مرصد «ناسا» نظر 133 يوماً في وجه الشمس... فماذا وجد؟

الوكالة الأميركية نشرت فيديو يوثق النتائج

صورة الشمس كما وفرها مرصد «ناسا»
صورة الشمس كما وفرها مرصد «ناسا»
TT

مرصد «ناسا» نظر 133 يوماً في وجه الشمس... فماذا وجد؟

صورة الشمس كما وفرها مرصد «ناسا»
صورة الشمس كما وفرها مرصد «ناسا»

نشرت الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) فيديو يؤرخ للنشاط الشمسي من 12 أغسطس (آب) إلى 22 ديسمبر (كانون الأول) 2022، كما تم التقاطه بواسطة مرصد ديناميات الطاقة الشمسية (SDO) التابع لـ«ناسا».
ومن مداره في الفضاء حول الأرض، يقوم المرصد منذ 13 عاماً بتصوير الشمس بثبات، ويوفر الفيديو الجديد الذي يتعلق بأرصاد تم جمعها خلال 133 يوماً، معلومات عن اكتشافات جديدة لا حصر لها حول طريقة عمل أقرب نجم لدينا، وكيف يؤثر على النظام الشمسي.
وباستخدام ثالوث من الأدوات، يلتقط المرصد صورة للشمس كل 0.75 ثانية، وتقوم أداة تسمى «AIA» وحدها بالتقاط الصور كل 12 ثانية، عند 10 أطوال موجية مختلفة من الضوء. ويعرض هذا الفاصل الزمني لمدة 133 يوماً صوراً تم التقاطها بطول موجة 17.1 نانومتر، وهو طول موجي فوق بنفسجي شديد، يُظهر الطبقة الخارجية للشمس في الغلاف الجوي المسمى «الإكليل».
وتم خلال الفيديو تجميع الصور التي التُقطت بفاصل 108 ثوانٍ، ليكثف الفيلم 133 يوماً، أو نحو 4 أشهر، من الملاحظات الشمسية، في 59 دقيقة.
ويقول بيان لـ«ناسا» أصدرته الاثنين، إن الفيديو «يُظهر مناطق نشطة ساطعة تمر عبر وجه الشمس خلال دورانها. وتدور الشمس مرة واحدة تقريباً كل 27 يوماً، والحلقات الممتدة فوق المناطق المضيئة عبارة عن حقول مغناطيسية تحبس البلازما الساخنة المتوهجة، وهذه المناطق الساطعة هي أيضاً مصدر التوهجات الشمسية، والتي تظهر على شكل ومضات ساطعة؛ حيث تلتقي الحقول المغناطيسية معاً في عملية تسمى إعادة الاتصال المغناطيسي».
ورغم أن مرصد ديناميات الطاقة الشمسية (SDO) كان يُعد عيناً لا تغمض، موجهة نحو الشمس، فقد كانت هناك بضع لحظات فاتته؛ حيث تظهر بعض الإطارات المظلمة في الفيديو ناتجة عن خسوف الأرض أو القمر، خلال مرورهما بين المرصد والشمس.
وأوضح البيان أن مهام مرصد ديناميات الطاقة الشمسية (SDO) ومهام «ناسا» الأخرى في مراقبة شمسنا، ستستمر في السنوات المقبلة، مما يوفر مزيداً من الأفكار حول مكاننا في الفضاء، والمعلومات للحفاظ على سلامة رواد الفضاء والأصول لدينا.
ويأمل محمد غريب، أستاذ البحوث الشمسية في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن تسفر تلك المهام عن تفسير الحرارة المرتفعة لـ«الإكليل» الشمسي، مقارنة بسطح الشمس نفسها، وهو اللغز الذي يحير العلماء إلى الآن، ولم تجب عنه حتى الآن المهام الفلكية.
ويقول غريب لـ«الشرق الأوسط»: «الفيديو وإن كان رائعاً في تصويره، فإنه لا يسهم في تقديم تفسير لذلك، وما زلنا إلى الآن بحاجة إلى تفسير قاطع لسبب كون حرارة (الإكليل) أكبر بكثير من سطح الشمس نفسها».
https://www.youtube.com/watch?v=Sv3eXRN7hLo
 


مقالات ذات صلة

«سبيس إكس» و«ناسا» تطلقان مهمة «كرو-9» إلى الفضاء الشهر المقبل

علوم صاروخ «فالكون 9» (شركة «سبيس إكس»)

«سبيس إكس» و«ناسا» تطلقان مهمة «كرو-9» إلى الفضاء الشهر المقبل

قالت شركة «سبيس إكس» ووكالة «ناسا»، الجمعة، إنهما تعتزمان إطلاق مهمة «كرو-9» التابعة لـ«ناسا» إلى محطة الفضاء الدولية في موعد لا يتجاوز 18 أغسطس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق هل هناك طريقة لجعل الألماس صلباً؟ (شاتر ستوك)

دراسة: كوكب عطارد به طبقة من الألماس بعمق 18 كيلومتراً

قد يكون عطارد أصغر كواكب المجموعة الشمسية، لكنه يُخفي سراً كبيراً. يشير بحث جديد إلى أن القشرة على سطح كوكب عطارد تُخفي أسفلها طبقة من الألماس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكون لا يبخل بالمفاجآت (أ.ب)

