عندما يصبح تحقيق المكاسب المالية على حساب صحة اللاعبين

جدول المباريات المزدحم أصبح فوضوياً... وفترات الراحة أصبحت شبه معدومة

الجدول المزدحم للمباريات يؤثر تأثيراً كبيراً على صحة اللاعبين ورفاهيتهم (أ.ف.ب)
الجدول المزدحم للمباريات يؤثر تأثيراً كبيراً على صحة اللاعبين ورفاهيتهم (أ.ف.ب)
TT

عندما يصبح تحقيق المكاسب المالية على حساب صحة اللاعبين

الجدول المزدحم للمباريات يؤثر تأثيراً كبيراً على صحة اللاعبين ورفاهيتهم (أ.ف.ب)
الجدول المزدحم للمباريات يؤثر تأثيراً كبيراً على صحة اللاعبين ورفاهيتهم (أ.ف.ب)

بالنسبة لعشاق كرة القدم، كان من المفترض أن تكون فترة أعياد الكريسماس ورأس السنة أفضل وقت في العام، إذا اعتادت كرة القدم الإنجليزية على إقامة عدد كبير من المباريات أمام حشود هائلة من الجماهير في هذه الفترة. وأصبح الذهاب لمشاهدة المباريات في هذا التوقيت من كل عام طقساً من الطقوس الأساسية والقديمة للعديد من العائلات. لكن ربما حدثت حالة من التشبع لدى الجماهير في الوقت الحالي، بعدما استمتعت بمنافسات كأس العالم 2022 بقطر على مدار شهر كامل.
وأصبح جدول المباريات لشهر يناير (كانون الثاني) فوضوياً، حيث يضم عدداً كبيراً من المباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، في الوقت الذي تقام فيه مباريات الكؤوس المحلية في أي فترة زمنية متاحة، وهو الأمر الذي جعل حتى عشاق كرة القدم يرغبون في الحصول على بعض الراحة من مشاهدة المباريات.
من المؤكد أن هذه ظروف استثنائية وفريدة من نوعها بسبب إقامة كأس العالم في فصل الشتاء للمرة الأولى. ومع ذلك، فإن طبيعة جدول المباريات لهذا العام جعلت اللاعبين أنفسهم يشعرون بأن هناك حاجة إلى التغيير. وأصبح هناك إدراك متزايد بأنه إذا لم يتم اتخاذ قرار مناسب من جانب المسؤولين عن إدارة اللعبة فإنه يتعين على اللاعبين أنفسهم أن يقولوا في النهاية: «كفى». ومن بين القصص الإخبارية العديدة التي خرجت أثناء مونديال قطر خلال الشهر الماضي أن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم أكد على أن بطولة كأس العالم للأندية الجديدة ستقام كل أربع سنوات وستضم 32 نادياً.
لم يتم تأكيد التفاصيل بعد، لكن منتدى الدوريات العالمية، وهو الهيئة التي تمثل الدوريات الكبرى في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الدوري الإنجليزي الممتاز، أكد أنه تفاجأ هو والأندية بسماع مثل هذه الأخبار.
وإذا كانت هذه الأخبار تمثل مفاجأة بالنسبة للمنتدى والأندية التابعة له، فهذا يعني أنه لم تتم استشارة اللاعبين الذين سيلعبون في هذه البطولة من الأساس، وأن اللاعبين يأتون في مؤخرة جدول اهتمامات وأولويات القائمين على اللعبة عند اتخاذ مثل هذه القرارات الهامة! ويعني هذا أن اللاعبين أنفسهم لا يعلمون مسبقاً بالتغييرات التي ستحدث في اللعبة، ناهيك عن عدم استشارتهم في أي شيء، رغم أنه من البديهي أن يكونوا جزءاً أساسياً من عملية صنع القرار.
إننا دائماً ما كنا واضحين فيما يتعلق بحقيقة أن الجدول المزدحم للمباريات يؤثر تأثيراً كبيراً على صحة ورفاهية اللاعبين.
وتعرف رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا جيداً أن الطبيعة القاسية لجدول المباريات لها تأثير على الصحة البدنية والذهنية للاعبين. لا يتعلق الأمر فقط بخوض عدد أقل من المباريات. لقد توسطت رابطة اللاعبين المحترفين لإجراء لقاء بين رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، جياني إنفانتينو، وكبار اللاعبين من فرق الرجال والسيدات في مانشستر في وقت سابق من هذا العام.
وأوضح اللاعبون أنه يجب اتخاذ بعض التدابير للحفاظ على سلامة اللاعبين، مثل وجود فترات مناسبة للراحة بين المواسم.
من المهم أن نشير إلى أن هذه المشكلة لا تقتصر على كرة القدم للرجال فقط، لكنها تمتد أيضاً إلى كرة القدم للسيدات. ففي اجتماع مجلس «فيفا» نفسه، الشهر الماضي، تم التأكيد أيضاً على إقامة كأس العالم للأندية للسيدات بالشكل نفسه. إن النمو المستمر للعبة كرة القدم للسيدات يعني حتماً زيادة الطلب على المنافسات المحلية والدولية لكرة القدم للسيدات. ومع ذلك، يبدو أن كرة القدم تكرر الأخطاء نفسها عندما يتعلق الأمر بمعاملة اللاعبين مثل الروبوتات. في الحقيقة، يجب التعامل مع كرة القدم للسيدات بطريقة مختلفة. لقد أثيرت مخاوف جدية من أن المجموعة الحالية من اللاعبات تُستخدم أساساً «كحالة اختبار» لمعرفة عدد المباريات التي يمكن أن تتحملها اللاعبات. لكن يتعين على الجميع الاستماع جيداً لآراء اللاعبين واللاعبات فيما يتعلق بتأثير توالي المباريات على صحتهم البدنية والذهنية.
وبعيداً حتى عن التأثير على صحة ورفاهية اللاعبين، يجب النظر إلى جدول المباريات بشكل أفضل من الناحية التجارية. في الحقيقة، يبدو أن الرياضات الأخرى تتعامل مع هذا الأمر أفضل من كرة القدم، التي يمكن القول إنها لا تزال «تشبع وتغرق» السوق بهذا العدد الهائل من المباريات.
فكيف يكون ذلك جيداً للمنتج النهائي عندما لا يؤدي اللاعبون بنسبة 100 في المائة على الإطلاق، لأنهم يعانون دائماً إما من الإصابة أو من الإرهاق؟ وكيف لا يدرك المسؤولون أن هذا العدد الهائل من المباريات يقلل من فترة بقاء أبرز النجوم في قمة تألقهم وعطائهم الكروي وينهي مسيرتهم مبكراً؟ وكيف يكون الأمر إيجابياً إذا كان المشجعون الذين يعشقون اللعبة يعتقدون أن هذا العدد من المباريات كبير للغاية وأكثر من اللازم؟ وبالتالي، يجب اتباع نهج جديد يهتم بصحة ورفاهية اللاعبين أولاً عند وضع جدول المباريات وتحديد عدد المباريات التي يجب أن تُلعب. ولا يمكن القيام بذلك من خلال اتخاذ قرارات هامشية، أو من خلال العمل على ملء أي فترة راحة بعدد من المباريات الدولية لمجرد تحقيق مكاسب مالية!



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.