مرصد حقوقي يتهم الحوثيين بإنشاء 83 مركزاً لتجنيد الأطفال

الميليشيات تستدرج القاصرين عبر الإغراء برحلات سياحية وأموال

شقيق زعيم الانقلابيين خلال حضوره دورة تعبئة صيفية لطلبة المدارس (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الانقلابيين خلال حضوره دورة تعبئة صيفية لطلبة المدارس (إعلام حوثي)
TT

مرصد حقوقي يتهم الحوثيين بإنشاء 83 مركزاً لتجنيد الأطفال

شقيق زعيم الانقلابيين خلال حضوره دورة تعبئة صيفية لطلبة المدارس (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الانقلابيين خلال حضوره دورة تعبئة صيفية لطلبة المدارس (إعلام حوثي)

وصف مرصد حقوقي يمني الميليشيات الحوثية بأنها الأكثر انتهاكاً والأوسع جغرافياً في تجنيد الأطفال في اليمن بنسبة 97.46 في المائة، مؤكداً امتلاكه معلومات عن تأسيس الميليشيات 83 مركزاً للاستقطاب وتجنيد الأطفال، تتوزع ما بين مقرات في القرى والأحياء السكنية والمساجد والمدارس والمراكز الصيفية، إضافة إلى المعسكرات ودوائر الأمن الخاضعة للميليشيا لها.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه شهادات أطفال يمنيين في محافظة عمران (شمال صنعاء) عن خطط الميليشيات الحوثية في استدراج الأطفال، وذلك عبر إغرائهم برحلات سياحية وأموال، ومن ثم اقتيادهم إلى معسكراتها، حيث تُجري لهم دورات ثقافية لغسل أدمغتهم، وإقناعهم بمشروعها.
وتتجاهل التقارير الأمنية الصادرة عن الجهات التي تسيطر عليها وتديرها الميليشيات الحوثية جرائم اختطاف الأطفال، رغم شكاوى الأهالي في مناطق سيطرة الميليشيات من تزايد هذه النوعية من الجرائم وتوسعها، وبينما يعزوها البعض إلى تجارة بيع الأعضاء، تشير كثير من الشواهد إلى أن الغرض الأهم هو تجنيد الأطفال المختطفين للقتال مع الميليشيات.
وشكت أوساط مجتمعية في محافظة عمران خلال الأسابيع الأخيرة من العام الماضي من عدم اكتراث الجهات الأمنية التابعة للميليشيات ببلاغات أسر 6 أطفال اختفوا خلال تلك الفترة، في حين يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مناطق سيطرة الميليشيات روايات عن اختفاء عشرات الأطفال، أو محاولات يومية لاختطافهم من الشوارع.
- نقض اتفاق أممي
يتهم التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) الميليشيات الحوثية بنقض اتفاقيتها التي وقّعتها في أبريل (نيسان) الماضي مع الأمم المتحدة بشأن حماية الأطفال ومنع الانتهاكات الجسيمة بحقهم، واستمرارها في تحشيد وتجنيد الأطفال وإشراكهم في القتال، متحدثاً عن امتلاكه بيانات 26 طفلاً تم تجنيدهم من قِبل الميليشيات منذ توقيع الاتفاقية.
وأعلنت الأمم المتحدة في أبريل الماضي، أن الميليشيات الحوثية وافقت على تصفية صفوفها من الجنود الأطفال الذين قاتلوا بالآلاف خلال سبع سنوات من الحرب الأهلية في البلاد، وأنها وقّعت معها اتفاقاً على خطة عمل لإنهاء ومنع تجنيد أو استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة، وقتل الأطفال أو تشويههم، ومهاجمة المدارس والمستشفيات.
ووفقاً للتحالف الحقوقي؛ فإن عملية استقطاب الأطفال المجندين غالباً ما تبدأ بعمل دورات يتم فيها تعبئتهم بالأفكار المتطرفة، واذكاء ثقافة العنف وتمجيد الحرب، وبعد استكمال هذه الدورات؛ يعمل مسؤولو التجنيد على إرسالهم إلى الجبهات، ووضعهم في الخطوط الأمامية، في حين لا تكتفي الميليشيات بسوَق الأطفال إلى جبهات القتال، فمن يعود منها حياً، يكون عرضة لانتهاكات أخرى.
- خداع وتصفيات
