شركات ناشئة صديقة للبيئة تنشط لتدوير البلاستيك في مصر

جانب من عملية تدوير البلاستيك (أ.ف.ب)
جانب من عملية تدوير البلاستيك (أ.ف.ب)
TT

شركات ناشئة صديقة للبيئة تنشط لتدوير البلاستيك في مصر

جانب من عملية تدوير البلاستيك (أ.ف.ب)
جانب من عملية تدوير البلاستيك (أ.ف.ب)

في مصر، أكبر ملوّث بالبلاستيك في الشرق الأوسط وأفريقيا، يسعى رواد أعمال شباب إلى إعادة تدوير ملايين الأطنان من البلاستيك الملقاة في النيل والبحر المتوسط ومكبات القمامة المفتوحة.
في مصنع بضواحي القاهرة، تديره الشركة الناشئة «تايل غرين»، يطغى هدير مطحنة البلاستيك على كل الأصوات، وتبتلع الآلة كمية ضخمة من البلاستيك من كل الألوان، لتخرجها على شكل طوب داكن اللون «صلابته ضعف صلابة الإسمنت»، وفق ما يقول أحد مؤسسي الشركة خالد رأفت (24 عاماً)، بينما يلقي بطوبة على الأرض ويستخدم الطوب لتغطية الأرصفة والطرقات في الهواء الطلق ومواقف السيارات.
ويوضح رأفت أن كثيراً من المنتجات البلاستيكية مثل أكياس التغليف التي تستخدم في عدد من المواد الاستهلاكية (البطاطا المقرمشة على سبيل المثال) مكوّنة من طبقات عدة ملتصقة من البلاستيك والألومنيوم التي يستحيل فصلها.
ويقول شريكه عمرو شعلان (26 عاماً): «هذا البلاستيك الذي لا قيمة له تقريباً ينتهي معظم الوقت في المكبات أو يتم حرقه أو ينتشر في البيئة المحيطة بنا أو في بحارنا وأنهارنا»، مضيفاً أن كل طوبة «تتكوّن من 125 كيساً من البلاستيك».
وتعتبر مصر، البلد الأكثر كثافة سكانية في العالم العربي، أكبر ملوّث بالبلاستيك في الشرق الأوسط وأفريقيا، وفق دراسة أجرها خبراء متعددو الجنسيات، ونشرتها مجلة «ساينس» العلمية.
وتنتهي معظم نفايات البلاستيك، التي تصل إلى أكثر من 3 ملايين طن سنوياً في مصر، في مكبّات غير قانونية، ويتم التخلص منها بعد ذلك في النيل والبحر المتوسط حيث تتسبب في تسميم الحياة البحرية.
وحذّرت دراسة في العام 2020 من أن 3 أرباع الأسماك التي يتم اصطيادها في القاهرة تحوي جزئيات صغيرة جداً من البلاستيك.
في الإسكندرية على شاطئ المتوسط في شمال مصر، تبلغ نسبة الأسماك التي تحوي تلك الجزئيات 92 في المائة، وفق باحثين في المعهد المصري لعلوم البحار والمصايد.
وتسعى «تايل غرين» إلى تدوير ما بين 3 إلى 5 مليارات كيس بلاستيكي بحلول العام 2025. وكانت بدأت بيع الطوب العام الماضي، وأنتجت حتى اليوم 40 ألف طوبة.
وتعهدت مصر، ذات الـ104 ملايين نسمة، التي يؤكد البنك الدولي أن 67 في المائة من النفايات فيها «لا تعالج بشكل مناسب»، بخفض استهلاكها من البلاستيك ذي الاستخدام الأحادي بمقدار النصف بحلول العالم 2030.
لكن شباباً ساعين إلى حماية البيئة ومهندسين لم ينتظروا ذلك، بل قرروا استخدام نفايات البلاستيك على الفور، فبدأوا باستخراج البلاستيك من النيل، ويتولى المهندسون الإشراف على تحويله إلى طوب، وهو البديل الأخضر للطوب الإسمنتي الذي يؤدي تصنيعه إلى توليد كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الملوث للبيئة.
في جزيرة القرصاية في القاهرة، بدأ صيادون ملء شباكهم بالبلاستيك، الذي يبيعونه بعد ذلك إلى منظمة «فيري نايل» غير الحكومية، التي تقوم كذلك بعمليات تنظيف منتظمة لأكبر نهر في أفريقيا.
ويقول مسؤول المشروع لدى «فيري نايل»، هاني فوزي، إنه «يشتري ما بين 10 و12 طناً من البلاستيك شهرياً» من 65 صياداً، يجمعون النفايات ويفرزونها في مراكبهم.
ويضيف هاني فوزي أنه يتم بعد ذلك كبس البلاستيك لإعادة استخدامه في الصناعات البلاستيكية مرة أخرى، أو يتم بيعه لمصنع طوب إسمنتي في أسيوط (جنوب) الذي يستخدمه كوقود.
والمشروع مدعوم من وزارة البيئة المصرية.
ووفق منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في أوروبا، يتمّ تدوير أقل من 10 في المائة من البلاستيك في العالم، وذلك بسبب صعوبة عملية التدوير أو كلفتها العالية.
ويشرح شعلان أن «11 في المائة إلى 15 في المائة فقط من نفايات البلاستيك يتم تدويرها سنوياً في مصر». ويضيف: «نحن نعمل مع شركات تدوير، ونأخذ منها ما لا يمكنها استخدامه».
لكن عمل الشركات الناشئة ليس كافياً بعد. ذلك أن الإنتاج السنوي من البلاستيك سيزيد 3 مرات بحلول 2060 ليصل إلى 1.2 مليار طن.
في الوقت ذاته، ستتضاعف كمية النفايات البلاستيكية غير المدورة أو المتروكة في الطبيعة، والبالغة الآن 100 مليون طن.
ويقول محمد كمال، أحد مسؤولي شركة غرينيش، التي ساهمت في إنشاء «فيري نايل»: «البلاستيك لن يختفي، ولكن هذه المبادرات أدت إلى خلق سوق، ورأينا أن هناك بالفعل طلباً».
ويضيف: «كل ما يخلق قيمة اعتماداً على النفايات في مصر يعد خطوة إلى الأمام، حتى لو بقينا على السطح، ولم نتمكن من حلّ جذور المشكلة».


