أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي تعاقده مع المهاجم البرتغالي جواو فيلكس من أتلتيكو مدريد على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي، على أمل تحسين نتائجه في الدوري الممتاز، حيث سيكون على موعد مع فولهام اليوم.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن تشيلسي سيدفع نحو عشرة ملايين يورو (10.75 مليون دولار) للحصول على خدمات اللاعب. وعانى فيلكس البالغ من العمر 23 عاماً هذا الموسم وشارك أساسياً سبع مرات فقط من أصل 16 مباراة لعبها أتلتيكو في الدوري الإسباني. وسجل خمسة أهداف وصنع ثلاثة في 20 مباراة بجميع المسابقات. وهز فيلكس الشباك مرة واحدة فقط في خمس مباريات بكأس العالم حين خرجت البرتغال من دور الثمانية.
وشارك أساسياً في خسارة أتلتيكو 1 - صفر على ملعبه أمام برشلونة متصدر الدوري الإسباني يوم الأحد الماضي واستبدل بعد 73 دقيقة.
وقال فيلكس في بيان للنادي: «تشيلسي من أعظم الفرق في العالم وآمل أن أساعده على تحقيق أهدافه. السعادة لا تسعني لوجودي هنا ومتحمس للغاية للعب في ستامفورد بريدج».
فيلكس من أتلتيكو إلى تشيلسي في مهمة إنقاذ (أ.ف.ب)
وأصبح فيلكس رابع أغلى لاعب على الإطلاق عندما انضم إلى أتلتيكو مقابل 126 مليون يورو من بنفيكا في 2019. وهو متعدد المواهب ويجيد اللعب مهاجماً أو لاعب وسط هجومي أو في الجناحين لكنه كافح من أجل الارتقاء إلى مستوى قيمته المالية منذ انتقاله إلى إسبانيا. وأحرز فيلكس 34 هدفاً فقط في 131 مباراة مع أتلتيكو وفاز بلقب الدوري في موسم 2020 - 2021.
ويذكر أن تشيلسي نزل بثقله في فترة انتقالات يناير (كانون الثاني) حيث ضم بنوا بادياشيل وديفيد داترو فوفانا وأندري سانتوس، وسيعزز فيلكس الفريق المبتلى بالإصابات وكذلك خياراته الهجومية مع غياب رحيم سترلينغ وكريستيان بوليسيتش وتراجع مستوى الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ.
وتعرض فريق المدرب غراهام بوتر للخسارة في خمس من آخر سبع مباريات لعبها في جميع المسابقات وخرج من كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة، وسجل 20 هدفاً فقط في 17 مباراة بالدوري الممتاز، حتى الآن حيث يحتل المركز العاشر بفارق 10 نقاط عن المربع الذهبي. وخسر تشيلسي في خمس من آخر سبع مباريات لعبها في جميع المسابقات وخرج من كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة. وسيعود للمنافسات أمام مضيفه فولهام في الدوري غداً الخميس.
ويأمل غراهام بوتر الذي تولى تدريب تشيلسي منذ أربعة أشهر أن تكون صفقة فيلكس هي الحل لضعف خط هجومه في وقت يعاني فيه من ضغوطات لا يُستهان بها إثر سلسلة من العروض الضعيفة التي كانت تؤدي عادة إلى الإطاحة بأسلافه خلال حقبة المالك الروسي رومان أبراموفيتش.
وأدّت الخسارة القاسية 4 - صفر على يد مانشستر سيتي الأحد إلى خروج تشيلسي من كأس إنجلترا. ويحتل الفريق اللندني المركز العاشر في الدوري الإنجليزي، بفارق 10 نقاط عن المراكز الأربعة الأوائل.
إنها ليست البداية التي توقعها الملاك الأميركيون الجدد للنادي بعد إنفاق أكثر من 300 مليون جنيه إسترليني (365 مليون دولار) على لاعبين جدد بهدف تحسين الفريق الذي احتل المركز الثالث في الدوري الموسم الماضي.
ومن خلال الاستماع إلى تنديدات المشجعين، يبدو أن الكونسورتيوم بقيادة المالك تود بوهلي هو من يُحمّل مسؤولية ما يجري على أرض الملعب.
