في الحالات الطارئة... ماذا يحدث لجسم المريض أثناء انتظار سيارة إسعاف؟

مسعفان ينقلان مريضاً خارج أحد مستشفيات لندن (إ.ب.أ)
مسعفان ينقلان مريضاً خارج أحد مستشفيات لندن (إ.ب.أ)
TT

في الحالات الطارئة... ماذا يحدث لجسم المريض أثناء انتظار سيارة إسعاف؟

مسعفان ينقلان مريضاً خارج أحد مستشفيات لندن (إ.ب.أ)
مسعفان ينقلان مريضاً خارج أحد مستشفيات لندن (إ.ب.أ)

تؤمّن الرعاية الصحية الطارئة في معظم البلدان استجابة سريعة، لكن هذه الخدمة يتخللها الكثير من التأخير في العديد من الأوقات لأسباب مختلفة.
ينتظر المرضى الرد على مكالمتهم الطارئة، حتى يصل المسعفون لتسليمهم إلى المستشفى. ثم يتعاملون أيضاً مع ساعات الانتظار الطويلة لتحويلهم إلى القسم المختص بحالتهم، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».
وتعتبر أسوأ نتيجة للتأخير هي الموت. حذر أحد كبار الأطباء هذا الأسبوع في بريطانيا من احتمال وفاة ما يصل إلى 500 شخص كل أسبوع نتيجة مشاكل الرعاية الطارئة.

* ماذا يحدث لجسم المريض وحالته أثناء انتظار العلاج؟
حتى في حالة تجنب أسوأ النتائج، يمكن أن يؤدي التأخير إلى تدهور حالة المريض وتطور المضاعفات، مما يتطلب مزيداً من العلاج وإقامة أطول في المستشفى.
وقالت الدكتورة مايا نارافي، نائبة رئيس الكلية الملكية لطب الطوارئ، لشبكة «سكاي نيوز»، إنه نظراً لضغوط الموظفين والموارد، فإن الرعاية «تضعف».
وأوضحت أن انتظار سيارات الإسعاف لساعات طويلة يعني أنه بحلول الوقت الذي يتم فيه رؤية المريض في المستشفى، تكون مشاكله قد تفاقمت بالفعل.

* حالة سقوط شخص مسن
تقول الدكتورة نارافي: «إذا كنت مستلقياً على الأرض ولم يكن لديك ما تأكله أو تشربه لفترة زمنية معينة، مصاباً بكسر في الفخذ، فأنت لا تتعامل فقط مع الكسر الحاد، ولكن غالباً ما تتعامل أيضاً مع قضايا مثل انخفاض حرارة الجسم، وتلاعب الضغط نتيجة الاستلقاء على أرضية صلبة لفترة طويلة، ومشاكل الجفاف الشديد ووظائف الكلى، وربما الالتهاب الرئوي».
وأوضحت أن المضاعفات التي تنشأ عن التأخير يمكن أن تخلق المزيد من المشاكل. إذا كان شخص ما مصاباً بالجفاف، فقد يواجه المسعفون صعوبة في إدخال السوائل أو المضادات الحيوية إلى جسمه، أو قد يضطر الفحص بالأشعة المقطعية للكشف عن السكتة الدماغية إلى الانتظار حتى يتم تدفئة المريض.
ومع فترات الانتظار المتزايدة، قالت نارافي إنه لا مفر من رؤية حالة المرضى تتدهور بسرعة أثناء انتظارهم.

* الانتظار لفترة طويلة لتلقي الرعاية بعد إصابتك بسكتة دماغية
بالنسبة لمرضى السكتة الدماغية، فإن الحصول على علاج سريع يمكن أن يعني الفرق بين التعافي والعودة إلى الحالة الطبيعية، أو حصول إعاقة تمتد لمدى الحياة. في كل دقيقة لا يتم علاج السكتة الدماغية، تموت 1.9 مليون خلية دماغية.
قال البروفسور مارتن جيمس إن علاج الجلطات يجب أن يُعطى في غضون أربع ساعات ونصف من ظهور الأعراض، في حين أن هناك نافذة مدتها ست ساعات لإجراء عملية جراحية لإعادة فتح الشريان المسدود في الدماغ.
البروفسور جيمس هو استشاري السكتة الدماغية في مستشفى ديفون وإكستر الملكي ويدير SSNAP، أكبر مشروع لالتقاط بيانات السكتة الدماغية في المملكة المتحدة. تظهر البيانات على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية أن عدد الأشخاص الذين تلقوا علاج الجلطات انخفض بنحو ألف شخص في جميع أنحاء إنجلترا وويلز وآيرلندا الشمالية مقارنة بمرحلة قبل الوباء.
ومن المحتمل أن عدة مئات من هؤلاء قد تُركوا مع إعاقة مثل الشلل، وفقدان الكلام، وتعطل الإدراك - لأنهم لم يتلقوا العلاج في الوقت المناسب.
وأضاف: «من الواضح أن ذلك قد تكون له عواقب على المريض مدى الحياة - وعواقب طويلة المدى على الخدمة الصحية».