مقالات ذات صلة

دراسة: مولدات الديزل ترفع معدلات الإصابة بالسرطان في بيروت بنسبة 30 %

يوميات الشرق الضباب الدخاني في لبنان (رويترز)

دراسة: مولدات الديزل ترفع معدلات الإصابة بالسرطان في بيروت بنسبة 30 %

توصلت دراسة جديدة إلى أن اعتماد العاصمة اللبنانية المفرط على مولدات الديزل في السنوات الخمس الماضية تسبب في ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بنسبة 30 في المائة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق دور المحميات في الحد من آثار التغير المناخي (مركز الحياة الفطرية)

«حِمى»... ملتقى إقليمي لحماية الطبيعة والتنوع الأحيائي

يناقش المنتدى مواءمة الجهود المحلية والعالمية لتحقيق هدف (30 في 30) الذي يهدف لحماية 30 في المائة من مساحة السعودية البرية والبحرية بحلول 2030.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص «بيكيا» هي شركة ناشئة مصرية تلعب دور الوسيط بين العميل والشركات ومصانع إعادة التدوير (بيكيا)

خاص تطبيق لدعم تدوير النفايات في مصر مقابل مردود مالي لعملائه

تلتقي «الشرق الأوسط» مع مبتكر شركة مصرية ناشئة طوّرت تطبيقاً يعمل على جمع بعض مخلفات النفايات بهدف التشجيع على إعادة تدويرها مقابل مبالغ مالية للمستخدمين.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق أمراض خطيرة تسببها مركّبات كيميائية أبدية مصدرها أمواج المحيط

أمراض خطيرة تسببها مركّبات كيميائية أبدية مصدرها أمواج المحيط

أفاد باحثون بقسم العلوم البيئية بجامعة ستوكهولم بأن الفاعلات بالسطح الفلورية الموجودة في مياه البحر يتم إعادة تعبئتها في الهواء ما يؤدي إلى إنشاء عملية نقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا يقوم التركيب الكلسي لمستعمرات الشعاب المرجانية بتزويد السواحل بالأتربة عند تكسره (شاترستوك)

خرائط ثلاثية الأبعاد للشعاب المرجانية عبر الذكاء الاصطناعي... في وقت قياسي

ينتج نظام ذكاء اصطناعي خرائط ثلاثية الأبعاد للشعاب المرجانية من لقطات كاميرا تجارية عادية في دقائق معدودة فقط.

نسيم رمضان (لندن )

«الفتى النورس»... بطل مسابقة «النعيق» الأوروبية

«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)
«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)
TT

«الفتى النورس»... بطل مسابقة «النعيق» الأوروبية

«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)
«الفتى النورس» وشقيقته (صورة العائلة)

سافر الفتى كوبر (9 سنوات) من بلدة تشيسترفيلد في ديربيشاير ببريطانيا، إلى بلدة دي بان الساحلية البلجيكية للمنافسة في مسابقة «نعيق النوارس الأوروبية».

تشكّلت انطباعاته الأولى عن النورس بعدما عضَّه أحد طيورها وهو يأكل شطيرة التونة. أراد أن يصبح «طفل النورس»، كما أصبح بيتر باركر «الرجل العنكبوت» بعدما عضَّه العنكبوت.

تنقل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن كوبر قوله: «إنها حيوانات جميلة حقاً؛ أحبُّها بسبب ضجيجها. أحياناً قد تكون مخيفة بعض الشيء، ولا أزال حذراً من تناول الطعام على الشاطئ».

تبلّغت العائلة بالمسابقة من رجل سمع كوبر وهو يتحدّث عن النوارس في نادٍ للألعاب ويجيد تقليدها، ورأى أنه قد يكون مؤهَّلاً لخوض منافسة تشترط إتقان إصدار أصواتها واتّباع سلوكها.

سجَّل 92 نقطة من أصل 100، مما يعني أنه فاز عن فئة الأحداث وحصل أيضاً على أعلى النقاط في المسابقة.

الفئات الأخرى كانت للبالغين وأيضاً لـ«المستعمرات»، أي مجموعة ممن يقلّدون النورس ويقدّمون انطباعات متطابقة عنه.

كان والداه وجدّاه في أقصى الحماسة لدعمه، وكذلك شقيقته شيلبي التي وقفت إلى جانبه وهو يتسلَّم المركز الأول؛ بينما أكّد عالم الأحياء البحريّة وأحد الحكام في المسابقة جان سيز أنّ المتسابِق «تمكن من تضمين أنواع عدّة من النداءات في أدائه، يُشبه كل واحد منها نداء حقيقياً للنورس بشكل مثير للإعجاب».

وتابع: «في الحقيقة، لم يكن اللاعب الأفضل بالنسبة إليّ فقط من بين الشباب، بل أيضاً من بين جميع المشاركين في البطولة».

منحه كل حَكَم ما يصل إلى 20 نقطة، مع 5 نقاط إضافية عن كيفية ارتداء الملابس والسلوك الذي يُظهره، بينما مُنِحت النقاط المتبقّية عن كيفية محاكاة نداء النورس. علَّق سيز: «نحن نهتمّ بالرنين، والإيقاع، والتنوُّع. في النهاية، لدى طيور النورس مجموعة كبيرة من الأصوات، تتراوح بين نداءات الإنذار، والنداءات الطويلة التي توضح أنها لا تريد أي دخلاء غير مرغوب فيهم في أراضيها»، مضيفاً: «ثمة دافع جدّي وراء المنافسة. إنها أكثر من مجرَّد تسلية، بل تهدف أيضاً إلى إثارة بعض التعاطف تجاه طيور النورس التي تُعدُّ عنصراً أساسياً في ساحلنا، لكنها توصف غالباً بأنها (جرذان البحر)».

وإذ شدَّد على جدّية الأحكام بالتعاون مع هيئة محلَّفين مؤلَّفة من مهنيين خبراء في مجالَي البحوث وأساليب محاكاة النوارس، لفت في السياق عينه إلى أنه لا يعرف كثيراً عن اللغة المستخدمة لدى هذه الطيور: «بعض الأصوات معروفة ونموذجية تعبيراً عن سلوك معيَّن، ولكن كم سيكون مثيراً ألا نفقه لغتها بشكل كامل، حين يتعلّق الأمر بفهم ما تقوله لبعضها البعض، أو حتى للحيوانات الأخرى؟».

وختم: «ذلك مهم لفهم كيف تشرح لبعضها أنه في مكان ما بدأ أحد المزارعين بحراثة الأرض، أو أنّ أحد الصيادين سحب شباكه للتوّ من البحر في مكان آخر».


اعتراضاً على ظروف العمل... صينيون يرتدون بيجامات وملابس قبيحة بالمكاتب

صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني
صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني
TT

اعتراضاً على ظروف العمل... صينيون يرتدون بيجامات وملابس قبيحة بالمكاتب

صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني
صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني

استخدم شباب الصين طريقة جديدة ومبتكرة لإظهار تمردهم واعتراضهم على ظروف العمل البغيضة، من الرؤساء السيئين إلى الأجور المنخفضة وساعات العمل الطويلة، تتمثل في ارتداء ملابس قبيحة في أماكن عملهم.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد نشر عدد كبير من الشباب في الصين صوراً وفيديوهات يظهرون فيها بملابس غير مهندمة وغير نظيفة، بل وصل الأمر ببعضهم إلى ارتداء بيجامات ونعال المنزل غير النظيفة في المكاتب.