بينما كان تشيلسي يواجه سيتي في عطلة نهاية الأسبوع، تمرّد عدد من المشجعين الذين انتقلوا إلى ملعب الاتحاد من خلال ترديد أسماء المدرب السابق الألماني توماس توخيل والمالك السابق أبراموفيتش.
وأقال الملاك الجدد توخيل بعد سبع مباريات فقط على انطلاق الموسم الحالي، فيما بدا علامة أكيدة على أن ثقافة «التعاقد والإقالة» ستبقى قائمة في ستامفورد بريدج رغم رحيل أبراموفيتش.
ولم يكن المالك الروسي يظهر أي رحمة حتى تجاه المدربين اللامعين مثل البرتغالي جوزيه مورينيو والإيطاليين كارلو أنشيلوتي وأنطونيو كونتي، الذين فازوا بلقب الدوري الإنجليزي خلال فترات وجودهم في النادي اللندني. ولم يختلف العهد الجديد للملاك الأميركيين حيث أقيل توخيل وهو الذي قاد الفريق للفوز بدوري أبطال أوروبا في أول موسم له.
في المقابل، ورغم صيته الجيد الذي كسبه كمدرب في الدوري الإنجليزي في ثلاثة مواسم رائعة مع برايتون، إلا أن بوتر لا يمتلك السيرة الذاتية التي تماشي العديد من أسلافه في تشيلسي. وعلق بوتر على ذلك قائلاً: «الزمن تغير في تشيلسي. هنا إدارة تتبع نهجاً أكثر صبراً» حسب ما وعده الملاك الجدد قبل مغادرة برايتون في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكان بوتر قد أشار بعد خسارته أيضاً أمام سيتي 1 - صفر في آخر مباراة لتشيلسي بالدوري الأسبوع الماضي: «هناك ملكية مختلفة تماماً...كان من الصعب على الناس أن يستمروا في تشيلسي طوال العشرين سنة الماضية، هذا شيء تغير الآن، الأمور تدار بشكل مختلف. توليت المنصب وأنا أمام فرصة لتشكيل ناد يمر بفترة انتقالية هائلة».
شيء واحد قد يخفّف من النقمة على بوتر هو أن إنفاق تشيلسي البالغ 280 مليون جنيه إسترليني في نافذة الصيف حصل قبل وصوله.
كما حدث أيضاً بعد مغادرة المسؤولة عن الانتقالات بالنادي الروسية مارينا غرانوفسكايا، في حين غادر حارس المرمى الذي تحوّل إلى مستشار للأداء التشيكي بيتر تشيك مع رحيل أبراموفيتش.
وتسلم بوهلي بنفسه مسؤولية التعاقدات حين شغل منصب المدير الرياضي أيضاً، وكانت النتيجة نهجاً مبعثراً في سوق الانتقالات.
لم تعط التعاقدات مع لاعبين مخضرمين، أمثال الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ والسنغالي خاليدو كوليبالي الدفع المرجو، في حين أن أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني أنفقت على عدد من اللاعبين الشباب الواعدين الذين لم يكونوا جاهزين بعد للفريق الأول.
كما عانى بوتر من قائمة إصابات كبيرة، فلم يلعب الفرنسي نغولو كانتي منذ أغسطس (آب) الماضي، وغاب الدوليان الإنجليزيان ريس جيمس وبن تشيلويل عن نهائيات كأس العالم بعد فترة ابتعاد طويلة، كما اقتصرت مشاركة اللاعب الذي انضم بالصفقة الأغلى لتشيلسي في الصيف المنصرم، الفرنسي ويسلي فوفانا، على أربع مباريات. كما استبعد رحيم سترلينغ والأميركي كريستيان بوليسيتش في الأسابيع القليلة المقبلة، وانتهى موسم الألباني أرماندو برويا بعد تعرضه لضرر في الرباط الصليبي الأمامي. وقال بوتر: «لقد مررنا بمرحلة انتقالية هائلة والمشاكل من حيث الإصابات لا تجعل من السهل أن نكون مستقرين».
لكن مع وجود تشيلسي في موقع غير معتاد حيث يحتل مركزاً متأخراً عن جاره فولهام الذي يلتقيه في دربي غرب لندن اليوم، يحتاج بوتر إلى إيجاد إجابات وافية بدلاً من الأعذار، إذا ما أراد الاحتفاظ بوظيفته.