على العناصر الموجودة في الصور والفيديوهات بدقة فائقة

اقتراب «ذكاء» المستقبل

التقنية الأولى التي يُتوقع أن تتقدم بشكل كبير هي التعرف على العناصر الموجودة في الصور والفيديوهات بدقة فائقة وتصنيفها بشكل صحيح والتعرف على النصوص فيها «AI Vision»، وذلك بسبب زيادة إنتاج المستخدمين للصور والفيديوهات وتحليل الذكاء الاصطناعي لها من خلال منصات مشاركة هذه الملفات وفهمه للمشاهد المعقدة فيها. ومن المتوقع أن تساعد هذه التقنية في إنتاج صور وفيديوهات توليدية بشكل أكثر إبهاراً، بالإضافة إلى دعم الشركات لها من خلال كاميرات الهواتف الجوالة (مثل «عدسة غوغل» Google Lens للتعرف على العناصر المحيطة بالمستخدم) ومراقبة الأصناف الموجودة في المتاجر والسيارات ذاتية القيادة، وغيرها. ولكن هذا الأمر قد يشكّل خطراً على خصوصية المستخدمين واحتمال مراقبتهم دون علمهم ما لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع ذلك.

ومن المتوقع أن يتم استخدام نظم ذكاء اصطناعي مركبة «Composite AI» من أكثر من مصدر تستطيع إتمام مهام أكثر تعقيداً مما يستطيع نظام واحد القيام به. وتستطيع هذه التقنيات إيجاد روابط عميقة بين البيانات المعقدة بسهولة وتقديم فيديوهات تحتوي على الأشخاص أنفسهم عبر الكثير من المشاهد وتعديل الإضاءة حسب البيئة وتغيير لغة المحادثات على الفور، وغيرها. وليس من البعيد تطوير خدمات تقدم مجموعات كبيرة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ليختار المستخدم ما يحتاج إليه منها لتلبية طلبه وتحقيق هدفه، وكأنها «متجر» للذكاء الاصطناعي يقدم للمستخدم الخدمة حسب الحاجة والرغبة.

وبسبب انتشار المعالجات التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الكمبيوترات والهواتف الجوالة والكثير من الأجهزة الأخرى، فمن المتوقع أن نشهد إطلاق مزيد من التقنيات التي تدعم الذكاء الاصطناعي مباشرة من على الجهاز عوضاً عن الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت للقيام بذلك عبر «Edge AI».

مثال على ذلك: استخدام معالجات متقدمة في كاميرات المراقبة للتعرف على الكثير من الحالات غير الطبيعية، مثل الحوادث أو السرقات، أو في الأجهزة الطبية لتسريع عملية التشخيص أو التحليل، وغيرها. هذا الأمر من شأنه زيادة مستويات الخصوصية بسبب عدم مشاركة البيانات الحساسة مع الأجهزة الخادمة عبر الإنترنت، والعمل بكفاءة عالية دون وجود أي اتصال بالإنترنت.

كما سينتشر «عملاء الذكاء الاصطناعي» AI Agents بشكل متسارع، حيث سنشهد ظهور «برامج» تفهم طلب المستخدم وتقوم بتقسيمه إلى وظائف صغيرة، وتعمل على إتمامها بشكل آلي يحاكي التصرف البشري، وقد تساعد الأطباء في إجراء سلاسل فحوصات على المرضى وتعديل الفحص التالي وفقاً لنتائج الفحص السابق، وهكذا. وقد نشهد دخول هذه التقنية إلى مجال التعليم أيضاً.

تحديثات عديدة مقبلة لـ«ذكاء أبل» على الهواتف الجوالة والكومبيوترات الشخصية

مزايا «ذكاء أبل» المقبلة

أطلقت «أبل» مزايا «ذكاء أبل» Apple Intelligence للذكاء الاصطناعي، وقدمت مجموعة من التحديثات عبر نظامي التشغيل «آي أو إس» و«ماك أو إس»، ولكن لا تزال هناك مزايا ستطلقها خلال العام الجاري، نذكر مجموعة منها:

* الميزة الأولى هي «فيلم الذكريات» Memory Movie على الكومبيوترات التي تعمل بنظام «ماك أو إس»، والتي تقوم بصنع فيلم قصير مكون من الصور وعروض الفيديو الموجودة في تطبيق الصور وفقاً لوصف المستخدم، مثل قيام الميزة بإيجاد فيديو يحتوي على أهم لحظات الإجازة في البحر مع العائلة، أو فيديو للمنزل الجديد الذي انتقل المستخدم إليه، مع القدرة على اختيار مدة الفيلم والموسيقى ومشاركته مع الأهل والأصدقاء عبر الشبكات الاجتماعية. وعلى الرغم من أن هذه الميزة موجودة على هواتف «آيفون» المحدثة، فإنها ستصبح متوافرة على كمبيوترات «ماك» قريباً.

* وبالحديث عن نظام التشغيل «ماك أو إس»، فمن المتوقع أن يحصل الإصدار 15.3 (سيتم إطلاقه في أواخر يناير «كانون الثاني») على ميزة «الرموز التعبيرية التوليدية» Genmoji التي تسمح بصنع «رموز تعبيرية» Emoji مخصصة وفقاً لرغبة المستخدم، بواسطة الذكاء الاصطناعي وكتابة الوصف النصي المرغوب للحصول على رمز تعبيري يمكن مشاركته مع الآخرين بكل سهولة. ويمكن استخدام هذه الأداة لإيجاد شخصيات تشابه الأصدقاء باستخدام صورهم وكتابة وصف للرمز التعبيري الجديد المطلوب.

* وسيحصل مساعد «سيري» على تحسينات مزايا ذكاء اصطناعي ممتدة، تشمل إمكانية البحث عن الملفات وفهم ما يظهر على شاشة المستخدم والتكامل مع الكثير من التطبيقات الأخرى. وسيتمكن «سيري» من تتبع مكان كل شيء على جهاز المستخدم، مثل: الرسائل النصية، والبريد الإلكتروني، والملفات، والصور؛ للمساعدة في العثور على أي شيء يتم البحث عنه. كما سيتمكن المساعد من فهم ما يظهر على الشاشة وتنفيذ الأوامر بناء على ذلك، مثل معاينة ملف ما وقول «سيري، أرسل هذه الملف إلى مديري في العمل عبر رسالة بريد إلكتروني»، لتتم العملية بكل سلاسة. كما سيتمكن «سيري» من تنفيذ المهام المعقدة التي تتطلب استخدام أكثر من تطبيق لتنفيذها، مثل تحرير صورة ومشاركتها مع صديق محدد، من خلال أمر واحد.

اصنع فيديوهات مبهرة من صورك وفيديوهاتك آليا باستخدام "فيلم الذكريات" على الهواتف الجوالة والكومبيوترات الشخصية cut out

تجدر الإشارة إلى أن ميزة «ذكاء أبل» تدعم حالياً اللغة الإنجليزية فقط، ولكن من المتوقع أن تدعم الشركة اللغات التالية خلال عام 2025: الصينية والفرنسية والألمانية والإيطالية واليابانية والكورية والبرتغالية والإسبانية والفيتنامية.