«لنسترجع»... 4 معارض تبحث الأنماط المعاصرة لصنع الذاكرة

تطلقها منصة «421» في أبوظبي

من معرض أفضل مائة ملصق عربي
من معرض أفضل مائة ملصق عربي
TT

«لنسترجع»... 4 معارض تبحث الأنماط المعاصرة لصنع الذاكرة

من معرض أفضل مائة ملصق عربي
من معرض أفضل مائة ملصق عربي

موسم شتوي فني بامتياز يضم المعارض الفنية والجلسات الحوارية وورش العمل، هذا ما تعده منصة «421»، وجهة الفنون والتصميم في أبوظبي، لجمهورها تحت عنوان لنسترجع من 15 يناير (كانون الثاني) إلى 21 مارس (آذار). يشتمل البرنامج على أربعة معارض رئيسية وأكثر من عشرين ورشة عمل وجلسات حوارية وفعاليات خاصة تستكشف الأنماط المعاصرة لصنع الذاكرة.
وتضم معارض الموسم الشتوي المقرر افتتاحها في 5 فبراير (شباط) كلاً من المعرض الجماعي «والمرايا كثيرة» من تقييم منى الجادر، والذي هو نتاج برنامج التطوير الفني للمعارض في منصة «421»، ومعرض «مهشيد رفيعي: ذات أبعاد أسطورية»، وهو المعرض الفردي الأول للفنانة مهشيد رفيعي، أول فائزة بنسخة برنامج منصة «421» للتطوير الفني لعام 2023.

هدية بدري... «أردت أن أكون أماً» (الفنانة)

وتتماشى البرامج العامة لهذا الموسم، والتي تُعقد بالتزامن مع معرضي «والمرايا كثيرة» و«مهشيد رفيعي: ذات أبعاد أسطورية»، مع الأفكار المقدمة في هذين المعرضين، متيحةً الفرصة أمامنا للتفكير بشكل جماعي في الطرق التي تؤثر بها أساليب الذاكرة والتذكر ذات الهيمنة الأوروبية على إدراكنا الذاتي الجماعي، والذي يؤثر بكيفية تخيلنا وبنائنا لمستقبلنا.
كما تتاح الفرصة للجمهور لحضور جلسات حوارية فنية، وورش عمل، وعروض منوعة، كما يتضمن البرنامج مهرجاناً سينمائياً يقام لمدة يومين وندوة تقام لمدة ثلاثة أيام تُطرح من خلالها وجهات نظر وآراء وأفكار جديدة حول كيفية مساهمتنا في تكوين ذاكرة بديلة وتشكيلها.

من معرض «مهشيد رفيعي: ذات أبعاد أسطورية»

ويتضمن الموسم أيضاً معرضاً جماعياً من تقييم دانيا التميمي، يحمل عنوان «سيرة عبور» ويأتي ضمن مشاركة «421» في معرض «آرت دبي» في مارس، إضافةً إلى معرضً «100/100: أفضل مائة ملصق عربي» الذي يضم أعمال 100 مصمم تم اختيارهم في النسخة الرابعة من مسابقة التصميم.
من جانبه قال فيصل الحسن، المدير العام لمنصة «421»: «يضم برنامج موسم شتاء 2023 في منصة (421) أربعة معارض رئيسية تقدم أعمال فنانين ناشئين وممارسين مبدعين من دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع أنحاء المنطقة. ويشكل كل من معرضي (والمرايا كثيرة) و(مهشيد رفيعي: ذات إبعاد أسطورية) ثمرة برامج بناء القدرات في منصة (421) والتي تتضمن برنامج التطوير الفني للمعارض وبرنامج تطوير خبرات التقييم الفني، واللذين تم إطلاقهما في عام 2020، جزءاً من رؤيتنا الاستراتيجية الجديدة لتحفيز المشهد الفني في دولة الإمارات العربية المتحدة. أما المعرضان الآخران، بالتعاون مع (100/100) و(آرت دبي)، فهما نتاج شراكات طويلة الأمد أنشأناها لتعزيز نظام إبداعي دائم التطور ومتاح للجميع».