يروي «تحالف رصد» على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي قصة طفل جنّدته الميليشيات الحوثية عندما كان في الرابعة عشرة من عمره عام 2017، مع عدد كبير من الأطفال دون سن الـ18، حيث أخذته من منزله في مديرية العدين التابعة لمحافظة إب (192 كلم جنوب صنعاء) ضمن حملة تجنيد إجبارية بالتزامن مع اشتعال الحرب في محافظات البيضاء وصعدة والحديدة.
وبعد عودة الطفل من الجبهة؛ تمت تصفيته في 24 أغسطس (آب) من العام نفسه، بعد خلاف نشب بينه وعناصر تابعة للميليشيات عقب مطالبته باستحقاقات مالية مقابل مشاركته في المعارك، حيث خدعته الميليشيات ولم تفِ بها. وبعد اشتداد الخلاف؛ أطلق أحد عناصر الميليشيا النار عليه وأرداه قتيلاً.
يقول مطهر البذيجي، المدير التنفيذي لـ«تحالف رصد»، إن العام 2022 لم يختلف عن سابقيه بالنسبة لأعمال تجنيد الأطفال، حيث استمرت جماعة الحوثي باستقطاب الأطفال وتجنيدهم في صفوفها، ويشير إلى أنها سخّرت لذلك كل الوسائل المتاحة أمامها، لا سيما المدارس والمساجد ووسائل الإعلام.
ويؤكد البذيجي لـ«الشرق الأوسط» انتشار شهادات وتسجيلات مصورة لمسؤولين حوثيين وهم يحرّضون الطلبة في المدارس العامة أثناء زياراتهم إليها، وخصوصاً مدارس التعليم الأساسي، إضافة إلى إبراز وسائل إعلام الميليشيات مقاتلين من الأطفال يتقدمون المعارك، ويتحدثون إلى تلك الوسائل عن تجاربهم في القتال.
وبحسب البذيجي، فإن التجنيد واحدٌ من انتهاكات ستة موجهة ضد الأطفال بحسب تصنيف الأمم المتحدة، حيث صارت نسب التجنيد العالية خلال السنتين الأخيرتين أمراً باعثاً على القلق، لا سيما أن الميليشيات تعمل على استقطاب الأطفال إلى صفوفها للقتال عبر المراكز الصيفية والمساجد والمدارس والمقار الأمنية.
- 30 ألف مجند
بحسب ما يقوله البذيجي، فإنه كلما امتدت سنوات الحرب؛ شكّل ذلك بيئة خصبة للاستقطاب والارتزاق، فتتوسع رقعة البطالة ويزداد عدد الملتحقين بصفوف القتال، وغالباً ما يجري استقطاب أطفال الأسر التي تعاني من ضعف مستوى الدخل والبطالة، وزيادة عدد الشبان بين صفوفها.
ينوّه البذيجي إلى أن تقديرات المجتمع المدني في اليمن حول تجنيد الأطفال تشير إلى أكثر من 30 ألف طفل مجند، وأنهم يشكلون غالبية قوام مقاتلي الميليشيات، في حين يؤكد أن «تحالف رصد» الذي يديره يمتلك قاعدة بيانات موثقة ومكتملة بعدد يزيد على 6 آلاف طفل مجند بين العاشرة والثامنة عشرة، ينتمي الغالبية العظمى منهم إلى محافظات صعدة، وعمران، وصنعاء، وذمار، وإب، والحديدة وتعز.
ويقدر البذيجي أن أعداد الأطفال الذين قضوا في معارك الميليشيات بأكثر من ألفي طفل، وفقاً لمؤشرات الرصد التي قام بها التحالف، منبهاً إلى استمرار الميليشيات في تحشيد وتجنيد الأطفال، وظهور العديد من قادتها على وسائل إعلامها خلال الأشهر الماضية رفقة أطفال يصفونهم بالمقاتلين، بينما تكشف مظاهرهم وملامحهم عن صغر أعمارهم.
وكان التحالف الحقوقي ذكر في تغريدات له على «تويتر» أن قيادياً حوثياً يدعى محمود زبيبة، يعمل مشرفاً جهادياً في حي مسيك في العاصمة صنعاء؛ وأنه هو المسؤول المباشر عن كل حملات تجنيد الأطفال في العاصمة، حيث يقوم باستقطاب المجندين الصغار.
وسبق أن قام القيادي الحوثي زبيبة – بحسب التحالف الحقوقي - بتوزيع إعلانات على جدران مدرسة الغولي وشوارع وأزقة حي مسيك يدعو فيها الأطفال إلى التوجه للجبهات، حيث ارتبطت شهادات العديد من الأطفال الضحايا باسمه في مرحلة الاستقطاب.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.