بعد أشهر من الانتظار، طُرحت اليوم (الثلاثاء) مذكرات الأمير البريطاني هاري «سبير» (البديل) في أسواق المملكة المتحدة، مما قد يتسبب في مزيد من الإرباك للعائلة المالكة.
ويقف خلف الكتاب الجديد «الكاتب الشبح» جي آر مورينغر، الذي ساعد هاري في تدوين مذكراته بحرفية كبيرة وبموضوعية، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
ومورينغر فائز بإحدى أهم جوائز الصحافة الأميركية، وتحولت قصة حياته إلى فيلم من بطولة بن أفليك. كما تربطه معرفة مع الممثل جورج كلوني، الذي قيل إنه عرّفه بدوره على الأمير البريطاني هاري.
وساعد جي آر مورينغر الأمير على تدوين مذكراته التي طال انتظارها وتتسبب في ضجة كبيرة حول العالم.
وهذه ليست أول رحلة للكاتب في عالم ذكريات المشاهير - فقد كتب مذكرات أندريه أغاسي «أوبن»، وتعاون مع المؤسس المشارك لشركة «نايكي» نيك نايت في سيرته الذاتية، «شو دوغ».
وكانت وسائل إعلام قد قالت إن خدماته لكتابة مذكرات هاري كلّفت الأمير نحو مليون دولار (820 ألف جنيه إسترليني).
عندما عمل مع أغاسي في «أوبن»، انتقل مورينغر إلى لاس فيغاس حتى يتمكن الاثنان من قضاء 250 ساعة معاً. للتعرف على شخصية أغاسي، قرأ أعمال المحللين النفسيين سيغموند فرويد وكارل يونغ، كما قال لصحيفة «نيويورك تايمز».
يتذكر: «كان فرويد مساعداً كبيراً... خاصة فكرة غريزة الموت. كان أحد أركان شخصية أندريه هو تدميره لذاته، وأدركت أنني كنت أُبعد فكرة أن ذلك قد يكون جزءاً عضوياً من طبيعته».
لكن بعض أفكار مورينغر حول أغاسي، والآن، الأمير هاري – وهما رجلان لهما علاقات أبوية مضطربة - ربما تكون قد نشأت من علاقته المعقدة مع والده هو أيضاً.
والسيرة الذاتية للسيد مورينغر لعام 2005 حول هذا الموضوع، The Tender Bar، ناقشت طفولته في لونغ آيلاند، حيث قامت بتربيته أم عزباء، ووجد شخصية الأب في عمه تشارلي. كان والده – منسق موسيقي في الأيام الأولى للراديو - قد تخلى عن الأسرة.
وقال: «لقد أتاح الراديو هذا الوصول المتقطع له... لذلك كنت أحاول دائماً الاتصال به... لم أفهم أن لديه فقرة معينة كل يوم. كنت أجلس على المنصة وأدير القنوات ببطء شديد، محاولاً العثور على صوته».
نسخة فيلم 2021 من The Tender Bar أنتجها كلوني ويجسد خلالها أفليك شخصية العم تشارلي المذكور أعلاه.
قبل الانتقال إلى كتابة السير الذاتية كـ«كاتب شبح»، التحق مورينغر بجامعة ييل، ثم عمل في «نيويورك تايمز» كمساعد إخباري. تبع ذلك فترات في كولورادو ولوس أنجليس تايمز، في عام 1994. وفي عام 2000، فاز بجائزة «بوليتزر» عن فيلمه «كروسينغ أوفر».
بالإضافة إلى The Tender Bar وكتاباته الأخرى، فقد كتب أيضاً رواية «ساتون» عن سارق البنك ويلي ساتون.
وأفضل الكُتّاب الذي يساعدون الأشخاص على تدوين سيرهم الذاتية لا يكتبون بشكل جيد فحسب، بل يكونون قادرين على تجسيد موضوعاتهم، دون أن يُظهروا أبداً وكأنهم يحدثون انطباعاً.
وقالت وكيلة الكتاب مادلين موريل عنه: «هو الأفضل... أنا متأكدة من أن الجميع يتطلع إلى أن يصبح مثله، فهو كاتب لامع. من الصعب جداً تأليف كتاب نيابة عن أحد من دون إظهار أي طابع شخصي».