وأنشأ الشباب تحدياً على الإنترنت بعنوان «من هو الشخص الذي سيرتدي أسوأ ملابس للعمل؟»، في تحدٍ واضح للشركات وأصحاب العمل. وقد استخدموا في هذا التحدي هاشتاغات مثل (#grossoutfitforwork) أي «ملابس سيئة مخصصة للعمل»، و(#uglyclothesshouldbeforwork) أي «الملابس القبيحة يجب ارتداؤها في العمل».

وقد اجتذب هاشتاغ (#grossoutfitforwork) أكثر من 140 مليون تفاعل على منصة التواصل الاجتماعي الصينية «ويبو» وحدها.

صورة نشرها أحد المشاركين في التحدي على موقع «ويبو» الصيني

وقال أحد الشباب الذين شاركوا في التحدي: «أعطاني مديري 50 يواناً (نحو 7 دولارات) لغسل ملابسي، وأخبرني أنني لم أصافح العملاء مرة أخرى».

وقال آخر: «مع حصولي على راتب قليل جداً في العمل، وتعاملي مع زملاء عمل سيئين، ماذا تتوقع أن يكون شكل ملابسي؟».

ويأتي هذا التحدي في الوقت الذي ترى فيه البلاد آفاقاً اقتصادية قاتمة ومعدلات بطالة مرتفعة بين الشباب.

وأفادت الحكومة الصينية في يناير (كانون الثاني) بأن معدل البطالة في ديسمبر (كانون الأول) 2023 بلغ 14.9 في المائة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً.

وكان الرقم قد وصل في السابق إلى أعلى مستوى له عند 21.3 في المائة في يونيو (حزيران) الماضي.

ومن جهته، علق بوهان تشيو (29 عاماً)، مؤسس شركة «بوه» للعلاقات العامة والإبداعية ومقرّها شنغهاي على الأمر بقوله إن ارتداء الملابس غير الرسمية للعمل كان دائماً شائعاً في الصين وسيستمر، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيكون منتشراً بشكل خاص في أماكن العمل التي يعمل بها الموظفون لساعات طويلة أو ساعات إضافية».

الشباب ارتدوا ملابس غير مهندمة وغير نظيفة بالعمل (موقع ويبو الصيني)

وأضاف تشيو أنه على الرغم من أن موظفيه لا يرتدون الملابس التي يرتديها الأشخاص في مقاطع الفيديو واسعة الانتشار، فإنهم يميلون إلى ارتداء ملابس مريحة وفضفاضة، وأحياناً يأتون وهم يرتدون السراويل الرياضية والسراويل القصيرة والنعال وما شابه ذلك، وأنه يتقبل ذلك «ما دام أنهم يؤدون مهام عملهم بشكل مبتكر».

ومن ناحيتها، وصفت صحيفة «الشعب» اليومية ظاهرة ارتداء الملابس القبيحة في العمل بأنها نوع من «إهانة الذات».


منظمة تحذر من استغلال المتحرشين بالأطفال لتقنيات الذكاء الاصطناعي

الحكومة البريطانية تستعد لإطلاق استشارة في الأسابيع المقبلة ستتضمن مقترحات لحظر بيع الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16 عاماً (رويترز)
الحكومة البريطانية تستعد لإطلاق استشارة في الأسابيع المقبلة ستتضمن مقترحات لحظر بيع الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16 عاماً (رويترز)
TT

منظمة تحذر من استغلال المتحرشين بالأطفال لتقنيات الذكاء الاصطناعي

الحكومة البريطانية تستعد لإطلاق استشارة في الأسابيع المقبلة ستتضمن مقترحات لحظر بيع الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16 عاماً (رويترز)
الحكومة البريطانية تستعد لإطلاق استشارة في الأسابيع المقبلة ستتضمن مقترحات لحظر بيع الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16 عاماً (رويترز)

حذرت منظمة خيرية لمكافحة إساءة معاملة الأطفال من أنه يتم تشجيع متحرشين بالأطفال على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد صور عارية للأطفال، بهدف ابتزازهم لتزويد المعتدين بمحتوى إباحي أكثر تطرفا، بحسب تقرير لصحيفة «الغارديان».

وقالت مؤسسة مراقبة الإنترنت، إنها عثرت على دليل إرشادي على شبكة الإنترنت المظلم (Dark Web)، يتضمن قسما يحث المجرمين على استخدام برامج «التعرية» لإزالة الملابس من الصور التي يرسلها لهم الأطفال.

وأشارت المؤسسة التي تعمل على إيجاد وإزالة مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت، إلى انه يمكن استخدام الصورة التي تم التلاعب بها لابتزاز الطفل وإكراهه على إرسال مواد إباحية أكثر خطورة.

وقالت المؤسسة: «هذا هو الدليل الأول الذي رأيناه على أن الجناة ينصحون ويشجعون بعضهم بعضا على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لهذه الأغراض».

هل يمكن مراقبة مولدات صور الذكاء الاصطناعي لمنع ذلك؟

سبق أن حذرت الجمعية الخيرية، العام الماضي، من ارتفاع حالات الابتزاز الجنسي، حيث يتم التلاعب بالضحايا لإرسال صور جنسية لأنفسهم ثم يتم تهديدهم بنشر تلك الصور ما لم يدفعوا المال.

كما أشارت المؤسسة إلى نماذج أولى من استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى إساءة «واقعي بشكل مذهل».

ويتباهى مؤلف الدليل الذي يقع في نحو 200 صفحة، بأنه «نجح في ابتزاز فتيات يبلغن من العمر 13 عاما لإرسال صور عارية عبر الإنترنت».

وقالت المؤسسة إنها أرسلت الدليل الذي عثرت عليه إلى وكالة الجرائم الوطنية في المملكة المتحدة.

والشهر الماضي، كشفت «الغارديان»، أن حزب العمال يدرس حظر الأدوات التقنية التي تسمح للمستخدمين بإنشاء صور للأشخاص من دون ملابس.

وذكرت المؤسسة الخيرية في تقريرها السنوي، أن عام 2023 كان «أكثر الأعوام تطرفا على الإطلاق».

وأشارت إلى أنها عثرت على أكثر من 275 ألف صفحة ويب لمحتويات تتضمن اعتداءات جنسية على الأطفال العام الماضي، وهو أعلى رقم تسجله، وحددت كمية قياسية من المواد التي تندرج ضمن «الفئة أ»، والتي يمكن أن تشمل أشد الصور وحشية.

ولفتت المؤسسة إلى أن أكثر من 62 ألف صفحة تحتوي على محتوى من «الفئة أ»، مقارنة بـ 51 ألفاً في العام السابق، 2022.

وكشفت المؤسسة أنها عثرت على 2401 صورة لمواد اعتداء جنسي على الأطفال مُنتَجة ذاتيا، وهي المواد التي يتم فيها استغلال الضحايا أو تهديدهم لتصوير الانتهاكات الجنسية بحق أنفسهم، وقد تم إنتاج هذه الصور من قبل أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات. وأفاد محللون بأنهم لاحظوا وقوع هذه الاعتداءات في بيئات منزلية مثل غرف النوم والمطابخ.

