شبح «كورونا» يهدد مجدداً السفر العالمي

بكين تشتبك مع سيول وطوكيو... وتتقارب مع موسكو

راكبة آتية من الصين إلى كوريا الجنوبية أمام مركز فحص لفيروس «كوفيد - 19» في المطار (أ.ب)
راكبة آتية من الصين إلى كوريا الجنوبية أمام مركز فحص لفيروس «كوفيد - 19» في المطار (أ.ب)
TT

شبح «كورونا» يهدد مجدداً السفر العالمي

راكبة آتية من الصين إلى كوريا الجنوبية أمام مركز فحص لفيروس «كوفيد - 19» في المطار (أ.ب)
راكبة آتية من الصين إلى كوريا الجنوبية أمام مركز فحص لفيروس «كوفيد - 19» في المطار (أ.ب)

أفاد مطار «هيثرو» في العاصمة البريطانية لندن بتسارع وتيرة الانتعاش في حركة السفر خلال عيد الميلاد (الكريسماس)، ولكنه حذر في الوقت نفسه من أن إعادة فرض فحوص كورونا كشرط للسفر من شأنها تقويض هذا الانتعاش.
وأضاف المطار، يوم الأربعاء، إلى عدم تحقق المخاوف بشأن قدرة المطار على التعامل مع ارتفاع عدد الرحلات الجوية، خلال فترة الأعياد، وفقاً لبلومبرغ. وساعد ذلك على تحفيز حركة المسافرين على مدار العام لتسجل 61.6 مليون راكب، أو 76 في المائة من المستويات التي كانت عليها قبل الجائحة. وكانت هذه أكبر زيادة في أوروبا، مما وضع مطار «هيثرو» على المسار نحو استعادة وضعه كأكثر مطارات المنطقة ازدحاماً.
لكن إجراءات الفحص المتشددة التي بدأ عدد من الدول في فرضها على القادمين من الصين، تهدد بقوة هذا الانتعاش العام لحركة السفر العالمي.
وألغت الصين الحجر الصحي الإلزامي للوافدين، وسمحت باستئناف السفر عبر حدودها مع هونغ كونغ منذ يوم الأحد الماضي، وأزالت آخر القيود الرئيسية بموجب سياسة صفر كوفيد التي تخلت عنها على نحو مفاجئ في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد احتجاجات غير مسبوقة على قيود مكافحة الجائحة.
وفرضت كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة وأكثر من اثنتي عشرة دولة أخرى في بداية العام شروط تقديم نتيجة فحص سلبية لمرض كوفيد - 19 قبل المغادرة للوافدين من الصين.
ورداً على ذلك، قالت السفارتان الصينيتان في سيول وطوكيو يوم الثلاثاء إنهما علقتا إصدار تأشيرات قصيرة الأجل للمسافرين إلى الصين، ووصفت وزارة الخارجية شروط الفحص بأنها «تمييزية». وتشترط الصين تقديم نتائج فحص سلبية من الزوار من جميع البلدان.
ودافعت صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية التي تديرها الدولة عن رد فعل بكين ووصفته بأنه «رد مباشر ومعقول لحماية مصالحها المشروعة، خاصة أن بعض الدول تحاول تضخيم الوضع الوبائي في الصين من خلال فرض قيود على السفر بغرض التلاعب السياسي».
وقال وزير خارجية كوريا الجنوبية بارك جين إن قرار البلاد استند إلى أدلة علمية. وقدمت اليابان احتجاجاً إلى الصين بسبب تعليقها إصدار التأشيرات للمواطنين اليابانيين. واستهدف غضب وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بشكل أساسي كوريا الجنوبية، التي تعد إجراءاتها الحدودية الأكثر صرامة بين الدول التي أعلنت قواعد جديدة.
ورفضت الصين مراراً وتكراراً انتقادات لقيودها الصارمة المتعلقة بفيروس كورونا منذ أوائل عام 2020، وكذلك لرفع القيود المفاجئ الذي تسبب في زيادة الضغط على المستشفيات ومحارق الجثث في جميع أنحاء البلاد، وأدى لنقص الأدوية في الصيدليات.
ورغم أن خبراء الصحة الدوليين توقعوا ما لا يقل عن مليون وفاة مرتبطة بكوفيد - 19 هذا العام، فقد أبلغت الصين عن أكثر من 5000 حالة وفاة منذ بدء الجائحة، وهو جزء بسيط مما أبلغت عنه الدول الأقل اكتظاظاً بالسكان عند إعادة فتحها. وتقول الصين إن بياناتها تتسم بالشفافية. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن موجة كوفيد - 19 تجاوزت بالفعل ذروتها في أقاليم خنان وجيانغسو وتشجيانغ وقوانغدونغ وسيتشوان وهاينان، وكذلك في مدينتي بكين وتشونغشينغ.
وفي مقابل الأزمة مع جيرانها في شرق آسيا، صرح تشانغ هان هوي السفير الصيني لدى روسيا، لوكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء، يوم الأربعاء، بأن روسيا والصين مستعدتان لاستئناف السفر المتبادل في أقرب وقت ممكن وتعميق تعاونهما الاستراتيجي.
ونقلت الوكالة عن السفير قوله: «في ظل الظروف التاريخية الجديدة، نحن مستعدون مع أصدقائنا الروس لمواصلة تعميق التعاون الاستراتيجي الشامل واستعادة السفر المتبادل للمواطنين في أسرع وقت ممكن». ونقلت تاس عن السفير قوله: «نحن على ثقة تامة من أن التعاون الصيني الروسي سيشهد تطوراً كبيراً جديداً، وأن هدف رفع التجارة الثنائية إلى 200 مليار دولار، الذي حدده رئيسا البلدين، سيتحقق قبل الموعد المحدد».


