ما أهمية اعتراف جاسيندا أرديرن «النادر» المرتبط بصحتها العقلية؟

رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن (أ.ب)
رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن (أ.ب)
TT

ما أهمية اعتراف جاسيندا أرديرن «النادر» المرتبط بصحتها العقلية؟

رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن (أ.ب)
رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن (أ.ب)

أشاد كثير من الأشخاص أخيراً برئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن؛ لأنها تحدثت عن الاحتراق الوظيفي (burnout) بعد أن أعلنت أنها ستتنحى عن منصبها، قائلة إنها «لم تعد تملك الطاقة».
وأرديرن، البالغة من العمر 42 عاماً، التي أصبحت زعيمة في عام 2017، تحدثت بتأثر خلال مؤتمر صحافي عاطفي قالت فيه: «أعرف ما تتطلبه هذه الوظيفة، وأعلم أنه لم يعد لدي ما يكفي من الطاقة لإعطاء العمل حقه. الأمر بهذه البساطة»، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».
وفاجأت أرديرن بلادها بإعلانها هذا أمس (الخميس)، وستستقيل فعلياً من منصبها الشهر المقبل، بعد خمسة أعوام ونصف العام في السلطة، وذلك قبل تسعة أشهر من الانتخابات التشريعية.
وقالت أرديرن أمام أعضاء من حزب العمال الذي تنتمي إليه: «أنا إنسانة. نحن نعطي كل ما بوسعنا لأطول فترة ممكنة وبعد ذلك يحين الوقت. وبالنسبة لي فقد حان الوقت». وأضافت: «لا أملك ما يكفي من الطاقة لأربع سنوات أخرى».
وعلى الرغم من أنها لم تستخدم عبارة «الاحتراق الوظيفي» على وجه التحديد، فإن متخصصاً نفسياً رائداً قال إن هذا هو «ما كانت تلمح إليه تماماً».
وتابع البروفسور السير كاري كوبر: «لم تعد لديها طاقة... إنه الاحتراق».
وأوضح: «من المؤسف أننا لا نحصل على ما يكفي من الناس الذين يقولون ذلك بينما هم في موقع قيادي... وبدلاً من ذلك، يواصلون عملهم، أو عندما يغادرون يقدمون عذراً آخر. سيكون من الرائع لو كانوا منفتحين وصادقين».

وقال البروفسور كوبر إنه من «النادر نسبياً» أن يتحدث شخص رفيع المستوى عن صحته العقلية، لا سيما في السياسة أو الأعمال... على الرغم من وجود استثناءات ملحوظة في الماضي.
في عام 1998، جذب كجيل بونديفيك، رئيس الوزراء النرويجي، الانتباه الدولي عندما أعلن أنه مصاب بالاكتئاب، وأصبح أكبر زعيم عالمي يعترف بأنه يعاني من مرض نفسي أثناء توليه منصبه.
في الآونة الأخيرة في مجال الأعمال، تحدث توم بلومفيلد، مؤسس بنك «مونزو» المنافس الرقمي، عن صراعاته مع القلق، وتحدث المدير التنفيذي لبنك «HSBC»، ستيوارت وايت عن اكتئابه.
قال البروفسور كوبر إن تأثير صراحة أرديرن سيكون «إيجابياً للغاية». وأضاف: «عندما يقول الأشخاص في موقع نفوذ، في مناصب عليا، شيئاً ما، فإن ذلك يحدث تغييراً أكثر عمقاً على استعداد الآخرين للانفتاح على أنفسهم».

*ما هو الاحتراق الوظيفي؟
الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإرهاق والتعب الجسدي والعاطفي الذي يمكن أن يحدث عندما تتعرض لضغط طويل الأمد في وظيفتك.
تم الاعتراف به باعتباره حالة طبية في عام 2019 من قبل منظمة الصحة العالمية، التي تعرّف تلك الحالة على أنها «ضغوط مزمنة في مكان العمل لم تتم إدارتها بنجاح».
تمت صياغة هذه العبارة في السبعينات من القرن الماضي، بعد أن عانى عالم النفس هربرت فرودنبرغر من التعب والإجهاد من عمله، لدرجة أنه لم يستطع النهوض من الفراش.
قال إن الاحتراق لم يكن مجرد إجهاد، ولم يكن اكتئاباً بالضبط، بل كان رد فعل على التوتر والإحباط.

*ما هي الأعراض؟
يتميز الاحتراق الوظيفي بثلاثة أعراض:
- الشعور باستنفاد الطاقة أو الإرهاق.
- زيادة المسافة الذهنية عن عمل الفرد، أو المشاعر السلبية أو السخرية المتعلقة بوظيفة الفرد.
- انخفاض الكفاءة المهنية.


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».