في ليلة ممطرة تأثرت بها أرضية ملعب البصرة الدولي، خسر الأخضر السعودي أمام نظيره العراقي 2 - 0 في المباراة التي جمعت المنتخبين أمس لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لكأس «خليجي 25».
وسجل أسود الرافدين عن طريق ضربتين ركنيتين، استغل الأولى إبراهيم بايش بعد كرة مرتدة ليسددها مباشرة في شباك الحارس نواف القعيدي عند الدقيقة 30 من زمن الشوط الأول، بينما عزز رسو رستم تقدم فريقه بهدف آخر من ضربة ركنية وضعها برأسه في شباك الأخضر عند الدقيقة 85.
فيما تغلب المنتخب العماني على نظيره اليمني 3 - 2، في المباراة التي جمعت المنتخبين أمس للجولة ذاتها وشهدت عدة أحداث دراماتيكية وإهدار ركلتي جزاء.
وسجل أهداف منتخب عمان، علي فضل (بالخطأ في مرماه) وأرشد العلوي وعصام الصبحي في الدقائق 2 و37 و47، بينما سجل لليمن عبد الواسع المطري وعمر الداحي في الدقائق 12 و30.
وتصدر منتخب العراق المجموعة بـ4 نقاط وبفارق الأهداف عن منتخب عمان الذي احتل المركز الثاني، بينما حل الأخضر السعودي في المركز الثالث بـ3 نقاط، بينما تذيل المنتخب اليمني قائمة الترتيب.
وخطف حارس مرمى اليمن علي فضل الأضواء سلباً في مواجهات أمس بعدما شارك بديلاً للأساسي سالم الهارش الذي أصيب خلال عملية الإحماء وسجل الهدف الأول لعمان بالخطأ في مرماه، ثم تسبب بالهدف الثاني حين فشل في إمساك تسديدة العلوي السهلة من ركلة حرة. وتمكنت عمان من تسجل أسرع أهداف البطولة بعد مرور دقيقتين من زمن الشوط الأول عبر ضربة ركلة ركنية أخطأ الحارس فضل في تقديرها ووضعها بالخطأ في مرماه. وأدركت اليمن التعادل من ركلة جزاء سددها المطري قبل أن تعزز تفوقها عبر كرة الداحي الذي أسكنها الشباك العمانية (30). فيما أدرك العلوي التعادل بعد ركلة حرة حاول الحارس علي فضل إمساكها لكنها أفلتت من يده وتهادت في مرماه (38).
وسنحت لعمان فرصة التقدم من ركلة جزاء ثانية في المباراة، أهدرها العلوي لتعود للتقدم بعد مرور دقيقتين من الشوط الثاني إثر عرضية من صلاح اليحيائي قابلها العلوي برأسية أصابت عارضة الحارس البديل أمان وارتدت إلى الصبحي الذي وضعها برأسه بنجاح هذه المرة في المرمى (47).
وسنحت لليمن فرصة لتعديل النتيجة من ركلة جزاء في الوقت الضائع سددها البديل الآخر محمد الداحي وأبعدها المخيني ببراعة (90 5).
إلى ذلك، يتنافس المنتخبان البحريني، حامل اللقب، والقطري لخطف بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي من خليجي 25 عندما يلتقيان اليوم الثلاثاء على استاد ملعب الميناء الأولمبي في البصرة ضمن مباريات الجولة الثانية من المجموعة الثانية.
المنتخبان عانيا من غرق الملعب بالأمطار (رويترز)
ويتصدر المنتخب القطري المجموعة برصيد 3 نقاط بفارق الأهداف عن البحرين الثاني، بعد أن تفوق العنابي في الجولة الافتتاحية السبت الماضي 2 - 0 على الكويت والبحرين 2 - 1 على الإمارات.
وستكون مواجهة الثلاثاء حاسمة لتأهل أي منهما فيما سيضطران للانتظار حتى الجولة الثالثة الأخيرة في حال التعادل أو خسارة أحدهما.
ويملك مدرب المنتخب البحريني البرتغالي هيليو سوزا عدة أوراق ومفاتيح الفوز من خلال اعتماده على اللاعبين الموهوبين وأبرزهم الحارس المخضرم سيد محمد جعفر، وفي الدفاع وليد الحيام وأمين بنعدي، وفي الأطراف محمد عادل وسيد ضياء سعيد، وفي الوسط لاعب الارتكاز علي حرم وأمامه الرباعي جاسم الشيخ وكميل الأسود وعلى الأطراف مهدي حميدان وعلي مدن وفي المقدمة عبد الله يوسف، وعلى دكة الاحتياط سيتواجد محمد جاسم مرهون وسيد رضا عيسى وإبراهيم الختال وأحمد بوغمار وحمد شمسان.
