اعتقال المتورطين بتفجير خان بني سعد في ديالى

خلية الإعلام الحربي: بين المعتقلين ضباط في الأجهزة الأمنية

اعتقال المتورطين بتفجير خان بني سعد في ديالى
TT

اعتقال المتورطين بتفجير خان بني سعد في ديالى

اعتقال المتورطين بتفجير خان بني سعد في ديالى

أعلن وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان أمس اعتقال المتورطين بالتفجير الذي استهدف ناحية بني سعد بمحافظة ديالى الجمعة، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات.
وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان إن «المتهمين سيتم التحقيق معهم وإحالتهم للقضاء لإنزال أقسى العقوبات القانونية بحقهم». وأضافت أنه «تم توقيف عدد من الضباط والمنتسبين على خلفية التفجير».
وسقط نحو 120 قتيلا في التفجير الانتحاري الذي تبناه تنظيم داعش واستهدف سوقا شعبية وأصيب نحو 170 شخصا بينما أفادت مصادر أمنية بأن 20 شخصا كانوا في عداد المفقودين.
إلى ذلك، دعا برهان المعموري، النائب في البرلمان العراقي، أمس، القوات الأمنية إلى تنفيذ «حملات استباقية» لضرب المجموعات المسلحة والخلايا النائمة في محافظة ديالى، مشددًا على ضرورة تفعيل الجهد الاستخباري لهذا الغرض. وأضاف المعموري في بيان أن «ما حصل في ناحية بني سعد فاجعة ومأساة كبيرة تتطلب اليقظة والحذر لسد جميع الثغرات الأمنية التي يحاول الإرهابيون استغلالها لتنفيذ إجرامهم»، داعيا «القوات الأمنية إلى القيام بحملات استباقية على أوكار المجاميع الإرهابية والخلايا النائمة في محافظة ديالى لتجنب الخروقات الأمنية على غرار ما حصل في ناحية خان بني سعد».
وكانت الولايات المتحدة أدانت الليلة قبل الماضية التفجير «المقيت»، مؤكدة أنه «مثال آخر على فظاعات التنظيم الإرهابي». وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس في بيان إن «الولايات المتحدة تدين بشدة الاعتداء المقيت الذي نفذه تنظيم داعش في محافظة ديالى والذي استهدف عمدا مدنيين عراقيين يحتفلون بعيد الفطر». وأضاف أن «هذا الاعتداء هو مثال آخر على الفظاعات التي يواصل التنظيم الإرهابي ارتكابها بحق العراقيين».
وأكد برايس أن «الولايات المتحدة ستواصل دعم الحكومة العراقية وقواتها الأمنية لإضعاف هذا التنظيم الإرهابي والقضاء عليه».
بدوره، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب في برقيتي عزاء بعث بهما إلى الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي عن تعازيه في ضحايا التفجير، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والصبر لذوي الضحايا. ونقلت قناة «روسيا اليوم» الروسية عن بيان للكرملين أن الرئيس بوتين أكد في برقيتى العزاء دعم موسكو ومساندتها «للشعب العراقي في كفاحه الطويل والشاق ضد القوى المتطرفة».
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أدانت بشدة في وقت سابق الهجوم، وأمس أدانت وزارة ‏الخارجية الفرنسية التفجير واصفة إياه بـ«الهجوم البربري». وقالت في بيان إن «فرنسا تدين الهجوم البربري الذي استهدف سوقا شعبية في منطقة خان بني سعد، في محافظة ديالى»، معربة عن «تضامنها مع عائلات الضحايا والسلطات العراقية»، لافتة إلى أنها «تقف إلى جانبهم في محاربة الإرهاب».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.