عبَّر خليل الزياني عميد المدربين السعوديين، عن تعازيه الحارة لأسرة الفقيد شايع النفيسة لاعب «نادي الكوكب» والمنتخب السعودي السابق الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، أول من أمس (الأحد).
ووري النفيسة الثرى ظهر أمس (الاثنين)، في محافظة الخَرج «جنوب العاصمة الرياض» وسط حضور رياضي كبير للصلاة عليه رحمه الله.
وحسب عائلة اللاعب الفقيد فإن وفاته كانت طبيعية جداً في مستشفى الخالدية في محافظة الخرج.
وكشف كبير مدربي السعودية خليل الزياني في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن النفيسة كان من أميز اللاعبين أداءً وخُلقاً، حيث كان يفضله دائماً في المباريات المهمة لكونه يؤدي أدواراً مهمة ومزدوجة ويسجل أهدافاً مؤثرة جداً في المنتخب الوطني سواء في تصفيات العبور إلى أولمبياد لوس أنجليس أو الفوز ببطولة كأس آسيا للمرة الأولى عام 1984.
شايع النفيسة مع زميله يوسف الثنيان في إحدى المناسبات (حساب دباس الدوسري رئيس نادي الكوكب)
وأضاف الزياني الذي حقق باكورة المنجزات الكروية السعودية كمدرب، أن النفيسة كان نجماً يشار إليه بالبنان ويُعتمد عليه داخل أرض الملعب في المهام الصعبة وكان يفضّله من الناحية الفنية على الكثير من الأسماء ولم يخيّب ظنه أبداً في هذا الجانب.
وزاد بالقول: «في تصفيات الوصول إلى أولمبياد لوس أنجليس قلّص النتيجة أمام المنتخب الكوري الجنوبي حينما كان الكوريون متقدمين بهدفين دون رد ليأتي هدف شايع ويعزز أمل التعديل للنتيجة.
وفي نهائي كأس آسيا في العام 1984 سجل شايع الهدف التاريخي الأول في الشباك الصينية في ذلك النهائي ليعزز زميله النجم ماجد عبد الله ذلك التقدم بتسجيل الهدف الثاني حيث حقق المنتخب السعودي في تلك النسخة أول لقب قاري».
وبيّن أن النفيسة من النجوم الحريصين جداً على التواصل مع الجيل الذي حقق ذلك المنجز التاريخي وكان يتصل ويسعى للالتقاء معه دوماً في كل مناسبة، وهذا دليل «صفة الوفاء» في هذا الرجل الذي لا يمكن أن يتكرر في أدائه وصفاته وأخلاقه الحميدة.
وكان شايع النفيسة، نجم نادي الكوكب والمنتخب السعودي الأول لكرة القدم في الثمانينات السابقة، قد توفي (الأحد) عن عمر يناهز الـ61 عاماً في محافظة الخرج.
ولعب الراحل 32 مباراة دولية مع المنتخب السعودي، كانت الأولى أمام منتخب إندونيسيا في 12 من ديسمبر (كانون الأول) من عام 1980 حيث انتصر الأخضر بثمانية أهداف نظيفة سجل منها هدفين، كما لعب في تصفيات كأس العالم 1982 وشارك في مباراة البحرين التي فاز فيها الأخضر بهدف نظيف، كما شارك في كأس الخليج التي جرت في الإمارات عام 1982 وفي عمان عام 1984، وفي كأس الخليج التي جرت في البحرين عام 1986، وكان لاعباً مؤثراً في قيادة المنتخب السعودي للفوز بكأس أمم آسيا، حيث سجل الهدف الأول في شباك منتخب الصين عند الدقيقة العاشرة من عمر المباراة قبل أن يعزز ماجد عبد الله كبير هدافي السعودية، النتيجة بهدف ثانٍ في شباك «التنين»، كما شارك في تصفيات آسيا المؤهلة لأولمبياد لوس أنجليس عام 1984.
وأسهم النفيسة أحد أفضل مهاجمي الكرة السعودية في الثمانينات، في بلوغ المنتخب السعودي نهائي مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الآسيوية، حيث شارك في نهائي المسابقة أمام كوريا الجنوبية والتي خسرها «الأخضر» بهدفين نظيفين.
ومن بين 32 مباراة دولية شارك فيها لعب أساسياً في 23 مباراة ونجح في تسجيل 10 أهداف في شباك منتخبات إندونيسيا والجزائر وعمان والكويت ونيبال والصين وقطر.
وأشرف على تدريبه البرازيليون الثلاثة الشهير مانيللي زاغالو وخوسيه كاستيلو وعميد مدربي السعودية خليل الزياني.
وكان شايع النفسية قد أكد في حوارات صحافية سابقة أنه استُدعي للمنتخب السعودي عام 1980 حينما كان يلعب لفريق «الكوكب» المنافس في دوري الدرجة الثانية، وكانت هناك شركة اسمها «جيمي هيل»، مسؤولة ومتخصصة في البحث واكتشاف اللاعبين الموهوبين في المناطق والمحافظات داخل السعودية، وبعد مشاهدته خلال إحدى المباريات قدموا اسمه وتم اختياره للمنتخب الأول، «وهذا بتوفيق من الله».
وقاد النفيسة فريق «الكوكب»، أحد أندية الدرجة الأولى حينها، إلى الصعود للدوري السعودي في وقت كان مليئاً بالنجوم الكبار أمثال ماجد عبد الله وصالح النعيمة ومحمد عبد الجواد وأمين دابو وعثمان مرزوق، وحقق مع فريقه نتائج لافتة في الدوري السعودي في تلك الفترة.
ووسط تميزه وتألقه في تلك السنوات نجح في خطف الأنظار والأضواء في الكرة السعودية، حيث تلقى عروضاً حينها للانتقال من «الكوكب» لأندية «الهلال» و«النصر» و«الاتحاد» لكنه فضّل البقاء مع ناديه الحاضر في محافظة الخَرج.
وفي الشأن ذاته، نعت اللجنة الأولمبية السعودية واتحاد الكرة السعودي وناديه «الكوكب» أمس، فقيد منتخب البلاد، مشددين على أن الراحل كان رمزاً للعطاء الكروي ونموذجاً للوفاء لناديه ولوطنه.