مقالات ذات صلة

الجيشان الروسي والصيني ينفّذان دورية جوية مشتركة فوق بحر اليابان

العالم تظهر هذه الصورة التي التقطتها قوات الدفاع الجوي اليابانية قاذفة صينية من طراز «H  -6» تحلق فوق بحر الصين الشرقي في 24 مايو 2022 (رويترز)

الجيشان الروسي والصيني ينفّذان دورية جوية مشتركة فوق بحر اليابان

قال التلفزيون المركزي الصيني (سي سي تي في)، إن الجيشَين الصيني والروسي نفَّذا الدورية الجوية الاستراتيجية المشتركة التاسعة في المجال الجوي فوق بحر اليابان.

«الشرق الأوسط» (بكين - موسكو)
الاقتصاد شعار «طيران الإمارات» على طائرة ركاب بمطار دبي الدولي (رويترز)

«طيران الإمارات»: تأخير تسليم طائرات بوينغ عرقل قدرتنا على التوسع

قال رئيس «طيران الإمارات» إن الشركة «محبَطة» لأنها تحتاج إلى طائرات، مضيفاً أنه لو جرى تسليم طائرات بوينغ 777-9 إكس في الموعد المحدد لكُنا قد حصلنا على 85 طائرة

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية (أ.ب)

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

تمكن طاقم طائرة من إجلاء أكثر من 100 راكب بعد أن اشتعلت النيران في هاتف أحد المسافرين على متن طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد تستمر أعمال معرض البحرين الدولي للطيران حتى الجمعة (الموقع الرسمي)

شركات طيران: المنطقة بحاجة إلى السلام والهدوء

على هامش معرض البحرين الدولي للطيران، أجرت «الشرق الأوسط» مقابلات مع عدد من مسؤولي شركات الطيران الذين شددوا على حاجة المنطقة إلى السلام.

عبد الهادي حبتور (المنامة)

«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
TT

«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)

أكد البنك المركزي التركي استمرار دعم الموقف المتشدد في السياسة النقدية من خلال السياسات الاحترازية الكلية بما يتماشى مع تراجع التضخم.

وأكد البنك في تقرير الاستقرار المالي للربع الثالث من العام أنه «في واقع الأمر، مع مساهمة الإطار الاحترازي الكلي الذي قمنا بتعزيزه، يتحرك نمو الائتمان بما يتماشى مع تراجع التضخم».

وأضاف التقرير، الذي أعلنه البنك، الجمعة، أنه بينما يتم تعزيز آلية التحويل النقدي، يتم تشكيل التسعير في الأسواق المالية بما يتماشى مع سياسة سعر الفائدة والتوقعات.

