حقق ليفربول أول فوز له في أربع مباريات بجميع المسابقات عقب فوزه على مضيفه ولفرهامبتون 1 - صفر، وذلك في إعادة للمواجهة بينهما بعد انتهاء المباراة الأولى بالتعادل 2 - 2. وأجرى كلوب ثمانية تغييرات على التشكيلة التي تعرضت لهزيمة مذلة من برايتون، التي وصفها المدرب الألماني يورغن كلوب بالأسوأ خلال ثمانية أعوام له مع النادي. وغاب المهاجم المصري محمد صلاح والحارس البرازيلي أليسون بيكر عن التشكيلة، إلا أن الفريق تمكن من التعويض. شارك صلاح من الدقيقة 66 بعد سلسلة تبديلات أجراها كلوب لتنشيط فريقه الباحث عن استعادة عافيته في الآونة الأخيرة.
ابتسامة كلوب تعود... فهل ستستمر؟
دخل ليفربول إلى اللقاء عقب انتقادات واسعة طالته بعد خسارتين متتاليتين في الدوري الممتاز أمام برايتون وبرنتفورد. وللمفارقة أن «الريدز» سيواجه برايتون نفسه في الدور الرابع على أرض الأخير. وفي ظل تساؤلات متزايدة حول مستقبل كلوب في أنفيلد، قال المدرب الألماني هذا الأسبوع إنه لن يترك النادي ما لم يضطر إلى ذلك، ولمح إلى تغييرات في فريقه خلال الصيف. ويواجه ليفربول موقفا لا يُحسد عليه في الدوري الإنجليزي، حيث يحتل المركز التاسع برصيد 28 نقطة بفارق 19 نقطة عن آرسنال متصدر الترتيب، كما يبتعد بفارق شاسع عن مانشستر يونايتد صاحب المركز الرابع آخر المتأهلين إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا حتى اللحظة.
وفي نهاية المؤتمر الصحافي لكلوب، بعد المباراة التي خسرها فريقه بثلاثية نظيفة أمام برايتون على ملعب «أميكس» يوم السبت الماضي، وُجه إليه السؤال الذي كان يفكر فيه معظم الأشخاص الموجودين في الغرفة، وهو: هل كان قراره بإخراج جوردان هندرسون وفابينيو وجويل ماتيب، كجزء من تغيير أربعة لاعبين دفعة واحدة في منتصف الشوط الثاني، رمزا لحالة الانهيار التي يعاني منها ليفربول؟ قال كلوب بتحدٍ: «الأخطاء التي ارتكبناها هي التي تجعلك تطرح هذا السؤال، وأنا أتفهم ذلك تماما، لكن التغييرات لا علاقة لها بذلك». لقد أدلى كلوب بهذه التصريحات وكان رأسه منخفضا، وكان صوته منخفضا، وعلامات القلق واضحة تماما على وجهه، لأنه كان يدرك أن فريقه كان يستحق الخسارة تماما أمام برايتون.
وعندما صنف المدير الفني الألماني هذه الهزيمة على أنها ربما تكون الأسوأ في مسيرته التدريبية، فإن ذلك يعني الكثير في الحقيقة، نظرا لأن بوروسيا دورتموند كان قريبا من الهبوط من الدوري الألماني الممتاز خلال موسمه الأخير هناك! لكن ما قاله لم يكن مفاجئا، بالنظر إلى الأداء السيئ الذي قدمه ليفربول. وعلى الرغم من أن الفريق كان أمامه أسبوع كامل للاستعداد لتلك المباراة، فإنه قدم مستويات سيئة وباهتة، وافتقد للحلول تماما. وفي النهاية، بدا الأمر كما لو أن لاعبي ليفربول تجمعوا قبل المباراة بساعة واحدة فقط للسفر إلى الساحل الجنوبي لخوض تلك المباراة، فلم يكن هناك أي تفاهم أو تعاون بين اللاعبين، الذين ظهروا وكأنهم يلعبون مع بعضهم البعض لأول مرة.
وهكذا يستمر التراجع الهائل في مستوى هذا الفريق العظيم، ومن الصعب للغاية معرفة من أين نبدأ في تقييم الخطأ الذي حدث. من المؤكد أن الفريق تعرض لإرهاق كبير نتيجة استمراره في المنافسة على أربع بطولات حتى نهاية الموسم الماضي، وهو الأمر الذي اعترف به كلوب مؤخرا. ومن الواضح تماما أن النتائج السيئة كانت لها تداعيات كبيرة على ثقة اللاعبين بأنفسهم، ناهيك عن تعرض عدد من أهم لاعبي الفريق للإصابة. لكن الفريق يعاني بشكل واضح في جميع الخطوط، خصوصا في خط الوسط.