وقالت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة سوزي هارغريفز، إن المجرمين الانتهازيين الذين يحاولون التلاعب بالأطفال «ليسوا تهديدا بعيدا».

وأكدت أنه «إذا كان الأطفال دون سن السادسة مستهدفين بهذه الطريقة، فنحن بحاجة إلى إجراء محادثات مناسبة لأعمارهم الآن للتأكد من أنهم يعرفون كيفية اكتشاف المخاطر».

وأوضحت هارغريفز أن قانون سلامة الإنترنت، الذي تم إقراره العام الماضي ويفرض واجب الرعاية على شركات وسائل التواصل الاجتماعي لحماية الأطفال يحتاج لأن يكون فعالا.

من جهته، قال توم توجندهات، وزير الدولة للأمن ببريطانيا، إن على الآباء أن يتحدثوا مع أطفالهم حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وحذر من أن «المنصات التي تفترض أنها آمنة قد تشكل خطرا»، مضيفا أن على شركات التكنولوجيا تقديم ضمانات أقوى لمنع الإساءة.

ووفقا للأبحاث التي نشرتها جهة تنظيم الاتصالات البريطانية «أوفكوم» الأسبوع الماضي، فإن ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات يمتلكون هاتفا جوالا، ونصف الأطفال دون سن 13 عاما لديهم حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتستعد الحكومة لإطلاق استشارة في الأسابيع المقبلة ستتضمن مقترحات لحظر بيع الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16 عاما ورفع الحد الأدنى لسن مواقع التواصل الاجتماعي من 13 إلى 16 عاما، وفق «الغارديان».


سيلين ديون تفصح عن تفاصيل حياتها مع المرض... وتتحدث عن «يأس» البداية

المغنية العالمية سيلين ديون (رويترز)
المغنية العالمية سيلين ديون (رويترز)
TT

سيلين ديون تفصح عن تفاصيل حياتها مع المرض... وتتحدث عن «يأس» البداية

المغنية العالمية سيلين ديون (رويترز)
المغنية العالمية سيلين ديون (رويترز)

تحدثت المغنية العالمية سيلين ديون عن حياتها مع متلازمة الشخص المتصلب (SPS)، حيث وصفت يأسها في المراحل الأولى من الإصابة وطرحت خياراتها وأهدافها للمرحلة المقبلة.

وفي عام 2022 أعلنت ديون (56 عاماً) إصابتها بمتلازمة الشخص المتصلب، وهي عبارة عن اضطراب مناعي ذاتي وعصبي نادر للغاية، يسبب تصلباً في الجذع والأطراف. تشمل الأعراض أيضاً تشنجات العضلات التي أثرت في قدرة ديون على الغناء والأداء، ويمكن أن تحدث بسبب المحفزات البيئية، مثل الضوضاء العالية، أو الإجهاد العاطفي.

وسبق أن قالت ديون إن المرض سبّب لها صعوبات في المشي والغناء، ما اضطرها إلى تعليق مسيرتها وإلغاء جميع مواعيد جولتها في 2023 و2024.

وفي حديثها لمجلة «فوغ» الفرنسية، وصفت ديون المراحل الأولى من اكتشاف تلك الإصابة، وقالت: «في البداية كنت أسأل نفسي: لماذا أنا؟ كيف حدث هذا؟ ماذا فعلت؟ هل هذا خطئي؟ الحياة لا تعطيك أي إجابات، عليك فقط أن تعيشها، لدي هذا المرض لسبب غير معروف».

وأضافت: «من وجهة نظري، لدي خياران، إما أن أتدرب كالرياضيين وأعمل بجهد كبير، أو أتوقف عن العمل وينتهي الأمر، أبقى في المنزل، أستمع إلى أغنياتي، وأقف أمام مرآتي وأغني لنفسي».

واختارت ديون «العمل بكل جسدي وروحي، من الرأس إلى أخمص القدمين، مع فريق طبي»، حسبما عبرت، وقالت: «أريد أن أكون أفضل ما أستطيع أن أكون، هدفي هو رؤية برج إيفل مرة أخرى... لدي هذه القوة بداخلي... أعلم أن لا شيء سيوقفني».

وبينما لا يوجد حالياً علاج لمتلازمة الشخص المتصلب، «تتعلم ديون التعايش مع المرض»، وفقاً لها. وأضافت: «أخضع للعلاج الرياضي والجسدي والصوتي خمسة أيام في الأسبوع. أعمل على أصابع قدماي، وركبتاي، وساقاي، وأصابعي، وغنائي وصوتي».

ورغم أنها لا تستطيع تأكيد عودتها إلى المسرح، قالت: «منذ أربع سنوات كنت أقول لنفسي إنني لن أعود... لا أستطيع أن أقول نعم سأعود خلال أربعة أشهر، لا أعرف... جسدي سيخبرني. أنا أعمل بجد للغاية وسيكون الغد أكثر صعوبة. غداً يوم آخر. ولكن هناك شيئاً واحداً لن يتوقف أبداً، وهو الإرادة».

وفي الأشهر الأخيرة، ظهرت ديون علناً، ما أعطى المشجعين الأمل في أنها قد تتمكن من الأداء مرة أخرى. وفي فبراير (شباط)، حضرت حفل توزيع جوائز «غرامي»؛ حيث قدمت لتايلور سويفت جائزة ألبوم العام.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، شاركت مغنية «My Heart Will Go On»، البالغة من العمر 55 عاماً، أنه تم تشخيص إصابتها بحالة عصبية غير قابلة للشفاء، وكانت تلغي مواعيد جولتها المقبلة.

وأعربت سيلين ديون عن أملها في الغناء مرة أخرى على المسرح، رغم ظروف مرضها. وكتبت عبر «إنستغرام» في مارس (آذار) الماضي في اليوم العالمي للتوعية بمتلازمة الشخص المتصلب أنها تود الغناء مجدداً.


حالة نادرة... تبرئة بلجيكي من القيادة تحت تأثير الكحول لأن جسمه «يفرزه»

مشهد من أعلى لمدينة بروكسل في بلجيكا (أرشيفية - أ.ف.ب)
مشهد من أعلى لمدينة بروكسل في بلجيكا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

حالة نادرة... تبرئة بلجيكي من القيادة تحت تأثير الكحول لأن جسمه «يفرزه»

مشهد من أعلى لمدينة بروكسل في بلجيكا (أرشيفية - أ.ف.ب)
مشهد من أعلى لمدينة بروكسل في بلجيكا (أرشيفية - أ.ف.ب)

قالت محامية إنه تمت تبرئة ساحة رجل بلجيكي من تهمة القيادة تحت تأثير الكحول أمس الاثنين لأنه يعاني من متلازمة التخمر الذاتي، وهي حالة نادرة ينتج فيها الجسم الكحول.

