غاريث بيل لعب من أجل المتعة وليس من أجل الأرقام والبطولات

المهاجم الويلزي يعلّق حذاءه ويعتزل كرة القدم بعد مسيرة رياضية حافلة

بيل قاد ويلز إلى التأهل إلى 3 من آخر 4 بطولات كبرى لأول مرة منذ 48 عاماً قبل أن يودع الملاعب (رويترز)
بيل قاد ويلز إلى التأهل إلى 3 من آخر 4 بطولات كبرى لأول مرة منذ 48 عاماً قبل أن يودع الملاعب (رويترز)
TT

غاريث بيل لعب من أجل المتعة وليس من أجل الأرقام والبطولات

بيل قاد ويلز إلى التأهل إلى 3 من آخر 4 بطولات كبرى لأول مرة منذ 48 عاماً قبل أن يودع الملاعب (رويترز)
بيل قاد ويلز إلى التأهل إلى 3 من آخر 4 بطولات كبرى لأول مرة منذ 48 عاماً قبل أن يودع الملاعب (رويترز)

كان النجم الويلزي غاريث بيل يخوض المباريات والمنافسات على أعلى المستويات الاحترافية كأنه يلعب في فناء المدرسة مع أصدقائه من دون أي ضغوط، فقد كان يجعلك تشعر كأنه يلعب من أجل المتعة فقط، وليس أي شيء آخر.
من المؤكد أن بيل كان يلعب دائماً من أجل تحقيق الفوز، لكن عندما تراه يسجل هدفاً من مسافة 30 ياردة أو تراه وهو يندفع بسرعة فائقة باتجاه مرمى المنافسين، ينتابك شعور على الفور بأن هذا اللاعب يلعب من أجل الاستمتاع فقط. فما الهدف من الجري بسرعة فائقة إذا لم تضع الكرة داخل الشباك في نهاية المطاف بطريقة مذهلة؟ وما الفائدة من تنفيذ ركلة حرة مباشرة إذا لم تضع الكرة في الزاوية العليا للمرمى بطريقة ساحرة؟ وما الهدف من أن تكون لاعب كرة قدم إذا لم تجرب مثل هذه الأشياء الممتعة؟ هذه هي الطريقة التي كان يلعب بها بيل، فقد كان لاعباً مختلفاً تماماً عن الآخرين.
هذا لا يعني أن بيل كان يفتقر إلى الطموح أو يلعب من دون استراتيجية أو خطة واضحة، فلا يمكن للاعب أن يحصل على ثلاثة ألقاب للدوري الإسباني الممتاز، وخمسة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، ولقب لكأس ملك إسبانيا، من دون أن تكون لديه فكرة واضحة تماماً عما يريد القيام به. لكن ربما يكون من الإنصاف أن نقول هنا إن بيل لم يكن يقدم مستويات ثابتة طوال الوقت، لكنه كان يتألق على فترات بعيدة في لحظات معينة. في بعض الأحيان كانت تلك الفترات تدوم لجزء من الثانية، وأحياناً لبضع ثوانٍ، وأحياناً لمدة نصف ساعة، وأحياناً - كما في موسم 2012 - 2013 - لموسم كامل في الدوري الإنجليزي الممتاز على مدار تسعة أشهر. من المؤكد أنه كان يستطيع أن يحقق أكثر مما حققه، وربما كان من الممكن أن يستمر في الملاعب لفترة أطول من ذلك، وربما كان بإمكانه الرحيل عن ريال مدريد في وقت مبكر عما فعل.
ربما يتعين علينا أن نبدأ الحديث عن بيل من خلال رحلته مع ريال مدريد، الذي انضم إليه بمقابل مادي قياسي على المستوى العالمي، وفاز معه بكل البطولات والألقاب الممكنة، لكنه فقد هناك شيئاً ما من نفسه. وعندما ننظر الآن إلى ما كان يحدث في تلك الفترة، نجد أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في عام 2013 كان في أفضل مستوياته على الإطلاق ولم يكن من الممكن لأي لاعب آخر في صفوف ريال مدريد أن يتفوق عليه. وبالتالي، تكيف معظم لاعبي ريال مدريد مع هذا الأمر، إما من خلال تكريس مجهودهم بالكامل للتخديم على رونالدو (كما كان يفعل كريم بنزيمة، ولوكا مودريتش، وأنخيل دي ماريا)، أو من خلال الرحيل عن صفوف الفريق. لكن بيل لم يفعل هذا ولا ذاك! في البداية، لعب بيل في مركز الجناح الأيمن، وانتهى به المطاف باللعب بشكل أكبر في عمق الملعب، وكان يقدم مستويات جيدة للغاية، لكن الإصابات بدأت تعيق تقدمه. في هذه الأثناء، لم يحظَ بيل بالحب نفسه الذي كان يمنحه الجمهور لرونالدو، قبل أن ينقلب عليه هذا الجمهور تماماً في وقت لاحق.