وفي تقييمه للسياسة الاقتصادية الحالية، قال رئيس البنك المركزي التركي، فاتح كاراهان في التقرير، إن «أسعار الفائدة على الودائع ستبقى عند مستويات داعمة لمدخرات الليرة التركية».

وأضاف كاراهان أن «استمرار عملية خفض التضخم يزيد من الاهتمام والثقة في أصول الليرة التركية، وأن الزيادة المطردة في حصة ودائع الليرة التركية مستمرة، وأدى الانخفاض الكبير في رصيد الودائع المحمية من تقلبات سعر الصرف إلى تعزيز قوة العملة التركية».

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان (موقع البنك)

وتابع كاراهان أن «مزيج السياسات الحالي يدعم تحسين تصور المخاطر تجاه الاقتصاد التركي وانخفاض علاوة المخاطر، وانعكاساً لذلك؛ تعززت قدرة الاقتراض الأجنبي للشركات والبنوك».

وأوضح أنه بمساهمة انخفاض مستوى ديون الشركات، كان انعكاس تشديد الأوضاع المالية على مؤشرات جودة الأصول محدوداً، بالإضافة إلى التدابير الحكيمة وسياسات توفير البنوك والاحتياطيات القوية لرأس المال والسيولة بقيت المخاطر عند مستوى يمكن التحكم فيه.

كان كاراهان أكد، في كلمة خلال الاجتماع العادي لجمعية غرفة صناعة إسطنبول، الخميس، أهمية سياسات البنك المركزي بالنسبة للصناعة والإنتاج والاستقرار المالي، مشيراً إلى أن القدرة على التنبؤ ستزداد فيما يتعلق باستمرار عملية تباطؤ التضخم وما يتبعها من استقرار الأسعار.

وأضاف: «وبالتالي، يمكن اتخاذ قرارات الاستثمار والإنتاج والاستهلاك من منظور طويل الأجل».

وفي معرض تأكيده على أن عملية خفض التضخم مستمرة، قال كاراهان: «انخفض معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين إلى 48.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو انخفاض كبير مقارنة بذروته في مايو (أيار)، ونتوقع أن ينخفض ​إلى 44 في المائة في نهاية العام.

وأضاف أن الاتجاه الرئيس للتضخم يتحسن التضخم، على الرغم من أنه أبطأ مما توقعنا في أشهر الصيف، وسيستمر التضخم، الذي انخفض بسرعة بسبب التأثير الأساسي، في الانخفاض مع تحسن التضخم الشهري في الفترة المقبلة، ونهدف إلى خفض التضخم إلى 21 في المائة بحلول نهاية عام 2025.

مسار التضخم الأساسي وتوقعاته تدفع «المركزي التركي» للحفاظ على سياسته النقدية المتشددة (إعلام تركي)

وتابع: «موقفنا الحازم في سياستنا النقدية سيستمر في خفض الاتجاه الرئيس للتضخم الشهري من خلال موازنة الطلب المحلي، وارتفاع قيمة الليرة التركية الحقيقية، وتحسن توقعات التضخم، لقد حافظنا على سعر الفائدة الذي رفعناه إلى 50 في المائة في مارس (آذار)، ثابتاً لمدة 8 أشهر، وسنواصل موقف سياستنا النقدية المتشددة حتى يتحقق الانخفاض وتتقارب توقعات التضخم مع النطاق المتوقع على المدى المتوسط (5 في المائة)».

بالتوازي، أعلن معهد الإحصاء التركي أن اقتصاد تركيا سجَّل نمواً بنسبة 2.1 في المائة في الربع الثالث من العام على أساس سنوي.

وكان اقتصاد تركيا سجل نمواً في الربع الأول من العام بنسبة 5.3 في المائة، وفي الربع الثاني بنسبة 2.4 في المائة.

وظلت توقعات النمو للعام الحالي ثابتة عند 3.1 في المائة، بحسب نتائج استطلاع المشاركين في السوق لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي نشره البنك المركزي التركي، الأربعاء، في حين تراجعت التوقعات من 3.3 في المائة إلى 3.2 في المائة لعام 2025.