وأبلغت المحامية آنس جيسكيير وكالة «رويترز» للأنباء بأن موكلها يعمل في مصنع للجعة فيما يمثل «مصادفة مؤسفة أخرى»، لكن ثلاثة أطباء فحصوه بشكل مستقل أكدوا أنه يعاني من المتلازمة.

وقالت وسائل إعلام بلجيكية إن القاضي أكد في حكمه أن المدعى عليه، الذي لم يُذكر اسمه تماشياً مع العرف القضائي المحلي، لم يعانِ من أعراض الثمالة.

وأوضحت ليزا فلورين، عالمة الأحياء الإكلينيكية التي تعمل مع مستشفى إيه.زي. سينت لوكاس البلجيكي، أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة ينتجون نوع الكحول نفسه الموجود في المشروبات الكحولية، لكنهم بشكل عام يشعرون بآثاره بنسبة أقل.

وأضافت أن الأشخاص لا يولدون مصابين بمتلازمة التخمر الذاتي، لكن يمكن أن يصابوا به عندما يعانون من عرض آخر مرتبط بالأمعاء.


لتكون «من أسعد الناس»... وازن بين هذه «المغذيات» الـ3

الهدف هو السعي باستمرار من أجل أن نكون أكثر سعادة (رويترز)
الهدف هو السعي باستمرار من أجل أن نكون أكثر سعادة (رويترز)
TT

لتكون «من أسعد الناس»... وازن بين هذه «المغذيات» الـ3

الهدف هو السعي باستمرار من أجل أن نكون أكثر سعادة (رويترز)
الهدف هو السعي باستمرار من أجل أن نكون أكثر سعادة (رويترز)

لطالما بحث عالم الاجتماع آرثر سي. بروكس، الذي يقوم بتدريس مادة عن السعادة في جامعة هارفارد، عن إجابات حول ما يعنيه أن تكون سعيداً، وتوصل إلى بعض الاستنتاجات، وفقاً لتقرير شبكة «سي إن بي سي».

في كتاب بروكس الأخير مع أوبرا وينفري، يشرح الثنائي أن هدف الحياة لا ينبغي أن يكون تحقيق السعادة، بل السعي باستمرار من أجل أن تكون «أكثر سعادة».

وغالباً ما يؤكد بروكس أن السعادة ليست غاية، بل هي اتجاه، وهو شيء يجب أن تهدف إلى زيادته من دون وضع هدف نهائي في الاعتبار.

وقال بروكس في برنامج إذاعي: «أسعد الناس يستمتعون بحياتهم. إنهم يشعرون بالرضا الشديد في أنشطتهم، ولديهم إحساس بالهدف حول سبب بقائهم على قيد الحياة».

وتحدث بروكس عن 3 مغذيات كبرى للسعادة، هي الاستمتاع أو اللذة، الرضى أو إشباع الرغبات، والهدف.

الاستمتاع

وبحسب بروكس، فإن الناس غالباً ما يفترضون أن الاستمتاع هو مجرد المتعة، لكنه أوضح أن السعي المستمر وراء التجارب الممتعة البحتة هو طريقة فظيعة لعيش حياة مُرضية.

وقال: «ما يتعين علينا القيام به بالمناسبة ليس التخلص من مصادر المتعة، بل إضافة شيئين يجعلانها أكثر إنسانية»، فمثلا يمكنك الشعور بالاستمتاع عندما تأخذ مصدراً للمتعة وتضيف إليه أشخاصاً، وذاكرة، وفقاً له.

وفي وقت هناك تجارب يمكنك الاستمتاع بها بمفردك، مثل قراءة كتاب، أو التأمل، أو الاستماع إلى الموسيقى، يقترح بروكس الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، مثل الخروج لتناول وجبة غداء، أو عشاء، أو مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة على وسائل التواصل الاجتماعي مع أشخاص تستمتع بقضاء الوقت معهم.

إشباع الرغبة

إشباع الرغبات أو الشعور بالرضى «هو الفرحة والمكافأة التي تحصل عليها بعد أن تكافح من أجل شيء ما»، على حد وصف بروكس.

وقال: «نحن كبشر، نحتاج إلى النضال، نحتاج إلى الكفاح، نحتاج إلى التضحية، بل نحتاج إلى الألم في حياتنا، لأن هذه هي الطريقة التي نكسب بها شيئاً ما. فعندما تشعر أن شيئاً تملكه هو شيء اكتسبته، فإن ذلك يجعله أكثر قيمة بالنسبة لك في النهاية.»

وأعطى بروكس مثالاً يوضح معنى إشباع الرغبات: «السبب الذي يجعل الناس ليسوا سعداء كما ينبغي هو أنهم لا يستمتعون بالعشاء. لأنهم لم يجوعوا أبداً».

كما استخدم أيضاً مثالاً يوضح كيف أن طلابه في جامعة هارفارد لن يكونوا راضين عن النجاح في الاختبار إذا قاموا بالغش، مقارنة بما إذا كانوا قد عملوا بجد للدراسة من أجل الامتحان. وأوضح أننا «نريد تأجيل إرضائنا للحصول على مكافآت حقيقية».

الهدف

وشرح بروكس أن الهدف هو الشعور بأن حياتك لها معنى. ومن بين جميع «المغذيات الكبيرة» الثلاثة، فإن الهدف هو الذي تحتاج إلى تجربته أكثر من غيره.

وبحسب بروكس فإن هناك ثلاثة أجزاء فرعية للمعنى:

التماسك: لماذا تحدث الأشياء بالطريقة التي تحدث بها؟

الغرض: لماذا تتكشف حياتي بهذه الطريقة؟ ما هي أهدافي، وما هو اتجاهي؟

الأهمية: لماذا يهم أنني على قيد الحياة؟

وقال إنه «لا توجد إجابات صحيحة على هذه الأسئلة، لأن الإجابات ذاتية للجميع. الإجابات الخاطئة الوحيدة على هذه الأسئلة هي عدم وجود إجابات، وهذا ليس فشلا».

وأضاف: «إنها في الواقع نتيجة جيدة حقاً إذا فشلت، لأنك تعرف ما الذي يجب أن تبدأ البحث عنه».

وإذ أكد أن الأمر يتطلب الكثير من العمل للعثور على هدفك، شدد على أن المهم حقاً التفكير في الأمر، والحصول على إحساس بالاتجاه.


حرب كلامية بين ماسك ورئيس وزراء أستراليا بسبب فيديو حادث الطعن بكنيسة

إيلون ماسك (أ.ف.ب)
إيلون ماسك (أ.ف.ب)
TT

حرب كلامية بين ماسك ورئيس وزراء أستراليا بسبب فيديو حادث الطعن بكنيسة

إيلون ماسك (أ.ف.ب)
إيلون ماسك (أ.ف.ب)

أمرت محكمة أسترالية منصة «إكس» بإخفاء منشورات تتعلق بحادث طعن أسقف في سيدني، مما يصعد الحرب الكلامية بين مالك منصة التواصل الاجتماعي إيلون ماسك ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، حسبما نشرت «رويترز».

