عمليات عسكرية لمعارضي الأسد «تحسباً لأي طارئ» شمال سوريا

عناصر من فصائل المعارضة بالقرب من خطوط التماس في ريف حلب (الشرق الأوسط)
عناصر من فصائل المعارضة بالقرب من خطوط التماس في ريف حلب (الشرق الأوسط)
TT

عمليات عسكرية لمعارضي الأسد «تحسباً لأي طارئ» شمال سوريا

عناصر من فصائل المعارضة بالقرب من خطوط التماس في ريف حلب (الشرق الأوسط)
عناصر من فصائل المعارضة بالقرب من خطوط التماس في ريف حلب (الشرق الأوسط)

تصاعدت ردودُ فعلِ المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، احتجاجاً على مسار التقارب والتطبيع بين تركيا والنظام السوري، وانتقلت من إصدار البيانات والتصريحات، إلى شنّ عمليات عسكرية ضد قوات النظام من جهة، واختبار جاهزية مقاتليها لخوض مواجهات عسكرية محتملة من جهة ثانية، تحسباً لأي طارئ.
وكشف موقع «العسكري»، الذي يغطي العمليات العسكرية لفصائل المعارضة في شمال غربي سوريا، عن عملية وصفها بالنوعية نفَّذها فصيل «حركة أحرار الشام» فجر أمس (الأحد)، ضد مواقع عسكرية لقوات النظام السوري بالقرب من مدينة الباب الخاضعة للنفوذ التركي شمال شرقي حلب، حيث قُتل وجرح عدد من عناصر الأخير.
ونقل الموقع عن القائد العسكري في الحركة منير الحمصي، أنَّ العملية «هي رسالة للعدو والصديق، للمحتل ولشعبنا الثائر، بأنَّنا عاهدنا الله على ألا نتراجع حتَّى ندحرَ عصابات الأسد وداعميها المحتلين ونسترد الأراضي التي سلبت من الشعب السوري».
من جانبها، كشفت أيضاً مواقع مقربة من «هيئة تحرير الشام» وفصائل مسلحة أخرى من بينها «جيش العزة»، عن اختبارات عسكرية لمقاتليها حول الجاهزية القتالية، وتكثيف عمليات التدريب للمقاتلين ضمن المعسكرات، تحسباً لأي تطورات عسكرية محتملة، قد ترتبط بمسار التقارب التركي مع النظام السوري.
إلى ذلك، أكَّدت تركيا أنَّها «ستواصل» مسار اللقاءات مع نظام بشار الأسد من «أجل مصالحها ومصالح الشعب السوري وسلامته»، وقال المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين، إنَّ «الخطوات الملموسة التي سيتمُّ الإقدام عليها، هي التي ستحدّد سير هذا المسار بعد الآن».
...المزيد



نتنياهو يرفض انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من جنوب لبنان الأحد

مواطن لبناني يشير إلى ركام منزله الذي دمره القصف الإسرائيلي في بلدة الخيام بجنوب لبنان (رويترز)
مواطن لبناني يشير إلى ركام منزله الذي دمره القصف الإسرائيلي في بلدة الخيام بجنوب لبنان (رويترز)
TT

نتنياهو يرفض انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من جنوب لبنان الأحد

مواطن لبناني يشير إلى ركام منزله الذي دمره القصف الإسرائيلي في بلدة الخيام بجنوب لبنان (رويترز)
مواطن لبناني يشير إلى ركام منزله الذي دمره القصف الإسرائيلي في بلدة الخيام بجنوب لبنان (رويترز)

بدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الآمال بانسحاب كامل من جنوب لبنان، يوم الاحد، رغم استعدادات الجيش اللبناني للانتشار، واستعدادات السكان المتحدرين من المناطق الحدودية للعودة إلى بلداتهم.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مكتب نتنياهو قوله إن الجيش لن ينسحب ضمن مهلة الستين يوماً بعد وقف إطلاق النار، وهي مهلة تنتهي، الأحد، مضيفاً أن «تأخير خروج الجيش من لبنان يرجع إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يتم تنفيذه بالكامل من قِبل لبنان».