* مرضى النوبات القلبية
قال البروفسور نيك ميلز، أستاذ أمراض القلب في مؤسسة القلب البريطانية بجامعة إدنبرة، إنه بالنسبة للمرضى الذين أصيبوا بنوبة قلبية، فإن كل دقيقة مهمة.
وأضاف: «يتطلب تشخيص النوبة القلبية علاجاً سريعاً، لأنه كلما طال الانتظار، تموت عضلة القلب بشكل أكبر ويقل احتمال بقائك على قيد الحياة... إذا اختار المرضى عدم الاتصال لطلب المساعدة، فحينئذٍ سيصابون حتماً بنوبات قلبية أكبر ويكونون أكثر عرضة للوفاة».
وحث ميلز الأشخاص الذين يشعرون بالقلق على قلوبهم على عدم تأخير الحصول على المساعدة.



«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
TT

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

ضمن مشروع الأفلام الذي يعدّه «مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري» في «مكتبة الإسكندرية» بعنوان «عارف»، يروي فيلم الأقصر التسجيلي الوثائقي تاريخ واحدة من أقوى العواصم في تاريخ الحضارات القديمة، ويستدعي ما تمثّله هذه المدينة من كنز حضاري منذ أن كانت عاصمة مصر في عهد الدولة الوسطى.

في هذا السياق، قال مدير المركز التابع لـ«مكتبة الإسكندرية»، الدكتور أيمن سليمان، إنّ «سلسلة أفلام (عارف) تقدّم القصص التاريخية عن الأماكن والمدن والمعالم المهمة في مصر، بصورة أفلام قصيرة تُصدّرها المكتبة»، موضحاً أنه «صدر من هذه السلسلة عدد من الأفلام ضمن منظور غير تقليدي هدفه توعية النشء والشباب بأسلوب سهل ومبسَّط؛ ولا تتعدى الفترة الزمنية لكل فيلم 3 دقائق، وهو متاح باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «فيلم (الأقصر) يتناول قصة واحدة من أقوى عواصم العالم القديم، عاصمة الإمبراطورية المصرية. طيبة أو (واست) العصية كما عُرفت في مصر القديمة، التي استمدت قوتها من حصونها الطبيعية. فقد احتضنتها الهضاب والجبال الشاهقة من الشرق والغرب، مثل راحتَي يد تلتقيان عند مجرى نهر النيل. وكانت رمز الأقصر عصا الحكم في يد حاكمها الذي سيطر على خيرات الأرض، فقد منَّ الله عليها بنعمة سهولة الزراعة، كما وصفها الإغريق».

«بوستر» الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

ولم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة. فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد كلما عانت التفكك والانقسام. ومن أبنائها، خرج محاربون عظماء، مثل منتُوحتب الثاني الذي أعاد توحيد الدولة المصرية وجعل الأقصر عاصمةً لها، وأحمس الذي صدَّ عدوان الغزاة، وفق ما يشير الفيلم.

وأوضح سليمان أنه «مع استقرار البلاد، تهيّأت الظروف لازدهار الثقافة والحضارة التي تحترم الإنسان وقدراته، رجالاً ونساءً. فقد تركت حتشبسوت نماذج فريدة في العمارة والفنون والثقافة والاستكشاف. وفي ساحات معابد الكرنك، اجتمع الأمراء والطلاب للعلم والعبادة معاً، مُشكّلين بذلك طابعاً خاصاً للشخصية المصرية. وسجّل تحتمس الثالث الحياة اليومية في الإمبراطورية المصرية، جنباً إلى جنب مع الحملات العسكرية، على جدران معبد الكرنك، في حين شيّد أمنحتب الثالث نماذج معمارية مهيبة شرق النيل وغربه».

جانب من الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

وتابع: «الأقصر تحتفظ بدورها الثائر ضدّ المحتل عبر عصور الاضطراب والغزو، مثل حائط صدّ ثقافي حافظ على الهوية المصرية. ودفع هذا الإسكندر والبطالمة والأباطرة الرومان إلى تصوير أنفسهم بالهيئة المصرية القديمة على جدران المعابد، إجلالاً واحتراماً. وقد احتضنت معابد الأقصر الكنائس والمساجد في وحدة فريدة صاغتها الثقافة المصرية، لتشكّل جسراً جديداً من جسور التراث والفكر».

ولفت إلى أنّ «شامبليون طاف بها 6 أشهر كاملةً ليملأ عينيه بجمال آثارها. فهي قبلة الباحثين من شتى أنحاء العالم، الذين يأتون إليها آملين أن تبوح لهم أرضها بأسرار تاريخ البشر، وأن تكشف لهم مزيداً من كنوز الفنون والآداب والعلوم».

وتهدف سلسلة «عارف» إلى تقديم نحو 100 فيلم وثائقي، وأصدرت أيضاً أفلام «توت عنخ آمون»، و«بورتريهات الفيوم»، و«هيباتيا»، و«سرابيوم الإسكندرية»، و«الألعاب في مصر القديمة»، و«القاهرة التاريخية».