وانتقد ألبانيز ماسك اليوم الثلاثاء، واصفاً إياه بأنه «ملياردير متعجرف»، لأنه رفض دعوات الحكومة الأسترالية لإزالة محتوى المنشورات. وحظرت «إكس» المحتوى لمستخدميها داخل أستراليا، لكنها قالت إنها لن تحظرها للمستخدمين خارج البلاد، بحجة أن الحكومة ليس لديها سلطة لإملاء المحتوى الذي يمكن لمستخدميها رؤيته على مستوى العالم.

وانتقد ماسك رئيس الوزراء الأسترالي، قائلاً إن الحكم يعني أن أي دولة يمكنها السيطرة على «الإنترنت بالكامل».

وأظهرت مقاطع مصورة للهجوم نُشرت على الإنترنت المهاجم، الذي قيده المصلون، وهو يصرخ في الأسقف «لإهانته للإسلام»، على حد قوله. واتهمت الشرطة مراهقاً يبلغ من العمر 16 عاماً بارتكاب جريمة إرهابية بسبب الهجوم.

وطالبت مفوضة السلامة الإلكترونية منصة «إكس» بإزالة بعض المنشورات التي علقت علناً على الهجوم، والتي يمكن أن تتضمن مقاطع مصورة.

وأظهرت وثائق المحكمة أن القاضي جيفري كينيت أمر منصة «إكس»، خلال جلسة استماع، بحجب الوصول إلى تلك المنشورات حتى بعد ظهر غد الأربعاء، لحين النظر في الأمر مرة أخرى.

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

وقال ألبانيز إن وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية، مشيراً إلى أن ماسك يكافح من أجل إبقاء المحتوى العنيف على منصته.

وأضاف خلال حديثه للهيئة الإذاعة الوطنية اليوم: «سنفعل ما هو ضروري لمواجهة هذا الملياردير المتعجرف الذي يعتقد أنه فوق القانون، بل والآداب العامة أيضاً».

وأوضح ألبانيز أن «ما تفعله مفوضة السلامة الإلكترونية هو القيام بعملها لحماية مصالح الأستراليين».

كان ماسك قد أطلق في وقت سابق على مفوضة السلامة الإلكترونية لقب «مفوضة الرقابة الأسترالية»، مما دفع ألبانيز لتوبيخ المنصة التي وصف معركتها ضد إزالة المحتوى العنيف بأنها «غير عادية».

وقال ماسك في منشور على «إكس» قبل ساعات من صدور تعليقات ألبانيز اليوم: «أود أن أتوقف لحظة لأشكر رئيس الوزراء (الأسترالي) على إبلاغ الجمهور بأن هذه المنصة هي المنصة الوحيدة الصادقة».

ونشر ماسك صورة تعبيرية تظهر أن «إكس» ترمز إلى «حرية التعبير والحقيقة»، بينما تظهر وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى على أنها منصات تمثل «الرقابة والدعاية».

من جهة أخرى، هاجم ماسك أستراليا بسبب محاولات البلاد حظر لقطات لطعن داخل كنيسة في سيدني على منصة «إكس».

وكتب ماسك على «إكس»: «قلقنا هو أنه إذا سمح لأي دولة بفرض رقابة على المحتوى لجميع البلدان، وهو ما يطالب به مفوض السلامة الإلكترونية الأسترالي، فما الذي يمنع أي بلد من التحكم في الإنترنت بالكامل».

وأضاف: «لقد فرضنا بالفعل رقابة على المحتوى المعني بأستراليا، في انتظار الاستئناف القانوني، ويتم تخزينه فقط على خوادم في الولايات المتحدة الأميركية».


جائزة الملك فيصل تحتفي بالمتميزين في خدمة الإسلام والطب والعلوم

تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)
تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)
TT

جائزة الملك فيصل تحتفي بالمتميزين في خدمة الإسلام والطب والعلوم

تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)
تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كرّمت جائزة الملك فيصل العالمية، الاثنين، خمس شخصيات عربية وعالمية تميّزت في مجالات خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والطب والعلوم.

وفي مستهل الحفل، هنأ الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الفائزين بالجائزة التي وصفها بأنها «تحمل اسم الشهيد في بلد عتيد، ورايته الإسلام المجيد، وتحت رعاية مليكه الصنديد»، مشيراً إلى أنها تأسّست لتكريم العلم والعلماء من حول العالم الذين يساهمون في تقدم البشرية وخدمة الإنسانية.

وأكد الأمير تركي أن الجائزة - التي بدأت قبل نحو خمسة عقود - تأتي «لتكريم المنجز العلمي دون النظر لأي اعتبارات جغرافية أو عرقية أو دينية أو مذهبية، مما جعلها تغدوا محل تقدير للجامعات والمراكز العلمية حول العالم».

الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز (تصوير: بشير صالح)

ونالت «جمعية مسلمي اليابان» جائزة خدمة الإسلام هذا العام تقديراً لجهودها الحثيثة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز التفاهم والتسامح في المجتمع الياباني، حيث تأسّست الجمعيّة عام 1952 تحت اسم «مجتمع الأصدقاء اليابانيين»، وعملت على خدمة ورعاية المسلمين هناك، والدفاع عن مصالحهم، كما أولت اهتماماً خاصاً بتعليم النشء المسلم، وتثقيفهم وتمكينهم من فهم دينهم وثقافتهم.

وقال يحيى إندو رئيس الجمعية، في كلمته خلال الحفل، إنها حققت منذ تأسيسها العديد من المنجزات التي تخدم الإسلام، وعلى رأسها مشروع أول ترجمة للقرآن الكريم للغة اليابانية من قبل المسلمين، الذي تولاه رئيسها الثاني الراحل عمر ميتا، عام 1972، كما ترجمت عدداً من كتب التفسير، والحديث، والسيرة النبوية، وساهمت في تأليف وترجمة مواد تعريفية بالإسلام وتوزيعها.

يحيى اندو (تصوير: بشير صالح)

ومُنحت جائزة خدمة الإسلام إلى الدكتور محمد السمّاك، الذي ترك بصمةً في ميدان تلاقي الأديان من خلال دوره الحواري منذ نصف قرن بين المرجعيات الدينيّة المختلفة، حيث تمّ اختياره لنيل الجائزة؛ لإسهاماته الفعّالة في مؤتمرات حول العلاقة بين الإسلام والمعتقدات الأخرى، وأدواره القيادية في مؤسسات مختلفة مكرّسة للتسامح والسلام.

ويتبوّأ السماك حالياً منصب أمين عام اللجنة الوطنية للحوار المسيحي الإسلامي، والأمين العام للأمانة الدائمة للقمة الروحيّة الإسلاميّة في لبنان.