وأفاد ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية بأن عملية الانسحاب التدريجي من ‫لبنان ستتواصل بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن إسرائيل طلبت تأجيل انسحاب جيشها من لبنان شهراً إضافياً، وتمديد اتفاق وقف النار. وأوضح المجلس الوزاري المصغر أن الجيش الإسرائيلي سيحافظ على انتشاره الحالي جنوب لبنان.

وقبل أيام قليلة من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، اجتمع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يوم الخميس لمناقشة مسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. في الاجتماع، الذي انتهى في منتصف الليل، تلقى الوزراء لمحة عامة عن الوضع، لكن لم يتم التصويت.

دورية للجيش اللبناني تسير قرب مبانٍ مدمرة في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

ونقلت شبكة تلفزيون «سي إن إن» الأميركية عن مسؤول إسرائيلي القول إن الحكومة الإسرائيلية أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب برغبتها في بقاء قوات إسرائيلية بجنوب لبنان لمدة 30 يوماً إضافياً على الأقل. وذكرت «سي إن إن» أنه لم يتضح ما إذا كانت إدارة ترمب قد ردت على الطلب الإسرائيلي ببقاء قوات إسرائيلية في لبنان أم نقلته إلى الحكومة اللبنانية. ونسبت الشبكة التلفزيونية إلى المسؤول الإسرائيلي قوله إن تل أبيب «ستعيد تقييم جدوى» الانسحاب من جنوب لبنان في نهاية التمديد الإضافي. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن جميع المواقع التي طلبت إسرائيل البقاء بها في لبنان تقع على الحدود بين البلدين. ونقلت وكالة «بلومبرغ» في وقت سابق عن مسؤول عسكري أميركي القول إن واشنطن ترى أن الظروف «مهيأة» لاستمرار وقف إطلاق النار في لبنان. وأضاف المسؤول الأميركي، الذي لم تُسَمِّه الوكالة، أن بلاده ملتزمة بحل دبلوماسي يسمح للمواطنين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق.

وأثارت الخطوة الإسرائيلية رفضاً في الداخل اللبناني، وغداة بيان لـ«حزب الله» وضع الملف في عهدة الدولة اللبنانية، رأى عضو كتلة «حركة أمل» في البرلمان اللبناني النائب هاني قبيسي «أننا من موقعنا نريد أن تكون الدولة مسؤولة عن حماية الحدود والمقاومة جاهزة للدفاع إذا اعتدت إسرائيل، ولكن المسؤولية الأولى هي على الدولة».

وكان «حزب الله» قد حذّر، الخميس، من عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية بعد انقضاء مهلة الـ60 يوماً المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار، ووصف ذلك بأنه سيكون «تجاوزاً فاضحاً» للاتفاق.

تحركات ميدانية

ورغم عدم الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار، فإن وحدات من الجيش اللبناني دخلت، الجمعة، إلى بلدتي الجبين وشيحين في القطاع الغربي من جنوب لبنان، وباشرت فتح الطرق، وإزالة الركام من الشوارع الرئيسية، وذلك بمؤازرة من قوات حفظ السلام (اليونيفيل).

وتوغلت قوة عسكرية إسرائيلية، فجر الجمعة، إلى بلدة بني حيان، وأحرق الجنود عدداً من المنازل فيها، حسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية. واستكملت القوات الإسرائيلية إحراق المنازل ومبنى بلدية بني حيان، وقامت بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة، وسُمعت أصوات الرصاص في المناطق المجاورة، كما أحرقت بعدها عدداً من المنازل. ورُصد توغل آخر، عند ساعات الفجر الأولى، إلى منطقة الزقاق عند أطرف بلدة عيترون، حيث قامت قوات إسرائيلية بعمليات تجريف وحرق عدد من المنازل. كما نفّذ الجيش الإسرائيلي تفجيراً عنيفاً في بلدة رب ثلاثين، وآخرين في كفركلا، وتفجيراً آخر في يارون.

وفي الإطار نفسه، توغلت قوة إسرائيلية ليلاً إلى بلدة القنطرة، وعمدت إلى إحراق عدد من السيارات، وتخريب مسجد البلدة.

ولاحظ أهالي وسكان القرى المحاذية للخط الأزرق، تجريف الطرق والأرصفة العامة والفرعية والحقول والبساتين، فضلاً عن الدمار الكبير الذي حلّ بالقرى الحدودية.