لكن عندما كان بيل يقدم أفضل مستوياته، فإنه كان يخرس ألسنة المشككين والمنتقدين. وربما يكون هدفه من خلفية مزدوجة في مرمى ليفربول بنهائي دوري أبطال أوروبا عام 2018 هو أفضل أهدافه على الإطلاق، ناهيك بالهدف الرائع الذي أحرزه بمجهود فردي خرافي في المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا عام 2014 ضد برشلونة، حيث تسلم الكرة في نصف الملعب وانطلق كالسهم بجوار خط التماس من الخارج قبل أن يسدد الكرة بقوة من بين قدمي حارس مرمى برشلونة. وربما يلخص هذا الهدف تماماً ما أعنيه بأن بيل كان يلعب من أجل المتعة فقط، فهذا الهدف الاستثنائي لا يمكن لمعظم اللاعبين أن يتخيلوه من الأساس، ناهيك بمحاولة القيام بذلك، بل والنجاح في إحراز هدف بهذه الطريقة.
ولا يجب أن ننسى بالطبع الفترة التي تألق خلالها مع نادي توتنهام، والتي أحرز خلالها ثلاثة أهداف (هاتريك) في مرمى إنتر ميلان الإيطالي على ملعب «سان سيرو» في عام 2010، وكيف تلاعب بمايكون في مباراة الإياب، وتلك التسديدة الخارقة في مرمى ستوك سيتي، وما فعله في موسم 2012 - 2013 الذي يُعد واحداً من أعظم مواسم الدوري الإنجليزي الممتاز عبر كل العصور. وفي ذلك الموسم، سجل بيل 21 هدفاً، من بينها 9 أهداف من خارج منطقة الجزاء، ومن بينها 4 أهداف منحت فريقه الفوز في الدقيقة 78 أو بعدها. ونجح بيل بمفرده في قيادة توتنهام للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، رغم أن الفريق كان يضم لاعبين مغمورين ومتواضعي المستوى في تلك الفترة، مثل ستيفن كولكر وكايل نوتون ولويس هولتبي.
لك أن تتخيل أن بيل فعل كل هذا رغم أنه كان في يوم من الأيام لاعباً نحيفاً يلعب في مركز الظهير الأيسر تعاقد معه توتنهام بقيمة خمسة ملايين جنيه إسترليني فقط، وفشل في الفوز بأي من أول 24 مباراة له مع النادي، وتم استبعاده في البداية من التشكيلة الأساسية لكي يلعب بدلاً منه بينوا أسو إيكوتو!
وإذا كان ساوثهامبتون هو الذي منحه فرصة الظهور، وتوتنهام هو الذي صنع نجوميته، فإن أعظم محطاته على الإطلاق كانت بقميص منتخب ويلز.
فعندما ظهر بيل لأول مرة عندما كان يبلغ من العمر 16 عاماً في عام 2006، لم تكن ويلز قد تأهلت لأي بطولة كبرى منذ 48 عاماً، لكنه قادها إلى التأهل إلى ثلاثة من آخر 4 بطولات كبرى. وإذا لم يكن بيل هو اللاعب الرائع الوحيد في هذا الجيل بويلز، فمن المؤكد أنه كان القلب النابض والمحرك الأساسي لهذا الفريق، بفضل طموحه الكبير وجرأته التي لا حدود لها.
أما من حيث الروح والسلوك، فيمكن القول إن ويلز هي فريق بيل، وبالتالي فإنه يعتزل كرة القدم الآن بعدما ترك ذكريات لا تنسى على المستوى الدولي بعدما قاد منتخب بلاده لتحقيق الفوز في كثير من المحافل الكروية الكبرى.
ربما انتهت الرحلة بشيء من الخنوع والتراجع بعض الشيء، بعد تلك السنوات التي دخل خلالها في كثير من المشاكل مع ريال مدريد وجمهوره، والصعوبات التي واجهها خلال فترة إعارته غير الناجحة إلى توتنهام تحت قيادة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، والفترة الفاترة التي قضاها مع لوس أنجليس الأميركي، والأداء المتواضع الذي قدمه في نهائيات كأس العالم الأخيرة، والذي شهد تبديله بعد نهاية الشوط الأول أمام إنجلترا، لكن هذا شيء طبيعي ويحدث في كثير من الأحيان مع أفضل اللاعبين، بل وربما كان حتمياً ولا مفر منه بالنسبة للاعب يلعب من أجل المتعة والكمال فقط، ولا يبحث أبداً عن أنصاف الحلول. كان من الممكن أن يواصل بيل مسيرته الكروية ويلعب في دوريات أدنى، أو يذهب للعب في الصين أو دول الخليج، لكنه ليس من هذه النوعية من اللاعبين، فقد قرر أن يعلّق حذاءه ويعتزل كرة القدم تماماً بمجرد أن أدرك أنه لم يعد قادراً على الاستمتاع بكرة القدم كما كان يفعل دائماً.
ومع ذلك، يرى الكثيرون في بعض الأوساط أن بيل لم يستغل موهبته الكبيرة ولم يرتقِ إلى حجم التوقعات للاعب بهذه القدرات الهائلة، لكن ما الذي يريده هؤلاء بالضبط؟ ربما نسي هؤلاء أن كرة القدم ليست لعبة أرقام أو أرقام قياسية، لكنها لعبة الهدف الأساسي منها الاستمتاع وترك أكبر قدر من الذكريات الممتعة، وهو الأمر الذي فعله بيل تماماً، بل وأكثر من أي لاعب آخر، على مدار 17 عاماً كلاعب كرة قدم محترف.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».