المعارض «مهشيد رفيعي:
ذات أبعاد أسطورية»
يعد المعرض الفردي الأول لمهشيد رفيعي «ذات أبعاد أسطورية». يضم عملاً تركيبياً واسعاً مكوناً من خمسة أعمال حديثة التكليف تشغل مساحة رواق «1» بأكمله، مناقشاً مفهوم الوهم وجمالية الحفاظ عليه. ويتضمن المعرض منحوتات ومقاطع صوتية تم إخفاء عناصرها عن قصد لتقديم قراءة خادعة، تطالب المتلقي بالتفكر في الأسلوب الذي يتحول فيه الفن إلى بديل لما قد يكون مفقوداً. من خلال هذه المسرحية عن الوهم والإدراك، تقترح رفيعي أن الوهم ليس نقيضاً للحقيقة بل متآمر مشترك يقودنا في عالم من الخسارة.
يعتمد عمل رفيعي على فترات بحث طويلة قضتها في النظر في اللغة وممارسات الحفظ والعلاقة بين التراث وبناء الأوطان. تطور المعرض من خلال عمل الفنانة مع باحثين وممارسين في دولة الإمارات العربية المتحدة حول الجهود المبذولة في الحفاظ على التراث وعلاقته بالأمة. كما يقدم معرض «ذات أبعاد أسطورية» مجموعة من الأعمال التي تتأمل في إجراءات عمليات التحول الجمالية في هذه الأساليب الملموسة وغير الملموسة للحفظ، وكيف تتجلى في بيئتنا الحسية.
يعد معرض «ذات أبعاد أسطورية» العرض الافتتاحي لنسخة برنامج التطوير الفني لعام 2023، والذي تم تنظيمه بالتعاون مع الشريك التعلمي، معهد الفن الناشئ.

«والمرايا كثيرة»
يبحث معرض «والمرايا كثيرة» في مستودعات الذاكرة الممثلة في المتحف والنصب التذكارية والمحفوظات، طارحاً أسئلة تدعو للتدبر والتفكر مثل: لماذا نتذكر؟ وكيف تحدث عملية الاسترجاع هذه؟ يتناول المعرض، عبر تبصره في أنماط التذكر المعاصرة، العلاقة بين الذاكرة والتاريخ، ويتأمل النواحي الجمالية والأساليب والأصول واللغة المُستخدمة في عملية صُنع الذكريات. يتأمل المعرض، الذي استلهم اسمه من قصيدة الشاعر محمود درويش «في المساء الأخير على هذه الأرض»، في الكوارث والنكبات المستمرة التي تواصل رسم الحاضر بآثارها وهياكلها وأصدائها.
إن المطالبات العالمية التي نشأت في الآونة الأخيرة لإعادة القطع الأثرية المهرَّبة وتعويض أصحابها، فضلاً عن الدعوات المتزايدة لإنهاء استعمار المتاحف في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك ضرورة تضمين التواريخ المنسية والمتجاهَلة، يعني أن هذه المؤسسات بصدد مواجهة أزمة وجودية؛ حتى إن البعض قد يزعم أنهم يعانون للتكيف مع هذه التغييرات في خضم بحثهم عن مكان لهم في المستقبل. ومع دخول هذه المنطقة إلى ما يبدو أنها مرحلة ازدهار في الإنتاج الثقافي المرتكز على المستقبل، صار محتماً على الأفراد والمؤسسات التعاون معاً لمناقشة هذه الأسئلة والإجابة عنها لما لها من تأثير على فهمنا للماضي والحاضر وعلى أحلامنا من أجل المستقبل.

النسخة الرابعة: 100/100... معرض أفضل مائة ملصق عربي
يقدم المعرض الذي يعد تجربة في التصميم التجريبي الجماهيري 100 ملصق تركز على التصميم، وتحتفل بالجماليات الثقافية المتنوعة والمشاهد الإبداعية الغنية في المنطقة. يُظهر المعرض مرونة اللغة العربية في علاقتها الحية بالتصميم، والتي تشكل نفسها هيكلياً لتتناسب مع إملاءات التصميم المتغيرة. يمثل المعرض علامة مميزة للثقافة والتراث والتاريخ، ويعمل عمل الأرشيف النقدي للتصميم والخط عربيَّي المولد.

