وزيران إيطاليان في تونس لبحث وقف الهجرة غير الشرعية

دعوات لوقف عمليات الإعادة القسرية الجماعية للمهاجرين

جانب من المباحثات التي أجراها وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني مع نظيره التونسي في العاصمة التونسية أمس (إ.ب.أ)
جانب من المباحثات التي أجراها وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني مع نظيره التونسي في العاصمة التونسية أمس (إ.ب.أ)
TT
20

وزيران إيطاليان في تونس لبحث وقف الهجرة غير الشرعية

جانب من المباحثات التي أجراها وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني مع نظيره التونسي في العاصمة التونسية أمس (إ.ب.أ)
جانب من المباحثات التي أجراها وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني مع نظيره التونسي في العاصمة التونسية أمس (إ.ب.أ)

وصل إلى العاصمة التونسية أمس كل من وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني، ووزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي، لبحث التعاون مع السلطات التونسية في مكافحة الهجرة غير النظامية، وفق وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء.
وقال وزير الخارجية الإيطالي خلال اجتماعه مع مسؤولين تونسيين إن بلاده لديها رؤية مشتركة مع تونس لمكافحة الهجرة غير الشرعية، علما أن ملف الهجرة غير الشرعية ظل يتصدر محادثات بين البلدين في ظل تدفق قياسي للمهاجرين التونسيين على الأراضي الإيطالية خلال عام 2022، حيث وصل أكثر من 18 ألفا عبر البحر، وفق بيانات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي يعنى بمسائل الهجرة.
وقال تاياني، الذي التقى الرئيس قيس سعيد في القصر الرئاسي بقرطاج أمس: «لدينا التزام ورؤية مشتركان ضد الهجرة غير الشرعية»، وأوضح في تغريدة على «تويتر» أن بلاده «تراقب باهتمام الاستقرار والتنمية في تونس عبر دعم نموها الاقتصادي»، كما أفاد بإطلاق منتدى للأعمال لتعزيز التبادل بين البلدين.
وقبل هذه الزيارة طالبت الخارجية الإيطالية في مذكرة لها بـ«التزام أكبر» من جانب تونس في مجال عصابات تهريب البشر، وتسريع عمليات ترحيل للمهاجرين المقيمين على أراضيها على غير الصيغ القانونية. علما أن إيطاليا تعد ثاني أكبر شريك من حيث الاستثمار الأجنبي في تونس، بنحو 900 مؤسسة وبطاقة تشغيلية تفوق 70 ألف عامل، وفق بيانات الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمار الخارجي.
كما تأتي هذه الزيارة بعد أيام من زيارة تاياني وبيانتيدوسي لأنقرة، في سياق سعي الحكومة الإيطالية لمواصلة الحوار مع نظيرتها التونسية ونظرائها في دول البحر الأبيض المتوسط لوقف تدفق المهاجرين.
ووصل منذ بداية العام الحالي 161 تونسيا إلى إيطاليا بشكل غير نظامي، وفقا لبيانات وزارة الداخلية الإيطالية، بينما سجل عام 2022 أنه من بين 330 ألف عبور غير نظامي للحدود الأوروبية - كان 47 في المائة منهم تونسيين - سوريون وأفغان، بحسب بيانات «فرونتكس».
وكان وزير الخارجية الإيطالي قد طلب من نظيره التونسي عثمان الجرندي «التزاماً قوياً من الحكومة التونسية لمواجهة عمليات المغادرة غير النظامية للمهاجرين، وتشجيع عدد أكبر من عمليات الإعادة إلى الوطن». علما أن الاتفاقات المبرمة بين إيطاليا وتونس تنص على إعادة 80 مهاجرا غير نظامي أسبوعيا، ورحلتين ثابتتين يومي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع، حسب وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء، لكن هذا الاتفاق أثار حفيظة وانتقاد الجمعيات التونسية التي تعنى بحقوق المهاجرين، والتي دعت إلى اعتماد مقاربة أكثر نجاعة من الترحيل.
وفي هذا السياق، أشار المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في 26 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى أن عدد الضحايا والمفقودين التونسيين إثر عمليات للهجرة غير النظامية بلغ إلى حدود شهر سبتمبر (أيلول) الماضي 544 مفقودا وضحية منذ بداية العام المنصرم، من بينهم 69 ضحية ومفقودا تم تسجيلهم في شهر سبتمبر الماضي فقط.كما حمّل المنتدى في وقت سابق رئاسة الجمهورية التونسية «مسؤولية غياب أي رؤية تونسية متكاملة للتعامل مع ظاهرة الهجرة غير النظامية، تساهم في إنقاذ الأرواح وتعيد الأمل للتونسيين»، وفقه. وجدد دعوته إلى «إيقاف مسارات التعاون غير العادلة مع الاتحاد الأوروبي في قضايا الهجرة، والإيقاف الفوري لعمليات الإعادة القسرية الجماعية للمهاجرين غير النظاميين، من إيطاليا وفرنسا وألمانيا، والعمل على فتح آفاق جديدة للهجرة المنظمة، وتسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين التونسيين في أوروبا».


مقالات ذات صلة

 تطمينات موريتانية لدول أفريقية بعد ترحيل قسري لمهاجرين أفارقة

شمال افريقيا العنف المتصاعد في مالي التي تمتلك حدوداً مشتركة مع موريتانيا يفاقم مخاوف الحكومة الموريتانية (إ.ب.أ)

 تطمينات موريتانية لدول أفريقية بعد ترحيل قسري لمهاجرين أفارقة

أجرى وزير الخارجية الموريتاني محادثات هاتفية مع وزراء خارجية ساحل العاج والسنغال وغامبيا ومالي تم خلالها التأكيد على أهمية التنسيق لمواجهة الهجرة غير النظامية.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)
أوروبا مهاجرون غير شرعيين يصلون على متن سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي بعد إنقاذهم في البحر بالقرب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية 18 سبتمبر 2023 (رويترز)

القضاء الإيطالي يرغم الحكومة على دفع تعويضات لمهاجرين... وميلوني تحتج

أمر القضاء الإيطالي الحكومة بتعويض مهاجرين مُنعوا عام 2018 لمدة عشرة أيام من النزول إلى اليابسة، مما أثار احتجاجات رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم العربي قارب مهاجرين قبالة سواحل اليمن (أرشيفية-بي بي سي)

أكثر من 180 مفقوداً في انقلاب قاربين للمهاجرين قبالة اليمن

قالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 180 مهاجراً فُقدوا ويُخشى أن يكونوا قد لقوا حتفهم، بعد انقلاب قاربين في أجواء بحرية مضطربة قبالة سواحل اليمن، الخميس.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
الولايات المتحدة​ يهتف مؤيدو حقوق المهاجرين قبل السير وسط المدينة خلال «مسيرة من أجل الكرامة» يوم 1 مارس 2025 في لوس أنجليس بكاليفورنيا... وقد نظمت المسيرة جماعات دينية إلى جانب منظمات حقوق المهاجرين في احتجاج سلمي على سياسات الهجرة التي تنتهجها إدارة ترمب (أ.ف.ب) play-circle

ترمب يستعد لإحياء حظر السفر موسّعاً

تعمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على وضع اللمسات الأخيرة لحظر سفر جديد أكثر شمولاً من النسخ السابقة التي أصدرها خلال ولايته الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

موريتانيا تعلن تفكيك شبكات لتهريب المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا

أعلن وزير الثقافة والاتصال الموريتاني، أن بلاده تمكنت في الأيام الأخيرة من تفكيك أربع شبكات من جنسيات مختلفة لتهريب المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.