الدكتور محمد السماك (تصوير: بشير صالح)

وفي فرع الدراسات الإسلامية التي تناول موضوعها هذا العامّ «النظم الإسلاميّة وتطبيقاتها المعاصرة»، تسلّم الجائزة الدكتور وائل حلاق، أستاذ مؤسسة أفالون للعلوم الإنسانيّة في جامعة كولومبيا، وذلك لتقديمه مرجعية علمية موازية للكتابات الاستشراقية التقليدية المؤثرة في الجامعات العالمية، ونجاحه في بناء دليل لتطور التشريع الإسلامي عبر التاريخ.

البروفيسور وائل الحلاق (تصوير: بشير صالح)

أمّا جائزة اللغة العربيّة والأدب التي كان موضوعها هذا العامّ «جهود المؤسسات خارج الوطن العربي في نشر اللغة العربيّة»، فقد قَرَّرت لجنة الاختيار للجائزة، حجبها، نظراً لأن الأعمال المرشحة لم تحقّق معاييرها.

ومُنحت جائزة الطبّ لهذا العام، وموضوعها «علاجات الإعاقات الطرفية» للبروفيسور الأميركي جيري ميندل، مدير مركز العلاج الجيني في مستشفى نايشن وايد للأطفال؛ لعمله الرائد في الفحص والتشخيص المبكر، وعلاج المرضى الذين يعانون من ضمور العضلات الشوكي والحثل العضلي من نمط دوشين، والضمور العضلي لحزام الأطراف.

ويعدّ البروفيسور ميندل أول باحث يوضح سلامة وفعالية الجرعات العالية من علاج نقل الجينات بوساطة الارتباط بالفيروس الغدي لمرضى ضمور العضلات الشوكي من النوع الأول، وهو علاج تمت الموافقة عليه عالمياً.

وقال ميندل في كلمته، إن مبادئ الجائزة التي تعكس رؤية الملك فيصل ومساعيه لتخفيف المعاناة الإنسانية تتناغم مع رؤيته الشخصيّة والإنجازات التي حققتها خلال حياته، حيث بذل كل ما بوسعه لتحسين حياة المرضى المصابين بأمراض عصبية عضلية، وإطالة أعمارهم.

البروفيسور جيري ميندل (تصوير: بشير صالح)

أمّا في فرع العلوم «علم الحياة»، فمُنحت الجائزة للبروفيسور هاورد تشانغ، الأستاذ في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة؛ لإسهاماته الرائدة في تفسير الدور الذي يلعبه الحمض النووي الريبوزي غير المشفر في تنظيم وعمل الجينات، بعد أن كان من المعتقد أن 98 بالمائة من الحمض النووي البشري عديم الفائدة.

وقام البروفيسور تشانغ بتطوير وسائل مبتكرة للتعريف بالمواقع المنظِمة داخل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين، وكان لهذه الاكتشافات تأثير بالغ الأهمية في تخصص الأحياء الجزيئية وعلم الوراثة، وفي فهم الأمراض البشرية المعقدة.

وذكر في كلمته أن أبحاثهم طرحت تساؤلات عن كيف تقرر الخلايا ومتى وأين تقوم بتشغيل الجينات المختلفة، وكيف يتم تمرير هذه القرارات مع مرور الوقت، لتقود الدراسات التي أجراها مع فريقه إلى فئة جديدة من الحمض النووي الريبوزي، تسمى «الطويل غير المشفر»، والذي يساعد الخلايا على تذكر مصيرها الخلوي، مما أدى إلى معرفة دور الاختلافات الجينية الموروثة في الإصابة بالأمراض، وخاصة المناعية، والمساعدة في التعامل مع الطفرات التي تنشأ في حالات السرطان.

البروفيسور هاورد تشانغ (تصوير: بشير صالح)

يشار إلى أنه منذ عام 1979، كرّمت الجائزة 295 فائزاً ساهموا في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، وقدّموا أبحاثاً متميزة، وتوصّلوا لاكتشافات فريدة، وابتكارات استثنائية في مجالات خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية، والأدب، والطب، والعلوم.


صدارة سعودية في جوائز «هوليوود للفيلم العربي»


طارق الجنايني خلال تسلم جائزة «هجان» (الشرق الأوسط)
طارق الجنايني خلال تسلم جائزة «هجان» (الشرق الأوسط)
TT

صدارة سعودية في جوائز «هوليوود للفيلم العربي»


طارق الجنايني خلال تسلم جائزة «هجان» (الشرق الأوسط)
طارق الجنايني خلال تسلم جائزة «هجان» (الشرق الأوسط)

كان للسينما السعودية النصيب الأكبر من جوائز الدورة الثالثة لمهرجان «هوليوود للفيلم العربي» بفيلمي «إلى ابني» لظافر العابدين و«هجان» لأبو بكر شوقي.

ففي حين فاز الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» لمحمد كردفاني بجائزة المهرجان الذهبية بوصفه أفضل فيلم، نال «إلى ابني» جائزة «لجنة التحكيم الخاصة بالسيناريو» مناصفة بين كاتبي سيناريو الفيلم ظافر العابدين وصفاء المسعدي، بالإضافة إلى الجائزة البلاتينية، وهي الجوائز التي تسلمها ظافر العابدين وسط تصفيق حادٍ من الحضور، فيما نال المخرج شوقي جائزة الإخراج عن «هجان» الذي حصد بطله عمر العطاوي جائزة أفضل ممثل.

ونال فيلم «مقسوم» جائزة تصويت الجمهور، وهي الجائزة التي تسلمتها الفنانة ليلى علوي التي حضرت الفيلم مع الجمهور وشاركت في الندوة الخاصة به بعد انتهاء عرضه. وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير لفيلم «وذكرنا وأنثانا» للمخرج أحمد الياسر، فيما نال فيلم «خطى أب» جائزة أفضل فيلم طلبة في المهرجان. ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لفيلم «بول يتحدث» للمخرجة روزانا قاسم، وهو التنويه نفسه الذي ناله الفيلم اللبناني القصير «إذا غرقت الشمس في بحر الغمام» للمخرج وسام شرف.

وشهد حفل الختام الذي أقيم مساء الأحد توجيه تحية خاصة للفنان الراحل صلاح السعدني؛ تقديراً لمسيرته الفنية الطويلة، فيما نعته الفنانتان ليلى علوي وإلهام شاهين على خشبة المسرح، بالحديث عنه وعن ذكرياتهما معه بعدما عُرض مقطع قصير عن مسيرته الفنية، ووقف الحضور دقيقة صمت حداداً على رحيله.


مقاطعة الأسماك في بورسعيد المصرية تثير ردوداً متباينة

محافظة بورسعيد المصرية (الشرق الأوسط)
محافظة بورسعيد المصرية (الشرق الأوسط)
TT

مقاطعة الأسماك في بورسعيد المصرية تثير ردوداً متباينة

محافظة بورسعيد المصرية (الشرق الأوسط)
محافظة بورسعيد المصرية (الشرق الأوسط)

يُعِدّ سكان المدن الساحلية المصرية ومن بينها بورسعيد (شمال شرقي القاهرة)، الأسماك وجبة رئيسية لتنوعها ووفرتها ورخص أسعارها مقارنة ببقية المدن الأخرى، لكن ثمة تغيّرات وأسباباً دفعت بعض سكان مدينة بورسعيد إلى الدعوة لمقاطعة شراء الأسماك لإجبار البائعين على تخفيض الأسعار.

