الحكومة اليمنية تعلن استعادة عدن بالكامل من الحوثيين

تحركات نحو «قاعدة العند».. وضربات التحالف مستمرة

مركبات عسكرية تابعة لمقاتلي المقاومة تقوم بتمشيط المدينة المحررة عدن بعد طردها مقاتلي الحوثي من المدينة الساحلية جنوب اليمن (رويترز)
مركبات عسكرية تابعة لمقاتلي المقاومة تقوم بتمشيط المدينة المحررة عدن بعد طردها مقاتلي الحوثي من المدينة الساحلية جنوب اليمن (رويترز)
TT

الحكومة اليمنية تعلن استعادة عدن بالكامل من الحوثيين

مركبات عسكرية تابعة لمقاتلي المقاومة تقوم بتمشيط المدينة المحررة عدن بعد طردها مقاتلي الحوثي من المدينة الساحلية جنوب اليمن (رويترز)
مركبات عسكرية تابعة لمقاتلي المقاومة تقوم بتمشيط المدينة المحررة عدن بعد طردها مقاتلي الحوثي من المدينة الساحلية جنوب اليمن (رويترز)

أعلنت الحكومة اليمنية، أمس، مدينة عدن محررة بالكامل من الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال مصدر في الحكومة اليمنية إن «الحكومة ستعمل على تطبيع الحياة في محافظة عدن وسائر المدن المحررة وإعادة تأهيل البنى التحتية، والعمل على عودة النازحين، وتأهيل مطار عدن الدولي والموانئ البحرية، واستئناف العملية الدراسية المنقطعة بعد تأهيل المدارس والجامعات». وأشار المصدر إلى أن «محافظة عدن ستكون منطقة مركزية لاستقبال الإغاثة الإنسانية القادمة من الدول الشقيقة والصديقة لتخفيف معاناة الشعب اليمني جراء الأعمال التي قامت بها ميليشيات الحوثي وصالح وفرض حصارها المطبق على أبناء الشعب اليمني ونهب المساعدات الغذائية والإنسانية وتسببها في خلق أزمة اقتصادية خانقة». وأكد المصدر أن «تحرير مدينة عدن من الميليشيات الحوثية وصالح يعد خطوة أولى لتحرير واستعادة كل المحافظات والمدن وتخليصها من ميليشيات الحوثي وصالح التي تسببت في إعاقة كل التسويات السياسية، واستمرت في انتهاج القتل والتدمير وسيلة للانقلاب على مؤسسات ونهب مقدرات الشعب وتسخيرها لصالح ثلة قليلة تدعي التسيد والتميز على أبناء الشعب اليمني العظيم»، حسب المصدر.
من جهة ثانية، اعترف الحوثيون بهزيمة ميليشياتهم والقوات المتحالفة معهم في المواجهات في عدن، واتهموا أطرافا خارجية بالمشاركة في العملية العسكرية التي حررت عدن. ودعا زعيم المتمردين الحوثيين، عبد الملك الحوثي، في خطاب له بمناسبة عيد الفطر المبارك، إلى التحرك الجاد وإلى تكثيف الجهود والعمل المتواصل، وحذر أنصاره من التقصير، على حد تعبيره. وعلى الرغم من تحرير مدينة عدن، تستمر العمليات العسكرية والاستعدادات من قبل القوات الموالية للشرعية الدستورية والرئيس عبد ربه منصور هادي من أجل التوجه لتحرير مناطق أخرى، وفي مقدمة المناطق المستهدفة في عملية التحرير «قاعدة العند» العسكرية الاستراتيجية، وهي قاعدة تبعد، عن عدن شمالا، بنحو 60 كيلو مترا، وتتبع إداريا محافظة لحج المجاورة لعدن. وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن طيران التحالف نفذ سلسلة من الغارات الجوية على القاعدة العسكرية والمناطق المجاورة لها. وتتوقع مصادر محلية البدء في عملية تحرير العند في وقت قريب، حيث سيتم الزحف عليها من أكثر من اتجاه، إضافة إلى الضربات الجوية والبحرية المصاحبة. وتكتسب «قاعدة العند» أهمية استراتيجية، كونها تضم معسكرات ومطارات حربية، وقد كانت القوات الأميركية تستخدم القاعدة في حربها ضد الإرهاب منذ عام 2011، وإلى ما قبل سيطرة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع صالح عليها، في