«سيرة عبور»
يقام المعرض الجماعي الذي يضم أعمالاً لعشرة فنانين ناشئين في «آرت دبي» في عامه التعاوني الثاني مع منصة «421». المعرض من تقييم الفنانة المقيمة في دولة الإمارات والقيّمة الفنية والباحثة دانيا التميمي، وفيه تستكشف مفهوم الوقت كعنصر رابط لتعريف سيرة الأشياء، وسيرة حياة الأشياء، وترسيخ الخبرات. تجمع التميمي الأعمال الفنية التي تتساءل: هل يمر الوقت من خلالك، أم أنك تتحرك عبر الزمن؟



سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب)
يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب)
TT

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب)
يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب)

قوبل سقوط الرئيس السوري بشار الأسد بتصريحات أميركية مرحبة ومحذرة في الوقت نفسه. فهذه اللحظة التي انتظرها الأميركيون كثيراً وعملوا عليها من خلال تطويق الأسد ومحاصرته بالعقوبات والضغوطات الاقتصادية والسياسية، فاجأتهم بتطوراتها المتسارعة، وخاصة أنها حصلت على يد تنظيم مدرج على لوائح الإرهاب الأميركية، وهو «هيئة تحرير الشام»، وزعيمها أبو محمد الجولاني، المعروف اليوم بأحمد الشرع، والذي وضعت أميركا مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يتقدم بمعلومات عنه. بالمقابل، يقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب محذراً: «سوريا ليست معركة الولايات المتحدة، ولا يجب أن تتدخل فيها»، في موقف سلّط الضوء مجدداً على أسلوبه المختلف في إدارة الأزمات.

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا، وما إذا كانت سترفع «الهيئة» من لوائح الإرهاب، بالإضافة إلى توجهات إدارة ترمب المقبلة، وما إذا كان سينفذ وعوده السابقة بسحب القوات الأميركية من هناك.

سقوط صادم

فاجأ السقوط السريع لنظام الأسد الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

فاجأ سقوط الأسد السريع الكثيرين في واشنطن، كالسفير الأميركي لدى سوريا والإمارات ثيودور قطّوف الذي أعرب عن صدمته حيال مجريات الأحداث وتسارعها، مشيراً إلى أنه على الأرجح أن «هيئة تحرير الشام» لم تتوقع أيضاً أن تحقق هذا النوع من النجاح بهذه السرعة. ويعتبر قطّوف أن ما جرى أثبت «ضعف الأسد وعدم ولاء قواته العسكرية والأمنية».

من ناحيته، وصف السفير الأميركي السابق لدى البحرين ونائب المبعوث السابق للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم «داعش» ويليام روبوك، سقوط الأسد بـ«التحول الصادم والمثير للدهشة». واعتبر روبوك أن رفع الغطاء الإيراني والروسي عن الأسد تركه «مكشوفاً وضعيفاً جداً»، مشيراً إلى أن «هيئة تحرير الشام» بدأت بهذا الهجوم في البداية على أنه هجوم صغير في حلب، ثم حققت نجاحاً تلو الآخر. وأضاف: «حتى قبل يوم أو يومين من سقوط دمشق، كان البعض يعتقد أنه قد تمر أسابيع، لا بل شهور، على السيطرة عليها، غير أن الأمر حدث في يوم واحد فقط».

الأسد وبوتين في اجتماع بالكرملين يوم 24 يوليو 2024 (رويترز)

ويقول الكولونيل أنتوني شافر المسؤول الاستخباراتي السابق في وزارة الدفاع الأميركية ومستشار حملة ترمب السابقة، إن سبب الأحداث المتسارعة يعود إلى تحييد العنصرين الأساسيين في الدفاع عن الأسد، وهما «حزب الله» وروسيا؛ ما أدى إلى «بقاء جيش غير فعال وهزيل تحت إمرته انهار بسرعة فائقة». لكن شافر يسلّط الضوء في الوقت نفسه على الدور التركي، وتحديداً دور الرئيس رجب طيب إردوغان، مشيراً إلى أنه «رأى فرصة مع خسارة دعم روسيا وتراجع قوة (حزب الله) كوسيلة لاستعادة نفوذ تركيا». وأضاف: «السؤال الآن: ماذا نفعل حيال تركيا؟ فتركيا حليف في (الناتو)، لكنها غالباً ما تعمل باستقلالية ومن دون اعتبار للمصالح الأميركية. وبرأيي، هذا ما حصل هنا».