وفشل الفريق في اللعب بالشراسة والقوة والحيوية والديناميكية التي كانت تميزه في السابق، كما فشل في تطبيق طريقة الضغط العالي والمتواصل على حامل الكرة، وهو الأمر الذي جعل الفرق المنافسة قادرة على اختراق خطوط ليفربول بسهولة كبيرة. وقبل مباراة السبت الماضي أمام برايتون، كان ليفربول قد صنع 51 فرصة فقط في 17 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ليكون ثالث أسوأ فريق في الدوري في هذه الإحصائية خلف ليدز يونايتد وفولهام.
وأصبح برايتون أحدث فريق يتلاعب بليفربول، ويفعل ما يشاء وقتما يشاء خلال المباراة. وأكد كلوب أن لاعبي الفريق بالكامل يتحملون المسؤولية، لكن الحقيقة هي أن المسؤولية الأكبر يتحملها لاعبو خط الوسط بالتحديد، حيث كان تياغو ألكانتارا سيئا للغاية فيما يتعلق بالقيام بالأدوار الهجومية، كما تفوق خط وسط برايتون تماما على هندرسون وفابينيو اللذين لم يكونا قادرين على الضغط بشكل فعال أو مواصلة الركض خلف أي لاعب من لاعبي برايتون في حال المرور منهما، وهو ما أدى بدوره إلى زيادة الضغط على دفاع ليفربول الذي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه تماما في ثلاث مناسبات خلال الشوط الثاني. وتعني الخسارة بثلاثية نظيفة أمام برايتون أن شباك ليفربول اهتزت 25 مرة هذا الموسم، وهو أكبر عدد من الأهداف يستقبلها الفريق بعد 18 مباراة في الدوري تحت قيادة كلوب.
لتوضيح الأمر بصراحة، يجب الإشارة إلى أن هندرسون وفابينيو ظهرا وكأنهما لاعبان متقدمان في السن يلعبان أمام لاعبين شباب – هندرسون يبلغ من العمر 32 عاما، في حين يبلغ فابينيو من العمر 29 عاما – ومن الواضح تماما أنهما تعرضا لإرهاق كبير نتيجة المجهود الكبير الذي بذلاه تحت قيادة كلوب على مدار سنوات. لقد قدما كل شيء في السعي لتحقيق النجاح، ويبدو أنهما غير قادرين على مواصلة العطاء بنفس الشكل هذا الموسم. وبهذا المعنى، فإن استبدالهما أمام برايتون في نهاية الأسبوع يعد رمزا قويا للحالة التي يعاني منها ليفربول، في إشارة إلى نهاية عصر، والحاجة إلى بداية عصر جديد!
يمكن القول إن مسؤولي ليفربول أخطأوا عندما لم يتحركوا مبكرا لعلاج هذا الأمر، وإن فشلهم في التعاقد مع لاعب خط وسط واحد على الأقل من الطراز العالمي خلال الصيف الماضي يعد إهمالا جسيما. لكن لكي نكون منصفين، يجب أن نشير إلى أن النادي كان يرغب في التعاقد مع أوريلين تشواميني، لكن اللاعب الفرنسي فضل الانتقال إلى ريال مدريد. ومع ذلك، كان ينبغي أن تكون هناك خطط بديلة، وبالنظر إلى صعوبة إنهاء ليفربول للموسم الحالي ضمن المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز والمؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، فمن غير المرجح أن يتم التعاقد مع لاعب خط وسط خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، ومن المتوقع التحرك لضم الهدف الأساسي للفريق، وهو النجم الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام، خلال الصيف المقبل. ولكن الواقع يقول إن تأهل ليفربول إلى الدور الرابع بكأس إنجلترا لا يعني أن الفريق لم يعد في حاجة لتدعيم صفوفه.
يتهم عدد متزايد من الجمهور «مجموعة فينواي الرياضية» بأنها السبب الرئيسي في الجمود الحالي، ويرون أن مالكي النادي لا ينفقون الأموال الكافية لتدعيم صفوف الفريق. في الحقيقة، كل شيء ليس على ما يرام في ليفربول، وتتمثل مهمة كلوب، بدءا من المواجهة الصعبة أمام تشيلسي غدا في مسابقة الدوري، في تغيير الحالة المزاجية داخل النادي الذي كان سعيدا لفترة طويلة. ولكي يحدث ذلك، يتعين عليه إجراء تغييرات في التشكيلة الأساسية للفريق، وخاصة في خط الوسط.