تشدد احترازي دولي في وجه فتح السفر الصيني

عاملون في مطار العاصمة بكين الدولي ويظهر مدى تشديد الاحترازات من كورونا (رويترز)
عاملون في مطار العاصمة بكين الدولي ويظهر مدى تشديد الاحترازات من كورونا (رويترز)
TT

تشدد احترازي دولي في وجه فتح السفر الصيني

عاملون في مطار العاصمة بكين الدولي ويظهر مدى تشديد الاحترازات من كورونا (رويترز)
عاملون في مطار العاصمة بكين الدولي ويظهر مدى تشديد الاحترازات من كورونا (رويترز)

رغم موجة دولية تشددية من تداعيات القرار، أعلنت الصين أنها سوف تفتح حدودها أمام الدول الأجنبية مجدداً، بدءاً من اليوم الأحد، بعدما أنهت بكين سياستها الصارمة الخاصة بـ«صفر كوفيد» التي اشتملت على إغلاق فعلي لحدودها.
غير أن الأمر سوف يستغرق شهوراً قبل أن يعود السفر إلى الوضع الطبيعي عقب إغلاق الحدود لنحو ثلاث سنوات، حيث يرجع أحد الأسباب إلى أن عدد الرحلات الدولية المنخفض من الصين سوف يحدّ من عدد المسافرين.
وبدافع الخوف من متحورات الفيروس الجديدة التي يمكن أن تظهر جراء الانفجار الحالي لإصابات «كوفيد-19» في أكثر دولة مأهولة بالسكان في العالم، تشترط دول الاتحاد الأوروبي -بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا والسويد- على المسافرين تقديم اختبار كوفيد سلبي قبل المغادرة، لم يمر عليه أكثر من 48 ساعة.
ورغم إعادة فتح الحدود، فمن غير المتوقع حدوث موجة سفر هائلة من الصين، حيث إن عدد الرحلات المتجهة للخارج لا يبلغ حالياً سوى 10 في المائة من حجم ما قبل الجائحة، كما أن التذاكر باهظة الثمن للغاية.
وتريد السلطات استئناف إصدار جوازات السفر وعمليات التجديد، ولكن ذلك في الأساس للرحلات التجارية والدراسية. وبالمثل، سوف تولي سفارات الصين أولوية لإصدار تأشيرات للرحلات التجارية والعمل والدراسة، وكذلك الزيارات العائلية.
ومن أبرز التشديدات، ما أوصت به الخارجية الألمانية مواطنيها، بالتخلي «في الوقت الراهن عن الرحلات غير الضرورية» إلى الصين؛ بسبب وضع كورونا هناك.
وكتبت الوزارة على «تويتر»، أمس السبت، مبررة التحذير من السفر، بأن «أعداد الإصابات في الصين وصلت حالياً إلى أعلى مستوى لها منذ بدء الجائحة عام 2020»، مضيفة: «النظام الصحي الصيني محمل بأعباء زائدة، الأمر الذي أثر أيضاً على كفاية الرعاية حتى في حالات الطوارئ الطبية».
وأضافت الوزارة أن الصين سيتم تصنيفها اعتباراً من التاسع من الشهر الحالي كمنطقة خطر لمتحورات الفيروس، وسيسري الاختبار الإجباري بالنسبة للقادمين إلى ألمانيا من الصين، اعتباراً من غد الاثنين.
وأوصى الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء فيه بإجراء اختبار لفيروس كورونا (كوفيد-19) للوافدين من الصين، إلا أن التكتل فشل في الاتفاق على فرض اختبارات إلزامية.
من جانب آخر، أظهرت بيانات رسمية صادرة عن الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي في الصين، السبت، ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي لدى البلاد إلى 3.1 تريليون دولار أميركي بنهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) 2022، بزيادة نسبتها 0.33 في المائة عن نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه.
وأرجعت الهيئة الوطنية، وهي المسؤولة عن تنظيم النقد الأجنبي في الصين، زيادة احتياطيات النقد الأجنبي بالبلاد إلى التأثير المجمع لتحويل العملات والتغيرات في أسعار الأصول، بحسب ما أوردته اليوم وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وأشارت الهيئة إلى انخفاض مؤشر الدولار الأميركي، وأسعار الأصول المالية العالمية الشهر الماضي، بسبب السياسة النقدية وتوقعات الاقتصادات الكبرى وبيانات الاقتصاد الكلي العالمية. وقالت إنه من المتوقع أن تظل احتياطيات النقد الأجنبي بالصين مستقرة بشكل عام، حيث «يتمتع الاقتصاد الصيني بمرونة قوية وإمكانيات هائلة وحيوية كبيرة، وظلت الأسس التي تدعم نموه طويل الأجل قوية».
إلى ذلك، وحول تطور الوضع على تفاعلات الشركات العملاقة، سيتخلّى المؤسس والرئيس السابق لشركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة «علي بابا» جاك ما عن السيطرة على شركة «آنت غروب» كجزء من إعادة الهيكلة، فيما يكثف النظام الشيوعي حملته على الشركات الكبيرة في القطاع.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن جاك ما، أحد أشهر رجال الأعمال في الصين، رمز «للرجل العصامي» لجيل من أباطرة التكنولوجيا الصينيين، مع رحلته الشخصية غير النمطية.
لكن مدرّس اللغة الإنجليزية السابق انسحب من الحياة العامة بعدما منعت بكين طرح شركة «آنت غروب» للاكتتاب العام في هونغ كونغ في عام 2020 بعد تعليقاته اللاذعة بشأن الجهات الحكومية الناظمة.
وأعلنت الشركة في بيان، السبت، أنها تدخل تعديلات على هيكلية ملكيتها بحيث «لا يسيطر أي مساهم، بمفرده أو بالاشتراك مع أطراف أخرى» على «آنت غروب».
وكشف البيان عن الهيكل المعقّد السابق للشركة والذي أظهر أن جاك ما يسيطر «بشكل غير مباشر» على 53.4 في المائة من أسهمها.
وبعد هذا التعديل، سيحتفظ ما بـ6.2 في المائة فقط من حقوق التصويت، بحسب المعلومات الواردة في البيان.
وأوضحت الشركة: «يهدف هذا التعديل إلى زيادة تعزيز استقرار هيكلية شركتنا واستدامة تنميتنا على المدى الطويل»، مشيرة إلى أن عشرة أشخاص، بمن فيهم المؤسس والإدارة والموظفون، «سيمارسون حقوقهم في التصويت بشكل مستقل». ولن يغيّر هذا التعديل الفوائد الاقتصادية للمساهمين.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.