القوات الأميركية ومصير «قسد»

مقاتل من «قوات سوريا الديمقراطية» في مطار القامشلي يوم 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

وهنا يشدد قطّوف على الدور الكبير الذي لعبته تركيا في الأحداث، مشيراً إلى وجود «همّين رئيسين لإردوغان» هما «أولاً عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم والذين يبلغ عددهم 3 ملايين لاجئ، وهذه مسألة سياسية محلية تشكل ضغطاً هائلاً على إردوغان. وثانياً بالطبع تزايد سلطة الأكراد في شرق سوريا لدرجة تقلقه، وهو الآن قادر على مواجهتهم».

ومع تزايد الحديث عن احتمال سحب ترمب القوات الأميركية البالغ عددها نحو 900 عنصر في شمال شرقي سوريا، يعرب قطّوف عن قلقه حيال مصير حلفاء الولايات المتحدة الأكراد، مضيفاً: «أخشى أننا سنتخلّى مرة أخرى عن حلفائنا الأكراد الذين تم التخلي عنهم مرات عديدة من قبل إدارات عديدة، من ضمنها إدارة هنري كيسنجر في سبعينات القرن الماضي».

ويشارك روبوك الذي عمل عن قرب مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في إدارة ترمب الأولى، هذا القلق، مشدداً على أنهم كانوا «شركاء قيّمين وتحملوا الكثير من الخسائر». وأضاف: «أنا قلق حيال توجه قرار الولايات المتحدة. أعتقد أن تركيا تقود الوضع حالياً، والولايات المتحدة تتمتع بعلاقة قريبة لكن صعبة مع تركيا من بعض النواحي، وأنا لست متأكداً أننا سنكون حازمين وأقوياء بما فيه الكفاية في إيصال رسالتنا إلى تركيا، ومفادها أننا نريد الحفاظ على أمان هذه القوة لكي تستمر بالقتال ضد (داعش) في شمالي شرقي سوريا». وأشار روبوك إلى أن «تركيا تملك نفوذاً كبيراً في الوقت الحالي، وهذا ما يضع الأكراد في موقف صعب». ويتحدث شافر عن المسألة الكردية فيصفها بـ«المعقدة جداً»، ويضيف: «ليس من العدل أن يتم استخدامهم كحليف رئيس وشريك قتال فعال، ثم يتم تجاهلهم مجدداً». لكن شافر الذي عمل مستشاراً لترمب يرجح أن الرئيس المنتخب سيعيد تقييم الدور الأميركي في سوريا، وسيعيد النظر في قواعد القوات الأميركية من حيث التكلفة، مشيراً إلى أنه سينظر كذلك في احتمال «تنفيذ المهمة من القاعدة الأميركية في أربيل وفي الأردن».

عودة «داعش»؟

مسلح من الفصائل يقف أمام الجامع الأموي في دمشق يوم 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

ويحذر الكثيرون من أن سحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا سيعني عودة تنظيم «داعش». ويتوقع روبوك الذي لعب دوراً أساسياً في مكافحة التنظيم في إدارة ترمب، أن «يعود التنظيم». ويضيف: «عندما يزول الضغط أعتقد أن الفوضى والاضطرابات في سوريا ستكون مثل الأكسجين لـ(داعش). إن (هيئة تحرير الشام) هي الخصم الآيديولوجي لـ(داعش)، لكن لا أراهم قادرين على مواجهة هذا التحدي في الأشهر المقبلة».

ويشكك روبوك في أن تتمكن «قوات سوريا الديمقراطية» من التصدي لـ«داعش» أو البقاء في حال انسحاب الولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة بقاء هذه القوات في عهد ترمب.