وفي المقابل، يقود العنابي البرتغالي الآخر برونو بينيرو الذي خلف الإسباني فيليكس سانشيس إثر انفصال الاتحاد القطري عن الأخير بعد الإخفاق في مونديال قطر.
مهمة المنتخب القطري لن تكون سهلة أمام نظيره البحريني الذي قدم نفسه بشكل لافت في الجولة الأولى، ما يفرض على التوليفة الشابة التي اختارها بينيرو أن تنسخ التوهج ذاته الذي أظهرته في المواجهة الأولى خصوصاً في مسألة إحكام وإغلاق المناطق الخلفية والاعتماد على التحولات السريعة التي ساهمت في حصد النقاط الثلاث.
وكان الظهور المقنع لرفاق المهاجم أحمد علاء قد بدد المخاوف التي انتابت عديد المراقبين والمتابعين من المشاركة في البطولة بدون جل العناصر التي خاضت نهائيات كأس العالم 2022، فباتت الطموحات كبيرة، ليس فقط في تجاوز الدور الأول، بل بالوصول إلى المباراة النهائية وربما حصد اللقب للمرة الرابعة بعد نسخ 1992 و2004 و2014 بعدما قدم المزيج الجديد صورة فنية راقية بالفعالية الكبيرة عبر استثمار الفرص السانحة بالشكل الأمثل دون الحاجة إلى الاستحواذ على الكرة.
ومن غير المتوقع أن تخرج التشكيلة الأساسية للعنابي عن تلك التي خاضت مباراة الكويت، حيث تواجد مشعل برشم في حراسة المرمى أمام خط خلفي يقوده طارق سملن، فيما يشكل عاصم مابدو أحد أبرز المساهمين في التتويج بلقب كاس آسيا 2019، مركز ثقل في منطقة العمليات خلف النجم الجديد عمرو سراج الذي اختير أفضل لاعب في المباراة الأولى والذي يعتبر الممول الأساسي لأحمد علاء في المقدمة.
فرحة لاعبي عمان بالفوز على المنتخب اليمني في مباراة مثيرة (الاتحاد العماني لكرة القدم)
في المباراة الأخرى من المجموعة، يلتقي منتخبا الكويت والإمارات «الجريحان».
ويتزعم الكويت «الأزرق» البطولة الإقليمية بعشرة ألقاب، آخرها في 2010، فيما حققت الإمارات اللقب مرتين في 2007 و2013.
وتعرض منتخب الكويت لانتقادات لاذعة بعد المباراة الأولى التي لم يقدم فيها أي إيجابية في ظل اعتماده على تشكيلة جلها من اللاعبين الصاعدين مطعمة بعدد من عناصر الخبرة.
وأكد مدربه البرتغالي روي بينتو خلال مؤتمر صحافي الاثنين على هامش اللقاء: «التجهيزات جارية، والوقت كان قصيراً ولكن سنقدم المستوى المطلوب»، مضيفاً حول الحلول الهجومية: «قدمنا أداء جيداً، حاولنا مجاراة قطر، الهدفان أتيا من أخطاء، تحسنا في الشوط الثاني ولكن نعاني من التهديف وخلال التدريب نعالج هذه المشكلة. الأهداف ستأتي طالما نخلق الفرص».
من جهتها، قدمت الإمارات بعض اللمحات الإيجابية أمام البحرين رغم الخسارة، وقال مدربها الأرجنتيني رودولفو أروابارينا إنه يتحمل مسؤولية الهزيمة: «جئنا للمنافسة على اللقب لكننا لم نصل إلى المستوى الذي نتمناه. أتحمل المسؤولية وعلينا ألا نستسلم. الخسارة مؤلمة لكن علينا العمل والتركيز على ما هو مقبل».
وقال الاثنين على هامش المباراة: «صرحت بأن المستوى لم يكن جيداً، هناك روح قتالية وجدت خلال 25 دقيقة، وفيما بعد ظهرت مشاكل بالتمركز، ولن أتحدث ثانية عن الماضي، المهم الآن النهوض والعمل لتغيير الصورة... الطموح هو كتابة تاريخ جديد مع الإمارات، الخسارة ستجعلنا نعمل أكثر»، مضيفاً عن منافسه: «الكويت لديها لاعبون جيدون، ينتشرون جيداً، لم يفقدوا تركيزهم حتى مع الخسارة».
وحول تأثير الغيابات، قال: «الأرجنتين فازت بكأس العالم بـ19 لاعباً جديداً، لدي ثقة في الموجودين وهم على قدر المسؤولية، نعطي الثقة للمحليين ولدي قناعة بهم».
التقى المنتخبان في بطولة كأس الخليج التي انطلقت في 1970 في عشرين مناسبة، ففازت الكويت 10 مرات، والإمارات 7، وتعادلا ثلاث مرات. وتقام الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية الجمعة المقبل وتلعب الكويت مع البحرين والإمارات مع قطر.