رصدُ كوكب مشتري «آخر» يحتاج إلى قرن ليدور حول نجمه

قُطره تقريباً مثل قُطر المشتري، لكنه يبلغ 6 أضعاف كتلته. كما أنّ غلافه الجوي غنيّ بالهيدروجين مثل المشتري أيضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم الذهاب إلى الفضاء يغيرك (ناسا)

في زمن السياحة الفضائية... مخاطر صحية خارج عالمنا حتى للزيارات القصيرة

يقال إن الذهاب إلى الفضاء يغيرك، والفكرة هي أن الناس يحصلون على منظور جديد عن رؤية عالمنا من الأعلى يطلق عليه تأثير النظرة العامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم تزايد الأقمار الاصطناعية يهدد مستقبل السفر إلى الفضاء

تزايد الأقمار الاصطناعية يهدد مستقبل السفر إلى الفضاء

تزايد عدد الأقمار الاصطناعية في المدار الأرضي المنخفض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كيف سيبدو العالم إذا انقرض البشر؟

أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
TT

كيف سيبدو العالم إذا انقرض البشر؟

أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)

يُعدّ اختفاء البشر فكرة شائعة في الأفلام والبرامج التلفزيونية والكتب، إلا أن نهاية البشرية لا تزال أمراً غريباً يجب التفكير فيه.

موقع «كونفرزيشن» طرح سيناريو تخيلياً لمصير كوكب الأرض إذا انقرض البشر لأي سبب، وقال: «إن اختفاء البشر فجأةً من العالم من شأنه أن يكشف شيئاً عن الطريقة التي نتعامل بها مع الأرض، وسيظهر لنا أيضاً أن العالم الذي نعيشه اليوم لا يمكنه البقاء على قيد الحياة من دوننا، وأننا لا نستطيع البقاء على قيد الحياة إذا لم نهتم به، وأن الحضارة مثل أي شيء آخر تحتاج لإصلاح مستمر».

ووفقاً للسيناريو الذي طرحه الموقع: «إذا اختفى البشر، وتمكّنتَ من العودة إلى الأرض لترى ما حدث بعد عام واحد، فإن أول شيء ستلاحظه لن يكون بعينيك، بل بأذنيك؛ إذ سيكون العالم هادئاً. وستدرك مدى الضجيج الذي يُصدره الناس، أما عن الطقس فستصبح السماء أكثر زُرقةً، والهواء أكثر صفاءً، وسوف تقوم الرياح والأمطار بتنظيف سطح الأرض، وسيختفي كل الضباب الدخاني والغبار الذي يصنعه البشر».

«وفي تلك السنة الأولى، عندما يكون منزلك خالياً من أي إزعاج من قِبل أي شخص، ستذهب إلى منزلك، وآمُل ألّا تشعر بالعطش؛ لأنه لن يكون هناك ماء في الصنبور؛ حيث تتطلّب أنظمة المياه ضخّاً مستمراً. إذا لم يكن هناك أحد في مصدر المياه العام لإدارة الآلات التي تضخ المياه، فلن تكون هناك مياه، لكن الماء الذي كان في الأنابيب عندما اختفى الجميع كان سيظل موجوداً عندما جاء فصل الشتاء الأول؛ لذلك في أول موجة برد، كان الهواء البارد سيُجمّد الماء في الأنابيب ويفجّرها».

«ولن تكون هناك كهرباء. ستتوقف محطات توليد الطاقة عن العمل؛ لأنه لن يقوم أحد بمراقبتها، والحفاظ على إمدادات الوقود، لذلك سيكون منزلك مظلماً، من دون أضواء أو تلفزيون أو هواتف أو أجهزة كمبيوتر».

محطة قطارات خالية من روادها في لندن ضمن التدابير الهادفة للسيطرة على تفشي فيروس «كورونا» (د.ب.أ)

«وسيكون منزلك مترباً، ففي الواقع، يوجد غبار في الهواء طوال الوقت، لكننا لا نلاحظه لأن أنظمة تكييف الهواء والسخانات لدينا تنفخ الهواء حولنا.

وفي أثناء تنقلك بين غرف منزلك، فإنك تحافظ على الغبار في حالة تحرك أيضاً. ولكن بمجرد أن يتوقف كل ذلك، سيظل الهواء داخل منزلك ساكناً ويستقر الغبار في كل مكان».

«وسوف ينمو العشب الموجود في حديقتك حتى يصبح طويلاً ويتوقف عن النمو، وسوف تظهر أعشاب ضارة جديدة، وستكون في كل مكان، والكثير من النباتات التي لم ترها من قبل سوف تنمو في حديقتك. وفي كل مرة تُسقط فيها شجرة بذرة، قد تنمو شتلة صغيرة، ولن يكون هناك أحد ليخرجها أو يقطعها». وفقاً للموقع.

«وفي الشوارع، سوف تتآكل الطرق والسدود والجسور التي بناها الناس على الأنهار والجداول في العالم، وسوف تعود المزارع إلى الطبيعة، وستبدأ النباتات التي نأكلها بالاختفاء؛ لأنه لم يَعُد هناك الكثير من الذرة أو البطاطس أو الطماطم بعد الآن.

وستكون الحيوانات الأليفة فريسة سهلة للدببة والذئاب والفهود، وبمرور الوقت ستصبح القطط مثلاً وحشية على الرغم من أن الكثير منها سوف يتم افتراسه من قبل حيوانات أكبر».

وذكر الموقع أن هذا السيناريو قد يتحقق عن طريق اصطدام كويكب بالأرض أو توهج شمسي يتسبب في اختفاء البشرية.