السودانيون يبحثون «الاتفاق النهائي» لحل أزمة الانسداد السياسي

جانب من مسيرة تطالب بالحكم المدني في الذكرى الرابعة لإسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير 19 ديسمبر (رويترز)
جانب من مسيرة تطالب بالحكم المدني في الذكرى الرابعة لإسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير 19 ديسمبر (رويترز)
TT

السودانيون يبحثون «الاتفاق النهائي» لحل أزمة الانسداد السياسي

جانب من مسيرة تطالب بالحكم المدني في الذكرى الرابعة لإسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير 19 ديسمبر (رويترز)
جانب من مسيرة تطالب بالحكم المدني في الذكرى الرابعة لإسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير 19 ديسمبر (رويترز)

بدأ العسكريون والمدنيون في السودان، أمس، المرحلة النهائية من العملية السياسية التي تيسرها الآلية الدولية، لحسم خمس قضايا أساسية، استعداداً للتوقيع على «الاتفاق النهائي» المنبثق عن «الاتفاق الإطاري» الذي وقعته قيادة الجيش مع أحزاب سياسية في 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويقضي بإنهاء الانسداد السياسي عبر انسحاب العسكريين من السلطة ونقلها إلى المدنيين.
وشارك في حفل إطلاق المرحلة النهائية، رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو «حميدتي»، وقادة ورؤساء تحالف «الحرية والتغيير» الذي يضم أكبر أحزاب المعارضة.
من جانبها، أعلنت «الآلية الرباعية»، التي تضم السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات، ومعها هيئة «الترويكا» المكونة من دول غربية، رفضهما لأي محاولة لتقويض العملية السياسية تفادياً لإثارة مزيد من عدم الاستقرار في السودان. وقال السفير السعودي لدى الخرطوم، علي بن حسن جعفر، الذي تلا البيان المشترك لـ«الآلية الرباعية» ودول «الترويكا»، إنَّ هذه العملية هي الأساس لقيام حكومة بقيادة مدنية تقود السودان خلال فترة انتقالية تتوج بالانتخابات.
...المزيد



فكرة إعادة استيطان غزة تكتسب زخماً كبيراً لدى اليمين الإسرائيلي

مستوطنون إسرائيليون يسيرون خلال جولة إرشادية في السوق بمدينة الخليل في الضفة الغربية 22 أكتوبر 2024 خلال عيد المظال اليهودي (أ.ف.ب)
مستوطنون إسرائيليون يسيرون خلال جولة إرشادية في السوق بمدينة الخليل في الضفة الغربية 22 أكتوبر 2024 خلال عيد المظال اليهودي (أ.ف.ب)
TT

فكرة إعادة استيطان غزة تكتسب زخماً كبيراً لدى اليمين الإسرائيلي

مستوطنون إسرائيليون يسيرون خلال جولة إرشادية في السوق بمدينة الخليل في الضفة الغربية 22 أكتوبر 2024 خلال عيد المظال اليهودي (أ.ف.ب)
مستوطنون إسرائيليون يسيرون خلال جولة إرشادية في السوق بمدينة الخليل في الضفة الغربية 22 أكتوبر 2024 خلال عيد المظال اليهودي (أ.ف.ب)

بالنسبة لمعظم المراقبين، إن المشهد مأساوي في قطاع غزة، ولكن بالنسبة للإسرائيليين اليمينيين الذين يريدون إعادة استيطان القطاع، فإنه يمثل أفقاً جديداً واعداً. وبعد أن كان استيطان غزة مجرد حلم بعيد المنال بالنسبة لقلة من المتطرفين، اكتسبت الفكرة زخماً كبيراً بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والدعم السياسي من ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو اليميني المتطرف، حسب تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

في الأسبوع الماضي، بالقرب من بئيري، الكيبوتس الحدودي الذي دمره هجوم «حماس» في 7 أكتوبر 2023، عقدت منظمة «نحالا» المؤيدة للاستيطان مؤتمراً بعنوان «الاستعداد لإعادة استيطان غزة»، حيث عرضت رؤيتها لمستقبل القطاع. وقد أعطى الجيش الإسرائيلي الضوء الأخضر للحدث على الرغم من حقيقة أن المنطقة لا تزال منطقة عسكرية مغلقة. وحضر عدة مئات من الأشخاص، بما في ذلك وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست.

كان الجو في المؤتمر الذي استمر يومين احتفالياً بحصاد عيد العُرش اليهودي (أو عيد المظال): غناء ورقص وفشار وحلوى غزل البنات. اكتست المنطقة باللونين الأزرق والأبيض للعلم الإسرائيلي، وكان معظم الحاضرين من الذكور يحملون مسدسات أو بنادق.

شارك الكبار في جلسات التخطيط، حيث أشار المتحدثون إلى مناطق استراتيجية على خرائط غزة، أو تجمعوا حول منصات تمثل الأحزاب السياسية اليمينية وجماعة التفوق اليهودي (ليهافا).