من ناحيته، يتحدث شافر عن تحدٍّ آخر يواجه الولايات المتحدة، وهو سجناء «داعش» في سوريا والذين يصل عددهم إلى قرابة 50 ألفاً، بحسب تقييم للسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، فيقول: «سنضطر إلى مواجهة هذه القضية مباشرةً، وهو ما لم ترغب إدارة بايدن في التعامل معه. فهناك مشاكل متعلقة بالاحتجاز غير المحدود، والتي يجب أن نجد حلاً لها، وهي (مشاكل) مشابهة للنقاش المرتبط بـ(غوانتنامو)».

الجولاني ولوائح الإرهاب

الجولاني في صورة أرشيفية له في 28 يوليو 2016 عندما كان زعيماً لـ«جبهة النصرة» (أ.ف.ب)

وفي ظل تطورات الأحداث وسيطرة زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني، المعروف اليوم بأحمد الشرع، على المشهد، يدعو روبوك إلى رفع تصنيف «تحرير الشام» كمنظمة إرهابية أجنبية، وإلى رفع القيود الاقتصادية «القاسية جداً» على سوريا.

ويفسر هذه المقاربة قائلاً: «يجب أن نكون ملتزمين، وأن نحاول العمل مع حلفاء تعاونوا معنا في التحالف العالمي ضد (داعش)، وإشراك حلفائنا من الخليج؛ فهم لاعبون مهمون جداً ولديهم مصالح كبيرة في سوريا، وأعتقد أن الشعب والحكومة في سوريا لديهما مصلحة في بناء مجموعة أوسع من الأصدقاء بدلاً من الاعتماد على تركيا».

من ناحيته، يتوقع شافر «انقساماً في السياسة» فيما يتعلق بالتعاطي مع «الهيئة»، مشيراً إلى أن ترمب «سيحاول تحديد ما يجب القيام به لتشكيل تحالف، والقيام بما هو ضروري لإعادة الحوكمة إلى المنطقة»، محذراً: «إن لم نكن حذرين فسيعود تنظيم (داعش)، فهذا ما يحصل حالياً في أفغانستان». ويضيف شافر: «يجب أن نكون حذرين جداً عندما نساعد في إسقاط حكومة، قد تكون حكومة لا تعجبنا، لكن على الأقل هي تملك بعض السيطرة على الأراضي. فزعزعة الاستقرار هي الخطر الأكبر للاستقرار الإقليمي، ولكل من يعيش في هذه المناطق أيضاً».

ويتحدث شافر عن الجولاني، معرباً عن شكوكه في الصورة التي يعرضها حالياً، فيقول: «هناك تقارير صادرة حول هذا الرجل، هذا الإرهابي الذي يريد الانتقام من أعداء (هيئة تحرير الشام)، ومن ضمن ذلك قتل بعض الأشخاص. آمل أن أكون على خطأ، آمل أن يكون رجل الدولة الذي يظهره للجميع، لكن أعتقد أن الأمور ستكون أشبه بكاسترو في 1960-1961 حين ظن الجميع أنه سيكون الرجل المناسب، لكنه أصبح حاكماً توتاليتارياً».

ويغوص قطّوف في تفاصيل هذه المقاربة، فيقول عن أميركا وسياساتها: «نحن لا نجيد هندسة المجتمعات أو بناء الدول. إذا كان التاريخ الحديث قد علّمنا شيئاً، فيجب أن يكون هذا ما استنتجناه». ويستكمل قطّوف: «لا يمكننا فرض النتائج من خلال فوهة البندقية. يجب أن يكون لدينا قوة موثوقة عندما تصل إلى طاولة المفاوضات». وعن الجولاني يقول قطّوف: «عندما نتحدّث عن المتطرفين أو عن شخص في السلطة يقدم جانباً جيداً للعالم، نكتشف بعدها أنه شخص مختلف تماماً في الواقع. عموماً، من خلال تجربتي، فإن الثورات تميل إلى أن تأكل أبناءها، وغالباً ما يكون أكثر العناصر تشدداً لهذه الثورات هو الذي يصل إلى المسرح».