ودشنت صفحات «وغروبات» تابعة لناشطين من بورسعيد دعوات لمقاطعة الأسماك، وهو ما أثار ردوداً متباينة بين مؤيد ومعارض.

واتهم مواطنون من بورسعيد التّجار برفع سعر الأسماك بشكل غير مسبوق رغم تنوع مواردها في المدينة وتعدّد مواسم وفرة كثير من أنواعها.

ووفق محمد كمال، مصور فوتوغرافي في بورسعيد، وأحد الناشطين المهتمين بتراث المدينة، فإن «ارتفاع أسعار الإيجارات في سوق الأسماك الجديدة وسحب موجة غلاء أسعار المنتجات الأخرى على الأسماك وإقبال زائري المدينة من خارج المحافظة على شرائها، كلها أمور أسهمت في ارتفاع أسعار الأسماك بالمدينة، ما دفع الأهالي إلى تدشين حملات المقاطعة».

سوق أسماك بورسعيد (صفحة «السوق الجديد ببورسعيد» على «فيسبوك»)

وفي حين يعوّل المواطنون على استجابة التجار لحملة المقاطعة وشراء ما يحتاجونه من سوق منطقة علي بن أي طالب في حي الزهور بالمدينة، المعروفة برخص أسعارها مقارنة بالأسواق الحضرية الجديدة، يراهن كبار تجار الأسماك على زائري المدينة من المحافظات الأخرى والذين يُقبلون على شراء الأسماك من السوق الجديدة، خصوصاً في أيام الخميس والجمعة والسبت، حسب كمال، الذي يضيف لـ«الشرق الأوسط»، أن «ارتفاع أسعار الأسماك في الآونة الأخيرة أثار غضب سكان المدينة التي تُعدّ شبه جزيرة، إذ يحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الشرق مجرى قناة السويس ومن الجنوب والغرب بحيرة المنزلة»، موضحاً أن «سكان المدينة لم يشعروا بتحسن في الأسعار رغم افتتاح مزارع سمكية جديدة بقناة السويس».

وتداول متابعون صوراً للسوق الجديدة وهي تشهد إقبالاً ضعيفاً من المشترين، للإشارة إلى انخفاض الأسعار استجابة للحملة.

السوق الجديدة ببورسعيد (صفحة «السوق الجديد ببورسعيد» على «فيسبوك»)

وقال وسام الصفتي، صاحب دعوة مقاطعة شراء الأسماك في بورسعيد، إن المقاطعة بدأت الأحد وستستمر لمدة أسبوع كامل، مضيفاً أن «كيلو الشبّار وصل سعره في الأسواق إلى 200 جنيه مصري»، مشيراً إلى أن المواطن البسيط في بورسعيد يعيش على تناول الأسماك ولا يتحمل ارتفاع أسعارها.

في المقابل، قال عبده رضوان رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية، إن هناك عوامل عدّة ترتبط بالسعر؛ منها أسعار الوقود لمراكب الصيد، وكذا وقود السيارات التي تنقل الأسماك إلى الأسواق وعدد العمالة التي تمتهن المهنة سواء من الصيادين أو البائعين، وكلٌ منهم مسؤول عن أسرٍ ويبحث عن سدّ احتياجاتهم من المستلزمات الأخرى.

وشدّد رضوان في تصريحات صحافية على «ضرورة تخفيض أسعار المنتجات الغذائية الأخرى على غرار اللحوم الحمراء والدواجن وعدم قصر الأمر على الأسماك»، متسائلاً: «كيف يبيع تاجر السمك بهامش ربح صغير وغيره من تجار السّلع الأخرى يحققون مكاسب كبيرة؟».

وأكد رضوان انعقاد اجتماع طارئ لأعضاء الشعبة لبحث تداعيات إعلان أهالي بورسعيد مقاطعة شراء الأسماك لمدة أسبوع.

وتتضمن أسواق الأسماك في بورسعيد أنواعاً كثيرة من بينها «البلطي والبوري والشبّار والماكريل وقشر البياض والدنيس والقاروص واللوت وموسى بجانب الجمبري».

إقبال كبير على السوق قبل حملة المقاطعة (صفحة «السوق الجديد ببورسعيد» على «فيسبوك»)

ووفق صلاح الدين مصيلحي، رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، فقد شهدت مصر قفزة قوية في إنتاج الأسماك خلال عام 2023، حيث بلغ إجمالي ما أُنتج نحو مليوني طن، منها 1.6 مليون طن من الاستزراع السمكي، بنسبة 80 في المائة، و400 ألف طنّ من المصائد الطبيعية في البحيرات والبحرين الأبيض والأحمر ونهر النيل.

وتطلّ مصر على السواحل البحرية بطول آلاف الكيلومترات، وتضمّ عدداً كبيراً من موانئ الصيد في المدن الساحلية.

ونفّذت مصر خلال السنوات الماضية مشروعاً قومياً طموحاً لزيادة إنتاج الأسماك، حيث دُشّنت مشروعات «بركة غليون»، و«مثلث الديبة»، و«شرق التفريعة»، و«شركة قناة السويس».

وفي حين يرى نشطاء أن تلك المشروعات لم تسهم في انخفاض الأسعار، فإن الخبير الاقتصادي الدكتور مدحت نافع يشدّد على أن النظرة إلى تلك المشروعات بوصفها عاملاً رئيسياً في انخفاض الأسعار قد تكون سطحية، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأسماك تُعدّ من السلع البديلة التي قد يلجأ إليها المواطنون في حال ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، وبالتالي زيادة سعرها متأثرة بزيادة الطّلب عليها وبحالة الغلاء في مصر بشكل عام».

البوري والبلطي والدنيس والجمبري من أشهر الأنواع ببورسعيد (صفحة «السوق الجديد ببورسعيد» على «فيسبوك»)

وفرّق نافع بين حملات المقاطعة التي تهدف إلى تخفيف الاستهلاك من أجل ضبط الأسعار، وحملات المقاطعة التي تهدف إلى إلحاق العقوبات، عادّاً أن النوع الأول يكون مفيداً أكثر لأن العقوبة تلحق الضرر بالعاملين المحليين والبائعين البسطاء.

وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من الأسماك في مصر 88 في المائة، ومن المتوقع أن يصل حجم إنتاج الأسماك في مصر إلى 3 ملايين طنّ خلال عام 2030، وفق مصيلحي الذي أضاف في تصريحات لوسائل إعلام محلية في فبراير (شباط) الماضي، أن «كمية صادرات مصر من الأسماك بلغت 29 ألف طنّ، في حين بلغت كمية الأسماك المستوردة نحو 373 ألف طن حسب إحصاء عام 2021».