بلاتيني... من قضايا فساد إلى مرشح لرئاسة الاتحاد الفرنسي

ميشيل بلاتيني (د.ب.أ)
ميشيل بلاتيني (د.ب.أ)
TT

بلاتيني... من قضايا فساد إلى مرشح لرئاسة الاتحاد الفرنسي

ميشيل بلاتيني (د.ب.أ)
ميشيل بلاتيني (د.ب.أ)

عاد اسم ميشيل بلاتيني، الذي كان ضلعاً في اتهامات فساد أطاحت به من رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في العام 2015، ليتردد كمرشح لخلافة نويل لو غري في رئاسة الاتحاد الفرنسي للعبة.
وكان بلاتيني والرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» السويسري سيب بلاتر، متهمَين بقضايا فساد بعد تقديم الأخير للفرنسي مدفوعات تقدر بنحو 1.8 مليون يورو دون مستندات، عدّتها المحاكم السويسرية رشى وقررت على أثرها إيقافهما عن ممارسة أي عمل يتعلق بالرياضة لمدد تراوحت بين 8 وأربع سنوات.
وقدّم بلاتيني، حامل الكرة الذهبية لأفضل لاعب أوروبي ثلاث مرات في الثمانينات والذي تبوأ رئاسة الاتحاد الأوروبي بين 2007 و2015 وكان يطمح لرئاسة «فيفا»، فاتورة بقيمة مليوني فرنك سويسري (1.8 مليون يورو) في بداية عام 2011. وقّعها بلاتر وقدّمها إلى «فيفا» كرصيد متأخر للراتب، لكنَّ النيابة العامة السويسرية عدّتها زائفة. ورأى بلاتر وبلاتيني أن هناك تياراً سياسياً وقضائياً يهدف إلى إبعادهما عن السلطة.
وبعد ست سنوات من التحقيقات ومحاكمة على مدى أسبوعين، برّأ القضاء السويسري في الثامن من يوليو (تموز) الماضي بلاتر وبلاتيني لعدم وجود أدلة كافية في قضية الاحتيال والتزوير التي قضت على مسيرتيهما الإدارية في عالم كرة القدم، رغم أن النيابة العامة السويسرية عادت وطالبت باستئناف على حكم البراءة و«طلبت الإلغاء الكامل للحكم الابتدائي».
ورغم أن بلاتيني يعيش مهمشاً منذ بداية هذه القضية التي كانت سبباً في انقلاب شامل على الاتحادين الدولي والأوروبي واتهام الكثير من أعضاء اللجان التنفيذية في المنظمتين بالفساد، إلا أن اسمه عاد ليطرح كمرشح لرئاسة الاتحاد الفرنسي وفق صحيفة «سود دويتشه تسايتونغ» الألمانية، أمس. كما أوضحت محطة «آر إم سي سبورت» التلفزيونية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تساءل عما إذا كان بلاتيني لديه اهتمام بالمنصب.
وكان بلاتيني (67 عاماً) قد أشار عقب الحكم بتبرئته إلى أنه لم يعد يبحث عن العمل كمسؤول كرة قدم، لكن في الوقت نفسه لم يرغب في الابتعاد تماماً عن عالم الساحرة المستديرة، وأكد أنه سيكون متاحاً إذا كان هناك شيء إيجابي.
ومع إيقاف لو غري عن العمل وفتح تحقيقات معه في شكاوى بتحرش جنسي مع موظفه سابقة بالاتحاد الفرنسي ‏لكرة القدم، وبعد انتقادات قوية تعرض لها إثر تصريحاته المسيئة للأسطورة زين الدين زيدان، عاد اسم بلاتيني يتردد لقيادة الاتحاد المحلي.
وكان زيدان القائد السابق لمنتخب فرنسا، مرشحاً بقوة لخلافة ديدييه ديشامب في تدريب منتخب فرنسا لكنّ لو غري قال لمحطة «آر إم سي» الإذاعية إنه لن يجري اتصالاً هاتفياً مع أحد أكثر لاعبي فرنسا تتويجاً، وأضاف: «أنا لا أبالي به، يمكنه الذهاب إلى أي مكان يريد... إذا اتصل عليَّ فلن أردّ».


مقالات ذات صلة

النيابة السويدية تغلق التحقيق في اتهام مبابي بالاغتصاب لنقص الأدلة

رياضة عالمية مبابي (أ.ف.ب)

النيابة السويدية تغلق التحقيق في اتهام مبابي بالاغتصاب لنقص الأدلة

أُغلق التحقيق في قضية «الاغتصاب» التي فُتحت بعد زيارة قائد المنتخب الفرنسي ولاعب ريال مدريد الإسباني مبابي إلى ستوكهولم في أكتوبر الماضي، لعدم كفاية الأدلة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
رياضة عالمية مبابي (أ.ف.ب)

مبابي: حبي لمنتخب فرنسا لم يتغير… مرهقون من كثرة المباريات!

قال كيليان مبابي إنه سيظل ملتزما باللعب مع المنتخب الفرنسي لكرة القدم رغم عدم استدعائه للمباريات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

مبابي يلجأ إلى «تأديبية» رابطة المحترفين لحل نزاعه مع سان جيرمان

لجأ قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي إلى اللجنة التأديبية في رابطة محترفي كرة القدم في بلاده من أجل البت في نزاعه المالي مع ناديه السابق باريس سان جيرمان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ماركينيوس (أ.ف.ب)

ماركينيوس يخوض مباراته رقم 300 بقميص سان جيرمان

خاض المدافع البرازيلي ماركينيوس المباراة رقم 300 بقميص فريقه باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لويس إنريكي (أ.ف.ب)

إنريكي: الإخفاق أمام نانت مؤسف... علينا المثابرة مستقبلاً

أبدى لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، أسفه لإخفاق فريقه في استغلال الفرص، في المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 أمام نانت أمس.

«الشرق الأوسط» (باريس)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».