«نخطط لأخذ ما اكتسبناه في سنوات الاستيطان في يهودا والسامرة، والقيام بالشيء نفسه هنا في غزة»، قالت رئيسة منظمة «نحالا» والمخضرمة في حركة الاستيطان، دانييلا فايس، للحاضرين، مستخدمة التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية المحتلة.

وأكملت: «أريد أن أخبركم الآن، أنه في أقل من عام، يمكنكم الاتصال بي وسؤالي: هل نجحتم في تحقيق حلمكم؟ والإجابة ستكون نعم... سيشهد كل منكم كيف يذهب اليهود إلى غزة، وكيف يختفي العرب من غزة».

وقالت إن السكان الفلسطينيين في غزة «سيذهبون إلى بلدان مختلفة من العالم»، دون توضيح كيف أو لماذا.

ناشط من المستوطنين اليهود بحماية جنود إسرائيليين خلال احتفالات عيد المظال اليهودي في منطقة البلدة القديمة بالخليل 22 أكتوبر 2024 (د.ب.أ)

ويعد هذا المؤتمر هو الحدث الرئيسي الثالث هذا العام الذي يروج لعودة المستوطنين إلى غزة، على الرغم من حقيقة أن الحركة لا تحظى بدعم رئيسي بين الجمهور الإسرائيلي، وفق «الغارديان».

ويعد بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة غير قانوني بموجب القانون الدولي ويقتل فعلياً حل الدولتين. يقول المستوطنون إن لديهم روابط دينية وتاريخية بالأرض، وإن المستوطنات ضرورية للأمن. وقد سمح الدعم السياسي المتزايد في الداخل، وكذلك من الجمهوريين والجماعات المسيحية الإنجيلية في الولايات المتحدة، بتوسيع المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية بشكل صاروخي في السنوات الأخيرة؛ ما أدى إلى خنق حياة الفلسطينيين، حسب «الغارديان».

يمكن القول إن الحركة اليمينية في ذروة قوتها. عاد نتنياهو إلى منصبه قبل عامين على رأس التحالف الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل. وتضم حكومته وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وهما سياسيان من اليمين المتطرف حريصان على تقديم الدعم الحكومي لأنشطة المستوطنين. وعلى مدار العام الماضي من الحرب مع «حماس»، أيد الكثير من أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء علناً إعادة توطين غزة.

قالت أميرة هاس، الصحافية والمؤلفة الإسرائيلية المعروفة التي تعيش في رام الله: «لا أقول هذا بوصفه نبوءة، بل تحذيراً: يجب أن تؤخذ فكرة إعادة توطين غزة على محمل الجد».

وتابعت: «عندما تحدّث المستوطنون لأول مرة عن الذهاب إلى حومش (في الضفة الغربية) وسيناء، وفي كل مكان آخر، لم يصدقهم الناس. لكن الحركة (الاستيطانية) هي إحدى أفضل القوى السياسية تنظيماً في إسرائيل على مدى الثلاثين عاماً الماضية. نحن لا نتحدث عن مجموعة من الحالمين... هؤلاء أشخاص يتمتعون بموارد سياسية ومالية هائلة وسجل حافل بالنجاحات».

في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشرت شركة «هاري زهاف»، شركة بناء منازل تعمل في المستوطنات الإسرائيلية، صورة تظهر رسومات لمنازل جديدة بين بقايا كتل سكنية مدمرة على طول شاطئ البحر المتوسط ​​في غزة.

وقال الإعلان: «إن بناء منزل على الشاطئ ليس حلماً!»، مضيفاً أن الشركة «تعمل على إعداد الأرض» للعودة إلى غوش قطيف، وهي مستوطنة في غزة تم إخلاؤها قسراً من قبل الجيش بعد الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب في عام 2005.

ويؤكد الكثير من اليمين الإسرائيلي أن الانسحاب من غزة كان خطأً استراتيجياً سمح لحركة «حماس» بأخذ السلطة.

وفي يناير (كانون الثاني) حضر آلاف الأشخاص، بمن فيهم وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست، تجمعاً آخر لمنظمة «نحالا» في القدس. وبعد شهر، اقتحم ناشطون من اليمين معبر إيريز إلى شمال غزة، وأقاموا «بؤرة استيطانية» رمزية قبل أن يزيلها الجيش، وفي مايو (أيار)، شارك آلاف في تجمع بقيادة منظمة «نحالا» في مدينة سديروت الحدودية.

يأتي المؤتمر بعد مرور عام على حرب إسرائيل في غزة، ومع اتضاح أن رفض نتنياهو تحديد خطة «اليوم التالي» للقطاع من المرجح أن يؤدي إلى إعادة احتلال عسكري دائم. ويبدو أن الهجوم الإسرائيلي الشرس المتجدد على الثلث الشمالي من غزة، الذي دخل الآن أسبوعه الرابع، مصمم لإجبار السكان المتبقين على المغادرة.