مارس (آذار) الماضي، كما كانت القاعدة تستخدم، لسنوات طويلة، من قبل الاتحاد السوفياتي، إبان الحرب الباردة. كما تستمر، في عدن، عمليات التمشيط وتطهير المديريات المحررة من أية جيوب للميليشيات الحوثية أو قوات صالح، فقد أكد عدد من المواطنين، لـ«الشرق الأوسط»، أن معظم عناصر الميليشيات والقوات الموالية للمخلوع فروا من مواقع لم تصل إليها المقاومة بعد، وخلفوا وراءهم الكثير من معداتهم العسكرية وأنهم يحاولون الاختلاط بالمواطنين في المناطق الآهلة بالسكان، بعد أن غيروا ملابسهم العسكرية بالملابس المدنية. وأكد المواطنون أن عناصر الميليشيات يسعون، بكل الطرق، إلى الخروج من المناطق الجنوبية وتحديدا عدن ولحج، إلى المحافظات الشمالية ليكونوا في مأمن من ملاحقة المقاومة لهم.
وعلى الرغم من مناسبة العيد، فقد استمرت التطورات العسكرية والأمنية على الساحة اليمنية، فقد أعلنت المقاومة الشعبية في «إقليم آزال» تنفيذها لسلسلة من العمليات في العاصمة صنعاء ومحافظتي ذمار وعمران. وقال المكتب الإعلامي للمقاومة، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن مسلحي المقاومة نفذوا هجوما استهدف دورية تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بالعاصمة صنعاء، وإن الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من مساء أول من أمس استهدف طقمين ومدرعة في «جولة عمران»، شمال العاصمة صنعاء، دون ذكر معلومات عن حجم الخسائر الناتجة عن الهجوم.
وتبنت مقاومة آزال، أيضا، هجومين في محافظة ذمار، إلى الجنوب من صنعاء، الأول وسط مدينة ذمار واستهدف بالرصاص الحي والقنابل اليدوية اجتماعا لقيادات ميدانية في منزل بحي هران بالمدينة، فيما استهدف الهجوم الثاني تجمعات لميليشيات الحوثيين وصالح في مدينة معبر، بنفس المحافظة. وقال المكتب الإعلامي للمقاومة إن الهجوم «استهدف مقر المجلس المحلي لمديرية جهران بمدينة معبر، الذي تحتله الميليشيا وكانت توجد فيه قيادات ميدانية، ونفذ بالقذائف والرصاص، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات». وفي محافظة عمران، تبنت المقاومة هجوما «استهدف تجمعا لميليشيات الحوثي وصالح، بمنطقة بئر الطيب بمحافظة عمران، شمال صنعاء». وحسب المكتب الإعلامي، فإن «الهجوم نفذ بعبوة ناسفة وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات»، وأورد المكتب إحصائية لعمليات مقاومة آزال خلال الفترة من 17 يونيو (حزيران) وحتى 11 يوليو (تموز) الحالي، والتي وصلت إلى 9 عمليات، و«أسفرت تلك العمليات عن مقتل 11 من عناصر الميليشيات وإصابة 27 آخرين، وتدمير 4 أطقم. وتنوعت تلك العمليات بين هجوم مسلح وعبوات ناسفة وقنابل يدوية وصواريخ لو».
وتأتي هذه العمليات للمقاومة الرافضة لوجود الحوثيين وسيطرتهم على السلطة، في الوقت الذي تمارس فيه الميليشيات الحوثية تشديدا للإجراءات الأمنية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
وفي سياق متصل بالتطورات، واصلت قوات التحالف ضرباتها الجوية التي تستهدف مواقع المسلحين الحوثيين في عدد من المحافظات اليمنية. وذكرت مصادر محلية أن الغارات استهدفت، مرة أخرى، قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء وموقعا للميليشيات في مدينة الرضمة بمحافظة إب، في وسط البلاد. وتعد هذه المديرية من أهم مواقع وجود الميليشيات الحوثية في المحافظة، كما استهدف الطيران، أمس، مثلث عاهم ومدينة حرض في محافظة حجة.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.